تجديد جورج أورويل
اختار الدكتور جلال أمين، أن يضع عنوانين معاً لأحدث كتبه الصادرة عن دار الكرمة، فجاء العنوان كالتالي: "تجديد جورج أورويل أو ماذا حدث للعالم منذ 1950".
وتنطلق الفكرة الأساسية للكتاب من تحليل رواية جورج أورويل "1984" التي كتبها في العام 1948، وتنبأ فيها شكل العالم بعد نحو 36 عاماً، وإلى الآن ما زالت إحدى الروايات التي تصدر منها طبعة بعد الأخرى، وقد أراد أمين أن يقارن بين ما تنبأ به أورويل وبين ما وصلنا إليه الآن بعد 66 عاماً من كتابتها.
يقول أمين في مقدمة كتابه: "دعنا نتذكر أنه عندما كان جورج أورويل يكتب روايته "1948" كان العصر لا يزال "عصر القوميات"، ولم يكن قد حل بعد "عصر العولمة" بالدرجة والشكل اللذين نعرفهما اليوم، كان المصدر الأساسي للقهر في عصر القوميات هو "الدولة القومية" ووسائل القهر شبكات التجسس والمخابرات والسجون وأدوات التعذيب، مما قدمه أورويل في صورة بالغة القسوة، وكان القاهر الأعظم هو "الأخ الكبير"، الذي لا تكف وسائل الإعلام عن ذكر اسمه والتسبيح بحمده، والحروب كانت تشن من دولة أو مجموعة من الدول ضد دولة أو مجموعة أخرى، وتجري تعبئة الناس للحرب بشعارات وطنية والولاء للوطن، كما كان قيام دولة قوية بإخضاع دولة أضعف منها يتخذ صورة الاستعمار، أي الاحتلال العسكري، والاستغلال الاقتصادي، أما خلال العقود الستة الماضية فحدثت أشياء كثيرة أدت إلى تراجع الدولة لصالح الشركات العملاقة، وتضاءلت أهمية الحدود الفاصلة بين الدول، بعد أن أصبح من الممكن لهذه الشركات ولوسائل الإعلام والاتصالات القفز فوقها".
في هذا الكتاب الذي يصل إلى 230 صفحة من القطع الكبير، يحاول أمين أن يقدم قراءة في أهم التطورات التي حدثت للبشرية في العقود الستة الماضية.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024