شكران مرتجى: لا صداقة في الوسط الفني... وفي الوحدة وجدت الأمان
في حوارنا معها، تتحدّث مرتجى بكثير من الشفافية وشيء من الحزن عن بعض تفاصيل مشوارها الصعب والمثمر، في الفن والحياة.
- لنبدأ حوارنا من الموسم الماضي، حين قدّمت دور الراوي في مسلسل "مسافة أمان"، حدّثينا عن هذه التجربة.
سعُدت بالمسلسل قبل أن أقرأ سيناريو العمل، لأنه سيجمعني بالمخرج الليث حجّو الذي لم أتعاون معه من قبل في عمل تراجيدي، إذ كان تعاوننا مقتصراً على الكوميديا عبر "الواق واق" و"خربة" و"بقعة ضوء". فكرة العمل مع الليث حجّو، دائماً تُشعل في داخلي شرارة الممثل. وحين علمت أنني سألعب دور الراوي في العمل، انتابني خوف بسيط، ولكن خلال قراءتي للنص، وجدت تقاطعات كثيرة بين شخصيتي وباقي شخصيات المسلسل، إذ مررت ببعض تجاربهم. وإذا قلنا إن الراوي نجح فعلاً، فذلك لأنني تبنّيت الحوار المكتوب، ولم أتعامل مع الأمر كعمل بحت. كنت أقول في قرارة نفسي إنني عشت هذه اللحظة أو تلك من نص الكاتبة إيمان سعيد، فكانت متعتي مضاعفة، لا سيما أن الكثير من جُملي تم تداولها عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
- عندي فضول تقني... هل وضعتِ صوتك خلال رؤيتك للمَشاهد، أم تم تسجيله لاحقاً في مرحلة المونتاج؟
الموسيقي إياد ريماوي والليث حجّو كانا موجودين في كل مشهد، وكان الأخير يشرح لي كل مشهد وكأنني أمثّله، فنناقش الشخصية والأحداث التي مرّت بها، كما لم أتّبع أسلوب الدبلجة، فأنا أرفضه بشدّة، لأنه لا يمكنني سماع صوتي من شخص لا يشبهني. والتحضير لشخصية الراوي استغرق ستة أيام من العمل المتواصل.
- ماذا عن"سلاسل دهب"؟
بعد "وردة شامية"، المسلسل الذي حقّق نقلة نوعية في الأعمال الشامية، ومثّل قفزة لي على صعيد الاسم والمكانة، جلست أنتظر العمل المقبل والمفترض أن يتلاءم مع الإنجاز الذي حققته. ولكن بعدما شعرت أن انتظاري سيطول، استشرت أكثر من شخص، فنصحوني بالمشاركة في أي عمل... فجازفت في خوض تجربة "سلاسل دهب"، بطلبٍ من شركة "غولدن لاين" التي أكنّ لها كل الاحترام والتقدير، بسبب "وردة شامية" الذي قدّمت فيه أحد أهم أدواري، ما دفعني الى الاستجابة لطلبهم كنوع من ردّ الجميل. ودار الحديث حول "عواطف" أحد الأدوار الرئيسة في العمل، وقد أحببتُ الدور لأنه يقدّمني بأسلوب جديد ومختلف، ولأنني لست مستعدة لتجسيد دور دون هذا المستوى. إلاّ أن الدور تغيّر وأُسندت إليّ شخصية "أم فوزي"، وهنا كانت المخاطرة لأنها امرأة شريرة، فاشتغلت على الشخصية، لأظهر بمظهر بريء لشخص شرير، مستحضرةً تجارب حياتية خاصة حيث عرفت أشخاصاً يتظاهرون بالطيبة والبراءة فيما الشر يعتمل في دواخلهم.
- ماذا تقصدين بـ"دور رئيسي"؟
لعبت أدواراً رئيسية في مسلسلات: "مذكرات عشيقة سابقة" و"الواق واق" و"ترجمان الأشواق"، وترسّخت مكانتي في "وردة شامية"... لذا لا أستطيع التخلّي عن المكانة التي وصلت إليها.
- هل هناك استثناءات؟
ممكن، ولكن ربما يطول الانتظار لأن ليس كل المخرجين مغامرين مثل تامر اسحاق. أشعر أن المغامرين في هذه المهنة قلائل، إذ نرى الأسماء ذاتها في الأماكن ذاتها، وأنا هنا لا أتحدّث عن نفسي حصراً، بل هناك ممثلات كثيرات، بعد سنوات من الخبرة، تغيرت قواعدهن.
- هل عادت الدراما السورية إلى السكة الصحيحة، أو كما يقول بعض الزملاء إن نجاح الموسم الفائت هو مجرد طفرة؟
لا يمكننا الجزم بذلك قبل أن نرى الموسم المقبل، ولكن يجب أن أتفاءل رغم أعمالي الفنية القليلة، ودعنا لا ننسى أن سنين الحرب حفلت بالكثير من الأعمال المهمة مثل "الندم" و"العرّاب" وغيرهما. وهذا العام اكتشفت أن رمضان ليس مقياساً، خاصة عندما عُرض "وردة شامية" خارج موسم رمضان، فلننتظر ونرَ... أشعر أن أعمالاً مهمة تُطبخ على نار هادئة.
- ألاحظ أن عدداً كبيراً من الفنانين أو الصحافيين في سورية تحديداً، يتعاملون مع الدراما المعاصرة كـ"ابنةالست" ومع الدراما الشامية كـ"ابنة الجارية"... فما رأيك؟
كلامك صحيح مئة في المئة، وأكبر دليل على ذلك "وردة شامية" الذي ترك أثره في الجمهور، ولا يزال يُعرض في كل موسم رمضاني في كل الدول العربية، وأحزن لعدم إنصافه إعلامياً، فهناك من يحاول إخفاء الشمس بالغربال. أعمال البيئة الشامية تجارب تنتمي الى نوع السهل الممتنع، وتترك أثرها في المشاهد، فهل يمكننا أن ننسى أداء الفنان القدير بسام كوسا لشخصية "الإدعشري"، أو دوره في "الخوالي"، وأدوار الفنانين الكبار في مسلسلات البيئة الشامية كرفيق سبيعي في "طالع الفضة"؟
ولكن ربما يشعر الصحافي عند الكتابة عن أعمال البيئة الشامية أن صورته تتأثر سلباً، لذا أقول إن هناك ظلماً لاحقاً بالفنان، لأنه لا يحصل على ما يستحق، علماً أن إعداد الشخصية في أعمال البيئة الشامية لا يقل جهداً وقيمةً عنه في الأعمال المعاصرة. بالنسبة إليّ، تعاملت مع شخصيتي في "وردة شامية" كتعاملي مع دوري في"مذكرات عشيقة سابقة"، فأحطتُ بها من كل جوانبها، وخصوصاً جانب الأمومة فيها، فحلّلته ودرسته وراعيت فيه خصوصية الشكل، لذلك أطلب أن يُنصف أدائي ولا يُظلم.
- وقفتُ عاجزاً أمام أدائك لبعض مشاهدك في "وردة شامية"، خاصة تلك التي تُبرز مشاعر الأمومة والحرمان من الإنجاب، لا سيما أنني ربطت بين طبيعة الشخصية ومسألة عدم القدرة على الإنجاب لدى شكران، فاستشعرت مدى الألم... هل لذلك علاقة بنجاح الدور وإيصال الإحساس الصادق إلى الجمهور؟
أنا بطبعي امرأة حنون، وأرى أن كل امرأة أمّ، سواء أنجبت أم لم تُنجب، تزوجت أم لم تتزوج. كل أنثى تحمل في جيناتها عنصر الأمومة، مثلاً تلعب الفتاة في صغرها مع دميتها وتمارس شيئاً من مشاعر الأمومة معها، وأنا أملك هذا الجانب بقوة، فقد خُلقت وأنا أتمتع بإحساسٍ عالٍ جداً بالأمومة. ذات مرة رأتني طبيبة، وبعدما عرفت أنني لم انجب، قالت لي: "حرام ألا تتكرري بيولوجياً". وكنت فعلاً أتمنى أن أرى جزءاً مني كيف يتحرك ويمشي ويكبر، وهل يشبهني أم لا؟ في قلبي غصّة، ولكنني أؤمن بأن الله لا يعطي الإنسان كل ما يريد، وخصوصاً في لحظات المرض والوحدة. أفتقد عيش الأمومة، ويعوّضني عن الإحساس بهذا الحرمان وجود أولاد إخوتي وأصدقائي، فأرى فيهم أولادي. وفي مسلسلَي "مذكرات عشيقة سابقة" و"وردة شامية" تعاملت مع الموضوع بواقعية، وقدّمت الشخصية بمشاعر الحرمان الصادقة.
- تقصدين الذاكرة الانفعالية؟
أنا من الناس الذين يعتمدون على الذاكرة الانفعالية، رغم ما تسبّبه لي من ألم، فأستحضرها وتساعدني في أدائي. مهنتنا تستنزف أحاسيسنا ومشاعرنا بشكل كبير.
- علاقتك بأمل عرفة تتأرجح بين مدّ وجزر... كيف تصفينها؟
توصلت إلى نتيجة في مهنة التمثيل، مفادها أن لا صداقة في الوسط الفني، بل زمالة، نلتقي بحكم العمل، وبانتهائه تنتهي العلاقة.
- لكن كلامك هذا ربما يُثير حفيظة البعض... ما تعليقك؟
قلت لك إن لا صداقات بين الفنانين، ومن يرى عكس ذلك فليثبته.
- في عام 2013 والأزمة السورية في ذروتها التقيت في حضوري بباسم ياخور في كواليس أحد الأعمال في لبنان، لم تتحدثا بل اكتفيتما بذرف الدموع في ردهة أحد الفنادق، هل تذكرين؟
علاقتي بباسم ياخور تعود الى أيام الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، فهو من دفعتي، ويومها التقيت به بعد طول فراق، فأبكانا وجع سورية، أمّنا النازفة، والآن مع تحسّن الأوضاع واستعادة سورية عافيتها، أعانق باسم والبسمة تعلو وجهينا، لا سيما أنه يعمل في دمشق. أعرف باسم منذ عام 1989، وهو صديق مرحلة مهمة في حياتي، هي مرحلة انفتاحي على العالم الخارجي، لا سيما أنني كنت منغلقة على ذاتي، فهو ساعدني في اكتشاف تفاصيل إنسانية في داخلي. عشت في الزبداني كفتاة ريفية لا تعرف شيئاً عن حياة المدن، وباسل كان بمثابة أخي.
- هل تذكرين حوادث طريفة من تلك المرحلة في المعهد؟
أذكر يوم أُعلنت نتائج الامتحانات، كيف وقف 11 تلميذاً ينتظرون الناجح الذي حلّ في المرتبة الثانية عشرة لينضم إليهم، على أساس أنه شاب يُدعى "شكران"، ليفاجأوا بأنه فتاة. وسأذكر لك حادثة طريفة أخرى، فبما أنني كنت أغنّي طوال الوقت، طالب عميد المعهد صلحي الوادي بتخصيص غرفة لي لأغنّي فيها على سجيتي من دون أن أزعج أحداً.
- لنعد الى علاقتك بأمل عرفة و"الزوبعة" التي أثارتها إجابتك في برنامج "أكلناها"، ماذا عن هذه العلاقة اليوم؟
الإجابة واضحة، وهي نابعة من محبّتي لأمل عرفة وماغي بو غصن، وقد حزنت كثيراً بسبب اتّهامي بأن علاقتي بالزملاء الفنانين مبنية على المصلحة، وهذا اتّهام باطل، لأنني لم أعمل مع ماغي إلا في فيلمين، وأمل هي التي عرّفتني إلى ماغي. أنا لا أنكر تاريخ أمل عرفة الفني العريق، ولا أنكر أيضاً بداية تاريخ ماغي بو غصن المشرّفة.
- الفوضى تسيطر على عالم الفن، وثمة فنانون كثر محرومون من حقوقهم، ألا يتحمّل الفنان مسؤولية ذلك؟
بالتأكيد، ولكن يجب أن يكون الفنان ديبلوماسياً. اطرح هذا السؤال على أمل عرفة، واجعلني أنا واسماً آخر محور السؤال، فكيف سيكون ردّها؟ أنا لست مخوّلة إلقاء الضوء على تاريخ أمل عرفة الفني، فهو لا يحتاج إلى شهادتي، لأنه بكل محبة وإنصاف موجود ومعترَف به، لكن لا يُعقل أن أُهان من الآخرين إذا كان رأيي مخالفاً لرغباتهم.
- هل أنتِ نادمة على إجابتك هذه؟
لا، لست نادمة، وإذا طُرح عليّ هذا السؤال مجدداً فستكون إجابتي هي نفسها، سواء كان المعني ماغي بو غصن أو نجمة أخرى غيرها، لذا أترك التصنيف للجمهور وأهل الاختصاص. لست في وارد التقييم، ولو كنت مكانها لما افتعلت مشكلة، لأن تاريخي الفني يتحدّث عني ولست بحاجة الى شاهد.
- هل تحضّرون لجزء جديد من "باب الحارة"؟
عرضت عليّ شركة "قبنض" المشاركة في الجزء الأخير من "باب الحارة"، لكنني اعتذرت. إلاّ أن أحداً من طرف بسام الملاّ لم يتواصل معي في شأن هذا العمل، وفي رأيي تكفي هذه الأجزاء...
- عند أي جزء كنت تفضلين أن يتوقف العمل؟
عند الجزء الثامن.
- ماذا تحضّرين للموسم الجديد؟
لا أحضّر حالياً لأي عمل، وأصرّ على عدم المشاركة في أي مسلسل لا يتناسب مع طموحاتي، فيجب أن أحافظ على الصورة التي حققتها في "وردة شامية"، ومستوى أدائي لشخصية "هدى" في "مذكرات عشيقة".
- وهل هناك جزء ثانٍ من "وردة شامية"؟
أتمنى أن يكون هناك جزء ثانٍ من هذا المسلسل، ثم الاكتفاء بهذا القدر، لأن الأحداث بقيت معلّقة، وآمل أيضاً أن يكون قوياً كالجزء الأول، مع الإبقاء على فريق العمل نفسه، وبإدارة المخرج نفسه. أما بالنسبة الى النص فأتمنى أن يكون بالألق نفسه أو أقوى، مع مزيد من التشويق والإثارة. وأرى أن شركة "غولدن لاين" حريصة على ذلك، وإلا لما تأخرت في تقديم جزء ثانٍ من المسلسل.
- قلتِ في أحد الحوارات الصحافية إنك مظلومة، هل أنتِ مظلومة فعلاً؟
أنا مظلومة من كل النواحي، فإعلامياً لم آخذ حقي إلا في زمن مواقع التواصل الاجتماعي، وقد "أخذته بيدي" كما يقولون، ومظلومة أيضاً لجهة تغطية أعمالي أو أدائي، فلم تحظَ أعمالي بإضاءة تتناسب مع مستواها، في وقت تُسلّط فيه الأضواء على نجوم أخفّ مني توهجاً وسطوعاً في سماء الفن. باختصار، أنا أعاني دائماً من عدم الإنصاف، وربما يعود ذلك الى طيبتي الزائدة، وحرصي على مشاعر الآخرين. أعيش حالة من الانتظار الدائم، رغم مرور26 سنة على عملي في الفن. ظننت أن حالة الترقّب ستنتهي بعد "وردة شامية" و"مذكرات عشيقة سابقة"، لكنها للأسف لا تزال مستمرة، ومع ذلك أنا متفائلة وأرى أن الآتي سيكون أفضل. كما أنني مظلومة جداً من ناحية الأجر، لكن لن أسمح لذلك بأن يقف عقبة في مسيرتي الفنية... يبدو أن صنّاع الفن لا يحبون الممثل السهل.
- أن تكوني نجمة غلاف "لها"، ماذا يعني لك؟
الجميع يعرف أن الغلاف هو للنجوم الحقيقيين والمميزين، واليوم اكتشفت أن هناك عين ثاقبة تنظر الى الفنان بمهنية ولا تركز في شكله فقط. ولا بد لي من الاعتراف أنني خفت قليلاً عندما صوّرت الغلاف وتخيّلت نفسي كأنني أصوّر مسلسلاً، فصورة الغلاف مسؤولية كبيرة بالنسبة إليّ، إذ تعكس للناس طبيعة شكران الإنسانة والمرأة والفنانة... في الحقيقة أنا أفكر بكل ذلك.
- فلننتقل للحديث عن زواجك ومن ثم طلاقك الذي وقع منذ فترة، لمَ كل هذا التكتم على الموضوع؟
بصراحة، تكتّمي على الزواج كان لأسباب تتعلق بالطرف الآخر، فالعلاقة الزوجية تكون بالتراضي بين شخصين، ولست نادمة على هذا التكتّم. أما الطلاق فكان من الضروري الإعلان عنه لقطع الطريق على الشائعات التي انتشرت حوله وقتذاك. لكن أؤكد أن علاقة صداقة مبنية على الاحترام تجمعني بطليقي.
- هل ما زلت تفكّرين بالزواج؟
لا أدري، هناك الكثير من المتغيرات التي تحدث في الحياة... وكل شيء متوقع.
- وهل من رجل في حياة شكران حالياً؟
لا.
- ما لا يعرفه الجمهور عنك؟
أنني كنت اجتماعية وأحبّ الناس، أما اليوم فأُفضّل الوحدة، لأنها تُشعرني بالأمان.
- وهل هذا بسبب الخذلان؟
لا، بل بسبب النجاح، فقد اكتشفت أخيراً، أنني حين أنجح، من الأفضل أن أبقى لوحدي. فأن أكون وحدي فعلاً، أفضل بكثير من أن أكون محاطة بأناس كثيرين أشعر بينهم بالوحدة. علماً أنني اخترت بنفسي هذه الوحدة ولم يفرضها عليّ أحد.
- غالبية الممثلين الكبار مثل آل باتشينو يعودون بين حين والآخر الى المسرح لإعادة شحذ مواهبهم، فكيف تطور شكران نفسها؟
لطالما تمنّيت أن تُنظّم في الوطن العربي ورشات عمل للفنانين تُنعشهم وتعزّز مواهبهم، وأتمنى لو أن فنانين مثل نضال الأشقر أو تقلا شمعون يقيمون مثل هذه الورش، علماً أنني طلبت ذلك شخصياً من تقلا.
وفي غياب هذه الورش، أطوّر نفسي بالاستناد الى نماذج مستقاة من واقع الحياة. أنا لست اجتماعية في ما يتعلق بالوسط الفني، لكن في المقابل أحب النزول الى الشارع والاختلاط بالناس. أعيش حياتي كأي امرأة عادية... أتسوّق بنفسي، ولا أملك عاملة منزلية أو سائقاً خاصاً... وكل هذا يشكّل مخزوناً للشخصيات التي أُقدّمها في الأعمال الفنية.
- نراك في موقع التصوير تتصرفين بعفوية وقريبة من الصغير والكبير...
بطبعي أحب الناس وأن أكون قريبة منهم، مثلاً عندما أدخل إلى محل لبيع الملابس، أنادي صاحب المحل باسمه كي يتعامل معي كشكران الإنسانة وليس الفنانة. لا أحب الحواجز وأعمل على كسرها، فهذا يريحني ويسعدني. كما أفضّل التعامل مع الناس البسطاء، لأنهم يشبهونني، وقد تخلّيت عن الكثير من الأشخاص والأماكن، وأصبح منزلي وأهلي ملاذي الوحيد، وأصدقائي لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة. كذلك لا أكنّ الضغينة لأحد من زملائي الفنانين، فأردّ بتواضع على رسائلهم، وخصوصاً أمل عرفة، التي أتمنى لها السعادة والنجاح، وأعتبر ما حصل سحابة صيف، وإن شاء الله نلتقي في عمل جديد، وكما قلت لا أؤمن بالصداقة، بل بالزمالة بين الفنانين، وأنصح فنّاني هذا الجيل بأن يحصّنوا أنفسهم.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024