تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

ياسر جلال: التمثيل مهنة صعبة وعرّضتني لمتاعب نفسية وبدنية

ياسر جلال

ياسر جلال

ياسر جلال

ياسر جلال

ياسر جلال

ياسر جلال

ياسر جلال

ياسر جلال

خاض تحدياً كبيراً في رمضان الماضي من خلال تجسيده لدور المصارع "أدهم" في مسلسل "لمس أكتاف". في حوار خاص لـ"لها"، يتحدّث النجم ياسر جلال عن تفاصيل هذا الدور، رغم انعدام خبرته في رياضة المصارعة، ويتكلم عن التحضيرات للدور والإصابة البالغة التي تعرض لها خلال التصوير. كما يكشف عن أسباب رفضه لأداء بعض المشاهد، والاعتماد على "الدوبلير"، وأصعب المواقف التي تعرض لها في مسيرته الفنية.


- كيف كان وقع شخصية "أدهم" عليك، خاصة مع تجسيدك لدور المُصارع للمرة الأولى؟

خضت تحدّياً كبيراً بتجسيدي لهذا الدور، فهذه النوعية من الأدوار ليست بالسهولة التي قد يتخيّلها البعض، فالمصارعة لعبة رياضية صعبة، خاصة الرومانية منها، وتطلّبت مني تحضيرات كثيرة لأجيدها، وكانت فرصة مهمة بالنسبة إليّ أن أُقدّم شخصية المصارع للمرة الأولى في الدراما، ورغم صعوبة الدور، سُررت لأنني كنت السبّاق في تقديمه.

- لماذا اختير "لمس أكتاف" عنواناً للعمل؟

القائمون على العمل اختاروا له هذا الاسم، ولم يكن اختيارهم عشوائياً، بل حرصوا على أن يعكس عنوان العمل صورة مصغّرة عن أحداثه، فـ"لمس أكتاف" مصطلح يقترن بلعبة المصارعة، وهي حركة يقضي من خلالها المصارع على منافسه، وكذلك يقترن بآفة المخدرات، وهي أيضاً إذا لم يتم القضاء عليها، فتسيطر بـ"لمس أكتاف" على المجتمع، وتقضي على الشباب خصوصاً، وهم مستقبل الوطن. وعلى مستوى الحب والرومانسية، فمن الممكن أن يشعل "لمس الأكتاف" قصة حب بين طرفين، ولذلك اختير هذا الاسم ليعبّر عن أحداث العمل.

- كيف استطعت التوصل الى الشكل الخارجي الذي يتناسب مع بطل في المُصارعة؟

في أي عمل درامي، كل شخصية جديدة نقدّمها للجمهور يجب أن تحتوي على أبعاد ثلاثة: البعد الأول هو المادي، ويتعلق بالبنية الجسمانية للشخصية، والبعد الثاني هو الاجتماعي، بحيث تكون الشخصية إما ثرية أو فقيرة، أما الثالث فهو البعد النفسي، ويتعلق بأحلام الشخصية وطموحاتها وعلاقتها بالآخرين. فهذه الأبعاد تمكّننا من دراسة أي شخصية قبل تقديمها، وشخصية "أدهم" كانت تحتاج الى الاهتمام بالبعد المادي الجسماني، لأنه إذا صدّقه الجمهور فسيصدق الشخصية، لذا تردّدت كثيراً على صالات الجيم، وتدرّبت بإشراف مدرّب خاص في رفع الأثقال، الى أن أصبح جسمي شبيهاً بأجسام المُصارعين، خاصةً أن مشهد البداية الذي تمحورت عليه الأحداث كان عبارة عن مباراة في المُصارعة خضتها مع منافسي الكابتن كرم جابر، وهو من أبرز نجوم المُصارعة في العالم، لذلك حرصت على أن يكون أدائي صادقاً وحقيقياً ليُقنِع المشاهد.

- وهل بذلت مجهوداً كبيراً للتمكّن من الشخصية؟

التحضيرات لشخصية "أدهم" استغرقت مني أوقاتاً طويلة بذلت خلالها مجهوداً كبيراً حتى تمكّنت من التمتع بجسم مصارع.

- وكيف استعنت بخبرات المُصارع العالمي المصري كرم جابر؟

كل المشاهد التي جمعتني بكرم جابر على حلبة المُصارعة كانت في غاية الخطورة، ولا تُصدّق، فأنا أتنافس مع أسطورة المُصارعة الرومانية في العالم، وكان عليَّ التركيز والانتباه الى أي حركة، لكي أتصدّى للخصم، ولذلك كنت أتدرب لثلاث ساعات في الجيم، وساعة مع كرم جابر، وهو ساعدني كثيراً، واستفدت من خبراته في مجال المُصارعة، كما أصبحنا صديقين منذ اللقاء الأول.

- المسلسل استُهلّ عرضه بمشهد مُصارعة يخصّك، هل انتابك القلق خلال تصويره؟

قلقتُ كثيراً، ولم يغمض لي جفن في الليلة التي سبقت اليوم الذي صوّرت فيه هذا المشهد، فكنت خائفاً من فكرة المصارعة على الحلبة مع منافس قوي، كما لا أخفي عليكِ خوفي من الإصابة، فقد كنت أخشى التعرّض لكسور أو أي كدمات تمنعني من استكمال تصوير باقي الحلقات، فلا يتمكن المسلسل من اللحاق بالعرض في رمضان.

- لكنك أُصبت فعلاً خلال تصويرك أحد المشاهد، فما الذي حدث؟

هذا صحيح، فقد تأذّت ذراعي اليمنى، لكنني تغلبت على الألم الحاد بتناول المسكّنات، فرغم تركيزي الشديد في هذه المشاهد، إلا المصارعة مع خصم قوي عرّضتني لهذه الإصابة.

- أي موقف لا يمكن أن تنساه في هذا العمل؟

هناك موقف كلّما أتذكّره أضحك، وأعتقد أنني لن أنساه أبداً، ففي أثناء شرائي ملابس للمُصارعة من أحد المتاجر المُخصصة لذلك، قال لي صاحب المتجر: "عندما تقوم بخير من هذه المبارزة، تعال واشتري ما ترغب به"، فكان متأكداً من قوة كرم جابر، ولم يستوعب فكرة أن أتصارع معه على الحلبة، لكن أكثر ما أسعدني هو خروج هذه المشاهد بأسلوب مُقنع بشهادة كبار المحكّمين والمدرّبين.

- هل استعنتم بـ"دوبلير" في أي مشهد من العمل؟

أدّيت كل مشاهد الأكشن بنفسي، باستثناء لقطات تحطيم الزجاج، فأي مُخرج أو مُنتج يرفض أن يقدّمها الممثل بنفسه، ويستعينان في تصويرها بـ"ـدوبلير"، وهذا ينطبق على أي عمل، لأن هذه المشاهد قد تعرّض حياة الممثل لخطر كبير.

- قلت مراراً إن مشهد القفز في مسلسل "رحيم" كان الأصعب، فأي مشهد هو الأصعب في هذا العمل؟

تضمن أحد مشاهد المصارعة بيني وبين كرم جابر حركة تقضي بأن يرفعني كرم الى أعلى ثم يتركني أسقط أرضاً، فلو أنني فقدت التركيز لبرهة من الزمن، لكنت قد تعرّضت لكسر في رقبتي أو إحدى فقرات ظهري، فهذه المشاهد كانت الأخطر في المسلسل.

- بذلت مجهوداً كبيراً في هذا الدور، فهل أثّر فيك أكثر من أدوارك السابقة؟

كُنت منفعلاً ومركزاً في الدور، لكن الممثل المحترف لا يتقمص أبداً الشخصية في الواقع، فالشخصية تنتهي بانتهاء تصويرها، فقد عشت حالة من العصبية الشديدة والإرهاق الدائم بسبب هذا الدور، خاصة أن التصوير كان يتم في شهر رمضان، فكان الأمر صعباً، لكنني لم أمشِ في الشارع وأنا متأثر بشخصية المصارع، ولم أضرب أحداً من المارّة.

- اللجنة الفنية للدراما أشارت إلى تضمّن العمل بعض الظواهر السلبية كتعاطي المخدرات واستخدام العنف، فما رأيك في ذلك؟

لطالما ناقشنا في الأعمال الفنية مثل هذه الظواهر ومدى تأثيرها في المجتمع، ووجدنا أن الهدف إيجابي من عرضها ومناقشتها، وهو التعرف على الأسباب التي تؤدي الى تدمير الشباب وانهيار المجتمع، وتبيان العِبر والمواعظ للمشاهدين حتى يستفيدوا من التجارب والقضايا المطروحة، وبالتالي يتجنّبوا الوقوع في الخطأ. أما عن آراء لجنة الدراما، فكل أعضائها متخصصون، ومن الطبيعي أن تكون لهم بعض الملاحظات، وعلينا أن نلتزم بها قدر المستطاع، فمن المفترض أننا نقدم عملاً فنياً، ينشر الوعي بين الناس ويثقّفهم ويمتعهم، وفي الوقت نفسه نعمل بتوجيهات اللجنة، خصوصاً أننا نعيش في مجتمع محافظ، والفن يخاطب هذا المجتمع ويحترم عقليته وعاداته وتقاليده.

- وهل يتأثر الجمهور سلباً بمناقشة هذه القضايا على الشاشة؟

لا أعتقد أن الجمهور يتأثر بمشاهد الأكشن أو بمناقشة أي قضية، فكما قلت نحن نطرح الظواهر السلبية المنتشرة في المجتمع، ونحذّر المشاهِد من الاقتراب منها، فهذا هو الهدف من عرض أي قضية شائكة.

- قدّمت عدداً كبيراً من الأفلام، وكنت نموذجاً رومانسياً في السينما، فلماذا ابتعدت عنها فجأةً؟

لست متأكداً مما إذا كُنت نموذجاً للرومانسية في الماضي أم لا، لكنني أختار دائماً الدور الذي أحبّه وأجده يناسبني، وأرى أن أي عمل فني يتضمن كل أنواع الفن، الرومانسي، والأكشن، والحركة... ويبقى للرومانسية النصيب الأكبر في أعمالي، لكن لم يعرض عليَّ سيناريو عمل رومانسي متكامل في الدراما، وأتمنى أن أحظى بعمل من هذا النوع. أما بالنسبة الى السينما، فتُعرض عليَّ أعمال لكنني لا أقتنع بها، وأفضّل عدم المجازفة في السينما، فما من حل وسط في السينما، فإما النجاح أو الفشل.

- مسيرتك الفنية عمرها 25 عاماً، ما أكبر صعوبة واجهتك طوال هذه السنوات؟

مهنة التمثيل بشكل عام صعبة للغاية، وليس كما يعتقد البعض، لكن أصعب ما فيها أن ترسم لنفسك طريقاً في الوسط الفني في البداية، فأعمالي الأولى هي التي كانت تجلب لي أدواراً جديدة، وتأتيني بالمزيد من الفرص، فمشوار الفن كله صعوبات، ولا يمكنني تحديد صعوبة بعينها، وأتمنى أن أستمر في العمل بالتمثيل حتى آخر يوم في حياتي.

- هل تحرص على ممارسة الرياضة؟

أمارس الرياضة باستمرار، سواء أثناء التصوير أو في فترة التحضير لأي عمل. فالرياضة مهمة لأي شخص، وليس للفنانين فقط.

- لكنها في الفترة الأخيرة أصبحت موضة لدى البعض لا أكثر؟

لا أعتقد أنها مجرد موضة أو "عرض عضلات" للتباهي، فكل النجوم الأجانب يهتمون بأجسامهم ويحرصون على رشاقتهم، فالرياضة أصبحت ضرورية لأي فنان.

- ما هو روتينك اليومي بعيداً من التمثيل؟

إذا لم أكن مرتبطاً بتصوير عمل فني جديد، أُخصص كل وقتي لأسرتي، فأبقى بجانبهم لأعوّضهم عن فترة ابتعادي عنهم لضرورات العمل.

- من هو مطربك المُفضّل؟

أحب الاستماع الى الأغاني القديمة والحديثة، وفي مصر والوطن العربي مئات المطربين الرائعين الذين تعجبني أصواتهم.

- ما زلت الى اليوم ترفض التعامل مع السوشيال ميديا، فما السبب؟

أنا لا أرفضها، لكنني لا أفهمها كي أتعامل معها بالشكل الصحيح، فمواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مهمة في حياة كل إنسان، وأنا بصراحة أخاف من بعض روّادها، الذين يعمدون الى تزييف صفحات الفنانين، فهذا التصرّف يزعجني كثيراً.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079