العيد عيدان!
لا يكتمل العيد إلا بفعل محبّة... وفعل رحمة. والمحبّة رحوم، حنون، صبور، معطاءة، طويلة الأناة، متواضعة، متسامحة في كلّ شيء، وسعيدة بكلّ شيء. المحبّة تُدرك خفايا القلوب، وتشقّ طريقها الى المحزون، والمريض، والمعتلّ، والمحتاج، والمظلوم... فتُبلسم جراحاً، وتمسَح دمعة، وتمدّ يداً، وتبني جسراً الى الآخَر المُنهَك المعدوم. جسرٌ من الفرح المزيّن بالأزهار الملوّنة النضرة، والتمنّيات الصادقة، والمبادرات الجميلة، ليصبح معه العيد عيدين، أو أكثر.
المحبّة هي الحرية الحقيقية، فبها نتحرّر من نرجسيتنا الصارخة، واعتدادنا بذواتنا، وتفاخرنا بما نملك، ورغباتنا الجامحة في اقتناء المزيد، كما من حروبنا الداخلية والخارجية. فمن يحبّ، يعطي من ماله وذاته بسخاء وصمت. وفي المحبّة أيضاً حرّية لنا من أحقادنا القديمة والمتجدّدة، وأوجاعنا النفسيّة والروحيّة، فالمحبّة هي المدخل الى رحمة الله سبحانه وتعالى. من هنا، كان قول جبران خليل جبران: "أما أنتَ إذا أحببتَ، فلا تقُل إن الله في قلبي. لكِن قُل: أنا في قلب الله".
كلّ عام وأيدينا وقلوبنا وبيوتنا تفيض محبّةً وسلاماً.
نسائم
لا يصنعُ الوقت جَميلاً فيّ
غير الصبر... والذاكرة الضبابية.
اللصُّ المتنمّقُ يأتي على رؤوس أصابعه
وينسحبُ بصمت وأحلامي الأغلى.
ألاحقُ ظِلّه هنا وهناك،
فيؤلمني أن أبتعد وأطفو أكثر.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024