فنانون في فخ السياسة! إعلان مواقفهم سبّب لهم المشاكل
رغم أن عدداً كبيراً من الفنانين يحرصون على الابتعاد عن السياسة، ويرفضون كشف آرائهم ومواقفهم من الأحداث السياسية التي تشهدها بلادهم، ولا يشاركون في التظاهرات، فإن هناك نجوماً آخرين قرروا أن يكون لهم موقف مختلف تماماً، وكانوا حريصين على إعلان آرائهم السياسية بكل صراحة وتلقائية، وهو الأمر الذي وضعهم في مأزق، فأثارت تصريحاتهم الجدل حولهم وتسببت لهم بمشاكل كثيرة...
لم يتوقع الفنان نور الشريف تلقيه تهديدات بالسحل والقتل من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي المقيمين في فرنسا، وذلك أثناء مشاركته في صالون الخريف بباريس لمجرد إعلانه تأييده لـ «ثورة 30 يونيو»، وفوجئ قبل ذهابه للمشاركة في إحدى ندوات الصالون، من أجل توضيح الصورة الحقيقية أمام المثقفين والإعلاميين في الغرب لما حدث في مصر خلال الفترة الماضية، بأكثر من اتصال هاتفي من أصدقائه الذين حذروه من الذهاب إلى موقع الندوة، مؤكدين وجود أنصار الرئيس المعزول الذين أعلنوا رفضهم مشاركته في صالون الخريف، مهددين بالاعتداء عليه وقتله إذا حضر وأعلن تأييده «ثورة 30 يونيو».
ورغم إستجابة نور الشريف لنصائح أصدقائه بعدم حضور الندوة، التي حاصرها أنصار الدكتور محمد مرسي، وتفهمه لخطورة الموقف، أصرّ على عقد مؤتمر صحافي آخر لإيصال الرسالة التي جاء إلى فرنسا من أجلها، وحظي هذا المؤتمر بردود فعل إيجابية، وحرصت على حضوره كل الوفود الأجنبية.
اتهامات
غادة عبد الرازق من أبرز الفنانين الذين قرروا أيضاً الكشف عن آرائهم في الأحداث السياسية الأخيرة بدون تردد أو خوف من انتقاد البعض لها، وذلك بعد هجومها على برنامج «البرنامج» الذي يقدمه الإعلامي باسم يوسف، ووصفت ما قدمه خلال الحلقة الأولى من الموسم الثاني بالسخيف بسبب سخريته من الفريق أول عبد الفتاح السيسي ومن الجماهيرية التي يحظى بها، بل هددت بمقاضاته.
لكن هجوم غادة على باسم يوسف وانتقادها حلقة البرنامج من خلال حسابها الشخصي على موقع تويتر، وضعاها في أزمة، فقد فوجئت بهجوم حاد من الجمهور الذي وصف الحلقة بالرائعة، بل أكد أن الاتهامات التي وجهتها غادة إلى باسم باطلة، وأنها تتنافى مع حرية الرأي والتعبير التي نادت بها لأكثر من مرة. وكتب أحد محبي باسم يوسف لها: «خسارة كنا بنحبك»، وكتب آخر: «كل واحد حر في التعبير عن وجهة نظره».
موقف غادة عبد الرازق من باسم يوسف لم يجعلها تتعرض للانتقادات من الجمهور فقط، بل أوقعها في أزمة مع صديقتها الإعلامية لميس الحديدي التي أبدت إعجابها الشديد بالحلقة، وهو الأمر الذي أثار غضب غادة ودفعها للتغريد لها وكتبت: «لم أكن أتوقع أن يكون هذا موقفك».
موقف محرج
رغم أن التكريم وحصد الجوائز حلم يراود كل فنان، إلا أن آثار الحكيم تعرضت لموقف محرج للغاية أثناء تكريمها في الدورة السابعة لمهرجان سلا المغربي لفيلم المرأة، بسبب الكلمة التي ألقتها قبل تكريمها وأشادت خلالها بالدور الذي قام به الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ونجاحه في إنقاذ مصر من الإرهاب، مؤكدة أنه انحاز إلى قرار الشعب المصري الذي شارك في ثورة «30 يونيو»، لتفاجأ بعد ذلك باستقبال سيِّئ وترحيب باهت من وزيرة التضامن المغربية بسيمة الحقاوي أثناء تسليمها درع التكريم. وأعلنت الأخيرة رفضها للكلمة التي ألقتها الحكيم، مؤكدة أن مصر تذهب إلى طريق الديكتاتورية. ورغم غضب آثار من هذا الموقف المحرج، رفضت التعليق، مؤكدة أن ما حدث لها في المغرب عمل فردي وأنها تكن كل الاحترام والتقدير للشعب المغربي.
هتافات السيسي ومرسي
آثار الحكيم لم تكن الفنانة الوحيدة التي تعرضت لموقف محرج في المغرب بسبب موقفها السياسي، بل واجهت الفنانة شيرين عبد الوهاب أثناء إحيائها حفلة في تطوان موقفاً مشابهاً في آب (أغسطس) الماضي، فقبل تقديمها أغنية «مشربتش من نيلها» هتفت قائلة: «يحيا السيسي»، لتفاجأ برد بعض الحضور عليها بتوجيه التحية للرئيس المعزول محمد مرسي.
ورغم أن الحفل استمر بشكل طبيعي وواصلت شيرين الغناء بلا مشاكل، فوجئت بالعديد من الصحف تزعم طردها من الحفلة، وهو الأمر الذي دفعها للخروج عن صمتها وكشف حقيقة ما حدث، مؤكدة أن الهتافات التي أيدت مرسي لم تخرج سوى من مجموعة قليلة، وأنها غنّت ساعة كاملة.
زفاف
خالد عجاج يعد أحد ضحايا مواقفه السياسية أيضاً، فأثناء حضوره حفلة زفاف أحد أصدقائه في مدينة مرسى مطروح، طلب منه أحد الحاضرين غناء أوبريت «تسلم الأيادي»، وبالفعل قرر تلبية طلبه، إلا أنه فوجئ بعد غنائه المقطع الأول من الأوبريت بهجوم حاد من بعض الحضور المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين، رافضين تقديمه الأوبريت الذي يشيد بدور القوات المسلحة.
عندها، قرر عجاج وقف الغناء على الفور تفادياً لنشوب خلافات بين الحضور، وحتى لا يفسد فرحة صديقه. إلا أنه عبّر عن انزعاجه لتناول بعض الصحف والمواقع الإلكترونية الحدث بشكل خاطئ، فقد روَّجوا لشائعات كثيرة حول تعرضه لاعتداء من أنصار الرئيس المعزول وطرده من الزفاف.
تهديدات
رغم نصائح جمهورها بالابتعاد عن السياسة حتى تتمكن من التخلّص من المشاكل التي لاحقتها منذ إعلانها عن آرائها في ما تشهده الساحة السياسية في سورية، لم تستجب أصالة لهذه النصائح، وأكدت أن التهديدات التي تتلقاها بشكل يومي، سواء بخطف أبنائها أو بقتلها، وهجوم فنانات أخريات عليها، لن تجعلها تستسلم أو تتراجع عن هذه الآراء.
أصالة، التي أغلقت حسابها على «تويتر» أسابيع العام الماضي بعد الانتقادات التي لاحقتها من أنصار الرئيس السوري بشار الأسد، لم تسلم من هجوم الفنانين عليها، وكانت البداية من الفنانة رغدة التي هاجمتها في أكثر من حديث تلفزيوني وصحافي، واتهمتها بالخيانة، وأيضاً الفنانة ميادة الحناوي التي أعلنت أن موقف أصالة من الأحداث السورية غريب وغير متوقع، واتهمتها بخيانة الشعب السوري أيضاً، الأمر الذي دفع أصالة للخروج عن صمتها والرد عليهما، متهمةً رغدة بالسخافة والقسوة وميادة بالغرور.
وبعد مرور أشهر على هذه الخلافات، فوجئت أصالة بعودتها من خلال الفنانة سُلاف فواخرجي التي فتحت النار عليها، عندما أكدت أن أصالة تدعم العنف في سورية، وطالبتها بالبقاء في منزلها والتزام الصمت.
هذه التصريحات أثارت غضب أصالة، ووصفت ما قالته سلاف بالوقاحة، وكتبت عبر «تويتر»: «اليوم تابعت للأسف سلاف وما أبشع ما قالت، انتقدت كل من يخالف رأيها القاتم...
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024