تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

يحيى يخلف: جائزة ملتقى الرواية العربية وسام على صدر الثقافة الفلسطينية

يخلف يتسلم الوسام الفلسطينى  من الرئيس محمود عباس

يخلف يتسلم الوسام الفلسطينى من الرئيس محمود عباس

يحيى يخلف فى مكتبته

يحيى يخلف فى مكتبته

مع نجيب محفوظ

مع نجيب محفوظ

لم يكن أحد يتوقع أن يفوز الروائي الفلسطيني يحيى يخلف بجائزة ملتقى القاهرة للرواية العربية، في ظل تسريبات لأسماء التي سُلطت عليها الأضواء قبل أيام من اجتماع لجنة التحكيم برئاسة الكاتب الكبير محمد سلماوي، وعضوية اعتدال عثمان "مصر"، أمين الزاوي "الجزائر"، الحبيب السالمي "تونس"، حسين حمودة "مصر"، سعيد يقطين "المغرب"، فيصل دراج "فلسطين"، مجذوب عيدروس "السودان"، طالب الرفاعي "الكويت"، إبراهيم السعافين "الأردن"، نبيل سليمان "سورية"، وتولي وائل إسماعيل مهمة أمين سر اللجنة.


ذكرت لجنة التحكيم في حيثيات المنح أن يخلف "هو أول فلسطيني يفوز بالجائزة، وأول كاتب من المشرق العربي، بعد أن فاز بها روائيون من شمال إفريقيا والسودان وليبيا، وتعد رائعته "رباعية البحيرة" من أفضل الأعمال الأدبية التي عبرت عن تاريخ المأساة الفلسطينية".

وأكد محمد سلماوي رئيس لجنة التحكيم أن اختيار يحيى يخلف للفوز بالجائزة، في ظل الظروف الحالية التي تواجه فيها القضية الفلسطينية محاولات تصفيتها، هو أيضاً رسالة من الأدباء العرب صادرة من قلب القاهرة، للتضامن مع القضية الفلسطينية، وإن كان هذا لا يمنع من القول إن إبداعاته أيضاً هي السبب الرئيس في هذا الفوز".

وفي كلمته، شدّد الروائي الفلسطيني يحيى يخلف على أن هذه الجائزة وسام على صدر الثقافة الفلسطينية وكتّابها ومثقفيها.

وللروائي الفلسطيني يحيى يخلف مسيرة إبداعية طويلة، أسفرت عن مجموعة من الأعمال الروائية والقصصية وكتب الأطفال، فمن أعماله الروائية: "نجران تحت الصفر"، "تفاح المجانين"، "نشيد الحياة"، "تلك المرأة الوردة"، "تلك الليلة الطويلة"، "اليد الدافئة"، ورباعية "بحيرة وراء الريح"، "نهر يستحم في البحيرة"، "ماء السماء"، و"جنة ونار"، وتم جمعهما معاً في عام 2018 تحت عنوان "رباعية البحيرة... عن ملحمة كفاح شعب"، فضلاً عن مجموعتين قصصيتين: "المهرة" و"نور ما ورجل الثلج"، وكتاب توثيق بعنوان "يوميات الاجتياح والصمود... شهادة ميدانية".

وقد أشادت لجنة التحكيم بعمله الكبير "رباعية البحيرة" الذي سجل فيه نضال الشعب الفلسطيني، خصوصاً أنه جاء في مقدّمتيه لها "أن هذه الرباعية نُشرت متفرقة في دور نشر مختلفة، وقرئت كروايات مستقلة، وكتب النقاد عن كل رواية على حدة، وقلة قليلة من المتابعين لأعمالي الروائية كانوا يدركون أن هذه الروايات هي عمل روائي واحد... وهي جزء من مشروعي الروائي، وتمثل واسطة العقد لما سبقها وتلاها من روايات، والبحيرة هنا هي بحيرة طبريا، ومحيطها يمثل جماليات المكان ومخزون الذاكرة لوقائع وأحداث وشخصيات وحكايات تتوالد وترصد دقات قلب شعب واجه مكر التاريخ، وامتلك قوة الروح والتضحية والفداء في معركة صراع البقاء واسترداد الحقوق. فروايات هذه الرباعية تغطي مراحل زمنية مختلفة، من النكبة إلى الشتات، ومن الشتات إلى الثورة المسلحة، ومن الثورة المسلحة إلى العمل السياسي والمفاوضات، ومن المفاوضات العبثية إلى المقاومة الشعبية الباسلة".

وفي حيثيات منح الجائزة، توقفت لجنة التحكيم طويلاً أمام هذا العمل مؤكدةً أن يخلف في "رباعيته أراد أن يكون مؤرّخاً وروائياً، أو روائياً مؤرخاً، يخاطب العقل والروح معاً، وقد اتكأ على وثيقة إنسانية واسعة التفاصيل قوامها ما عاشه الفلسطينيون في المنفى حول المخيم في مجاز واسع، حاشد بالألم والصمود والدموع، ولعل تجربته الحياتية مع اللاجئين، الذين قاتلوا بشجاعة نادرة وقاتلهم المنفى بعنف أشد، هي التي قادته إلى "جماليات الفقراء" وبطولة القيم موحّداً بين المعاناة وصمود الروح وبؤس الحياة والنّبل الإنساني وشقاء المخيم وكرامة الذات والفعل الكفاحي وعالم الأخلاق والمبادئ السامية".

وفي تحليل عميق لأعمال يخلف، ترى لجنة التحكيم أنه "أنطق الماضي الفلسطيني المقاوم مرتين، الأولى في روايته "راكب الريح" حين رجع إلى يافا القرن الثامن عشر ورسمها بأسواقها وعاداتها وثقافتها، والمرة الثانية في "رباعية البحيرة" حين استرجع بحيرة طبريا، بسطحها المائي الغنائي وطيورها وأهلها، ونمط حياة الذين يعيشون على شاطئها، مقارناً بين ماضٍ ابتعد لا ينقصه الجمال وحاضر يأتي بالغربة والمهانة وقد جمع الروائي وهو يسرد وقائع شعبه بين الكتابة والإحساس والكرم الروحي والإشراق الفكري، وبين فداحة المأساة وملحمة المقاومة. لذا تُعدّ ملحمة المقاومة "رباعية البحيرة" بأجزائها الأربعة جديرة بالجائزة، فهي مرآة الفلسطيني المدافع عن حقّه، ومرآة لكل مضطهد يقاتل مضطهديه في فلسطين والعالم أجمع".

فاز بهذه الجائزة منذ العام 1998 كلٌ من: عبدالرحمن منيف، الطيب صالح، إبراهيم الكوني، صنع الله إبراهيم (الذي رفضها علناً في العام 2003)، إدوار الخراط، وبهاء طاهر.

وسبق ليحيى يخلف أن حصل على العديد من الجوائز، منها: جائزة دولة فلسطين في الآداب 2000، وسام الميدالية الذهبية من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الأليكسو" 2012، جائزة كتارا للرواية العربية عن رواية "راكب الريح"، وسام فلسطين للثقافة والعلوم بدرجة التألّق، وقد تسلّمه من الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" عام 2018.

وقد جاء تتويج الروائي الفلسطيني يحيى يخلف بجائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي وقيمتها 250 ألف جنيه، في ختام ملتقى الرواية العربية الذي شهدته مصر في الفترة الممتدة من 20 إلى 24 نيسان/أبريل.

وقد تناول ملتقى الرواية العربية في هذه الدورة العديد من الموضوعات، منها: التقدم المذهل في علوم الاتصال والرواية، تحول أدوات الاتصال إلى مادة روائية، تأثير البنية المعلوماتية في البناء الروائي، تأثير وسائل الاتصال الحديثة في رواية الخيال العلمي والفانتازيا، الرواية وتداخل الأنواع، الرواية التفاعلية، الرواية العربية في عصر الصورة، رواية الغرافيك، ملامح التجريب في الرواية العربية الحديثة ومستقبل السرد، بالإضافة إلى إدلاء الكثير من المبدعين العرب بشهادات حول تجاربهم الإبداعية، كما تمّ تنظيم العديد من الموائد المستديرة، منها: الفنون في الرواية العربية، النقد وتحولات السرد في الرواية العربية، أسئلة الحاضر والمستقبل في الرواية العربية الحديثة، وأدب الطيب صالح.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079