بعد انقطاع الطمث إهتمام بالطلّة ومعالجة المشاكل الجمالية
إهتمام المرأة بجمالها بعد مرحلة إنقطاع الطمث ليس سوى محاولة أخيرة للبقاء في «ربيع العمر» على أنقاض تجاعيد البشرة، وتعب الجسد الذي فقد كثيراً من حيويته، وغابت عنه رشاقة الحضور. إنها محاولة للعودة بعقارب الزمن إلى الوراء، إلى عمر الصبا، عبر الإستعانة بشتى الوسائل التجميلية، وحتى الطبية-التجميلية التي تضمن للسيدة إبراز جمالها الطبيعي، من دون مبالغة أو إبتذال، من خلال إهتمام مضاعف وعناية محدّدة، لكسب الصراع ضدّ الشيخوخة المبكرة، ولمنع السنوات من سلبها أثمن ما في الوجود: روح الصبا والجمال! بيد أنّ هذا الصراع لا يمكن أن ينتهي، أو أن ترفع له المرأة الرايات البيضاء مبكراً. فما من سيّدة تقبل أن يسلبها العمر هذا الحق، أو أن تشعرها السنون بأنها فقدته، أو تنازلت عنه. تكون المجابهة على عدّة أوجه، فهي تصارع على جبهة المرآة، و جبهة عيني زوجها، وجبهة المجتمع والمحيطين، مستعينةً بأسلحة «الجمال الشامل»...
تُعدّ مرحلة منتصف العمر عند النساء مرحلة قلق دائم، فهي تحمل الكثير من التغيّرات الجذرية التي قد لا تتقبّلها كلّ النساء برحابة صدر. إذ تبدأ ملامح الشيخوخة المبكرة بالظهور ويذبل جمال المرأة ويخبو فجأة ودون سابق إنذار.
لكن يمكن بكلّ بساطة اللجوء إلى بعض أساليب الوقاية والحماية للعمل على إبطاء زحف وتقدم الشيخوخة. وبهذه الطريقة يمكن الوصول إلى سن الأربعين أو أكثر مع المحافظة على أهم أركان الجمال الطبيعي.
بات الجمال بمتناول الجميع، من دون إبتذال أو تصابٍ أو مبالغة في التجميل... لكي لا يُقلب السحر على الساحر وتظهر السيدة بمظهر لا يمدح جمالها الطبيعي ولا يبرز مفاتنها الأصليّة!
تشرح الإختصاصية في التجميل جمال زينون أبرز ما يمكن القيام به للمحافظة على الجمال رغم التقدّم في السنّ. كما تتحدّث إختصاصية التجميل إلسي عاصي عن الإهتمام الروتيني المفروض على كلّ سيّدة لتبدو أنيقة ويافعة على الدوام.
يمكن للمرأة أن تبدو رائعة ومتألقة حتى وهي في سن الأربعين أو أكثر. كما يمكنها أن تظهر متميزة عن من حولها، وذلك من خلال مضاعفة الاهتمام ببعض الأمور المتعلقة بجمالها.
تقدّم في السنّ
من المعروف أنه مع بلوغ سن الأربعين، يقل معدّل تجديد خلايا البشرة، ويكون الإرهاق أكثر وضوحاً من خلال العروق في الوجه وانتفاخ العينين. ويعود السبب في ذلك إلى ضعف الدورة الدموية والغدد اللمفاوية. كما ويلعب إنقطاع الطمث دوراً أساسياً في التأثير على البشرة، نتيجة لنقص هرمون الأستروجين الذي يسبب ضعف البشرة وجفافها. تقول الإختصاصية زينون: «من الطبيعي ملاحظة تغيّرات في جمال المرأة وشكلها الخارجي، نتيجة الإنجاب أولاً والإرهاق والتقدّم في السن ونمط الحياة الضاغط الذي تعيشه. وقد شاءت الطبيعة أن تتوقّف الإباضة عند المرأة في سنّ معيّنة، مما يؤدّي إلى ثورات في جسدها، لا تلبث أن تنتهي بعد شهور قليلة. إلاّ أنها تخلّف مشاكل جسدية وجمالية، وحتى نفسيّة جمّة». إنّ نقص الهرمون الحاصل من جرّاء إنقطاع الدورة الشهرية يتسبّب بترهّل الجلد وجفاف البشرة وظهور التجاعيد، كما يؤدي إلى حساسية البشرة وإحمرارها.
إهتمام مضاعف
بعد إنقطاع الدورة الشهرية وتبدّل الهرمونات في الجسم، لا بدّ من إستشارة طبيب مختصّ للتشخيص ولتحديد ضرورة تناول هرمون بديل أو لا-طبيعياً كان كالصويا أو دواء كالهرمون العادي-، لتعويض النقص الحاصل في الجسم. أمّا عملياً، فلا بدّ من ممارسة الرياضة المعتدلة بشكل يوميّ وإستبدال بعض المأكولات بأخرى صحّيّة وأقلّ دسامة. ويجب شرب الماء لتصريف السموم. وتجدر الإشارة إلى أنّ التوجّه إلى إختصاصية تغذية خطوة ذكيّة في الإطار السليم. أما على الصعيد الجمالي، فترى عاصي أنه «يجب تحضير البشرة وترطيبها والخضوع لجلسات شدّ العضل والإعتناء بالعنق وإستعمال كريمات فعّالة للمحافظة على مطاطيّة الجلد إضافةً إلى الإستعانة بمختلف الفيتامينات الضرورية لمحاربة تساقط الشعر. ومن المستحسن ان تحتوي الجرعات الإضافية على زيوت الأوميغا وذلك لترطيب لجلد من الداخل. ولا بدّ من التنويه إلى ضرورة زيادة الكالسيوم في الغذاء أو من خلال مكمّلات غذائية لتفادي ترقّق العظم». تضيف: «إنّ الإحمرار وتفقّع الشرايين على البشرة هما نتيجة الهبّات الساخنة. لذلك يجب إستعمال كريم لتهدئة الشعور بالإنزعاج الجلديّ، وتخفيف الإحمرار نهاراً. أمّا ليلاً، فلا بدّ من الإستعانة بكريم يكافح التجاعيد و يمنع تأكسد الخلايا». إنّ إستعمال الكريم المناسب جوهريّ في هذه المرحلة العمريّة، إذ يشدّد خبراء التجميل والإختصاصيون على إستعمال السيروم المركّز والكريمات التي تحتوي على هرمون أو على كولاجين أو مواد تُغني البشرة.
جربي:
- Chanel Le Weekend de Chanel
- Dior Prestige Satin Revitalizing Nectar
- Guerlain Orchidee Imperiale The Cure
- La Mer Revitalizing Collection
- Estée Lauder Advanced Night Repair Synchronized Recovery Complex II.
جراحة تجميلية
تؤكّد زينون أنه «بإمكان السيدة المتقدّمة في السن أن تبدو يافعة وصبيّة وجذابة، من دون مغالاة أو إبتذال، وذلك عبر تقنيات طبية-تجميلية، أبرزها حقن الفيلر والبوتكس والفيتامينات، للتخلّص من التجاعيد والتجوّرات، إضافةً إلى جلسات العناية بالبشرة كالتقشير وغيرها. امّا إستخدام ماكنات الليزر، فمفيد لإعادة النضارة ولتحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين وللتخلّص من مختلف الشوائب الجلدية والتصبغات والبقع، إضافة إلى القضاء على الشعر الزائد في منطقتي الوجه والجسم».
تضيف: «إنّ العناية لا تقتصر على الوجه، بل يجب إيلاء الجسم أهمية أيضاً وذلك عبر تنشيط الدورة الدموية وتحفيز الأيض والحفاظ على القوام الرشيق. يمكن الإستعانة بماكنات خاصة وآلات للتدليك اللمفاوي والتنحيف وشدّ العضل والجلد منعاً للترهّل». كما يجب الإنتباه إلى زيادة الوزن ومحاولة التخفيف من السعرات الحرارية المتناولة.
أمّا الجراحة التجميلية، فتكون أحياناً الحلّ الأمثل، جسدياً ونفسياً، لمساعدة السيدة على بلوغ هدفها والتمتع بالطلّة المطلوبة، مما يضمن الراحة النفسيّة. وتقول زينون «إنّ عمليّات التجميل الأكثر طلباً بين السيدات في سن متقدّمة هي عمليات شفط الدهون وشدّ البطن، جراحات شدّ الوجه الكامل (Lifting) أو الجزئيّ، إضافةً إلى شدّ العنق». وهذا لا يمنع أن تتمتع السيدة بكامل جمالها، وإن في سنّ متقدّمة، للتمكّن من الشعور بالرضى التام عن مظهرها وأناقتها.
مشاكل جماليّة
تقول زينون: «تتعدّد المشاكل وتختلف في مرحلة إنقطاع الطمث، حسب كلّ سيّدة. ولكن هناك عوامل مشتركة، لعلّ أبرزها إكتساب الوزن الزائد وظهور السيلوليت وإنحباس الماء في الجسم، بروز شعر زائد في الذقن وظهور شعر أبيض قاسٍ، بدء تساقط شعر الرأس، وتكوّن دبغات على سطح اليدين. كما يمكن ملاحظة ترهّل العضل وخاصةً على الوجه من النصف السفلي، إضافةً إلى رقّة مفرطة في البشرة ما يؤدّي إلى حساسية جلدية وإحمرار وشرايين متفقّعة». إلاّ أنه لا بدّ من السيطرة على الوضع وتفادي تفاقمه عبر الوقاية وحتى العلاج.
روتين دائم
إنّ محاولات التصابي المبتذلة غالباً ما تبوء بالفشل، لأنّها إصطناعيّة ولا تخدم السيدة، بل تضرّ بجمالها الطبيعيّ. تنصح قزّي بضرورة «الإستخدام اليومي والمنتظم لمرطب للبشرة الذي يحتوي على عنصر حماية من أشعة الشمس، وذلك مع استمرار العناية بالبشرة من خلال المستحضرات المضمونة والوصفات الطبيعية، إضافةً إلى استخدام كريم يحتوي على فيتامين A للتقليل من الخطوط في الوجه. أمّا بالنسبة إلى الماكياج فيفضل تجنّب ظلال الجفون وأحمر الشفاه الداكن، لأن هذه المستحضرات توضح التجاعيد والخطوط أكثر. ويمكن استخدام ألوان المشمشي والوردي والبيج وكريم أساس خفيف».
- Guerlain 4 Colours Blush
- YSL Rouge Pur Couture in Corail Urbain
- Clinique Repair wear Laser Focus All-Smooth Makeup SPF15
عناية مبكرة
تنصح عاصي كلّ السيدات بـ «بدء الإهتمام بالبشرة منذ الصغر، مما قد يوفّر الخضوع لاحقاً للجراحات الكبرى. فالترطيب والحماية من الشمس والعناية البسيطة الروتينية وتمارين العضل وتناول الفيتامينات والإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة المنتظمة والخضوع لجلسات العناية بالبشرة، من شأنها أن تؤخّر معالم الشيخوخة المبكرة، لتظلّ السيّدة متمتّعة بكامل رونقها لأطول فترة». كما أن التفاؤل والنظرة الإيجابية إلى الحياة والفرح توفّر الشباب والنضارة الدائمين، إذ ينعكس الهدوء النفسي والراحة الداخلية على البشرة والجسم والنفس معاً.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024