تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

نجوم في رثائه سيمـون أسـمر: ماذا قالوا فيه؟

سيمـون أسـمر

سيمـون أسـمر

مع رامي عياش

مع رامي عياش

مع منى أبو حمزة وأسامة الرحباني

مع منى أبو حمزة وأسامة الرحباني

مع ماجدة الرومي ومايا دياب وباسم فغالي

مع ماجدة الرومي ومايا دياب وباسم فغالي

اليسا وسيمون أسمر

اليسا وسيمون أسمر

بعد صراع مع مرض السرطان، رحل المخرج الكبير سيمون أسمر عن عمر 76 عاماً أمضى منها نحو خمسين سنة في خدمة الفن اللبناني، إذ خرّج عشرات النجوم الذين لا يزالون يملأون الساحات الغنائية وينتشرون في كل أنحاء العالم. كان لافتاً غياب عدد كبير من النجوم عن جنازته، هذا فضلاً عن الذين عملوا معه طوال مسيرته التلفزيونية، ويبدو أن هذا الزمن بات غدّاراً وقليل الوفاء.


أتمّ سيمون أسمر دراسته الجامعية من باريس في الإخراج والمسرح وهندسة الصوت. وأدخل شغفه بالصوت والصورة الى تلفزيون لبنان، فمثلت حقبة الستينيات المرحلة الذهبية له فعمل في قناتَي "9" و"7" لأكثر من عشرين عاماً، انتقل بعدها إلى الإذاعة اللبنانية حيث عمل مخرجاً لأكثر من عشر سنوات. في عام 1972 أطلق سيمون برنامج "ستديو الفن" على شاشة تلفزيون لبنان لاكتشاف المواهب المتعددة في الغناء والموسيقى والتقديم التلفزيوني، وهي مرحلة شكّلت قفزة نوعية في عالم التلفزيون وخرّجت عشرات النجوم من الصف الأول الذين سنحت لهم الفرصة آنذاك بتقديم مواهبهم أمام الجمهور في سنوات الحرب الأهلية. تزوّج أسمر من ندى كريدي وأنجب منها ثلاثة أولاد. في مطلع الثمانينيات، انتقل أسمر الى LBCI وقدّم أشهر البرامج، ومنها "ستديو الفن" و"كأس النجوم" و"ساعة بقرب الحبيب" و"باب الحظ" و"لقطة ع الهوا" و"افتح يا سمسم" و"الجائزة الكبرى" وعشرات السهرات والمهرجانات التي ترك فيها بصمته كمخرج مبدع وصاحب اهتمام واسع بالتفاصيل وبجمالية الصورة.

بعد نجاح هذه البرامج وتخريج أسماء لامعة، افتتح أسمر مكتباً لإدارة الفنانين بعقود احتكارية يمنعون بموجبها من الظهور إلا عبر شاشة LBCI وعلى مسرح "نهر الفنون" الذي كان بمثابة البطاقة الرابحة له وتعدّت شهرته لبنان. ومع بداية عام ألفين، بدأ نجم سيمون أسمر بالأفول مع ظهور أنماط جديدة في هذه البرامج لينضمّ أخيراً الى لجنة برنامج "ديو المشاهير".

خلافات كثيرة دبّت بين سيمون أسمر وعدد من النجوم، ومنها خلافُه مع كلٍ من راغب علامة الذي كان يتّهمه بمحاربته وإبعاده عن برامجه التلفزيونية، ووائل كفوري الذي اشتكى من نظام الاحتكار والعقود والحفلات الذي كان يفرضه أسمر في تعامله مع الفنانين، ورامي عياش الذي تصالح معه عام 2015 بعد قطيعة استمرت سنوات طويلة، وعاصي الحلاّني الذي اختلف معه بعدما انفصل عن مكتب "ستديو الفن" فبدأ أسمر يهاجمه، وفارس كرم بسبب آرائه السلبية بحيث كان يعتبره ظاهرة وستنتهي... هذا فضلاً عن مشاكل أسمر مع معين شريف وإليسا وميريام فارس ونوال الزغبي، وللأسف فإن كثراً من الفنانين لم يشاركوا في مراسم العزاء، مما دفع البعض للتأكيد أن قلّة الوفاء هي سمة الوسطَين الفنّي والإعلامي.

بيار الضاهر: كان قاسياً و"دمه خفيف"

سيمون أسمر كان موجوداً في LBCI منذ 1980 وأنا دخلتها في 1985 وكانوا في صدد التحضير لإطلاق المحطة وكان هو المسؤول عن البرامج الترفيهية. سيمون شخص مثقف و"دمه خفيف" ورؤيتنا في العمل كانت متشابهة اذ نفكر بنفس الأسلوب. قدّم العديد من البرامج الفرنسية، وفي عام 1988 قدم أول دورة من برنامج "استديو الفن"، وفي كواليس العمل هو مخرج صارم ولا يمازح أحداً، لكن في الوقت عينه "دمه خفيف" مع فريق العمل.

نجوى كرم: سيمون أسمر صانع الجمال

سيمون أسمر هو الذي سلّط الضوء على الفن في العام العربي وفي لبنان خاصة، وكان أنيقاً بفنه ومن خلاله يدل على الجمال، وتجربتني معه عبر إطلالاتي في برامجه كان عنوانها الجمال، سواء في الصوت أو الأناقة أو الإطلالة أو الحضور أو الكلام... وكان يعرف ماذا تعني صناعة الفن، ولم يكن مجرد منتج أو مخرج فقط.

وليد توفيق: له أيادٍ بيضاء في بداياتي

سيمون أسمر كانت له الأيادي البيضاء في بداياتي الفنية ووقف الى جانبي وكان اول من آمن بموهبتي ودعمني، وهو شخصية غير عادية. كان قاسياً لا يحب الخطأ أبداً وكريماً وأتذكر عندما غنّيت في "استديو الفن" كيف كان حريصاً على الهواة ويرافقهم في كل خطوة يخطونها، سواء الوقوف على المسرح أو تسريحة الشعر أو الملابس أو نوع الأغنية التي سيؤدونها. كان سيمون ذكياً جداً، ومتواضعاً، وأول زيارة قمت بها الى منزله كانت مع سونيا بيروتي ومجموعة من الهواة عام 1973، وكان بيته شبه خالٍ من الأثاث، ومع ذلك شعرنا أنه ملك في "قصره"، وذلك نظراً لعنفوانه وكرمه وعزّة نفسه. كما كان يملك سيارة "داتسون" صغيرة. لكن مشواري معه لم يطُل كثيراً، لأنني بعد أن أطللت في "استديو الفن"، سافرت الى مصر مع المخرج حسن الإمام ومحمد سلمان ومحمد علي الصبّاح. وأذكر أنه عُرض عليّ عقد عمل في الروشة، وكان سيحقق لي نجاحاً كبيراً، وأخبرتُ سيمون بما يحصل، فصرخ في وجهي قائلاً إن الوقت لا يزال مبكراً لذلك، ولم يسمح لي بالعمل قبل النضوج وإنتاج أغنيات خاصة، فاستغربت لكنني فرحت بقساوته. سيمون أسمر رجل كبير بفنه لا يمكننا أن ننكر بصماته في عالم المنوعات الفنية، فكان يحضّر برامجه في خلال ساعتين مع فريق عمله، وقد أعطى قيمة للمنوعات في العالم العربي.

ميريام فارس: بعد سنوات اعترف بنجوميتي

المخرج سيمون أسمر لم ينصفني عندما شاركت في برنامج "استديو الفن"، لكن مع مرور الوقت وبعدما أصبحت نجمة، أنصفني على شاشة التلفزيون أمام الملايين إذ قال لي إنني حققت نجومية باهرة، وأنا أكنّ له كل الاحترام والتقدير، وعندما تعرّض لأزمة صحية منذ سنوات وقفت الى جانبه، وحين مرضتُ تواصل معي، وعندما علمت بمرضه الأخير ودخوله المستشفى تواصلت مع المقرّبين منه للاطمئنان عليه، وأنا أُقدّم تعازيّ الى أهله وعائلته، لأن سيمون خسارة كبيرة للفن اللبناني.

منى أبو حمزة: كان صاحب رؤية ثاقبة ويعشق التفاصيل

سيمون اسمر لم يكن مخرجاً فقط بل منتجاً وموجّهاً ومديراً لأعمال الفنانين، وبرؤيته الثاقبة أسّس لبرامج مهمة جداً. وقد صنع في "استديو الفن" وغيره من البرامج نجوماً أكثر مما صنعت برامج الهواة العربية مجتمعةً. مع كل ما رصده من أموال فهو لم يكتفِ بتخريج المتسابقين، بل كان يتابع أداءهم ومظهرهم ويؤمّن له الظهور الإعلامي اللائق والعمل. أما على الصعيد الشخصي فهو إنسان نبيل وراقٍ جداً. كل من يجالس سيمون، يجد متعة في الحديث معه، لأنه مثقف ولديه سعة اطّلاع في شتى المجالات، كالصحة والمطبخ والفنون والجغرافيا والسفر. سيمون أسمر يعشق التفاصيل ويدرك أهميتها وينتبه لأدقّها، لا يسكت على الخطأ ولا يبخل بالثناء على الأمور الجيدة.

كميل طانيوس: كنت أتابعه من صغري

سيمون أسمر مخرج ومبدع من لبنان وأستاذ لعدد كبير من المخرجين، وحين حلّ ضيفاً على برنامج "المكتب الثاني" عقب غيابه لفترة طويلة عن الإعلام، وجدت أن هذا المخرج العظيم متصالح مع نفسه وواثق تماماً بأنه يستطيع أن يوصل النجم أينما يريد. والدليل على صحة كلامي، النجوم الموجودون على الساحة الفنية اليوم هم تلامذته، وقد أعطاني شهادة أعتزّ بها وأحفظها في أرشيفي إذ قال إنني من المخرجين الذين يلفتونه بعملهم الإخراجي. أما عن مشاركته في لجنة تحكيم "ديو المشاهير" فكان عضواً ملتزماً بمواعيد التصوير، ولم يوجّه لي أي ملاحظة إخراجية، بل كان يتعامل معي كابنه أو أخيه، فهو إنسان محترم جداً. سيمون أسمر أنت عملاق من لبنان، ولن ننساك أبداً.

باسكال مشعلاني: شخص لن يتكرر

لست خرّيجة "استديو الفن"، لكن تجربتي مع سيمون أسمر كانت من خلال ظهوري في برامجه، وقد أطللت في أول برنامج وحققت نجاحاً كبيراً عندما غنّيت "طلب إيدي من اهلي"، وهو شخص لن يتكرر، وله رؤية خاصة في الإخراج، وأتذكر عندما قابلته أول مرة، وقال لي يجب أن تطلّي فوراً في برنامجي الجديد، ونصحني بكل ما يليق بي، وظهرت معه على مدار عشر سنوات في كل البرامج التي أعدّها وأخرجها.

أنابيلا هلال: فخورة بأنني أنطلقت بإشرافه

بدايتي كانت من خلال المشاركة في مسابقة ملكة جمال لبنان مع سيمون أسمر، وفخورة بأن أهم البرامج التي شاركت فيها كانت بإشرافه، فهو أنجح مدرسة، ولحُسن حظي أنني كنت من آخر الأجيال الذين تمرنوا في مدرسته، وشهادته بي تعني لي الكثير.

نيشان: قال لي أثبتت أنك نجم مميز

علاقتي بسيمون أسمر تعود الى ما قبل مشاركتي في "استديو الفن" عام 1996، فهذا البرنامج مدرسة تجمع كل المواهب. ولطالما تمنيت أن أكون تلميذاً في هذه المدرسة، وفي عام 1996 قررت أن أتقدّم للمشاركة في هذا البرنامج كي أضيء على موهبتي، وكان لي ما أردت... وعندما فزت عن محافظة بيروت، عشت لحظات جميلة جداً لا يقدّرها أو يشعر بها إلا مَن هو شغوف بمهنة الإعلام، ثم نلت "الذهبية" عن فئة التقديم. لكن حينذاك لم يتعامل معي مكتب "استديو الفن" في أي برنامج تلفزيوني، لاعتقاده بأن شكلي يليق بالإذاعة أكثر من شاشة التلفزيون، وذلك بسبب قدراتي الصوتية، فحزنت لكنني ثابرت وأكملت الطريق ونجحت، وفي عام 2009 اتصلت به كي يحلّ ضيفاً على برنامج "مايسترو" في LBCI فوافق، وطرحت عليه سؤالاً على الهواء: "أنت صانع نجوم، فهل أخفقت في نظرتك الثاقبة؟" فأجاب: "نعم، لم أكن أرى أن موهبتك ستوصلك، لكنك أثبتت أنني كنت خاطئاً"، وشعرت بأن كلامه بمثابة جائزة تقديرية لي.

ماغي فرح: سيمون أسمر مكتشف المواهب

سيمون أسمر إنسان نادر أعطى الفن الكثير من إبداعه، ويتمتع بحس جمالي فريد، وكان دائماً يطمح الى الكمال في كل شيء يقدّمه، ولا يقبل بأي خطأ، وحركة كاميرته تعبّر عن الجمال والإحساس العالي بالنظرة الى الأشياء واكتشاف الجمال في كل شيء بسرعة. كان ساخراً مع محبة، وقبل أيام من وفاته، اتصل بي وأخبرني عن مرضه وسافرت، وتوفى وحزنت عليه، وكلما رحل كبير من بلدنا نشعر بالفراغ. سيمون أسمر صاحب بصمة نادرة، ورحل حزيناً بسبب الديون المتراكمة عليه وحجم المسؤوليات، لكنه علم من هم الناس الأوفياء، واختبر قلّة الوفاء، ومع ذلك بقي يتحدث عن الأشياء الجميلة لآخر لحظة من حياته.




المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080