هاني شاكر: هذه حقيقة الديو الغنائي مع نجوى كرم وسأفي بوعدي للجمهور المغربي
- ما تقييمك للفوز الكاسح الذي حققته في انتخابات نقابة الموسيقيين وبفارق 1000 صوت عن أقرب منافسيك؟
شرف كبير لي أن أنال ثقة الموسيقيين لأربع سنوات مقبلة، فما حدث في الانتخابات الأخيرة أكبر دليل على محبّة هؤلاء الموسيقيين لي وثقتهم التامة فيّ، علماً أنني وخلال جولاتي الانتخابية على المحافظات، لم أكن أطلب من الأعضاء والموسيقيين أن ينتخبوني فقط، بل طلبت منهم أن يكون الفوز ساحقاً، ويصوّتوا لي بكثافة، بما يُظهر للجميع زيف الادعاءات التي حاول البعض إلصاقها بمجلسنا، وهذا الفوز إن دلّ على شيء فعلى مدى سعادتهم ورضاهم عمّا حققته في السنوات الأربع الماضية، ورغبتهم في استكمال مسيرة النجاحات التي مشيناها معاً.
- ما الذي حققته في دورتك الانتخابية الأولى؟
ما حققناه خلال السنوات الأربع الماضية كان إعجازاً، فقد افتتحنا فروعاً عدة للنقابة في مختلف محافظات جمهورية مصر العربية، وأسّسنا عدداً من الأندية والمراكز الخاصة بالنقابة من أجل الترفيه عن الموسيقيين، كما ثبّتنا ودائع مالية للنقابة وصلت إلى 27 مليون جنيه، في حين لم يترك فيها النقيب السابق إلا 4 ملايين جنيه، كذلك رفعنا السقف المالي لعلاج الموسيقي من ألف إلى 25 ألف جنيه مصري، وأصبح راتب الموسيقي 800 جنيه، والأهم من كل ذلك أن الموسيقي بات يشعر بأن له نقابة تحميه.
- لكن أعلنت مراراً أنك لن تخوض العمل الانتخابي مرة أخرى...
هذا صحيح، ففي خلال رئاستي للدورة الأولى في النقابة، حصلت حادثة جعلتني أفكّر جدياً في عدم الترشّح مرة أخرى، فقد رفع زميل موسيقي دعوى قضائية ضدي وضد مجلس النقابة الموقّر، وزوّر عنوان النقابة، لكي تصل الإخطارات والإنذارات القضائية إلى عنوان آخر مغاير لعنوان النقابة الرسمي، وفوجئنا بصدور حُكم غيابي يقضي بسجننا جميعاً لمدة عامين، لا سيما أن بعض الدخلاء يحاولون الإساءة إليّ وإلى مجلسي بتلفيق التُّهم واختلاق الافتراءات، كما أن الإساءة لم تقتصر على عملي التطوعي في النقابة، بل طاولت أسرتي وأولادي، فشعرت بالحزن والمرارة، لكن محبّة الأعضاء لي وإصرارهم عليّ للترشح ثانيةً، شجّعاني على إعادة حساباتي واستجماع قواي، لأحقق كل رغباتهم وأُرضي طموحاتهم.
- وما هي خطة عملك للدورة الانتخابية الثانية؟
ثمة عدد كبير من الملفات سنعمل عليها بمجرد انعقاد الجلسة الأولى، وهي على التوالي: تنقية جداول الموسيقيين من الدخلاء على المهنة، وتأسيس نادٍ كبير للموسيقيين في القاهرة، وإعادة حصص التربية الموسيقية الى مناهج التدريس المصرية من أجل تنمية المواهب، وتقنين حفلات مطربي المهرجانات، لا سيما أنهم ليسوا أعضاء ثابتين في النقابة أو منتسبين إليها، وهذا ما حاولت القيام به هذا الصيف حيث طلبت من كل مديريات الشرطة في غالبية المحافظات عدم السماح لأي مطرب بإحياء حفل غنائي ما لم يكن حاصلاً على تصريح بالغناء من نقابة الموسيقيين، كما سنعمل على ربط الموسيقيين المشتغلين في النقابة بالأعضاء الحاصلين على تصريح DJ، بحيث لا تكون الحفلات والأفراح حكراً على الـDJ، ويبقى الأعضاء المشتغلون عاطلين من العمل، فلا بد من التعاون بين الجميع، كذلك سنعاود إحياء حفلات النقابة من خلال التعاقد مع كبار المطربين لتقديم حفلات يذهب ريعها لمصلحة صندوق النقابة، فبذلك نضاعف دخل النقابة ونفتح أبواباً جديدة لزيادة الرواتب، ونفسح في المجال أيضاً للأصوات الجيدة والواعدة من المواهب الغنائية، بأن تُقدّم للجمهور بشكل لائق ومحترم.
- كيف ستتعامل مع الفنان محمد رمضان الذي يستعد حالياً لتقديم عدد من الحفلات الغنائية، لا سيما بعد أزمة حفلته الأولى؟
لا بد من أن يعلم الجميع أن الفنان محمد رمضان حصل على تصريح بالغناء من النقابة قبل إحياء حفلته الغنائية الأولى، أي أنه لم يغنِّ من تلقاء نفسه، لكن التصريح الذي حصل عليه كان من أجل الغناء، وليس لخلع الملابس والتعرّي أمام الجمهور. وإذا أراد محمد رمضان احتراف الغناء وإحياء الحفلات، عليه أن يخضع لاختبار في الغناء بإشراف الدكتور رضا رجب رئيس لجنة الاستماع، ففي حال غنّى بصوت جميل، ونجح في الامتحان، فلا اعتراض عليه، وله كل الحق في تنظيم الحفلات الغنائية وفق ما يرغب، فنحن لا نشكّل حجر عثرة في طريق أي موهبة غنائية.
- ما رأيك بإساءة الفنانة ميريام فارس لمصر؟
ميريام خرجت بنفسها الى الإعلام واعتذرت عن الإساءة، وأكدت أنها لم تكن تقصد ما قالته، وأن كلامها فُهم بشكل خاطئ، وكنقابة مهن موسيقية، من واجبنا تهدئة الأمور واتخاذ القرار الصائب الذي يحفظ هيبة المصريين.
- لكن البعض عقد مقارنة بين أزمة ميريام وأزمات شيرين عبدالوهاب؟
شيرين أزماتها متكررة، كما أنها مواطنة مصرية وما تقوله يُعد إهانة لمصر، وكل أزماتها حدثت في بلدان عربية مثل الإمارات والبحرين وتونس، ولطالما حذّرناها وطلبنا منها التزام الصمت في أثناء الغناء، وألاّ تنساق وراء عفويتها فيزلّ لسانها، لكنها لم تلقَ بالاً لتحذيراتنا وتكررت سقطاتها على المسارح، فكان لا بد لنا من اتخاذ التدابير الرادعة بحقها.
- البعض مستاء من انتشار أغنيات المهرجانات ومطربيها، فكيف ستتعامل معهم؟
نقابة المهن الموسيقية تتعامل مع كل فنان موهوب ويملك صوتاً جميلاً وجيداً. وعلى مطربي المهرجانات الذين يجدون أنّ أصواتهم جيدة، أن يخضعوا للاختبار في النقابة، فإذا نجحوا، يحق لهم إحياء الحفلات، وإذا فشلوا فعليهم الابتعاد عن الغناء، فلا مكان لهم بيننا، لأننا نسعى إلى تقديم فن هادف وجيد، ولذلك كنا نطلب المساعدة من مديريات الأمن في مختلف المحافظات لإبلاغنا بالحفلات التي تقام في السرّ.
- هاني شاكر المطرب، أين هو اليوم؟
خلال العام الحالي طرحت أغنيتين، إحداهما أغنيتي الأخيرة "شبهك أوي"، وأستعد حالياً لإصدار أغنية جديدة تعكس واقع أهل الإسكندرية.
- وهل اعتزلت طرح الألبومات الغنائية بعد مسيرة دامت أكثر من 40 عاماً؟
لا أحبذ عبارة "أنني اعتزلت طرح الألبومات الغنائية"، لكن آخر ألبوماتي الغنائية "اسم على ورق"، الذي طرحته في الأسواق عام 2016، لم يحقق النجاح الذي كنت أتمناه، والسبب أن الإنتاج الغنائي في مصر يعاني مشكلة خطيرة، وهي القرصنة الإلكترونية، وجميع المنتجين المصريين يتعرضون لخسائر فادحة، ورغم أن منتج الألبوم طارق عبدالله، صاحب شركة "هاي كواليتي" صديق عزيز، لم يتمكن من دعم العمل، ولم يستطع تصوير أي أغنية منه، بسبب سرقة الألبوم منذ اليوم الأول لطرحه في الأسواق. لذلك، ولكي أفكر مرة أخرى في طرح ألبوم غنائي جديد، لا بد من أن يكون هناك حل جذري لأزمة القرصنة الإلكترونية، التي يعانيها أغلب المطربين المصريين والعرب، وأدت الى إغلاق شركات إنتاج كبرى في مصر ولبنان والخليج، نتيجة الخسائر الفادحة التي مُنيت بها جرّاء القرصنة.
- وأين دورك كنقيب للموسيقيين في حلّ هذه الأزمة؟
عقدت منذ أشهر عدة اجتماعاً مع وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، لإيجاد حلّ لتلك الأزمة، ووجدتها مهتمة كثيراً وراغبة في ابتكار حلول للمشكلة بسبب الخسائر الفادحة، ومن المقرر أن نعقد في الفترة المقبلة اجتماعات عدة مع الوزيرة وعدد من مستشاري وزارة الثقافة وشركات الاتصالات، لكي نطرح أفكاراً لحماية حقوق الملكية الفكرية، ونعرضها على مجلس الشعب فيُصدر قانوناً رسمياً من الدولة يحمي المنتجين والفنانين من القرصنة الإلكترونية. وهذا القانون لن يعود بالنفع على الموسيقيين فقط، بل سيستفيد منه أيضاً جميع العاملين في مجالَي السينما والدراما.
- وعدت جمهورك المغربي بأغنية مغربية، فهل ستفي بالوعد؟
في أثناء زيارتي الأخيرة للمغرب لإحياء حفلة غنائية ضخمة هناك، وعدت الجمهور في المؤتمر الصحافي الذي سبق الحفلة بتسجيل أغنية مغربية، وأنا سأفي بوعدي وسأقدم لهم أغنية مغربية خفيفة في العام المقبل، لأنني لم أُغنِّ بعد بتلك اللهجة الجميلة، خصوصاً أنني أزور المغرب دائماً، وأحرص على الغناء في مهرجاناتها المختلفة، سواء في الدار البيضاء أو مكناس.
- وهل ترغب في تقديم الأغنية ديو مع مطربة مغربية؟
بالتأكيد، وأنوي الاتصال بصديقتي الفنانة سميرة سعيد، لأقترح عليها أن نقدم معاً الأغنية باللهجة المغربية، وأعتقد أن العمل سيكون جريئاً ورائعاً.
- وما آخر تطورات الديو الغنائي الذي كان من المفترض أن يجمعك بالفنانة اللبنانية نجوى كرم؟
نجوى من أهم وأفضل الأصوات العربية، التي لا يختلف على تميّزها اثنان، وفكرة الديو وُلدت بمحض الصدفة، بحيث كان كلٌ منا يرغب بالغناء مع الآخر، وتواصلنا واتفقنا على تقديم ديو غنائي، لكن حتى الآن لم يطرأ أي جديد في ما يتعلق بالأغنية، والسبب أننا لم نجد بعد نصاً غنائياً قادراً على جمع صوتي مع صوت نجوى، فهذا ليس سهلاً، ذلك أن لكلٍ منا لونه الغنائي الخاص، وأتمنى أن نقدّم الديو معاً، فأنا أرغب بأن يكون في أرشيفي الغنائي أغنية تجمعني مع نجوى كرم.
- هل تستمع زوجتك لأغنياتك قبل طرحها؟
بكل تأكيد، وأحيانا تتدخل في اختياراتي الفنية.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024