المكسّرات... وجبات صغيرة بفوائد كبيرة!

17 أيلول 2019 | هبة الشيخ

تتميز السهرات المسائية القادرة على لمّ شمل العائلة بعد يوم طويل بالوجبات الخفيفة. تلك الوجبات التي يفضلها الأطفال على مختلف أنواع الأطعمة، لكونها خفيفة وبسيطة ولا تسبب أي إزعاج لمعدتهم. ومشهد الأم التي تقدّم لأطفالها الوجبات الخفيفة حاضر في ذهن الجميع، خاصة الفواكه الصيفية الموسمية التي تخفّف الشعور بالعطش، أو المكسّرات اللذيذة التي يفضل كلّ فرد في العائلة نوعاً منها. لكن ما يغيب عن ذهن الأمهات هو أهمية هذه المكسّرات للصحة، فلا يمكن اعتبارها وسيلة للتسلية فقط، أو لتمرير ساعات الليل، بل يجب الانتباه إلى فوائدها الصحية بالنسبة الى أفراد العائلة، واختيار الأنواع التي تناسب كلاً منهم، فما هي أهم هذه المكسّرات، وكيف تحلّ محلّ الكثير من الأدوية الكيميائية لعلاج بعض المشاكل الصحية البسيطة؟

● أيها أفضل، المكسّرات النيئة أم المشوية أم المقلية؟

لا يمكن أحداً إنكار أن المكسّرات من الوجبات الخفيفة المفضلة لدى الجميع، فهذه "المقرمشات" اللذيذة التي ترافق السهرات تمنحنا شعوراً جميلاً للغاية، وقد يفضّل البعض تناولها نيئة أو محمّصة مع بعض النكهات الإضافية، لكن إذا أردتِ تقديمها لأفراد عائلتك فيُستحسن بك أن تختاري المكسّرات النيئة، ذلك أنها تحافظ على خصائصها الصحية بشكل كامل. ولا ننكر أن المكسّرات المقلية أو المشوية تقدّم للجسم بعض الفوائد الصحية، لكن في المقابل تحتفظ تلك النيئة بالحصة الأكبر والأوفر من الفوائد الصحية للجسم، والذي سيشعر حتماً بتأثيرات إيجابية في كامل أعضائه بعد تناول كمية وافرة منها.

● ماذا عن المكسّرات؟

ربما اطّلعتِ في بعض الأوقات على فوائد المكسّرات للجسم، أو استمعتِ الى شخص ما يتحدث عن أهميتها ومدى ارتباطها بعلاج بعض الأمراض، لكن هناك حقائق يجب أن تعرفيها عن المكسّرات، وهي:

❀ لا تحتوي المكسّرات على نِسب عالية من الفيتامين "C"، كما أنها فقيرة نوعاً ما بالفيتامين"A"، ولكن في مقابل هذا الفقر البسيط، تتميز المكسّرات بغناها بالفيتامين "B" والأحماض الدهنيّة المفيدة للجسم، والتي تساعد على نمو الخلايا وتغذيتها.

❀ الدهون الموجودة في المكسّرات هي دهون مفيدة وليست ضارّة، وتتوزع فوائدها على وظائف القلب، الكبد، الأمعاء، وكل أعضاء الجسم الداخليّة. أما الخبر المفرح فهو أن الدهون التي تحويها المكسّرات لا تتسبّب بالسمنة أبداً، فعليكِ بها!

❀ لا تحتوي المكسّرات على أي نوع من الجراثيم الضّارة التي تتواجد في اللحوم والدجاج، لكونها نتاجَ أشجارٍ طبيعية فلا تفسد أو تنتهي مدة صلاحية تناولها. كما تشتمل المكسّرات على نسبة مرتفعة من الزلال الصحي الخالي من الطفيليات.

❀ معظم أنواع المكسّرات تحتوي على كمية وافرة من الكالسيوم والحديد المفيد لصحة العظام والمفاصل. وتجدر الإشارة إلى أن المكسّرات لا تحتوي على أحماض البول، التي تسبب الأمراض للإنسان، وبالتحديد أمراض المفاصل، لذا شجّعي والديك الكبيرين في السنّ على تناولها لتقوية مفاصل جسميهما.

● ما الفوائد الشائعة لبعض أنواع المكسرات؟

تتنوع الفوائد التي تقدّمها المكسّرات للجسم بتنوع أصولها وأماكن انتشارها وزراعتها، لذا يوصي الأطباء بتناول حصة كاملة متكاملة من المكسّرات يومياً من أجل منح الجسم كل الفوائد الصحية، أما أشهر أنواع المكسرات فهي:

❀ اللوز: هل فكّرتِ يوماً أنك إذا نزعت القشرة التي تغلّف حبّة اللوز ثم قسمتها الى قسمين، ودمجتِ بعدها الفلقتين، سوف تحصلين على شكل قلب؟ اللوز قادر بخصائصه الكبيرة على حماية القلب والأوعية الدموية من الأمراض التي تفتك بها وتودي بحياة الإنسان.

ثمة نوعان من اللوز، اللوز الحلو الذي يؤكل، ويضاف الى الحلويات والمعجنات فيمنحها طعماً لذيذاً وشكلاً رائعاً، واللوز المرّ الذي يصبح صالحاً للاستخدام بعد إزالة الحمض السيانيني منه من طريق نقعه بالماء المغلي، والذي يتميز باحتوائه على نسبة أكبر من البروتين وأقل من الدهون مقارنةً مع نظيره الحلو.

يعمل اللوز على تهدئة الأعصاب وتنشيط الدماغ ومنع الإصابة بالجلطات، كما يحمي القلب ويقي الجسم من أمراض فقر الدم نظراً لاحتوائه على نِسب عالية من الفيتامينات والمعادن، ويقلّل أيضاً من فرص الإصابة بأمراض القلب، ويساعد في علاج تشنّج العضلات، ويفيد في تقوية المخ والجهاز العصبي، ويكافح الأرق.

واللوز قادر على تغذية طبقات الجلد المختلفة، ويساعد في تنعيم وترطيب البشرة الجافة، كما يُعتبر علاجاً فعالاً للكثير من الأمراض الجلدية، وخصوصاً تشقّق اليدين والرجلين وجفافها.

❀ الجوز: هو أكثر المكسّرات إفادةً للدماغ، وثمة شبه كبير بين شكلَي حبّة الجوز ودماغ الانسان، وقد لا يكون الأمر محض صدفة فحسب، فالجوز قادر في الحقيقة على حماية الدماغ من الكثير من الأمراض الخطرة، والتي أهمها ألزهايمر.

يتميّز الجوز باحتوائه على نسبة مرتفعة من "الأوميغا 3" الذي يعمل على تخليص الجسم من الكوليسترول الضار. كما أنه وبفضل العناصر والمركّبات الموجودة فيه، يمد الجسم بالطاقة والحيويّة، فيعمل الإنسان بنشاط طوال اليوم، من دون أن يشعر بالملل أو التعب. لذا، تناولي حفنة من الجوز بعد يوم عمل شاق حتى تستعيدي نشاطك.

وبما أن المكسّرات تحتوي على دهون مفيدة لا تتسبّب بالسُمنة، فمن الضروري أن تعلمي أن الجوز يحتوي على كميات كبيرة من البوتاسيوم والكالسيوم وغيرهما من الفيتامينات التي تساعد على منح الجسم شعوراً بالشبع والامتلاء لساعات طويلة من اليوم، مما يسمح للجسم بالتخلص من كل الدهون والشحوم الزائدة، لذا فالجوز أفضل نظام غذائي لإنقاص الوزن والحفاظ على رشاقة الجسم.

❀ البندق: مع اقتراب فصل الشتاء، تطارد الأمهات جميعاً هواجس من أمراض الرشح والربو والسعال وغيرها، لكن قبل أن يتسلل الخوف إلى قلبك، إليك هذا الحلّ الأمثل، وهو تناول البندق بشكل متوازن قبل حلول الشتاء وفي خلاله، فهو يقي الجسم من أمراض الرشح، الربو، الزكام، والإنفلونزا.

ولا تستغربي، فالبندق يولّد الشعور بالسعادة إذ يحفّز الجسم على إفراز هورمون السعادة، مما يُبعد شبح الاكتئاب عن الإنسان، ويحميه من الأمراض النفسيّة الأخرى.

هذا ويُعدّ البندق عنصراً غذائياً مفيداً جداً لصحة الأسنان واللثة، كما ينظّم عملية الأيض في الجسم، ويقي من أمراض القلب ويخفّف من نسبة الكوليسترول الضار في الدم، كما يفتح الشهية على الطعام.

❀ الفستق أو الفول السوداني: من الصعب مقاومة الفول السوداني أو الفستق، خاصة أنه يدخل اليوم في صنع الكثير من الأطعمة والحلويات، فيمكننا تناول زبدة الفول السوداني الشهية عند الإفطار، أو الاستمتاع بالشوكولاته بطعم الفول السوداني، أو رقائق البطاطا بنكهة الفول السوداني.

وثمة فوائد كثيرة للفول السوداني النيئ أو المشوي، فهو يساعد في خفض مستويات "الهوموسيستئين" لدى الرجال، والتي يؤدي ارتفاعها إلى سد الشرايين وأمراض القلب، لذا فهو من أفضل أنواع المكسّرات لوقاية القلب والشرايين من التعرض للجلطات. كما يحتوي الفول السوداني على نسبة عالية من الفيتامين B9 الضروري لعمل الجهاز العصبي بصورة طبيعية، ويلعب دوراً فاعلاً في تركيب الحمض النووي وتنشيط وظائف الدماغ.

وتُعدّ زبدة الفول السوداني الطبيعية أفضل علاج لحالات انقطاع الشهية، ناهيك عن الفوائد الصحية التي تمنحها للجسم، وبالتالي يُنصح بتناولها كل من يعانون نحول الجسم والأمراض الناتجة منه.