وقائع وهمسات
أُقيمت الدورة الأخيرة من مهرجان أبو ظبي السينمائي بين 11 و20 تشرين الأول/ أكتوبر. هذه وقائع وهمسات نقلناها من أرض المهرجان لوصف أجواء الاحتفال بالسينما اللغة العالمية الأبلغ تعبيراً عن الإنسان. تنافست الأفلام المعروضة هذا العام ضمن فئات "الفيلم الروائي الطويل" و"آفاق جديدة" و"الفيلم الوثائقي الطويل" والفيلم القصير ومسابقة أفلام الإمارات على جائزة اللؤلؤة السوداء وتكريمات أخرى. وبرز مستقبل السينما العربية في تجارب فلسطينية ومصرية نسائية لا تروّج النجوم. حتى الفيلم التركي الذي فاز بأرفع جائزة، "اللؤلؤة السوداء" في المهرجان عن فئة الأفلام الروائية وقّعته المخرجة المبدعة ييشيم أوستا أوغلو التي تعرّضت للتذكير في الصحافة.
الممثلة الإيرانية غولشيفتتي فاراهاني : "اخترت أن أكون منفية"
- الفيلم التركي Araf - Somewhere in between لييشيم أوستا أوغلو فاز بأرفع جائزة في المهرجان عن فئة الافلام الروائية الطويلة. وفاز فيلم اإنقاذ الوجهب Saving face عن ضحايا "الرشق الزوجي الكيميائي" الأفغانيات بجائزة اختيار الجمهور (فئة عروض السينما العالمية).
- حجبت جائزة أفضل فيلم عربي روائي طويل في اختتام مهرجان أبو ظبي السينمائي بدورته الخامس. ورغم أن المخرج التونسي نوري بو زيد شارك بفيلم "ما نموتش" عن هذه الفئة إلاّ أنه حصل على جائزة أفضل مخرج من العالم العربي. وكأن الأفلام العربية التي شاركت لم تستحق الجائزة. وقد صرّح نوري مشاعره بعبارة مقتضبة : "فكري وقلبي مع النساء التونسيات في مقاومتهن اليومية لمظاهر التخلف كلها". فيما حاز فيلم المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر "لمّا شفتك" على جائزة أفضل فيلم من العالم العربي (فئة "آفاق جديدة"). أما المخرجة المصرية هالة لطفي فحصدت جائزة "الإتحاد الدولي لنقاد السينما" fipresci وجائزة أفضل مخرجة من العالم العربي. ومنحت جائزة اللؤلؤة السوداء للجنة التحكيم الخاصة بالإجماع لفيلم المخرج برتغالي مانويل دي أوليفيرا "غيبو والظل".
- برزت السينما الفلسطينية وتألقت في فئة الأفلام الوثائقية مع المخرج الشاب مهدي فليفل وشريطه "عالم ليس لنا" الذي انتزع جائزة Netpak (شبكة ترويج السينما الآسيوية) واللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم وثائقي أيضاً. عن هذه الفئة أيضاً نال مخرجا فيلم "البحث عن النفط والرمال" وائل عمر وفيليب ديب - اللذين ولّفا حقبة انتهاء الحكم الملكي في مصر - جائزة أفضل مخرجين من العالم العربي. وحصد فيلم "يلعن بو الفوسفاط" للمخرج التونسي سامي التليلي جائزة أفضل فيلم من العالم العربي. وذهبت جائزة أفضل مخرج جديد إلى المخرجة الروسية ليوبوف أركوس الذي شارك بفيلم "أنطون قريب هنا". أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فاستحقتها المخرجة الكندية سارة بولي عن فيلمها "قصص نرويها".
مواجهة الخيانة وحكم الديكتاتور
- حصدت الممثلة الألمانية فرانسيسكا بيتري جائزة أفضل ممثلة في روائي طويل، الفيلم الروسي "خيانة". وقد تفاجأت بيتري بفوزها معبّرة أن أصعب مشاهد التصوير كانت "الخيانة وسط الثلج". وأنها اختبرت الخيانة وخانت في حياتها الخاصة. (ننشر الحوار معها لاحقاً). أدت فرانسيسكا دور الزوجة الطبيبة التي تتعرّض للخيانة فتنخرط بعلاقة هي أيضاً مع مريضها. ترك المخرج الروسي كيريل سيريبرينكوف بطليه دون تسمية ودون شخصيات ثانوية. وعن الفئة نفسها نال الممثل المكسيكي غيل غارسيا بيرنال جائزة أفضل ممثل في فيلم "لا" للمخرج التشيلي بابلو لورين (حائز على جائزة "فن السينما" في مهرجان "كان" عام2000)، الذي صوّر حملة "لا" المناهضة لتمديد حكم الديكتاتور أوغسطو بينوشيه.
- ترأست لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية أيقونة بوليوود الممثلة الهندية شبانة أعظمي التي شغلت منصب عضو في مجلس الشيوخ في البرلمان الهندي بين عامي 1997 و2003.
- افتتح مهرجان أبو ظبي السينمائي دورته السادسة بفيلم Arbitrage من بطولة ريتشارد غير وسوزان ساراندون بحضور بطله. ويعدّ هذا الفيلم من أولى تجارب المخرج نيكولاس جاريكي في مجال السينما الروائية الطويلة. وقد أبدى ريتشارد غير ترحيباً بسيناريو محكم ينصف صورة الإسلام في العالم.
انتشال التميمي: "هذا الفيلم قد يعرضّ المخرج للقتل"
- تنافس عن فئة الأفلام الروائية الطويلة فيلمان جزائريان، "عطور الجزائر" (المخرج رشيد بن حاج الذي اقتبس رواية الروائي المغربي محمد شكري "الخبز الحافي" الشهيرة) و"حراقة بلوز" (المخرج موسى حداد). أثار المخرج التونسي نوري بو زيد الجدل مجدداً مع فيلمه "ما نموتش" الذي شكل عرضه الجريء لـ "أسلمة الواقع التونسي" دهشة النقاد والصحافيين سلباً وإيجاباً. وقد اعتبر مسؤول برمجة الأفلام العربية العراقي انتشال التميمي أن : "هذا الفيلم قد يعرضّ المخرج للقتل".
- علمت "لها" في لقائها مع رئيس لجنة تحكيم "مسابقة أفلام الإمارات" المخرج التونسي رضا باهي أنه يحضر لتنفيذ مسلسل بعنوان "جزيرة المخلوعين" عن الرؤساء العرب السابقين. ومن الأسماء التي ستشارك في هذا العمل هند صبري ومحمود حميدة. علماً أن هذا العمل سيصوّر في جزر المالديف كمقابلة شديدة الأثر بين من سماهم "الشياطين" والجنة.
- قالت الممثلة الإيرانية غولشيفتي فاراهاني: "حياتي المهنية والشخصية كممثلة ومواطنة إيرانية باتت تحمل هذا الشعار: قبل قراري المشاركة في الفيلم الأميركي Body of lies وبعده"، وذلك في لقاء مع "لها" سننشره لاحقاً. وأضافت أنها غير نادمة على الظهور في هوليوود، "لقد اخترت أن أكون منفية". كما اعتبرت أول ممثلة إيرانية تشارك في فيلم أميركي بعد الثورة أن فيلم Patience Stone The الذي شارك في مهرجان أبو ظبي السينمائي هو كتلة من الأحاسيس. فازت عنه بجائزة أفضل ممثلة. وهي نجمة فيلم Little Bride للمخرج اليمني بدر بن حرصي الذي يطرح قضية الزواج المبكر للفتيات.
- ضم المهرجان احتفالية بمناسبة خمسينية استقلال الجزائر، عرضت أهم ما أنجزه العقد الأول من إبداع سينمائي جزائري مثل "وقائع سنين الجمر" (للمخرج محمد لخضر حمينة)، الفائز العربي الوحيد بالسعفة الذهبية في مهرجان "كان" السينمائي عام 1975.
يسري نصرالله من جمال عبد الناصر إلى نظام مبارك
- كشف المخرج المصري يسري نصرالله أن النجمة المصرية يسرا "رفضت أداء دور في فيلمي الروائي الأول "سرقات صيفية"، وقد أدت الدور الممثلة عبلة كامل لاحقاً. وأوضح: "لم تكن يسرا تريد أداء شخصية معارضة لقرارات الرئيس جمال عبد الناصر الاشتراكية". وقد فاز نصرالله بجائزة أفضل مخرج في الشرق الأوسط لهذا العام التي تمنحها مجلة "فارايتي" الأميركية في المهرجان منذ الدورة الأولى. وهذه جائزة حصلت عليها المخرجة اللبنانية نادين لبكي في إحدى الدورات. في هذه الدورة، عرض فيلم "بعد الموقعة" لنصرالله خارج المسابقة وضمن "عروض السينما العالمية" انطلاقاً من موقعة اقتحام البلطجية "ميدان التحرير". حضر هذا الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" السينمائي بعد غياب مصري استمر 15 عاماً.
- فاز المخرج العراقي ياسر الياسري بالجائزة الأولى عن فئة "الأفلام الروائية القصيرة" عن فيلمه "ضوء دامس". وهو اسم شاب لمع في عالم الأغاني المصوّرة. كما انتزع هذا الفيلم جائزة أفضل تصوير التي حصل عليها استين فان دير فكين. ونال فيلم "يولد حلم في العينين" جائزة أفضل فيلم إماراتي، لعبير المرزوقي وعائشة العامري وخولة المعمري. أما جائزة أفضل عمل روائي فحصل عليها فيلم "9 لقحات" للمخرج أياد سعيد. أفضل فيلم في العالم العربي "الجزيرة" لأمين سيدي بومدين وأفضل سيناريو لـ "أصغر من السماء" كتابة محمد حسن أحمد، وأفضل فيلم وثائقي "الإبتسامة المخفية" لفينتورا دورال. وقد حصلت المخرجة هنا مكي على جائزة "لجنة التحكيم الخاصة" عن فيلمها "الرحلة".
- حملت بعض العروض السينمائية شعار "للسيّدات فقط". وقد اعتبر عضو لجنة تحكيم مسابقة "آفاق جديدة" المخرج العراقي محمد الدراجي أن الأمر يعد بمثابة تشجيع ذكي للمرأة الإماراتية على المشاركة في حضور الأفلام ومناقشتها.
- انجذب الحضور إلى سينما كوريا الجنوبية التي تتألق منذ التسعينات وتحصد جوائز في أعرق المهرجانات. ولعل آخرها فيلم Pietà الذي حصل على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية في دورته الأخيرة. وكان فيلم "التنكر" Masquerade قد استقطب حضوراً غفيراً في صالة السينما في قصر الإمارات حيث الإحتفالية.
- حصد عن هذه الفئة الممثل الدنماركي سورين مالينغ (فيلم "اختطاف" A Hijacking) جائزة أفضل ممثل.
- تألقت الفنانة المصرية سوسن بدر في ختام مهرجان أبو ظبي حيث منحت جائزة "فخر العمر". وقد استرقت السمع من إحدى الصحافيات غير العربيات ورأيها بإطلالة مايا دياب : Did she have to show that much here ؟
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024