تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

السوبرانو اللبنانية تانيا قسيس: الفن رسالة بالنسبة إليّ

تانيا قسيس

تانيا قسيس

تانيا قسيس

تانيا قسيس

غزت السوبرانو اللبنانية تانيا قسيس ذات الصوت المميز العالم بحفلاتها التي حضرها كبار الشخصيات، بدءاً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا وصولاً إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وقد أقامت أخيراً حفلاً ضخماً في كازينو لبنان قدمت خلاله مجموعة من أغنياتها الجديدة. في حوارها مع "لها"، تكشف قسيس عن تفاصيل هذا الحدث، وتتكلم عن أعمالها الجديدة والقديمة.


- حدّيثنا عن الحفل الذي أقمته في كازينو لبنان؟

أحييت أخيراً حفلاً ضخماً على مسرح كازينو لبنان بمشاركة أوركسترا قادها مارك أبو نعوم، وقد تخلّلت الحفل مفاجآت كثيرة، حيث قدمت مجموعة من أغنياتي الجديدة ترافقها لوحات غنائية راقصة صمّمها هادي عواضة. كما سُررت بالغناء لجمهور بلدي الذي قدّم لي دعماً كبيراً.

- مزجكِ بين الثقافتين الغربية والشرقية حقق نجاحاً باهراً، فإلامَ تعزين ذلك؟

أعزو هذا النجاح إلى الدمج بين ثقافتي الغربية وجذوري الشرقية بأسلوب واقعي يشبهني ويليق بصوتي. إلى ذلك فنحن نعيش في عصر انفتاح دولي ثقافي بفضل الاتصالات والسفر والإنترنت، ما جعل الجمهور حسّاساً تجاه ثقافات الشعوب المختلفة، أي بات يميز بين مستوى الأعمال ويقدّر الفن الجميل، وأنا لذلك أتعاون مع ملحنين اكتشفتوا بصمتي الفنية هذه، ومن بين هؤلاء جاد مهنا وميشال فاضل ومروان خوري.

- هل بات من السهل على الفنان أن يحقق بصمته الخاصة في ظل الانفتاح العالمي وازدحام الساحة الفنية؟

الانفتاح العالمي سهّل الوصول إلى موسيقى لم نعتد على سماعها من قبل، أما بالنسبة الى البصمة فتحقيقها بات صعباً في هذا الزمن.

- أي خصوصية فنية يمكن أن نحافظ عليها في ظل التداخل الشرقي والغربي؟

أنطلق من الموسيقى الشرقية نحو الغرب، وأرى أن الموسيقى اللبنانية بحاجة الى تطوير لتشبه الموسيقى العالمية، مع الحفاظ على تقاليدها طبعاً، وهذا ما أحاول تحقيقه من خلال فني.

- سخّرتِ صوتك لخدمة نشاطات وطنية مهمة، فهل الفن رسالة في رأيك؟

بالنسبة إليّ، الفن رسالة، ولذلك أستوحي أعمالي من قصص الناس اليومية، سواء كانت وطنية أو اجتماعية.

- فنانات كثيرات من أمثال هبة قواص وغادة شبير مزجن بين الشرقي والغربي، فهل يضيف هذا الى مسيرتهن؟

هبة وغادة أدخلتا الأغنية الشرقية إلى الأوبرا، أما أنا فقد احتفظت بالأسلوب الغنائي الغربي ذي المحتوى الشرقي، لكن تبقى لكلٍ منا بصمتها الفنية الخاصة والتي تشبهها.

- ألا تفكرين في عمل غنائي استعراضي على المسرح؟

بالتأكيد، ففي أثناء تخصّصي الدراسي في باريس، أحييت عدداً من المسرحيات الغنائية هناك.

- ما هي أهداف الأكاديمية التي أسّستها؟

أسعى إلى تكوين جيل جديد مطّلع على الموسيقى الشرقية من خلال تعريفه على الأغاني اللبنانية بأسلوب جميل. أحب أن أرى الفرح في عيون الأطفال حين يقفون على خشبة المسرح.

- أنتِ أول فنانة لبنانية تغنّي أمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته، أخبرينا عن تفاصيل هذا الحدث؟

سافرت الى واشنطن بدعوة من الشيخة ريما الصباح عقيلة سفير دولة الكويت في الولايات المتحدة الأميركية الشيخ سالم الصباح، ومعروف عنهما أنهما غالباً ما يقيمان مناسبات وحفلات مهمة في مقر السفارة، يحضرها رؤساء أميركا وشخصيات سياسية ومشاهير عالميون... والعشاء الذي دُعيت إليه كان مخصّصاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR، وحضره الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا وابنته إيفانكا، وتم خلاله تكريم زوجة الرئيس ميلانيا، وكانت صاحبة الدعوة ترغب بأن تقدم لضيوفها برنامجاً موسيقياً مميزاً يليق بهم ويرتقي إلى مستوى الحدث نفسه، فحضّرنا سوياً برنامج الحفل، وبالنسبة إليّ فقد انتابني شعور غريب، ذلك أنها المرة الأولى التي أفرح فيها بردود فعل الجمهور الأميركي، لأنه بطبيعة الحال لا يعرف فنّي، كما كان بين هذا الجمهور أشخاص سبق أن حضروا أهم الحفلات في لبنان، وهم لذلك قدّروا كثيراً الفن الذي قدّمته لهم، وهذا بحد ذاته مدعاة فخر لي.

- حدّثينا عن مجريات الحفل؟

كانت ابنة الرئيس الأميركي إيفانكا ترامب من أول الواصلين الى الحفل، ترافقها مجموعة من السياسيين. ومن بين المدعوين أيضاً، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وعدد من سفراء الدول العربية والمسؤولين الحكوميين في الولايات المتحدة، وقد قدّموني لإيفانكا ترامب مؤكدين لها أنني فنانة معروفة في بلدي لبنان، وسأُحيي هذه الأمسية الرائعة... ثم حضر الرئيس دونالد ترامب وزوجته ميلانيا، وبدأ البرنامج بالتكريم، وبعدما قدّمت وصلتي الغنائية، عشتُ لحظات لا تُنسى، فبالإضافة الى رهبة الموقف، غمرتني السعادة، فقد كانت علامات الإعجاب والتأثّر بادية على وجوه الحاضرين. وفي ختام الحفل، قال لي الرئيس ترامب "أنت فعلاً مذهلة، وما قدّمته كان رائعاً"، كما اقتربت مني زوجته ميلانيا وقبّلتني.

- غنّيت أمام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مصر، ماذا تقولين في هذا الصدد؟

هذا الحدث كان في غاية الأهمية، بحيث شاركت في افتتاح مسجد وكنيسة متجاورين، كرسالة سلام من المصريين إلى باقي شعوب العالم، فقدّمت ترنيمة "مريم" المسيحية ممزوجةً بنشيد "مولاي إني ببابك" الإسلامي، وذلك بغية التقريب بين الأديان من خلال موسيقى واحدة، تنادي بالمحبّة وتنبذ كل ما يدعو الى التفرقة بين الشعوب مهما اختلفت أديانهم.

- من رشّحك للمشاركة في الغناء في حفل افتتاح مسجد الفتّاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح؟

اتّصل بي الأستاذ محمد سعدي المسؤول عن تنظيم الاحتفالية، معبّراً عن إعجابه الشديد بغنائي ترنيمة "مريم" التي امتزج فيها صوتي مع صوت الأذان، وقد طلب منّي تقديم الترنيمة مرة أخرى في حفل افتتاح المسجد والكنيسة، لكن ممزوجةً هذه المرّة مع أنشودة "مولاي إني ببابك"، فسُررتُ كثيراً، خاصة أنه كان يبحث عن فنانة تغنّي بهدف التقريب بين الأديان، وبصراحة لم أكن قد استمعت من قبل الى أنشودة "مولاي إني ببابك"، لكن شعرت بسعادة كبيرة عندما تشاركت في تقديمها مع الفنان أسامة الخولي.

- ما هي طموحاتك على الصعيد العملي؟

أطمح إلى تقديم عمل مختلف ومميز يتناسب مع الألوان الموسيقية التي أغنّيها، فأنا أهتم فقط بتقديم العمل الذي أحبّه، وبالتالي أحاول أن أُحبّب الجمهور به.

- هل يعرفك رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون؟

بالتأكيد، وأعلم أنه يستمع الى الأغنيات التي أقدّمها، وخصوصاً Ave maria، إلا أننا لم نلتقِ في أي مناسبة بعد، رغم أنني قابلت السيدة اللبنانية الأولى لأكثر من مرة.

- صرحت سابقاً أنك لا تغنّين للسيدة فيروز، فهل مُنعت من ذلك؟

في الحفلات لا مشكلة لدى الـ SACEM بالغناء للسيدة فيروز لكنهم لا يمنحون حق عرض هذه المقاطع على الهواء لأن هناك مشكلة بين المحطات التلفزيونية وعائلة الرحباني المالكة لحقوق الأغنيات.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078