تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

سينتيا حبيش مهرجانات القبيات تحفظ لنفسها مكانة متقدّمة: أيام بيئية وحفلات فنيّة

سينتيا حبيش

سينتيا حبيش

سينتيا حبيش

سينتيا حبيش

صفات كثيرة يمكن أن نطلقها على هذه السيدة الرقيقة والشفّافة، عن بعد، من خلال تعاطيها الشأن العام. وعن قرب، تكتشف صفات أعمق وأكثر بكثير إذا عدّدناها كلها ربما يعتبر الأمر مغالاة. تقول عن نفسها: "أنا امرأة واضحة ولست رمادية"، وربّما الوضوح والصدق إلى أقصى الحدود يجعلان منها امرأة فريدة لا بل نموذجية. السيدة سينتيا حبيش تحمل على كاهلها همّ منطقة القبيات العكارية، تريد إظهار جمالها للعالم، وقد بدأت عملها في الجمعيات الأهلية وصولاً إلى إحياء المهرجانات السنوية التي باتت محطّة سنوية ينتظرها المقيمون والمغتربون والسيّاح على حدّ سواء، لتساهم في رفع اسم لبنان عالياً.


- المهرجانات في لبنان كثيرة، ما الذي يميّز مهرجانات القبيات عن غيرها لتجذب الناس إليها، خصوصاً أنّ المنطقة بعيدة عن بيروت جغرافياً؟

عندما بدأنا العمل في مؤسّسة "أجيال" الخيرية في المنطقة، أردنا إلقاء الضوء على عكار الجميلة بكلّ تفاصيلها. وتعدّدت النشاطات، فعملنا على إظهار نقاء الطبيعة العكارية البعيدة بموقعها ونوعية أرضها الخالية من التلوّث، وانجذب بذلك هواة الطبيعة، إن للسير في أرجاء المنطقة وأحراجها أو لركوب الدرّاجات الهوائية. وانطلقت فكرة المهرجان الذي يتضمّن أياماً بيئية ببرنامج متكامل يتزامن مع المهرجان نهاراً، وليلاً مع الحفلات الموسيقية. والأهم أنّ محافظة الشمال ومنطقة عكار فيها كثافة سكانية، وأهل المنطقة في الدرجة الأولى يحضرون المهرجان بأعداد كبيرة.

- هل روّاد المهرجان في معظمهم من أبناء منطقة الشمال؟

بعد الإحصاءات التي قمنا بها العام الماضي، تبيّن أنّ الأعداد الكبيرة من القادمين هم من منطقة الشمال، لكنّ هناك عدداً كبيراً من السيّاح العرب والأجانب، كما رأينا صينيين مثلاً من محبّي نانسي عجرم أتوا للمشاركة في المهرجان.

- ما الإيجابيات التي يقدّمها المهرجان للمنطقة؟

تعزّزت المنطقة اقتصادياً، من السوبرماركت إلى المطاعم والفنادق. فعدد الفنادق من تاريخ بدء المهرجان ارتفع، والفنادق الموجودة وسّعت المساحة. والبعض عزّز فكرة الـ"بانغالوز" في قلب الطبيعة. كما أنّ أبناء المنطقة من شبّان وشابات يتولّون عملية التنظيم ويشعرون باندفاع كبير.

- هل باتت مهرجانات القبيات اليوم على خط المنافسة مع بقية المهرجانات التي يفوق عمرها العشرين عاماً؟

مرّت على المهرجان أسماء عالمية كبيرة. ونحن نعمل أكثر بكثير من المقدَّم لنا من دعم مالي من وزارة السياحة، ونبذل ما في وسعنا للمحافظة على مستوى لائق بالمهرجان والمنطقة، رغم كل الصعوبات. من ناحية التنظيم والتقنيات من صوت وإضاءة، ننافس بالتأكيد أكبر المهرجانات.

- وفقاً لأي معايير تختارون الفنانين؟ ومن يقترح الأسماء؟

المعايير تفرضها المنطقة والأسماء اللامعة والمحبوبة من الجمهور لكي نستطيع أن نبيع أكبر عدد ممكن من البطاقات وبأسعار تخوّل العائلة كاملة أن تحضر المهرجان.

- هل كانت نتيجة العام الماضي مشجّعة؟

بالتأكيد، ومن الصعب أن نتحدّث عن أنفسنا، العام الماضي كان من أجمل السنوات، وحقّقنا أرباحاً أمّنت تكاليف المهرجان. فنحن نبذل مجهوداً كبيراً، بالإضافة إلى أن الجوّ في المنطقة فيه الكثير من الإلفة والتأثيرات الإيجابية والحيوية، وهذه عوامل تساعد على متابعة الفنّان في منطقتنا وليس في منطقة أخرى إذا كان الفنّان نفسه سيشارك في أكثر من مهرجان في مناطق مختلفة. ولا ننسى وسائل الإعلام التي تؤدي دوراً مهمّاً في هذا المجال، فهي تضيء على الجوّ الجميل للمهرجان.

- هل بات اسم الفنّان وائل كفوري مقترناً بمهرجانات القبيات؟

وائل كفوري ضيف المهرجانات منذ العام الأوّل، ووقّعنا معه عقداً طويل الأمد. وكلّ عام تكون حفلاته مميّزة في القبيات، فنحن كلجنة نتابع أدقّ التفاصيل من الغرافيكس واللّوحات الفنيّة الراقصة لنُشعره بالارتياح، فضلاً عن مناخ المنطقة الذي يلائمه وجوّ الصداقة والعلاقة الجيدة التي تربطنا به وبالفنّانين الذين يأتون للمشاركة.

- كيف تتخطّون الصعوبات التي تواجهكم؟

الصعوبات المادية موجودة، ولكن نعمل ضمن الإمكانات المتاحة لنا. والتنظيم هو التحدّي الأكبر الذي يواجهنا للمحافظة على الراحة التامّة للمشاركين بكلّ تفاصيلها الدقيقة. ونتمنى أن يتحسّن الوضع الاقتصادي ويعود المموّلون داعمين لنا كما في السابق لكون هذه المهرجانات هي الواجهة السياحية للبلد.

- كيف تتوقعون أن يكون الموسم هذا العام؟

يمكننا القول إنّنا بدأنا باكراً ببيع التذاكر، ونأمل أن تكون نسبة المشاركة عالية ككلّ عام. وكلّ العوامل واعدة بموسم جيّد، خصوصاً أنّ هناك إجماعاً جماهيرياً على محبّة الفنانين الثلاثة، وائل كفوري وملحم زين وناصيف زيتون.

- هل تشاركين في الحفلات الثلاث؟

بالطبع، وأتابع أدقّ التفاصيل بقلق شديد، إن في المهرجان أو البرامج البيئية المرافقة له، لإنجاح الموسم كي لا تعترضنا أي مشاكل.

- هل ندمتِ يوماً على تولّيكِ هذه المسؤولية؟

في البداية كانت المسؤولية أصعب، ومع أربعة أولاد لم يكن الأمر سهلاً عليّ. لكن اليوم، وبعد مرور خمس سنوات على المهرجان، بات التمرّس أكبر والفريق المتعاون صار يملك خبرةً أكبر. وهذا العام، لأولّ مرة منذ بدء المهرجان يمكنني السفر في رحلة مع العائلة قبل تاريخ الانطلاق.

- هل من مساعدة يقدّمها زوجك النائب هادي حبيش في المهرجان؟

مثل أي ثنائي نتشارك الآراء ونتباحث في أمور كلّ منا، وإذا أعطاني أيّ نصيحة آخذ بها طبعاً. وأكثر ما يساعدني فيه هو إيجاد التمويل، ولولا دعمه في ذلك لكان الأمر صعباً علينا.

- هل تحضّرين لمهرجانات أخرى؟ وهل تقارنين بينها وبين القبيات؟

بالطبع أشارك في معظم المهرجانات التي تُقام في المناطق اللبنانية، ولكن لا أحاول التأثر بمهرجانات أخرى، وأكمل بفكرتي حتى النهاية من دون تشويش أو تأثر بأعمال أخرى.

- ما الذي لم تحقّقه بعد مهرجانات القبيات؟

أتمنى أن نأتي كلّ عام بأسماء عالمية كبيرة. وهذا صعب بعض الشيء، لأنّ الأمر يستوجب أن نكون في العاصمة لجلب أكبر أعداد من الناس، وحولها الفنادق الفخمة، كما يحصل في دبي مثلاً.

- هل هناك تعاون بينك وبين نساء السياسيين في المنطقة؟

كلّهن صديقاتي ويأتين للتشجيع والمشاركة في المهرجان. ولكن العمل الأساس يبقى على فريق العمل الذي أعتبره صديقاً لي.

سينتيا الأمّ

- نشاطاتك الاجتماعية والمهنية كثيرة، كيف توفّقين بين الداخل والخارج، خصوصاً أنّك أمّ لأربعة أولاد؟

أولادي الأربعة أهمّ ما في حياتي، أشكر الله على هذه النعمة، وكما ربّاني أهلي أُربّي أولادي، أُنهي أعمالي الخارجية قبل الظهر لأكون في المنزل إلى جانبهم وأتفرّغ لاهتماماتهم. أتابع دروسهم وأعمالهم المدرسية عن قرب، ولا أنشغل عنهم أبداً إلا في حالات استثنائية. وفي يوم من الأيام ربما أتوقف عن انشغالاتي الخارجية وتنظيم المهرجان ولا يبقى لي في النهاية إلا أولادي.

- هل سينتيا "ستّ بيت" تقوم بأعمال الطهو مثلاً؟

لا أطبخ يومياً، لكن أحب دخول المطبخ من وقت إلى آخر، ويوم العطلة أحضّر لأفراد العائلة طعاماً يحبّونه، كما أضع لائحة الطعام الأسبوعية. إلى جانب ذلك، أحبّ ترتيب المنزل والاعتناء بالتفاصيل التجميلية، وعندما نستقبل ضيوفاً، أحبّ أن أُشرف بنفسي على ترتيب الطاولة، فهي من هواياتي.

- ما الأكلة التي يطلبها منك الأولاد وهادي؟

يحبّون أن نصنع قالب الحلوى معاً، فكرة خفق المكوّنات تستهويهم. كما يحبون المعكرونة التي تعلّمت طريقة طهوها من والدتي. أما هادي فيطلب مني "البيف الستروغنوف" والمعكرونة بصلصة البستو... يحبّها من يدي.

- ما الهوايات المشتركة للعائلة؟

جميعنا نحب السباحة. وأنا وبناتي نقوم بالتزلّج معاً. وابنتي تيفاني تشاركني هواية كرة المضرب. أما الصبيان فيمارسون مثل والدهم هواية كرة القدم.

- هل من هوايات مشتركة بينك وبين هادي؟

في الصيف خصّصنا للعائلة يوم الأحد. نسبح معاً ونمشي على شاطئ البحر. وفي السفر نمارس الرياضة معاً.

- إلى أين كانت أجمل رحلة مع العائلة؟

عندما نكون معاً تكون أجمل رحلة. وقد زرنا أخيراً فنلندا، قرية بابا نويل، وكانت متعة لنا ولهم معاً.

سينتيا والمرأة

- كيف تنظرين إلى واقع المرأة اللبنانية اليوم؟ والمرأة العكارية؟

المرأة اللبنانية بشكل عام استطاعت أن تثبت نفسها في مجالات عدة. ونرى اليوم في الحكومة اللبنانية أكثر من وزيرة يعملن بجدّ ومثابرة إلى جانب الرئيس سعد الحريري العامل على تعزيز دور المرأة التي ستصل في النهاية إلى خواتيم سعيدة. أما في عكار، فالمرأة بالطبع هي أمّ وموجودة في قطاعات عدة وفي المؤسسات العامة والخاصة. والجمعيات مثل "كوني أنت" التي دعمتُ تأسيسها وجمعية "أجيال" بمعظمها نساء. كما أنّ هناك دوراً بارزاً وفاعلاً للمرأة في المهرجانات. وأحاول أن أعزّز وجود المرأة الكبيرة والشابة بفاعلية أكبر.

- هل أنت مع الكوتا النسائية؟

كلا، لأنني أؤمن بالمناصفة بين المرأة والرجل في المجتمع، فلمَ إذاً تحديد المرأة بكوتا؟ نحن نصف المجتمع، وكما الرجل موجود في المجالات كافة كذلك المرأة. فنسبة نجاح المرأة في معظم المؤسسات عالية، ونرى دورها يتجّه إلى الأمام، ونأمل أن تشغل مناصب أعلى وأكبر من وزيرات.

- هل تطمحين للعمل في جمعيات نسائية أكثر في المنطقة؟

أفكّر دائماً في المرأة، تمكينها في المجتمع وتعزيز دورها في منطقتنا. ونحن نعمل اليوم على فكرة لن أتحدث عن تفاصيلها الآن لأنّها لم تكتمل بعد. ولكن عملي وحده لا يكفي، بل يجب أن يكون على نطاق وطن ومؤسسات.

- أنت من متابعي الموضة، هل من مصمّم خاص بك؟

مَن مِن النساء لا تحبّ الموضة؟ أتابع الموضة وأحضر عروض أزياء لدور كبيرة كما للبنانيين الشباب، وأفضّل التصاميم البسيطة والناعمة والشبابية التي تليق بشخصيتي.

- كيف هي علاقتك بوسائل التواصل الاجتماعي؟ نراك شفاّفة تشاركين الناس صوراً عائلية!

بطبيعتي أنا امرأة واضحة ولست رمادية، وفخورة بأمومتي وأولادي الأربعة. لا أنشر كلّ شيء، بل أنتقي بعض الصور التي أحبّ أن أُظهر فيها عائلتي كما هي وهوايات أولادي.

- هل تتابعين الأمور السياسية وتتباحثين مع هادي فيها؟

أقرأ الصحف يومياً وأتابع نشرات الأخبار، وعندما يكون هناك حدث إخباري مهمّ نتباحث فيه، وإذا لفتني أمر ما أثناء متابعتنا نشرة الأخبار أيضاً. أترك القرارات السياسية له ولا أقول إلا الكلمة الضرورية في السياسة. عملي معه اجتماعي أكثر منه سياسياً.

- هل هناك أفكار سياسية لا تتفقان عليها؟

أنا وهادي نتفّق على كلّ شيء. وفي بعض الأحيان عندما تعلو نبرته أخاف عليه وأطلب منه تخفيف انفعاله، وهو في النهاية زوجي وأبو أولادي، ومن واجبي الحرص عليه.

- هل يوازن هادي بين السياسة والعائلة؟

سأكون صريحة. بالطبع السياسية تشغله كثيراً. وسرّ نجاحه يكمن في قربه من الناس، وقد تأقلمنا أنا والأولاد مع هذا النمط من الحياة. يعوّض في أسفارنا، وفي يوم الأحد الذي بات يوماً للعائلة. وفي المساء أحاول أن أوجز له النهار الطويل مع الأولاد.

- ماذا تغيّر في علاقتكما بعد 13 عاماً من الزواج؟

قبل أن نتزوّج عشنا قصّة حب، هي الأساس، وطالما أن الحب والحوار والاحترام موجودة، فهي أهمّ مكوّنات العلاقة الزوجية.

- هل الزواج من رجل سياسي نعمة أم نقمة؟

عندما تعرّفت إلى هادي كان في السياسة، وهي تجري في عروقه، وأرى شعبيته السياسية، ودوري أن أسانده. ولا أخفي أنّه أمر صعب، ولكن أحاول أن أحافظ على جوّ الهدوء في المنزل وأن أعوّض بوجودي الدائم مع الأولاد. وخلق التوازن وحُسن التدبير هما الأساس.

- إلى أيّ مدى وجودك الفعلي وكلّ الأعمال التي تقومين بها على صعيد المنطقة تساهم في شعبية هادي السياسية؟

وجود العنصر النسائي يضيف نكهة خاصة في أبسط الأمور، حتى الاستقبال الجيّد والابتسام للناس إلى جانب القيام بالواجبات الخاصة تساهم في تقريب الناس أيضاً.

- ما أجمل كلمة تحبين سماعها من هادي؟

بطبيعتي أنا حسّاسة، وعندما لا أراه بحكم العمل يتصّل ليقول لي أحبّك.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078