تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

مؤسّسة أول فريق نسائي للبولو في مصر: فرح عوض الله كسرنا "احتكار الرجال" للألعاب الخطرة ونتحدّى المستحيل

فرح عوض الله، مؤسسة الفريق

فرح عوض الله، مؤسسة الفريق

عضوات أول فريق بولو نسائي

عضوات أول فريق بولو نسائي

فريق البولو النسائي

فريق البولو النسائي

لاعبة تضرب الكرة

لاعبة تضرب الكرة

فرح عوض الله، مؤسسة الفريق

فرح عوض الله، مؤسسة الفريق

مدربة الفريق مع إحدى العضوات

مدربة الفريق مع إحدى العضوات

عضوتان من الفريق

عضوتان من الفريق

تثبت المرأة كل يوم أنها قادرة على فعل المستحيل، ولم تعد هناك "ألعاب رياضية رجالية" كما كانت الحال في الماضي، بل نافست المرأة في كل الرياضات وتفوقت وحققت أرقاماً قياسية. ويعد اقتحام المرأة للعبة "البولو"، بكل ما فيها من مخاطر، وتكوين أول فريق نسائي مصري، تأكيداً أن لا مستحيل في حياة المرأة. "لها" حاورت فرح عوض الله، مؤسِّسة أول فريق نسائي للبولو في مصر، للتعرف على تفاصيل تلك التجربة الجريئة.


- في البداية نودّ التعرّف على لعبة البولو.

يطلق على البولو، اسم لعبة الأمراء والسلاطين منذ قديم الزمان، وقد اقتصرت ممارستها أخيراً على الذكور، نظراً لخشونتها وحاجتها الى القوة البدنية، ولهذا فهي تُعدّ من الألعاب الخطرة، وتُصنّف كثاني أخطر لعبة في العالم. ترتكز البولو على إجادة ركوب الخيل، لأن الحصان شريك في هذه اللعبة، ودوره لا يقل أهميةً عن دور الممارس لهذه الرياضة، وبعد ذلك نتدرّب على اللعب بالمضرب.

- حدّثينا بإيجاز عن رحلتك مع هذه اللعبة الخطرة، وكيف فكرت في تكوين فريق نسائي؟

أمارس رياضة البولو منذ فترة في فريق نادي الجزيرة، لكن في ما بعد وجدت أن مصر ليس فيها فريق للفتيات متخصص بهذه اللعبة، التي تمارسها السيدات على نطاق واسع في مختلف أنحاء العالم، وتُنظّم لهن بطولات كبرى بصورة دورية، لذا فكرت في البحث عن اللواتي يمارسن هذه الرياضة في مصر، وتكوين أول فريق يجمعنا ونشارك من خلاله في هذه البطولات باسم مصر، وهنا لا بد من أن أذكر والدتي، فهي التي شجّعتني على تكوين الفريق.

- حوّلت الحلم إلى حقيقة بتكوينك فريقاً نسائياً للبولو، كيف تمكنت من ذلك؟

بدأتُ أولى خطوات تكوين الفريق بالتواصل مع لاعبات البولو في الأندية المصرية وطرح الفكرة عليهن، وفي الحقيقة، رحّبن جميعاً بالفكرة وطالبنني بتنفيذها على الفور، فعملت على تكوين الفريق، وأصبح عددنا الآن 10 لاعبات، وأطلقنا على الفريق اسم "نفرتيتي"، تيمّناً بالملكة المصرية، التي تعدّ من أقوى الشخصيات النسائية في تاريخ مصر القديم، ونتدرّب حوالى 4 مرات أسبوعياً في أنديتنا المختلفة.

- ماذا عن التفاصيل الفنية لتلك اللعبة؟

تقوم مباراة البولو الحرّة على فريقين من 8 لاعبات، 4 ضد 4، إلى جانب لاعبتين احتياطيتين. وفي الـpolo Arena، وهي مباراة نخوضها على الرمال، يقتصر العدد في كل فريق على 3 لاعبات، لكن النمط الأخير في اللعب هو الأصعب، لأن قواعد اللعب على الرمال تكون في منتهى الدقّة، والتلاحمات تصبح أقوى بين اللاعبين، وتحتاج إلى مهارات عالية من الفارس ومن الحصان. ومباراة البولو مكوّنة من خمسة أشواط، مدة الشوط 7 دقائق ونصف دقيقة، ومن قوانين اللعبة تغيير الحصان في كل شوط من المباراة، ويُمنع اللاعب من الدخول بالحصان نفسه لأكثر من شوطين، كما يُسمح بالتلاحم المباشر بين الخصوم لإبعاد الآخر عن الكرة، وتتكوّن لجنة التحكيم في المباراة من أربعة أعضاء.

- ما الأدوات التي تستخدمها لاعبات البولو؟

الأدوات التي نستخدمها في اللعبة عبارة عن خوذة قوية، ومزوّدة أحياناً بواقٍ للوجه، هناك أيضاً قفّازات لحماية اليدين في أثناء خوض المباريات، وعصا للّعب طويلة ومصنوعة من الخيزران، تمكّننا من ضرب الكرة بالأرض من على صهوة الحصان، إضافة الى واقٍ للركبة، وحذاء طويل، وكرة خشبية للبولو.

- ما ردّك على من يروّجون أن لعبة البولو "رجالية" ولن تستطيع النساء تحقيق بطولات فيها؟

يروّجون بأنها لعبة رجالية بحتة بسبب خطورتها، وحتى ممارسو هذه اللعبة من الرجال يؤكدون حقيقة هذه المخاطر، لكن هذا قوّى عزيمتنا وجعلنا نصمّم أكثر على الدخول في هذه اللعبة، لنفرض وجودنا ونحقق النجاح فيها محلياً وعالمياً، ونثبت أن لا شيء يصعب علينا، وبالتالي نستطيع ممارسة أي رياضة مهما بلغت خطورتها.

- بما أن اللعبة تتميز بالخشونة، فهل من الضروري أن يتفوّق الرجال فيها على النساء؟

بالطبع الرجال أقوى جسدياً من النساء، لكن اللعبة لا ترتكز على عنصر القوة فقط، إنما تعتمد في جزء كبير منها على الفكر والتفاهم بين أعضاء الفريق، وأعتقد أن هذا ما يساهم في تفوّق بعض الفتيات في هذه اللعبة.

- ما أهم عوامل نجاح لاعبات البولو؟

تتطلب هذه اللعبة وجود علاقة تفاهم بين الفارس والحصان، فمن يدخل إلى البولو لا بد من أن يكون فارساً جيداً، وهذه العلاقة تتطور بممارسة الفروسية لفترة طويلة قبل دخول المضمار، فيصبح الحصان بمثابة السيارة بالنسبة الى الفارس، يوجّهه كيفما يريد، ويتحقق هذا أيضاً من خلال تدريبات على الدوران السريع، والجري بطريقة معينة، والانحناء أحياناً، وعدم الخوف من الكرة أو العصا.

- هل الألعاب الخطرة تتعارض مع الأنوثة التي يتميز بها الجنس اللطيف؟

أرى أن الألعاب الخطرة لا تقلّل أبداً من أنوثة الفتاة، فكل من تمارس الألعاب الخطرة، تتخلّى عن شخصيتها الحقيقية داخل الملعب وتصبح فتاة أخرى، ونحن نجيد تماماً الفصل بين الخشونة التي تحتاج إليها اللعبة، وطبيعتنا الأنثوية الرقيقة، فأنا إنسانة خجولة بطبعي، لكن في الملعب أُظهر كل ما أملك من طاقة وقدرات، ولا أخاف أبداً من خشونة اللعبة، بل أبادر الى تعلّم كل جديد فيها.

- كيف ترين دخول النساء المصريات إلى ألعاب لطالما كانت حكراً على الرجال وعلى رأسها كرة القدم التي تتطلب قوة جسدية؟

واقع المرأة في مصر تغيّر كثيراً في السنوات الأخيرة، وأصبحت تعمل في كل المجالات، ولم يعد هناك ألعاب أو وظائف رجالية وأخرى نسائية، وهذا يعود الى الجهود المضنية التي تبذلها المؤسسات النسوية لتقوية دور المرأة في المجتمع، وفي المجال الرياضي على وجه الخصوص بتنا نسير في موازاة دول العالم، وأصبحت لدينا فرق نسائية لمجمل الرياضات، بغض النظر عن سهولتها أو صعوبتها.

- إذا كانت لعبة البولو تتسم بالخطورة، فهل هناك وسائل تقلّل من هذه الخطورة؟

على الرغم من خطورة اللعبة، إلا أن هناك الكثير من وسائل الحماية التي تحدّ من تعرضنا للخطر في أثناء خوضنا المباريات، مثلاً نضع على الرأس ما يشبه الخوذة، وهي قطعة مبطّنة من الداخل ومصنوعة من البلاستيك المقوّى من الخارج للحماية من الصدمات، ونستخدم واقياً للركبة، للتخفيف من قوة التصادمات، فهناك نمط من اللعبة يسمى Ride Off، وهو عبارة عن التحام قوي بين الكتف والحصان، وعنصر الخطورة هذا في اللعبة يزيد الفتاة شجاعةً ويعزّز ثقتها بنفسها وهي تمتطي ظهر الحصان.

- ما سر عشقك لهذه اللعبة العنيفة؟

على الرغم من العنف الذي تتسم به هذه اللعبة، أجد متعة كبيرة في ممارستها، فكل واحدة منا تعرّضت لإصابة ما في جسدها في أثناء مشاركتها في إحدى المباريات، فهناك مثلاً من كُسرت إحدى أسنانها، وأخرى أُصيبت بكدمات تبقى آثارها على الجسم لمدة طويلة.

- الحصان المدرَّب على البولو غالي الثمن، فكيف يتم توفيره للاعبات؟

كلٌ منا تلعب في فريق ما يؤمّن لها حصاناً لتمارس اللعبة من خلاله، ويشارك باسم النادي، ويكون الحصان مملوكاً لهذا النادي، والخيول هي فعلاً باهظة الثمن، فالدخول في لعبة البولو يكون سهلاً أحياناً، لأن هناك أندية توفر للاعب كل متطلباته، ولا يتكلّف إلا الاشتراك في اللعبة في هذه الأندية، لكن في أندية أخرى يتحمّل اللاعب مسؤولية الخيل، بحيث يكون مالكها ويتولى بنفسه الإنفاق عليها، وهناك أربعة أندية في مصر تهتم بلعبة البولو، لكن بفرق مشتركة بين الشبان والفتيات.

- ما هي خطواتك المستقبلية في لعبة البولو؟

نسعى حالياً لتنظيم أول بطولة نسائية للبولو في مصر، وستكون بطولة خيرية يعود ريعها الى أحد المستشفيات المتخصصة في علاج سرطان الثدي بالمجان، كما نطمح الى تعريف العالم بفريقنا النسائي المصري للبولو، وصولاً إلى اعتماده رسمياً في المستقبل ليمثّل مصر في البطولات العالمية.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078