الآلاف يهتفون للداودي
اختتم الفنان المغربي عبدالله الداودي ليالي احتفالات مهرجان ربيع سوق واقف الغنائية وسط حضور جماهيري كبير شهدته مدرجات المسرح المكشوف بالسوق العتيق. لاقت هذه الليلة اقبالاً جماهيرياً من قبل الجالية المغربية في الدوحة، لما يحظى به الداودي من شعبية كبيرة في المغرب العربي، وذلك لفرادته في الغناء الشعبي المغربي، واختياره لكلمات وألحان قريبة من جميع الناس.
بتقديم الإعلامي فواز مزهر لحفل الختام اعتلى الداودي المسرح وسط تصفيق كبير من قبل محبيه ليشدو بأجمل أغنياته الشعبية والعاطفية التي اشتهر بها بين الناس سواء القديمة منها أو الجديدة، ومن بينها أغنيته الجديدة الشهيرة "حبك قطعني البحور" وأغنيته "ومال هاذ الزمان يحير" وأغنية "أش غادي نقول ليها" وأغنية "واوه" ورائعته الجميلة "الحداويات" .
كما حرص الداودي على التنويع بين ما يقدمه من أغنيات لتناسب جميع الأذواق في منطقة الخليج العربي ما أثار حماسة جميع الحاضرين من مختلف الجنسيات، ودفعهم لمشاركته الغناء والرقص على إيقاعات أغانيه التي امتازت بمعظمها باللون الشعبي، والذي تزخر به ألبوماته الجديدة والقديمة منها أغنيته الجميلة "توحشتك يا بلادي" وأغنية "الحكلة" وأغنية "فين ما يغايتي نديك."
ووسط تصفيق الجمهور وترداد اسمه وكلمات أغنياته، تفاعل الداودي بكل محبة مع طلبات جمهوره ليقدم لهم مجموعة تلو الأخرى من أغنياته المشهورة التي تستمد إيقاعاتها من الفلكلور المغربي الشعبي، واستطاع بإطلالته المميزة والمحببة أن يحوّل المسرح المكشوف إلى ميدان للغناء والرقص والفرح ، الذي جعل هذه الليلة الختامية لليالي مهرجان الربيع تؤكد نجاح المهرجان في استقطاب أعداد غفيرة من مختلف الجنسيات والأعمار تحت مظلة من الفرح والطرب الأصيل، كما نجحت في تأكيد مدى قدرة إذاعة صوت الريان على استقطاب النجوم الذين يمتلكون خامات صوتية قوية تؤهلهم لأن يكون مطربين جماهيرين من الطراز الأول ومن ورائهم أيضاً استقطبت الجمهور المتذوق للفن والطرب الأصيل.
وبعد انتهاء الحفلة قام جمال الجابر مدير إدارة إذاعة صوت الريان بتكريم الفنان المغربي، ومنحه درع يجسد شعار صوت الريان وذلك تكريماً له على مشاركته في إنجاح هذا المهرجان، وعلى مسيرته الفنية.
ومن الجدير بالذكر أن الداودي فنان شعبي مغربي ولد في 12 أكتوبر 1972 في الدار البيضاء واسمه الأصلي هو عبد الله بالمخلوفي. سمي بالداودي نسبة إلى قرية أولاد سيدي بن داود التي انحدر منها. بدأ عشقه للموسيقى الشعبية التراثية المغربية حتى أنّه انقطع عن الدراسة في سن الثامنة عشر ليتفرّغ للفن الشعبي.
تعلم المبادئ الأولى للموسيقى أثناء الدراسة وشارك في الحفلات المدرسية وكان يقضي أيام العطل في العزف والغناء مع أصدقائه، انضم عبد الله الداودي سنة 1993 إلى المجموعة الغنائيّة "نجوم السمر" كمغنّي، واستطاع بما يمتلكه من قدرات صوتية أن يرفع من مستوى المجموعة ويزيد في شهرتها وقد سجل معها أغنيتين تضمنهما ألبوم المجموعة "ناديا".
كما أصدر الداودي أوّل ألبوم منفرد باسمه سنة 1998 وأتبعه بمجموعة من الأشرطة، إلا أنّ النتائج كانت مُخيّبة للآمال فأدرك ضرورة تطوير أسلوبه الغنائي لمزيد الانتشار، حيث انطلق في جولة إلى الولايات المتحدة الأمريكية: بوسطن، نيويورك، واشنطن، وقرر البقاء هناك من أجل التمكن والسيطرة على آلة الكمان وأسلوب العمل نفسه، وهناك التقى بالشاب نصرو الذي قدم له المشورة والدعم. عاد سنة 2000 إلى المغرب وأصدر ألبومه الثاني "عيطة داودية"، وقد لاقى إقبالاً وترحيباً جماهيرياً كبيراً، واستطاع أن يثبت به نفسه في الساحة الفنية ويواصل مسيرته بثبات ليصدر خلالها عددا من الألبومات الناجحة داخل المغرب وخارجه.
تفاصيل المؤتمر الصحافي: عبدالله الداودي: مستعد لتقديم أغان خليجية في إطار اللون الذي عرفني به الجمهور
قال الفنان الشعبي المغربي عبدالله الداودي أن اختياره ليكون نجم الحفلة الختامية لمهرجان ربيع سوق واقف سيبقى وسام فخر على صدره وإلى الأبد، خاصة وأن اختياره من طرف إدارة المهرجان يعد بمثابة تكريم للفن الشعبي المغربي. وتوجه الداودي خلال مؤتمر صحافي عقده أمس وأداره الزميل الإعلامي فواز مزهر بالشكر إلى القائمين على المهرجان وإلى إذاعة "صوت الريان" على ثقتها في الفن الشعبي المغربي وتقديمه لأول مرة أمام الجمهور القطري. وأشار الفنان المغربي أن اختياره للحفلة الختامية لوحده يعدّ مسؤولية كبرى ولكن لديه الثقة في أن الجمهور المغربي والعربي سيكون أكبر سند له من أجل تقديم ختام ناجح ومبهر للمهرجان.
وقال الداودي خلال المؤتمر رداً على سؤال يتعلق بعدم وصول الفن الشعبي المغربي إلى الخليج بقوله أن السبب يكمن في شركات الإنتاج التي لا تتعاطى بإيجابية مع الفن الشعبي المغربي بالرغم من الشهرة التي يتمتع بها في أوروبا وأميركا، غير أن الدول العربية غير منفتحة على هذا اللون، مما يستدعي بذل المزيد من الجهود لتعريف الجمهور العربي والخليجي على وطجه الخصوص بهذا الفن، مشيراً إلى أن المسؤولية يتحمّلها أيضا كفنان لكونه عليه أن يجتهد لكي يصل إلى الجمهور في كل مكان، فضلاً عن أن غياب الدعم لمثل هذه المبادرات يعدّ العائق الأكبر كما أنه لم يسبق له أن تلقى عروضاً للإنتاج أو غيره من طرف الشركات الخليجية.
وأكد الداودي رداً على سؤال آخر، يتعلق بعائق اللهجة المغربية، إلى أن هذا الأمر يمكن حلّه من خلال تبسيط اللغة وتقريبها من الجمهور في الخليج من خلال اختيار مفردات مناسبة، مضيفا أن ليست لديه أي مشكلة في تقديم أغانٍ خليجية شريطة توفر الكلمات المناسبة والألحان التي لا تجعله يتخلى عن نمطه الذي عرف به خاصة وأنه فنان شعبي بالدرجة الأولى.
من جانب آخر، تحدّث الداودي خلال المؤتمر الصحافي عن ذهابه في تسعينيات القرن الماضي إلى أميركا ولقائه بالمطرب الجزائري الشاب نصرو حيث كانت تلك الرحلة مفتاح دخوله إلى عالم الشهرة بعد عودته وتقديمه لأول ألبوم غنائي له والذي حمل عنوان "عيطة داودية".
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024