تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

فرقة Sima السورية: الفن يولد من الضغط...

قلوبهم لا تحكي إلا عن الشام، أرادوا إيصال رسالة سلام إلى الشعب السوري من خلال لوحة تعبيرية مؤثرة، وضعوا فيها التقنية جانباً، ورقصوا بمشاعر وطاقة وانسانية. صعب عليهم اللقاء لإجراء التمرينات في منطقتهم في ظل هذه الظروف الصعبة، فكان لبنان ملجأً لهم. لماذا أطلقوا عليها اسم "سمة"؟ ما هي صورة سورية الحقيقية بالنسبة إليهم؟ وإلى أي مدى تأثر عرضهم بما تعيشه سورية اليوم؟ يحدّثنا أعضاء الفرقة في هذا الحوار...

 

كيف تحضّرتم لهذا العرض وهل توقّعتم التأهل بأصوات الجمهور؟

أخذنا وقتنا في التحضير للعرض ولم نتخيّل أن نصل إلى النهاية، خصوصاً بعد سماعنا تعليقات اللجنة، فقد فوجئنا بما قالته علماً أننا نحترم آراء الجميع. قدّمنا عملاً مختلفاً تماماً وبعيداً عن التقنية، وكان له علاقة مباشرة بالروح وبالأحاسيس. كان لدينا أمل في الوصول ولكن لم نتوقع نيل هذه النسبة من التصويت، وكانت صدمة إيجابية ومفاجأة جميلة، فقد وصلنا إلى النهائيات وهو إنجاز بالنسبة إلينا ويضع على عاتقنا مسؤولية أكبر ويحفّزنا على تقديم المزيد ضمن الوقت الذي يفصلنا عن الحلقة النهائية.

كيف تقوّمون عرضكم؟

ما قدمناه في هذه الحلقة كان مختلفاً تماماً عما قدمناه في الإختبار، كان لدينا رسالة أردنا إيصالها وعملنا على المشاعر.

لماذا "هنا الشام"؟ هل اخترتم توجيه رسالة إليها بهدف كسب تعاطف الناس وكسب ثقتهم؟

لأننا جميعاً من سورية ومن الشام تحديداً، و"سمة" لا تود أن تقدم ما هو بعيد عما يجري في سورية، لا يمكن أن نقدم الصح إلا إذا خرج من القلب، والقلب لا يحكي إلا عن الشام، وأردنا أن نوصل رسالة إلى الشعب السوري ولكل سوري يعيش خارج سورية. رقصنا شيئاً أثّر في  أنفسنا، وليس شرطاً أن يؤثر في كل الناس. قدّمنا شيئاً من داخلنا، وأكثر ما يصل إلى الناس هو العمل الصادق، فلو لم تكن هذه المشاعر والطاقة حقيقة لما وصلنا إلى الجمهور ومنحنا صوته.

لماذا أطلقتم على الفرقة اسم "سمة"؟

سمة تعني صفة.

كيف التقيتكم ومتى انطلقت الفرقة؟

انطلقت "سمة" بثلاثة شباب، طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الباليه، أرادوا أن يبتكروا فكرة جديدة ويخرجوا عن المألوف، التقوا يومياً بعد دروسهم في المعهد وأطلقوا هذا المشروع عام 2004. المؤسسون الثلاثة هم فادي شاهين وعلاء Big Boss الفرقة الذي يصمّم الرقصات والذي يحمل هموم الفرقة على كتفيه، وحور ملص. كانوا طلاباً في الدفعة نفسها، بدأت فكرتهم صغيرة ثم تطورت وكبرت، وبعد تخرجهم انضمّ إليهم مجموعة من طلاب الباليه في المعهد وفي مدارس الرقص. وأبرز سمات سمة هي أنها عمل يومي يجمع الحب والطاقة.

هل شعرتم بأن أداءكم تطوّر عما كان عليه في مرحلة الإختبار؟

طبعاً، في الإختبار كان عددنا أقل وطرأت تغييرات في الكواليس قبل صعودنا إلى المسرح، لذلك تعرضنا للضغظ.

هل عددكم مكتمل اليوم؟

هناك أعضاء في الفرقة لم يشاركوا معنا في العرض. المسؤولية كانت كبيرة في أن نعوّض هذا النقص. البعض تمنّى أن يتواجد معنا لكنهم لم يتمكنوا من المجيء لظروف معينة. أقل ما يمكننا فعله هو أن نشعرهم حين يشاهدون العرض بأننا ملأنا الفراغ الذي تركوه.

هل من أقارب بين أعضاء الفرقة؟

لا أبداً.

كيف أجريتم التمرينات؟ ألا يصعب عليكم اللقاء في ظل ظروف سورية؟

عانينا بسبب الأوضاع الأليمة في سورية وقررنا أخيراً أن نلتقي في لبنان. جئنا واجتمعنا في مكان واحد وأجرينا التمارين. ولولا التراكم الفني الذي نتمتع به لما وصلنا إلى أي نتيجة. تركيزنا على التقنية والرقص الكلاسيكي الحديث، وهذه الرقصة بالذات كانت مرتكزة على الصدق وعدم اصطناع الحركة. خرجت الحركة التي قمنا بها من قلوبنا، ولم تكن مرسومة، الأمر الذي تطلّب الكثير من المجهود من حيث الذاكرة القوية والمشاعر. وصلت لوحتنا بصدق وبحقيقتها إلى الجمهور، ولذلك نلنا هذه النسبة من التصويت.

نجوى أرادت أن تبكي...

الذي أردنا أن نقدمه هو الأمل والحب والفرح وصور جميلة عن الشام، لا نود أن نعرض الصور الحزينة عن الشام لأننا نعيش الحزن أصلاً، لذلك حاولنا أن نقدم الصورة الحلوة لكي نبعث الأمل ونجعل العالم تشتاق، واخترنا اللون الأبيض والموسيقى التي تتماشى مع هدفنا ونجوى تأثرت وأحبت أن تدخل أكثر في عمق الحالة.

علي جابر قال أن هذه الصورة هي صورة سورية الحقيقية...

كلامه جميل ونحن نفخر بهذا الشيء.

ما هي صورة سورية الحقيقية؟

في سورية الكثير من الأشياء الجميلة، الحمام والأشياء النقية والنظيفة ونتمنى أن تعود سورية إلى سابق عهدها.

إلى أي مدى تأثر عرضكم بما تعيشه سورية اليوم؟

كثيراً، لا يخرج فن من دون ضغط، هدفنا واضح ولكن لدينا صعوبة لأن الفرقة لم تكتمل وكان هناك صعوبة لوصول أعضائها إلى هنا.، لا يوجد أحد لم يتأثر بما يجري في سورية. وكان لا بد أن نُخرج هذا الضغط عبر الرقص.

وضعت اللجنة آمالها فيكم و تمحورت تعليقاتها على قدرات لم تظهروها في هذا العرض!

نتمنى ألاّ نخيّب أمل أحد ولا حتى آمالنا، وأن نكون على قدر مسؤولية التعب.

ماذا تحضّرون للحلقة النهائية؟

من واجبنا أن نأخذ آراء اللجنة في الاعتبار، فقد طلبت منا تركيزاً تقنياً، لذا سيكون عرضنا النهائي فيه تقنية عالية إلى جانب الكثير من المشاعر. فالمسؤولية كبرت ويجب أن نقدم شيئاً أكبر مما قُدّم، وسيكون جيداً وسوف نبدأ العمل من اليوم.

هل ستكون سورية المحور في النهائيات؟

لا نعتقد ذلك.

من ينافسكم من المتأهلين؟

كل موهبة تقدّم فناً مختلفاً عن الآخر، نعتبر المنافسة بين الفئة الواحدة، وما يميّزنا عن فرق الرقص التي تأهلت إلى النهائي، هو أننا أكاديميون اختصاصنا هو المسرح والرقص.

هل تعتبرونها نقطة قوتكم في الفرقة؟

نقطة قوّتنا هي صدقنا في عملنا، إلى جانب كوننا أكاديميين، فقد تعبنا كثيراً واخترنا هذا المجال ودرسناه من محبتنا له.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077