الفائزة ببطولة لبنان للسيدات الناشئات بيا سركيس للرياضة فوائد جمّة على صحة الإنسان الجسدية والعقلية
- حدّثينا بدايةً عن الرياضة التي تمارسينها والألقاب التي حصدتها؟
منذ صغري وأنا أزاول أنواعاً مختلفة من الرياضة كالسباحة وكرة الطائرة وكرة اليد... لكن وبتوجيه مباشر من المدرّب وديع الحولي، انتقلت منذ حوالى السنة الى رياضة رمي الرمح، وهي رياضة تقليدية قديمة، والرياضي الذي يمارسها يستخدم قوة ناتجة من التحوّل، أي قوة الدفع التي تنتقل إلى الرمح بتأثير سرعة الجسم والذراع، فيبدأ المتسابق بعدو سريع لمسافة تقارب الـ 30 متراً، وعندما يصل إلى موضع الرمي، يبطّئ عدوه، بينما تتراجع الكتف والذراع اللتان تحملان الرمح إلى أقصى حد إلى الخلف، وباستدارة عنيفة، وبدفع قوي بالجذع والذراع، يُلقي المتسابق الرمح. وقد تعلّمت هذه التقنيات وأتقنتها بدقة، وبالفعل كنت عند حُسن ظن المدرّب إذ تمكنت خلال فترة قصيرة من خوض غمار هذه الرياضة وفزت ببطولة غرب آسيا للناشئات.
- رمي الرمح يُعد من ألعاب القوى، فما هي الفئات العمرية للفتيات المُقبلات على ممارسة هذا النوع من الرياضة؟
الإقبال من مختلف الأعمار، إلا أن الإقبال من صغيرات السنّ يعطي نتائج فضلى، فألعاب القوى تتطلب تركيزاً ودقة وفنونَ أداءٍ تُكتسب مع الوقت من خلال التوجيه والمتابعة من جانب المدرّب المشرف.
- هل تقترن رياضة رمي الرمح بالقوة؟ وبالتالي تُعتبر الفتاة التي تمارسها مسترجلةً أو غير آبهة بأنوثتها؟
بالعكس، رياضة رمي الرمح تقترن بالدقة، وهي مثلها مثل أي رياضة، الهدف منها هو الارتقاء بالروح والسمو بها الى أعلى الدرجات. أعتقد أن فكرة المرأة الرياضية التي لا تبالي بأنوثتها بدأت تختفي تدريجاً، نتيجة زيادة الوعي بأهمية هذه الرياضة للفتاة، ونظراً لفوائدها المتعددة، بحيث تعمل على تقوية الجسم، وإكسابه المزيد من اللياقة، وتعزّز الثقة بالنفس، وترتقي بالقدرات العقلية (الذكاء، الدقة، التركيز والانتباه).
- ما موقف أهلك من ممارستك للرياضة؟ وهل عارض أحدهم مشاركتك في مباريات دولية؟
بالتأكيد، إلى جانب الدور الذي لعبه كلٌ من مدرّب ألعاب القوى وديع الحولي، ومدرّبة كرة اليد ميراي الحولي، ومدرسة القلبين الأقدسين والقيّمين عليها، كان لأهلي دور أساسي في تشجيعي ومساعدتي على تحقيق هذا اللقب، ولكنهم تمنّوا عليّ ألا تؤثّر ارتباطاتي الرياضية في تحصيلي العلمي. غير أنني وبجدولة بسيطة لوقتي، تمكنت من تخطّي هذا العائق، فأنا أتمرّن أربع مرات في الأسبوع، بمعدل ساعتين في كل مرة. كما لم لا يعترض أهلي يوماً على سفري ومشاركتي في بطولات أو مخيمات رياضية طالما أن ذلك لن يؤثر سلباً في تحصيلي العلمي، وسأشارك قريباً في معسكر تدريبي في مصر.
- سعيك لتحقيق هذا اللقب، هل أثر في حياتك العلمية والعائلية؟
إطلاقاً، فالرياضة عوّدتني منذ الصغر على تنظيم أعمالي ومهماتي، وهنا أؤكد أن قيامي بالتمرينات لأربع مرات في الأسبوع وبمعدل ساعتين في كل مرة لم ولن يؤثر في متابعة تحصيلي العلمي، ولا حتى في علاقتي مع أفراد عائلتي أو رفاقي.
- كيف تصفين علاقتك مع الرجل كأب أو أخ أو صديق؟
الأب بالنسبة الى الفتاة هو الداعم الأساس في كل خطوة تخطوها، والأخ هو الرفيق الذي يحميها من أي سوء قد تتعرّض له، أما الصديق فيجب أن تختاره الفتاة بدقة لتُحسن الاختيار، ويصبح بالتالي في منزلة أخيها أو أبيها.
- نعيش في عصر بات فيه الأطباء يبالغون في النّصح بممارسة الرياضة، فما السبب؟
تعتبر الرياضة جهداً بدنياً يبذله الفرد، وهناك من يواظب على ممارسة التمارين الرياضية من أجل نيل الفائدة، والحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية، ذلك أن "العقل السليم في الجسم السليم".
- يُقال إن الرياضة تؤثر إيجاباً في نفسية كل من يمارسها، فكيف ذلك؟
هذا صحيح، فللرياضة فوائد جمّة على صحّة الإنسان، لعل أبرزها:
إن ممارسة الرياضة بانتظام تعزّز الثقة في النفس. وبات يُنصح بها كوسيلة لقتل وقت الفراغ السلبي، لكونها قادرة على محاربة الروتين اليومي المُتسم بالملل. والرياضة تمنح من يمارسها الشعور بالسعادة، وتُجنّبه الإصابة بالاكتئاب.كما تزوّد الجسم بالقدرة على الانضباط، والسيطرة على الضغوط التي تُسبب القلق والتوتر. وتُساعد على التخلص من الطاقة السلبية والأرق.
- وماذا عن أهميتها للجسم؟
أيضاً للرياضة فوائد كثيرة للجسم. فهي تُساعد على تقوية العضلات وجهاز المناعة في الجسم، وتُحافظ على شكل الجسم وتُحسّن مظهره، وتُنشّط الدورة الدموية. وتساعد على فتح الشهية وتناول الأطعمة الصحية. كذلك تقضي على الدهون المتراكمة في الجسم والتي تُسبب زيادةً في الوزن،
وتقي من الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل: القلب، والضغط، والسرطان، والسكري، والسكتات الدماغية. وهي تُقلّل احتمالية الإصابة بمشاكل العظام، فتُقوّيها وتزيد من مرونتها، وتُؤخر أعراض الشيخوخة كالزهايمر والخرف.
- ينصح الأطباء طلاب الجامعات بممارسة الرياضة، فهل من فوائد ذهنية للرياضة؟
بالطبع للرياضة فوائد ذهنية إذ تُساعد على تنشيط العقل، وترفع مُعدّل الذكاء، وخصوصاً الذكاء الاجتماعي والنفس حركي، وتُقوّي الذاكرة، وتنشّط الدماغ، وتُقوي الملاحظة وتسرّع البديهة. وتزيد التركيز وتحدّ من التشتت، وترفع مستوى التحصيل الدراسي، وتُزيل الملل، والروتين من المناهج الدراسية.
- تمارسين الرياضة منذ الصغر، فهل ساعدك ذلك على الصعيد الاجتماعي؟
الرياضة أفادتني كثيراً على الصعيد الاجتماعي لأنها ساعدتني على تكوين الكثير من العلاقات الاجتماعية القوية، وزوّدتني بعدد من الخِصال الحَسنة، ومنها: الثقة بالنفس، المثابرة، الصبر، القدرة على التحمّل، وروح التعاون. والرياضة جعلتني قادرة أكثر فأكثر على احترام الأنظمة وتقبّل التوجيه؛ ويعود السبب في ذلك إلى اشتمال أغلب الرياضات على القوانين التي لا يمكن الإخلال بها. كذلك متّنت علاقتي مع عائلتي، وجعلتني أقدّر تضحيات أهلي وتفانيهم من أجل إرضائي.
- هل من نوع رياضي محدد تنصحين الناشئين والناشئات بممارسته؟
تتنوع الأنشطة الرياضية وتختلف، ولكل رياضة ميدانها، لا بل خصوصيتها التي تُميزها عن غيرها من الرياضات، ولذلك يعاني الشخص صعوبة في اختيار الرياضة التي يُريد ممارستها، ومن هذا المنطلق، على كل فرد أن يختار الرياضة التي تتوافق مع رغباته واحتياجاته، لأنها مهمة جداً لكل مناحي الحياة.
- لماذا ينظر المجتمع الشرقي الى الفتاة نظرة دونية؟
لا بد للمجتمع من أن يغيّر نظرته الظالمة الى المرأة، فهي اليوم أصبحت وبكل فخر قادرة على منافسة الرجل في معظم مجالات العمل، وخير دليل على ذلك ما حققته من تقدّم لا بل تفوق في مجال السياسة والتعليم وإدارة المؤسسات، وحتى في المجال الرياضي... وهنا أتساءل: لماذا يحاسب المجتمع الشرقي المرأة ويثور غاضباً إذا ارتكبت هفوة بسيطة، ويغضّ الطرف عن أخطاء الرجل الفظيعة؟ هذا ظلم، فالمرأة تشكل نصف المجتمع، وباتت الركيزة الأساسية لتطوّره، لأنها مربّية الأجيال، وتضحّي من أجل إسعاد من حولها.
شاركالأكثر قراءة
إطلالات النجوم
فُتحة فستان ليلى علوي تثير الجدل... والفساتين...
إطلالات النجوم
مَن الأجمل في معرض "مصمّم الأحلام" من Dior:...
أخبار النجوم
يسرا توضح حقيقة خلافاتها مع حسين فهمي
أكسسوارات
تألّقي بحقيبة الملكة رانيا من Chloé... هذا سعرها
إطلالات النجوم
الـ"أوف شولدر" يغلب على فساتين نجمات الـ"غولدن...
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024