هزيمة الحبّ
ندخل الحُبّ أقوياء منتصرين، ونخرج منه ضعفاء مهزومين. ندخلهُ مجلّلين بالأبيض، والجواهر الثمينة، وأدعية الأهل وتمنّيات الأصدقاء، وفوق عيوننا غشاوة ورديّة، مثل نظّارات تُكبّر الأحجام وتجمّلها، وتنفخ في الظلال روحاً، فتعطيها أبعاداً حقيقية. ندخل الحُبّ كمن يدخل عالماً سحرياً، حقلَ أزهارٍ فيه الفراشات والعصافير والأحلام الكثيرة، ثم ينسحب الضباب شيئاً فشيئاً، وترحل الغيوم وتنجلي الرؤية مع الوقت. فالوقت طاحونة الأيام والأحلام، ولا يبقى من كلّ ذاك الحبّ سوى ألبوم للذكرى... وشيء من الحنين. هوّة كبيرة تفصلنا عن ذاك الماضي الورديّ، إذ يبدأ واقع جديد بالتشكّل. واقع فيه الكثير من التفاصيل والتحدّيات والمهمّات والهموم. بعضٌ منّا يعترف بهزيمة أحلامه، يلملمها ويرحل... والبعض الآخر يبني فوق الهوّة جسراً، يتأبّط قناعته ويعبر. لا يحمل شيئاً من أوهامه. يعبُر خفيفاً، بعقل ناضج وقلب واهن... وتستمرّ الحياة.
نسائم
أيها الحبُّ الغريب
الحبُّ المتألّمُ، الكئيب،
المعلّق بنظرة،
بلفتة، بهمسة،
المهزومُ في كلّ أشكاله،
اجمع ورودك... وارحل!
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024