تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

هستيريا 'أبو وديع'

هستيريا 'أبو وديع'

قد لا نبالغ إن قلنا إن حفلة الفنان جورج وسوف في مهرجان "سوق واقف" كانت أشبه بالهستيريا الحقيقية. فقد بدأ الجمهور بالتوافد إلى مسرح "سوق واقف" منذ الرابعة عصراً لحجز أماكنهم، خصوصاً وأن الجميع توقع وتحسّب لزحمة سير غير مسبوقة. وبالفعل، امتلأ المدرّج عن بكرة أبيه بآلاف ظلوا يهتفون طوال الوقت "أبو وديع، أبو وديع" في حفلة ذكّرتنا بما كنا نشهده في حفلات الوسوف في قرطاج وجرش وغيرهما من المهرجانات الضخمة.


أعلام لمختلف الدول العربية من لبنان إلى سوريا وفلسطين والجزائر وقطر والسعودية وغيرها، جميع حامليها أجمعوا على محبة الوسوف رافعين إلى جانب الأعلام صوره وشعارات خاصة كتبوها مثل "إنت غيرهم"، "ملك الطرب"، "حبيبي يا أبو وديع" وغيرها الكثير، في حفلة يصعب تكراها خصوصاً وأن سلطان الطرب لم يغنّ منذ فترة طويلة في أي دولة خليجية. محبو الوسوف الكثر عجزت مدرجات "سوق واقف" عن استيعابهم، وهي التي تتسّع لحوالي 5000 شخص، فوقفوا على جانبي الطريق المؤدي إلى المسرح وفي مختلف الشوارع الفرعية المؤدية إلى السوق، ما تسبب بزحمة سير خانقة وأجبر المنظمين على إقفال المداخل الأخرى في حفلة تخطى فيها الحضور الـ 8000 شخص بحسب تقديرات المنظمين.

القيّمون على المهرجان أكّدوا أنهم لم يشهدوا ضغطاً مماثلاً كما حصل يوم حفلة "أبي وديع"، كما أن أن الصحف اليومية الصادرة في قطر توقعت هذا الأمر في عدة مقالات نُشرت، وبالفعل كان ذلك ما حصل. اعتلى المسرح في حوالي التاسعة وسط عاصفة هوجاء من التصفيق وغنى حوالي الساعتين، والأعلام مرتفعة والشعارات تغطي الرؤوس. فلا ملامح ولا وجوه معينة تراها، بل فقط أيد تصفق وتلوح لفنان لطالما شكّل "الظاهرة" و"الحالة المختلفة" التي لا تشبه أحداً. هو بدوره لم يبخل على جمهوره، بل غنى وأبدع وكان مرحاً رغم البرد القارس في المكان، وأنشد الأغنيات التي يحفظها الناس في ذاكرتهم منذ سنوات إضافة إلى الجديد وإلى أغنيات العمالقة، مثل "حدّ ينسى قلبو"، "خسرت كل الناس علشانو"، "لو نويت"، "احضنوا الأيام"، "صابر وراضي"، "حبيت إرمي الشبك" وغيرها الكثير وسط عاصفة من التصفيق والهتافات.

وقد حاول أحد المعجبين الصعود إلى المسرح، إلاّ ان الحراس أبعدوه. الملفت أنه وفي ختام الحفل وكما في ختام كل الحفلات، يفترض أن يقدّم مدير المهرجان الفنان عبود خواجة الدرع التكريمي لنجم الحفلة مع الإعلامي فوّاز الشمّري بعد انتهاء الأغنية الأخيرة المقررة. لكن الوسوف ولأنه دائماً مختلف، اختتم الحفل على طريقته ولم يتوقف عن الغناء بانتظار صعود عبود خواجة إلى المسرح. وبالفعل، استمرّ في غناء الأغنية الأخيرة في الوقت الذي صعد فيه خواجة والشمّري ليقدما إليه الدرع التكريمي. وتجدر الإشارة إلى أن شاشة تلفزيون قطر لم تنقل وقائع الحفل كما كان مقرراً بسبب الأحداث الأمنية المستجدّة في ليبيا، لكن تم تصوير الحفلة لتبّث لاحقاً.


جورج وسوف في المؤتمر الصحافي: نجوى كرم "ابنتي" وعليها أن تفرح إن تحدثت عنها

على هامش مشاركته في "مهرجان الربيع في سوق واقف" في الدوحة برعاية "صوت الريّان"، عقد جورج وسوف مؤتمراً صحافياً أداره الزميل فوّاز الشمّري. وردّ الوسوف على مختلف الأسئلة التي طرحها الزملاء الصحافيون منها حول بعض المقالات التي كُتبت عن أنه هوجم في تونس أخيراً كونه غنى قبل سنوات للرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. وقال الوسوف إن هذا الأمر غير صحيح وأنه لم يغنّ لزين العابدين وأكّد أنه لا يعرف شيئاً عن هذه المقالات لأن الموضوع لا أساس له.

كما سئل جورج وسوف عن علاقته بشركة روتانا والسيد سالم الهندي، فأكّد أن الأمور على خير ما يرام نافياً أن يكون قد صرّح في وقت سابق أنه لو أراد شيئاً من روتانا يتحدث مع من هو أهم من سالم الهندي. وقال: "أنا ما عندي هيدا أكبر، بل كلنا متل بعض"، وأضاف أنه لا يتلفظ بأمور مماثلة من منطلق الاحترام لكلّ الناس. وقال: "قد تحصل بعض الخلافات أحياناً أو الاختلاف على وجهات النظر، لكن لا يمكن أن أكون قد قلت أمراً مماثلاً عن سالم الهندي حتى ولو عتبت عليه". وعن عدم تعاونه منذ مدة طويلة مع الملحن شاكر الموجي قال إنه قدم معه أغنيات كثيرة رائعة وأنه يتعاون معه في ألبومه المقبل. ورداً على سؤال "لها" حول التصريحات الأخيرة المتبادلة بينه وبين نجوى كرم وملحم بركات بعد إطلالته الأخيرة مع جومانا بو عيد، قال الوسوف: "نجوى كرم بنتي، ولازم تفرح إذا قلت هيك وحكيت عنها، أما ملحم بركات فهو أخي.

الكلّ يعرف أني شخص طيب ولا أقصد الإساءة، وقد قلت ما قلته من باب المزاح خصوصاً أني ذكرتهما بالخير في تلك الحلقة، وقلت إن نجوى كرم برعت في اللون اللبناني وأن لاحاجة للحديث عن ملحم بركات لأنه موسيقار كبير. ونجوى لم تعرف شيئاً أصلاً كي ترد وهنا المشكلة". وتجدر الإشارة إلى أن جورج وسوف كان قد قال في حلقته مع جومانا بو عيد إن محلم بركات نزع نجوى كرم، فردّت كرم بالقول إنها لم تفهم ماذا يقصد الوسوف كي ترد عليه، أما بركات فردّ بالقول إن الوسوف خسر صوته، لكن أبو وديع رفض الردّ. وسُئل الوسوف عن مجموعة الشبان الذين قلّدوه فقال مازحاً: "خليهم يقلدوا، يعني حرام، بس إذا الأساس عاطل، التقليد شو؟". أما عن لقب سلطان الطرب فقال: "عادي، سلطان الطرب ولاّ سلطان البطيخ...". وفي ختام المؤتمر قال إنه يحضّر ألبومه الجديد المفترض صدروه في شهر نيسان/ إبريل المقبل على أمل عودة الهدوء والاستقرار إلى مختلف الدول العربية.


خاص جداً: بين جورج وسوف وسالم الهندي

حضر سالم الهندي إلى العاصمة القطرية الدوحة في اليوم ذاته لحفلة جورج وسوف، والتقيا مرات عديدة خصوصاً أن الهندي تابع حفلة "أبو وديع" في "سوق واقف" وجلس معه لحوالي ساعة ونصف الساعة في الجناح الخاص لجورج وسوف مع شربل ضومط ومحمد الهاجري وعدد من الأصدقاء. وخلال الجلسة، جرى الحديث عن الأحداث الأمنية والأوضاع السياسية المستجدة في الدول العربية من تونس إلى مصر وليبيا والبحرين واليمن وغيرها. أما في ما يخصّ العمل، فقد عقدا اجتماعاً صغيراً في غرفة جانبية داخل جناح الوسوف بعيداً عن مسامع الحاضرين.

هذا ولم تخل الجلسة من المرح والضحك، وقد أكد الجانبان على احترام أحدهما للآخر، بينما أكّد الوسوف إعجابه الكبير بشخصية وفن عبدالله الرويشد وقدرته على أداء مختلف الأساليب الغنائية، فضلاً عن تقديره لكلّ من محمد عبده وأبو بكر سالم. أما سالم الهندي فقد تحدث عن الحالة الغريبة التي يلحظها في معظم حفلات الوسوف لناحية حب الجماهير له، مؤكداً أن محبة الناس نعمة من الله ومثنياً عن النجاح الكبير الذي تحقق في مهرجان "سوق واقف"، بينما تحدث الوسوف عن طيبة منظمي المهرجان وعن ذوق الفنان عبود خواجة وأخلاقه العالية. وتجدر الإشارة إلى أن عشرات المعجبين بالوسوف توافدوا إلى بهو الفندق حيث يقيم لالتقاط الصور معه، بينما استقبل آخرين في جناحه أيضاً للغرض ذاته.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077