"الهيبة": أيّ مثال لأولادنا؟
تَرافق الجزء الثالث من مسلسل "الهيبة" مع قصّة حبّ عاصفة بين جبل شيخ الجبل (تيم حسن) ونور (سيرين عبد النور) كادت تنسينا لعبة السلاح والقتل والأموال غير المشروعة التي تسيطر على المسلسل الذي حقّق نجاحاً منقطع النظير منذ انطلاقه. لكننا كأمهات لم ننسَ لحظةً أن أبطال هذا المسلسل الذين نتعاطف معهم ونتماهى بشخصياتهم، ليسوا من دكاترة الجامعات أصحاب الأبحاث العلمية التي من شأنها أن تغيّر وجه البشرية، ولا هم من المناضلين من أجل حقوق الإنسان والمهاجرين واللاجئين، ولا من الأطباء الذين يجوبون العالم لمداواة المرضى الأكثر عوزاً... بل هم مجموعة من المجرمين القتلة، رؤساء عصابات التهريب، المطلوبين من العدالة. تدلّ عليهم أخلاقهم المتدنّية ومنطقهم السوقي. يولّدون مشاهد العنف اللفظي والفعلي باستمرار، ويتوارثون الأحقاد والرغبة في الانتقام جيلاً بعد جيل، ومشهداً بعد مشهد. هذا هو المثال الذي نقدّمه لأولادنا وشبابنا المسمّرين أمام الشاشة الصغيرة، المفتونين بشخصية "جبل" أو "صخر" أو "شاهين" وغيرهم... ثم نقول للمراهق منهم: "أعرف أنك تحبّ "جبل"، لكنني لا أريدكَ أن تكون مثله عندما تكبر، لأنه مجرم!"، كما تردّد جارتي على مسامع ولدها ابن الـ 14 ربيعاً. فينظر إليها وألف سؤال في عينيه، وأهمها: "لماذا نستمرّ في متابعة "جبل" ما دام مجرماً؟". سؤال برسم الأمهات اللواتي يشجّعن أولادهنّ بأعمار يافعة على متابعة بطولات قطّاع الطرق الممجّدة على شاشاتنا الصغيرة.
نسائم
أُبحر إلى ذراعيكَ
في أزرق ممتدّ بلا شاطئ
تحت نظر شمس صيفية
سعيدة حالمة،
أمواج تأخذني كحبّ واسع
فأبحرُ إليك من غير عودة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024