حسناء عبد الواسع سيدة أعمال من طراز رفيع
- نظراً لعشق حسناء للتراث الحجازي فقد بحثت لتعثر أخيراً على ثمرة الحبحبو، فما هي هذه الثمرة؟
"الحَبحَبوه" كما يُطلق عليها محلياً هي ثمار شجرة أفريقية تُعرف باسم "الباوباب" تخرج من باطن الأرض لتظلّل مساحات شاسعة من الساحل الإفريقي، كما تتميز بطعمها الغريب المائل الى الحموضة، وقد عرفناها منذ سنين طويلة، ومن طريق نساء أفريقيات كنّ يقفن على أبواب المدارس، فأحبّها الكبار قبل الصغار.
- ما أهميتها لجسم الإنسان؟
هذه الثمرة مفيدة جداً لجسم الإنسان، وخاصة النساء، وتُعتبر رابع أغنى فاكهة في العالم، نظراً لغناها بمضادات الأكسدة، والفيتامينات والحديد والزنك والبوتاسيوم، كما تساهم في تأخير الشيخوخة.
- ما الذي دفعك لتجعلي من هذه الثمرة مصدر رزق لك؟
لقد أُصبت بوعكة صحية، ضعُفت على أثرها المناعة لديّ، فنصحوني بتناول ثمرة الحبحبو لمدة 6 أشهر متواصلة. تضايقت في البداية لأن تشققات ظهرت على لساني بسبب ارتفاع نسبة الحموضة في هذه الفاكهة، ولكي أتقبّلها، قررت نقعها في الماء واستخراج العصارة، وتحليتها بالسكر أو العسل، وبفضل من الله تحسّنت صحّتي وشفيتُ... ومن هنا وُلدت فكرة العمل.
- متى كانت انطلاقة المشروع؟
وُلد المشروع منذ ثماني سنوات، واستثمرته عبر وسائل التواصل الاجتماعي بكل ما أملك من قوة، فتفاعلت مع الصديقات والأصدقاء حتى فتحت محلاً صغيراً في المنطقة التاريخية في جدّة، لأن ثمرة الحبحبو من إرث تاريخي، وبدأت مشروعي الصغير رغم اعتراض الأهل عليه، لكنني أصررتُ على إنجاح المشروع متسلّحةً بالإرادة القوية، فالتقيت بأكبر عدد ممكن من الناس. لكن بسبب ظروف خاصة، انتقلت إلى شمال جدّة وافتتحت مشروعي هناك بعد توقف دام عامين، واستمررت في التواصل مع زبائني عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق بضائعي، حتى جمعت مبلغاً من المال مكّنني من تحقيق حلمي.
- ما التحديات التي واجهتك؟
عانيت كثيراً لإقناع أهلي وأصدقائي بجدوى المشروع، فقد كانوا يعترضون مؤكدين أن ثمرة "الحبحبو" ستُعرّضني لخسارة فادحة، لكنني لم أُلقِ بالاً لتحليلاتهم، وبدأت بالمشروع بالصبر والعزيمة.
- ما المراحل التي تمرّ بها ثمرة "الحبحبو" لتصبح دقيقاً؟
أولاً، أكسر الثمرة والتي تسمّى "القرمة"، وأبدأ بانتزاع الحبوب منها بمشقة، لدرجة أن أجرح أصابعي أحياناً، ثم أفصل البذور عن الحبوب وأطحنها مستخدمةً حجر الرحى، وأخيراً أفركها مع بعضها البعض.
- أليس هذا العمل شاقاً؟
العمل فعلاً شاق لأنه يعتمد على الطريقة البدائية، لذلك اخترعت جهازاً لفصل البذور عن الحبوب وطحنها بسهولة، فتخرج البذرة من فتحة والدقيق من فتحة أخرى، وبعدها أبدأ بنخل الدقيق ليصبح في غاية النعومة، وأخيراً أخلطه بالعسل بنسبة مدروسة للحصول على طعم لذيذ خفيف الحلاوة.
- وكيف صنعت المعمول منه؟
أضفت المزيد من العسل للحصول على حلوى لذيذة الطعم، وزّعتها في قوالب صغيرة ومتنوعة الأشكال، ثمّ وضعتها لمدة 10 دقائق في جهاز حراري خاص لسحب الرطوبة، وتعديل نسبة الحموضة في ثمرة الحبحبو، فتصبح جاهزة للبيع.
- بمَ تمتاز حلوياتك؟
هي خالية من المواد الحافظة، ومعتدلة الحلاوة، كما تتخللها بعض النكهات مثل المانغا والفراولة والتي تضفي عليها طعماً لذيذاً، وأخيراً ابتكرت من تلك الثمرة أشكالاً متنوعة من المنتجات الغذائية، هذ فضلاً عن العصير المستخرج من دقيق الحبحبو.
- ما هي فوائدها للجسم؟
لفاكهة الحبحبو فوائد كثيرة نظراً لاحتوائها على نسب عالية من الحديد والمغنيزيوم والكالسيوم والبوتاسيوم والفيتامين "سي"، إضافة إلى مساهمتها في إنقاص الوزن لاشتمالها على الألياف التي تمنح الشعور بالشبع، إضافة الى المستحضرات التجميلية المشتقة من الحبحبو.
- ما نوع العسل الذي تضيفينه الى المنتجات الغذائية؟
عسل الزهور الطبيعي، ولكل منتج نسبة معينة من العسل. وعلى سبيل المثال لا الحصر، نسبة العسل في الحلويات 15%، والباقي دقيق.
- ما الكمية التي تنتجها حسناء؟
أُنتج يومياً ما يقارب الـ 150 علبة، وفي نهاية الأسبوع أزيد الإنتاج نظراً لارتفاع الطلب.
- أي أنك تحققين أرباحاً عالية...
قبل البدء بالمشروع، درست الجدوى الاقتصادية، وفي يوم الافتتاح التجريبي عرضت منتجات تكفي لأسبوع، لكنها نفدت في اليوم ذاته بسبب تهافت الزبائن عليها، فحققت أرباحاً جيدة بفضل من الله.
- كيف كانت ردود الفعل على المشروع؟
البعض قال لي، لا تفرحي كثيراً، هما يومان (مدة الافتتاح) وينتهي المشروع، لكن إيماني القوي بالله وثقتي بنفسي شجّعاني على الاستمرار، حيث بدأت مع أولادي، واليوم تطوّر المشروع ويساعدني في العمل 10 موظفات يتقاضين رواتب جيدة نسبياً.
- ما التحديات التي واجهتها؟
اعتراض الأهل ورفضهم المشروع، والمنافسة الشرسة في السوق، وإقبال الناس على ما قدمته من منتجات غذائية بمختلف أنواعها.
- حدّثينا عن المنافسة؟
بعض التجّار يجلبون حلويات الحبحبو من السودان جاهزةً ومجبولةً بالسكر، وهي أرخص ثمناً من منتجاتي، إلا أنني أحاول قدر الإمكان أن أبيّن لزبائني أهمية تلك الثمرة، فهي إلى جانب طعمها الحلو اللذيذ، مفيدة للجسم وتمدّه بالطاقة.
- وهل تفيد هذه الفاكهة مرضى السكري؟
لقد قرأت عنها كثيراً في "غوغل"، وتبين لي أن هذه الفاكهة مفيدة لمرضى السكري من النوع الثاني، بحيث تساعد في خفض معدل السكر والكولستيرول في الدم.
- وهل اختبرتها على أحد المرضى؟
جرّبتها بنفسي، ذلك أنني أعاني ارتفاعاً في مستوى السكر في الدم، فانخفض بشكل ملحوظ، حين استخدمت دقيق الثمرة وليس الحلوى.
- كم كيلوغراماً من دقيق الحبحبو تنتج حسناء يومياً؟
أُنتج يومياً ما يقارب الـ 20 كيلوغراماً من الدقيق، وهي مستخلصة من 100 كيلوغرامٍ من ثمرة الحبحبو بين عصير وحلوى وغيرها من منتجات لذيذة الطعم.
- ماذا تصنعين من بذور الحبحبو؟
أستخرج منها زيتاً مفيداً للجسم.
- وهل يفيد مسحوق الحبحبو البشرة؟
أصنع من ثمرة الحبحبو مسحوقاً يُستخدم كقناع للوجه يغذي البشرة، كما أحوّل قشرتها الصلبة إلى علب لحفظ الحلوى بعد تزيينها بخامات وأقمشة مختلفة.
- ما الهدف من إطلاق هذا المشروع؟
أهدف الى شراء منزل كبير لأجمع أولادي فيه وأعيش معهم بسعادة وهناء.
- كيف صمدت في وجه التحديات؟
أنا امرأة مناضلة، تحدّيت العالم كله لإنجاح مشروعي، لا يوجد مستحيل في قاموسي، أملك من الصبر والإرادة ما يجعلني قوية في مواجهة الصعاب.
- هل تخططين لتوسيع نطاق عملك فيشمل مختلف المناطق في المملكة العربية السعودية؟
بالتأكيد، حالياً أوزّع منتجاتي على أربعة محلات صحية في جدّة، وأتمنى أن يصبح لي مراكز بيع في كل مناطق المملكة العربية السعودية، وذلك بعد افتتاح مصنع كبير ومعمل للصابون.
- ماذا عن الأرباح التي تحققينها؟
ما زلت أحبو في هذا المجال، وكل ما أكسبه هو مبلغ صغير أستثمره في العمل وأشتري ما يلزم من الأجهزة، لأنني بدأت برأس مال بسيط، والحمد لله الأرباح جيدة.
- ما هي نصيحتك للناس؟
اهتموا بصحّتكم وانتقوا غذاءكم الصحي، وابتعدوا عن كل أنواع السكر الأبيض.
- ماذا تقولين للمرأة؟
اهتمي بنفسك وجمالك، واستخدمي منتجات فاكهة الحبحبو، فهي تساعد في الحفاظ على نضارة البشرة وتأخير الشيخوخة، كما تقوّي الشعر وتجعله كثيفاً، فهذه الثمرة أسطورية... تسلّحي بالإرادة والعزيمة لتحقيق أمنياتك، وأطلقي مشروعك الذي تطمحين إليه.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024