تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

باسكال مشعلاني: أصبحتُ على بُعد خطوات من التمثيل... و"باسكال شوو" لا يزال قيد الدرس

باسكال مشعلاني

باسكال مشعلاني

زارت الفنانة اللبنانية باسكال مشعلاني القاهرة أخيراً، من أجل تصوير حلقة تلفزيونية وإحياء عدد من الحفلات، بعد فترة غياب طويلة عن الساحة الغنائية. في هذا الحوار، تكشف باسكال لـ"لها" عن ردود الفعل على أغنيتها الأخيرة "اتعذّبت كفاية"، وتتحدّث عن أغنيتها الخليجية الجديدة التي تعمل عليها، وسبب تأجيلها، ولماذا قررت التركيز على الأغاني "السينغل"، وموقفها من التمثيل، كما تتكلم عن حياتها العائلية، وتُدلي برأيها حول المتغيرات التي طرأت على عالم الفن منذ دخولها إليه وحتى يومنا هذا.


- مبروك نجاح أغنية "اتعذّبت كفاية" ونسبة المشاهدة العالية التي حققها الفيديو كليب، هل توقعت أن تحصد كل هذا النجاح؟

ردود الفعل على الأغنية كانت أكثر من رائعة، ولم أتوقع أن تحقق كل هذا النجاح في فترة قصيرة، وزاد هذا النجاح بعد تصويرها فيديو كليب من إنتاج شركة "لايف ستايل ستوديوز"، في تركيا وسط المناظر الطبيعية الخلاّبة، تحت إدارة المخرج زياد خوري، ولا بد هنا من أن أوجّه شكراً خاصاً للموزّع الموسيقي عادل عايش، والشاعر والملحن المصري محمد رفاعي، لأنه قدّم لي أغنية قريبة من الناس.

- في كليب "بخاف أعشقك" وجّهت رسالة بيئية إلى الجمهور، فأي رسالة يتضمن كليب "اتعذّبت كفاية"؟

أحرص من خلال كليباتي على توجيه رسائل مفيدة الى الناس... ومن ضمنها كليب أغنية "اتعذّبت كفاية" الذي أدعو المرأة من خلاله إلى أن تكون قوية الإرادة وواثقة في نفسها حتى وإن تعرضت للتعنيف اللفظي والجسدي، وتدرك أن في إمكانها أن تفتح صفحة جديدة في حياتها في حال لم توفّق في زواجها، لا سيما مع كثرة الطلاق في أيامنا هذه.

- هل تخطّطين لأعمال جديدة مع "لايف ستايل ستوديوز"؟

أنا مستمرة في العمل مع "لايف ستايل ستوديوز"، لأنها تحترم الفن وتقدّره. نحن نحقق النجاح معاً، وهذا ما يهدف إليه الفنان، وحالياً نعمل على ألبوم جديد يضم 8 أغنيات من بينها "بخاف أعشقك" و"اتعذّبت كفاية"، ومن المتوقع صدوره خلال هذا الصيف، وإذا لم نتمكن من ذلك فسأطرح أغنية منفردة جديدة. في كل الأحوال، سأعمل على طرح أغنيات "سينغل" من وقت الى آخر، ذلك أن أي ألبوم غنائي كامل يستغرق التحضير له وقتاً طويلاً ودقةً وحتى سفراً، وبما أننا نعيش اليوم في عصر السرعة، فهذا يتطلب منّا أن نكون مع الجمهور طوال الوقت، ولكن هذا لا يعني أن أبتعد عن الألبومات الغنائية، لأنها مهمّة في مسيرة أي فنان.

- لماذا أجّلتِ طرح أغنية "العبها صح" التي كنت ستقدّمينها باللهجة الخليجية؟

كنت سأُصدر الأغنية فعلاً خلال الفترة الماضية، ولكن حين عُرضت عليَّ أغنية "اتعذبت كفاية"، فضّلت تأجيل الأغنية الخليجية لبعض الوقت، وأن أطرح الأغنية المصرية التي طال ابتعادي عنها كثيراً، خصوصاً بعدما رأيت أنها تتماشى كثيراً مع الأجواء التي نعيشها حالياً، وذلك بعكس الأغنية الخليجية التي تحتمل التأجيل.

- وما رأيك في هجوم البعض أحياناً على من يغنّي بلهجات مختلفة؟

لم أتعرّض لمثل هذا الهجوم، الذي أرفضه أصلاً، فأنا أختار أفكاراً تناسب صوتي، ولا أغنّي بأي لهجة إلا إذا كنت أتقنها، وأتمرّن كثيراً لكي أقدّم أفضل أداء، وقد سبق أن غنّيت اللون العراقي والخليجي والجزائري، وأسعى دائماً الى التنويع في أغنياتي.

- هل تفكرين في خوض تجربة التمثيل قريباً؟

رفضت الكثير من الأعمال التي عُرضت عليَّ، فقد كنت من أوائل المطربات اللواتي طُلبن للتمثيل، لكنني رفضت وقتذاك، لأنني لم أكن أريد الاعتماد في التمثيل على شكلي فقط، أما اليوم فأرى أنني أصبحت قريبة من التمثيل... وقد طرحوا عليّ فكرة تقديم برنامج عنوانه "باسكال شوو"، ولا تزال الفكرة قيد الدرس.

- ما سبب زيارتك الأخيرة الى القاهرة؟

دُعيت الى القاهرة من أجل تصوير حلقة تلفزيونية في برنامج "سهرانين" مع الفنان أمير كرارة، بالإضافة الى إحياء عدد من الحفلات الغنائية، لكن زيارتي لمصر هذه المرة كانت مختلفة، فقد كنت محظوظة بإقامتي في فندق يطلّ على أهرامات الجيزة، هذا الصرح الفرعوني العظيم الذي أعشقه.

- يقول البعض إنك ستقدّمين ديو غنائياً مع أمير كرارة، فهل هذا صحيح؟

تجيب ضاحكةً: نعم، لقد غنّينا معاً في الحلقة، وما المانع في أن نطرح ديو غنائياً لاحقاً؟!

- أحييت أخيراً عدداً من الحفلات الخيرية والإنسانية، كحفلتَي "الكفاءات" لذوي الاحتياجات الخاصة وجمعية "كبارنا" التي تهتم بالمسّنين، ماذا يعني لك ذلك؟

أنا بطبعي أحب عمل الخير، واليوم أصبحت أُولي العمل الإنساني اهتماماً أكبر، وأحاول قدر المستطاع مساعدة الآخرين، وإذا كنت قادرة على تقديم العطاءات من خلال صوتي، فلمَ لا؟

- كيف توزّعين اهتماماتك بين العائلة والفن؟

عائلتي أولاً ثم الفن، وأحاول ما أمكن الموازنة بين الاثنين. لقد قدّمت الكثير للفن، والآن حان دور عائلتي.

- زوجك هو الملحن المعروف ملحم أبو شديد، حدّثينا عن عائلتك؟

الحمد لله، أعيش وزوجي ملحم حياة سعيدة، ولنا ابن وحيد اسمه "إيلي"، عمره 7 سنوات، ولا أعتبره ابني فقط، بل صديقي... أمضي معه أمتع الأوقات ويعيدني إلى طفولتي إذ نتشارك في الألعاب الإلكترونية، ونشاهد معاً أفلام الكرتون.

- من يهتم بـ"إيلي" عندما تكونين مسافرة أو مرتبطة بعمل فني؟

والدتي أطال الله بعمرها.

- في الغالب تفشل الزيجات الفنية، ما هي وصفتك للنجاح الذي نلمسه في حياتك الزوجية؟

الفشل لا يقتصر على الزيجات الفنية، وإنما يطاول مختلف الزيجات في الوقت الحالي. أما بالنسبة الى حياتي الزوجية، فهي مبنية على الصراحة والصدق والحب والاحترام المتبادل.

- لكن لا بد من بعض المشاكل... فكيف تحلّينها؟

خلافاتنا سطحية و"مهضومة" في الغالب، وأحياناً تكون على سبيل المُزاح كمبالغتي في تدليل "إيلي"... لكن سرعان ما نصل الى حل يرضي الطرفين... وتضيف ممازحةً: خاصة إذا أهداني لحناً جميلاً.

- تغيّرات كثيرة طرأت على عالم الفن منذ دخولك إليه وحتى يومنا هذا، كظاهرة "السوشيال ميديا" وما أحدثته من فوضى إذا صح التعبير، كيف ترين الفوارق بين بداياتك الفنية والآن؟

ثمة فوارق كبيرة بين الماضي ويومنا هذا، ليس على صعيد الفن فقط، بل في مجمل نواحي الحياة، مثلاً في ظل انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، يمكن أياً كان أن يصل الى ما يريده من المتابعين بسهولة فائقة، مع ما لذلك من سلبيات وإيجابيات، ولكن الأخطر أن الأمور باتت تفقد قيمتها الحقيقية في عصر السرعة الذي نعيشه، وأظهر البعض وقاحة لا حدّ لها عبر هذا العالم الافتراضي.

- انتقادات كثيرة طاولتك بعدما صوّرت فيديو كليب وأنتِ في حوض السباحة، فما تعليقك؟

لا أعرف سبباً لكل هذا الجدل الذي أُثير حول الكليب، فقد كنت في حوض السباحة مع ابني، ومن الطبيعي أن أظهر بالمايوه.

- لم أسمع يوماً أن خلافاً دبّ بينك وبين أحد من زملائك الفنانين، فما السبب؟

الحمد لله، لا خلافات لي مع أحد، وأنأى بنفسي عن المشاكل. لكن بعض الفنانين يتبعون المثل القائل "خالِف تُعرف"، فينشرون التصريحات النارية عبر الـ"سوشيال ميديا"، ويهاجمون زملاءهم من دون وجه حق كي يحققوا الانتشار. لكن شخصياً، لا أفضّل هذا الأسلوب في التعاطي مع الآخرين، فهو لا يناسبني بحيث أرفض أن يُزجّ باسمي في هذه التفاهات... وأسير على مبدأ أن يقترن اسمي بعملي وفني ولا شيء آخر.

- في بداياتك، بمَن تأثرت مِن الفنانين؟

بالطبع تأثرت بالأسطورة صباح وأفلامها، الرحابنة ومسرحياتهم، السيدة فيروز، عبدالحليم حافظ وأفلامه الرومانسية، أم كلثوم وغيرهم الكثير من عملاقة الفن.

- ما رأيك بتصريحات ريما الرحباني ابنة السيدة فيروز بمنع أي فنان من تأدية أغاني والدتها ما لم يخضع للشروط القانونية ومعايير الساسيم، بعدما رأت أن البعض يشوّه صورة الأغاني أو يستغلها؟

هذه وجهة نظرها وأنا أحترمها. ريما تحاول أن تحمي الإرث الفيروزي وتسعى الى عدم تشويه أغاني والدتها. من الجميل والجيد أن يغنّي للسيدة فيروز أي فنان متمكن من أداء أغانيها، فهذا في رأيي قمة الاحترام وعربون تقدير ومحبّة للسيدة فيروز. وعلى الصعيد الشخصي، فقد سبق أن غنّيت لها.

- مع مَن مِن الفنانات تربطك علاقة صداقة؟

علاقتي جيدة بكل الفنانين.

- أي نوع من الأغاني هو الأقوى على الساحة حالياً؟

الأغنية الضاربة.

- نشأتِ يتيمة الأب، فهل عانيتِ صعوبات بعد فقدانه؟

أقول دائماً إن الدنيا أم، واليتيم هو يتيم الأم، وأمي حفظها عوّضتني وإخوتي عن غياب الأب، فوفّرت لنا كل ما نحتاجه في صغرنا، ولكن حين كبرت، شعرت بالحاجة الى والدي ليكون سندي في الحياة.

- سبق أن صرّحت أنكِ لم تخضعي لأي جراحة تجميلية، فهل يمكن أن تتلقي علاجاً تجميلياً مع التقدّم في السنّ؟

أنا لست ضد عمليات التجميل، بل أؤيد الجراحات التجميلية التي تضيف جمالاً، وأرفض المبالغة التي قد تشوّه الملامح أحياناً، وعندما أشعر أنني بحاجة الى بعض اللمسات التجميلية فلن أتأخر أبداً.

- تبدين دائماً بملامح شابة، فكيف تهتمين بجمالك؟

تُجيب ضاحكةً: الجمال نعمة من الله، أحاول الحفاظ عليها قدر المستطاع، فأبتعد عن التدخين، وأشرب الماء بكثرة، وأنام جيداً، وأمارس الرياضة 3 مرات في الأسبوع، وأحمي بشرة وجهي من الشمس، كما لا أحرم نفسي من أي نوع من الطعام أو الحلويات، بل أتناولها بكميات مدروسةً حرصاً مني على الحفاظ على وزن مثالي، وأعتقد أن هذه الأمور طبيعية وفي إمكان أي فتاة أن تلجأ إليها.

- أخبرينا عن شيء لا يعرفه الجمهور عن باسكال مشعلاني...

أحب الفكاهة والمُزاح ومشاهدة الأفلام الكوميدية، وأبتعد ما أمكن عن الحزن، وأسعى للعيش بسعادة وفرح لأن الحياة قصيرة، ولا تستأهل أن نحزن أو نندم على شيء. وسأخبرك عن حادثة طريفة حصلت معي حين كنت في بلجيكا، بلاد الشوكولاته، حيث اشتريت أنواعاً كثيرة منها، وحصرتها في الحقيبة، لأُفاجأ بأنها سالت وضاعت معالمها بعد وصولي الى لبنان.

- هل أنتِ راضية عمّا حققته في مشوارك الفني حتى الآن، أم لك طموحات تسعين الى تحقيقها؟

أنا سعيدة وراضية عن كل النجاحات التي حققتها، فلي في عالم الغناء 16 ألبوماً وكليبات منوعة، وشاركت في عدد كبير من المهرجانات العربية، وأصدرت الكثير من الأغنيات الضاربة، وأرغب في تقديم عمل مسرحي.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078