تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

سيرين عبد النور: عودتي ناضجة وأصبحتُ واقعيّة أكثر

لا يختلف اثنان على أنّ اسم سيرين عبد النور ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالدراما اللبنانية وبالثورة التي قادها كلٌّ من شكري أنيس فاخوري وكلوديا مرشليان وسمير حبشي بتبنّي وجه جديد مطلع الأعوام 2000 وإطلاقها الأعمال الدرامية بأدوار ذات مساحة كبيرة تلتها بطولة مطلقة لعدد من المسلسلات. ولا يختلف اثنان طبعاً على أنّ سيرين كانت أوّل من خاض تجربة الدراما المشتركة فنجحت وتركت أثراً لدى المشاهدين قبل فورة السوشيال ميديا... في جعبتها أخبار كثيرة، أفكار متعدّدة، أمور شتّى أرادت التعبير عنها وتوضيحها... اليوم في هذا اللقاء، نقلّب مع سيرين صفحات النجاح مروراً بمرحلة ابتعادها عن الساحة ووصولاً إلى "الهيبة الحصاد"... وللحديث تتمّة في الأسطر الآتية.


- تسجّلين عودة قوية في "الهيبة الحصاد"... اشتقنا لكِ سيرين عبد النور!

الحمد لله "الهيبة" مسلسل جماهيري تتوافر فيه عناصر متكاملة شكّلت هذا النجاح، كما أنّها عناصر متمكنة كالإنتاج مع عرّاب الدراما اللبنانية والعربية المشتركة صادق الصبّاح والمخرج سامر البرقاوي والكاتب باسم السلكا والممثلين على رأسهم الفنانة القديرة منى واصف والنجم تيم حسن. هم أعلنوا نجاحهم في الجزءين الأوّلين، والجزء الثالث يُكمّل هذا النجاح... كلّ هذه العناصر مجتمعة تُشير إلى أنّ العودة قويّة.

- ما الذي أخّر هذه العودة القويّة؟

أؤمن بمقولة إنّه لا تسقط شعرة من رأس الإنسان إلّا بمشيئة الله... تعدّدت الأسباب ولكن النتيجة واحدة: كُتِبَ لي أن أغيب لأعود بهذه القوّة.

- ما نشهده اليوم من إعجاب وإجماع يُذكّرنا بنجاحاتكِ في "غريبة" و"روبي"؛ كيف لمستِ رد فعل الناس على الكيمياء مع تيم حسن وفكرة عودتكِ إلى عباءة الممثلة وليس فقط تلك الفنانة الجميلة!

لا شكّ في أنّ الجمال عنصر أساسي في حياة الممثل، وهو الصورة التي يظهر بها إلى الناس، ولكن الأهم هو القالب وتطوير الذات والعمل على الجانب الدرامي. الحمد لله السوشيال ميديا فيها تعليقات إيجابية كثيرة حول دوري في "الهيبة الحصاد" والكيمياء مع تيم حسن، والتي بدأ الناس يلمسونها منذ أن طُبعَ الإعلان الدعائي... قمتُ بواجبي والباقي على الله والجمهور.

- هل انتهت برأيكِ موجة "الممثلات الجميلات" وعادت موضة الممثلة المحترفة؟

"أنا بلّشت حلوة" وعملتُ على تطوير موهبتي.

- (أقاطعها)... بعدك حلوة!

عملتُ على أن أكون جميلة ولديّ موهبة، والحمد لله ثبتّها بعد تقديمي مسلسل "روبي"، ولا أخفي عليكَ أنّ أكثر تعليق أحببته من أحد المقرّبين عندما قال لي إنّ عودتي ناضجة في الشكل والمضمون.

- ناضجة وديبلوماسية... لم أحصل على إجابة شافية: هل انتهت موجة جميلات الدراما؟

لستُ ديبلوماسية أبداً... "بحكي الحقّ"، وأتحدّث بالطريقة التي أفكّر فيها.

- سأطرح السؤال بصيغة مختلفة... هل آن الأوان لعودة الممثلات المحترفات إلى الساحة وأدوار البطولة؟

قلتُ لكَ وأكرّر، في بداياتي كنتُ مثلهنّ جميلة وطموحة وحصلتُ على فرصتي، ولكنّني عملتُ على تطوير موهبتي وأدواتي التمثيلية مع الوقت، وتتلمذتُ على أيدي أهم المخرجين من سمير حبشي إلى رامي حنا والليث حجو، وسامر البرقاوي.

- إن لم تكن هناك موهبة أو نواة موهبة، ألم تكوني لتكملي مسيرتكِ...

الممثل يبدأ مشواره وهو يتمتع بكاريزما مميّزة، ولكن الأهم أن يحظى بقبول الناس، وهذا الأمر لا يمكن أن يُشترى أو تحصل عليه بالوساطة والتجميل... هو من الله سبحانه وتعالى... هو جاذبية خاصة!

عندما يكون لديك القبول فهذا يعني أنّك تسير على السكة الصحيحة، فعليكَ أن تعمل وتجتهد لتبقى على جادة الصواب، وأن تتقدّم ولا تتراجع. الله أنعم عليّ بموهبة عملتُ عليها، وصدّقني لو أنني اكتشفتها من قبل لما كنت قد درست المحاسبة وتصميم الأزياء.

- كل شي يحصل لسبب معيّن Everything Happens for a reason!

هذا صحيح، ولكنّني أرفض أن يُقال عنّي اليوم بعد 20 عاماً أمضيتها في التمثيل إنّني لستُ خرّيجة معهد تمثيل ولستُ محترفة... إذا كان طلّاب المعهد قد تخرّجوا بعد 4 سنوات من الدراسة المتواصلة، فأنا درستُ 20 سنة!

- وتعلّمتِ من أخطائك!

درستُ مع أفضل الممثلين والمخرجين والمنتجين... وهنا أتوجّه بالشكر إلى الأستاذ أكثم حمادة في فريق عمل "الهيبة"، فنحنُ نطلق عليه لقب "الضمير" لأنه يُدخلنا إلى عمق المشهد، من أكبر ممثل إلى أصغر فرد بيننا.

- يُزعجكِ أن يُقال عنكِ ممثلة بالفطرة ولستِ ممثلة "تقنيات"؟

أبداً... طالما أنني قادرة على الوصول إلى قلوب الناس فهذا لا يُزعجني، وهدفي اليوم أن أدخل القلوب.

- بعد كلّ هذه الأدوار والنجاحات تعتبرين أنّكِ لم تصلي؟

هناك من لا يُحبّني... أريد أيضاً الوصول إليه.

- وهل أنتِ متصالحة مع فكرة أنّ هناك من لا يحبّ سيرين عبد النور؟

طبعاً ولمَ لا؟!... فلا أحد يحظى بإجماع كل الناس!

- هناك كمية هائلة من التعليقات الإيجابية عنكِ على السوشيال ميديا...

هناك الإيجابي وهناك السلبي.

- ولكنّ الإيجابي يطغى...

ونحنُ نعرف مصدر السلبي من التعليقات.

- أريد الوصول إلى هذه الإجابة... فلا أحد ينتقد سيرين من تلقاء نفسه أو لمجرّد الانتقاد...

"عادي ولو"... يوم أصبحُ مغرورة و"بصدّق حالي" أتدحرج من أعلى الدرج! الحمد لله ما زلتُ أفكّر بالاجتهاد للوصول إلى قلوب أكبر شريحة من الجمهور.

- تؤمنين بوجود تاريخ انتهاء صلاحية للفنان؟

للمغنّي وليس للممثل... ومنى واصف أكبر مثالٍ على ذلك.

- أتحدث هنا عن فناني لبنان...

لا أريد أن أظلم أو أعمّم، ولكنّني أنزعج كثيراً من بحث المنتجين عن الممثلات الجديدات والجميلات وصغيرات السنّ، في وقتٍ لدينا جيل كامل من الممثلات المخضرمات أمثال رولا حمادة وكارمن لبّس وجوليا قصّار، ويحقّ لهنّ أن تُكتب أدوار رئيسة وتفصّل على قياسهنّ ولا يُحصرن فقط في دور الأم أو الشريرة أو أي دور ثانوي... أين المنتجين من هذا المبدأ؟! هناك جيل كامل من الممثلات يُمثّل شريحة مجتمعية كُبرى، كما حصل معي في "روبي" عندما جسّدتُ دور الشابة ضحية الفقر وعائلتها، حينها قال الكثيرون إنّ الدور يُشبه قصصاً يصادفونها في يومياتهم، وحتى في "لعبة الموت" رفعتُ الصوت عالياً في وجه العنف، وكثيرات وجدن أنفسهنّ مكان "نايا"... أنا أحاكي مشاكل جيلي، ولكن من يُحاكي مشاكل الجيل الأكبر؟! في سوريا ومصر هناك احترام كبير للممثل المتقدّم في السنّ، وليتنا نتعلّم منهم.

- هذا يُعيدني إلى سؤالي عن الممثلات الجميلات...

(تقاطعني)... المنتج اليوم يُريد الفتاة الجميلة ولا مشكلة لديه إن لم تكن موهوبة، فالجميلة تشدّ المشاهدين، وللأمانة لا أعرف على من يقع اللوم، ولكن لا نستطيع أن نلوم الممثلة التي تأتيها الفرصة لتظهر على الشاشة.

- أليس الحق على الممثلات المحترفات وأجورهنّ العالية وطلباتهنّ؟

هذا غير صحيح... الممثلات والممثلون المخضرمون غير متطلّبين.

- كم هي نسبة الممثلات المخضرمات في لبنان على عشرة؟

لسن بالكثيرات... برأيي، من الجيل الأكبر هناك كارمن لبّس وورد الخال وجوليا قصار ورولا حمادة ونهلا داوود وقلّة قليلة غيرهنّ. وأضيف إليهنّ الكثيرات اليوم لمع نجمهنّ في سماء الدراما اللبنانية والعربية... ولكن أطرح سؤالاً اليوم على المنتجين: أين نادين الراسي؟! كثيرات هنّ موجودات على الساحة... ولكن أين نادين الراسي؟! هل من السهل الإستغناء عنها؟

- وفي فترةٍ مضت سألنا أين سيرين عبد النور... ولماذا قدّمت "قناديل العشاق"؟

لأنّه العمل الوحيد الذي عُرِضَ عليّ في رمضان الفائت!

- إلى هذه الدرجة أنتِ صريحة وتقولينها علانيّة... بعد 20 سنة في التمثيل تتلقّين عرض بطولة مسلسل واحد؟!

هذا واقع... عُرِضَت عليّ أعمال في مصر وفضّلتُ الإعتذار لأنّني لم أُرِد مغادرة لبنان.

- ما الذي أوصلكِ إلى هنا؟

في لبنان منتِجَيْن والشمس لا تُغطّى بالغربال... وعلى العموم لكلّ منتج طاقم الممثلين الذي يعمل معه، ولم يكن هناك مكان لتعاونات جديدة.

- ولكنّ المنتج صادق الصبّاح عرّاب "الهيبة" تبنّى العديد من المواهب الجديدة، ناهيك عن أنّكِ اليوم نجمة على قائمة أعمال الشركة...

الحمد لله... "إنحلّت العقدة" على الساحة الدرامية، وبات هناك تعاونات بين الجهات المنتجة والممثلين على حدٍّ سواء.

- هل يُعقل أن نراكِ مجدّداً في إنتاج لجمال سنان؟

ولمَ لا؟... أحبّ جمال كثيراً، وهو من أكرم المنتجين الذين عملتُ معهم. وأريد التنويه بأنّه ليست لدي مشكلة مع أي منتج ولا أي شخص على الساحة.

- ألاحظ فيكِ تغيّراً كبيراً... في تصريحاتكِ وكلامكِ...

أصبحتُ واقعيّة أكثر!

- حقيقية وواقعية إلى حدّ أن تقولي ما تفكّرين به مهما كان حجمه...

أنا أقول الحقيقة كما هي... لا نستطيع اليوم أن نضحك على الناس أو نغضّ الطرف. سيرين عبد النور لم تنتهِ بعد! تعرّضتُ لضغوط مهنية لا أريد الخوض بها كما وأنّني أردتُ التفرّغ لأسرتي وحياتي وحملتُ أيضاً بكريستيانو حينها.

- راضية بنتيجة "قناديل العشاق"؟

أكثر ممّا تتصوّر، وقد نلتُ عن دوري فيه جائزة أفضل ممثلة لبنانية في تونس البلد الذي أحبّ.

- هل برأيكِ وجد المنتجون الساحة والمنافسة ناقصة بلا سيرين؟

أتمنّى ذلك... وأتمنى ألا يوضع "فيتو" على أي ممثلة.

- ما هي أسباب "الفيتو"؟

إسألهم! قد يكون لإطلاق ممثلات جديدات على حساب أخريات، فيُبعدون ممثلات موجودات على الساحة لحصر المنافسة.

- تلعبين اليوم دور امرأة ثلاثينية في مثل سنّك... ألا تخشين التقدّم في العمر وكيف ستتأقلمين مع الأدوار لاحقاً؟

أنا اليوم في العقد الرابع من عمري، وألعب هذا الدور في مسلسلاتي. عندما كنتُ دون سنّ الـ 20، لعبتُ دور الوالدة، ولا مشكلة لدي في أن أعطي كل مرحلة من مراحل عمري دورها في الشخصيات التي أؤديها. وبطبيعة الحال، عندما أكبُر في السنّ وأصبح أكثر خبرةً، ستُعرض عليّ أدوار لأكون أمّاً أو سيّدة طاعنة في السن، وسيكون هناك ممثلات جديدات "مهضومات" ويقمن بشقّ طريقهنّ، وقد أكون والدة إحداهنّ في أي عمل.

- أيُعقل أن ترفضي دوراً كهذا؟

قد يكون مبكراً الحديث عن الرفض والقبول، فأنا لا أحبّ أن أحرق المراحل... أجسّد أي دور يُقنعني من باب حبّي للتمثيل.

- ألن يمنعكِ الغرور من ذلك؟

أحب أن يُحبّني الجمهور في مختلف الأدوار التي أقدّمها حتى آخر يوم من عمري.

- قد تقومين بدور مماثل لأرشيفكِ كممثلة فقط...

قدّمتُ أدواراً كثيرة لأرشيفي، وكانت ضمن أعمال نخبوية مثل فيلميّ "المسافر" و"دخان بلا نار"، وقبل "قناديل العشاق" كنتُ أتمنّى تقديم دور استعراضي وحقّقتُ أمنيتي.

- هل تشبع هذه الأدوار طموحكِ الفنّي؟ وما الذي تريدينه من التمثيل بعد؟

هي بالتأكيد تشبع طموحي الفنّي، وأرغب في تقديم أدوار الأكشن والرعب والكوميديا في قالب جديد.

- في عالمنا العربي هذه الفئات نادرة والغلَبة لقصص الحب... ألم تملّي من قصص الحب؟

"ليش في أحلى من الحب؟!"... نحن شعب رومانسيّ وعاطفي ولا نتابع المسلسل إلّا إذا تضمّنت حبكته قصة حب. والجمهور أُعجب بفيديو-كليب "أزمة ثقة" والذي يتضمن مشاهد من المسلسل لأنّه مملوء بالرومانسية.

- الجمهور أحبّ "الهيبة" منذ انطلاقته ليس لأنّه رومانسي!

دعني أتكلّم عن الجزء الذي أمثّل فيه، هو رومانسي وفيه تشابك خيوط وخطوط درامية.

- هل تابعتِ الموسمين السابقين؟

طبعاً تابعتهما وتابعتُ كلّ الأعمال المعروضة، ومَن يقُل لك مِن الفنانين لا أتابع، قُل له عن لساني: "سيرين بتقلّك كذاب"... جميعنا نتابع ونشاهد لنعرف أين موقعنا من المنافسة ومن الأعمال المُقدّمة.

- ألا تراقبين بورصة النجومية بين التلفزيون والسوشيال ميديا؟

لا داعي للمراقبة، فأنا كسائر الناس تصلني الأخبار وردود الفعل وأتفاعل معها وأقول رأيي كمشاهد، والذي لا يستطيع أحد إلغاءه، ولكنّني أحتفظ برأيي كممثلة منعاً للحساسيات.

- ومتى ستقولين رأيكِ كممثلة؟

لن أقول رأيي كممثلة بعد موقف حدث معي أخيراً. لا أحب أن تكون لي خلافات ومشاكل مع أحد، وأرفض أن أضع نفسي في مواقف سلبية أو أن ألتقي بزميل أو زميلة وأحاول تحاشيهما...

- الكيمياء بينكِ وبين تيم حسن كبيرة جدّاً... كيف تفسرين قبولها لدى الناس؟

كما قلتُ لك، لا شيء يحدث بالصدفة، الناس اشتاقوا الى هذا النوع من الثنائيات والرومانسية والقصص، وها أنا كنتُ غائبة وعدتُ بـ"الهيبة الحصاد" بقوّة.

- أخبريني عن الدور... هل يرتكز بكلّ مقوماته على قصة الحب؟

ما شاهدتموه لا يُظهر الكثير من شخصية "نور"، فهي إعلامية لبنانية ناجحة، كانت في مكان وأصبحت في آخر، سنكتشف في سياق الحلقات رحلة صعودها، والثمن الذي تحدّثت عنه في الإعلان الدعائي للمسلسل، ومن هو "ثروت" الذي تبنّاها وغيّر حياتها وكيف اكتشفت هوية جبل شيخ الجبل.

- أي فئة من النساء تجسّدين في هذه الشخصية؟

المرأة القوية والطموحة، والتي تفكّر بعقلها لا بقلبها في اتخاذ القرارات إلى حين تنقلب الآية... هي نموذج عن المرأة العربية القويّة.

- إلى أي مدى تشبهكِ؟

ليس إلى حدٍّ كبير، فقط عندما تحبّ... تحبّ كثيراً، وهكذا أنا، وفي المقابل لا أعرف الكره بل أُتقن النفور، كما أنّني أحب ممّن آذاني أن يعترف بذلك ويعتذر، كما أفعل أنا.

- طالتكِ انتقادات كثيرة حول ظهوركِ المتكرّر بأحمر الشفاه حتى خلال الإستيقاظ من النوم... لا أعلم حقّاً لماذا ينسى الجمهور التفاصيل الدرامية ويُركّز في أمور سطحية!

دعني أقول لكَ إنّها ليست أمور سطحية ولا خطأ أو Raccord! لم يفهم الجمهور التفاصيل التي بُنِيَت على أساسها الشخصية، فـ"نور" شخصية جريئة ومقدامة ونموذج جديد من النساء اللواتي يصادفهنّ جبل في حياته، ولم يفهم الجمهور ما الهدف من أحمر الشفاه ووضعه طوال الوقت... الأحمر يدل على الجرأة والابداع والطموح، فالمرأة التي تختار أحمر الشفاه باللون الأحمر غالباً ما تكون واثقة من نفسها، وتجذب الانتباه إلى جمالها وشخصيتها المتحررة.

- هل ستسلّمين البطولة النسائية في الجزء الرابع من "الهيبة" أم تريدين التمسّك بها؟

لا أعلم ما إذا كان هناك جزء رابع.

- يُحكى أنّ العمل مستمرّ...

لا أعرف، والقرار بيد المخرج سامر البرقاوي والمنتج صادق الصبّاح.

- ألا تقولين في قرارة نفسك "عبالي كمّل"؟!

لا أقولها "ولو على قطع رقبتي"، أنا لا أفرض نفسي على أحد، وطوال مسيرتي لم أطلب دوراً ولم أتقرّب من أحد بغية الحصول على دور أو المشاركة في عمل.

- أين الغناء من حساباتكِ اليوم؟

استمعتُ أخيراً إلى مجموعة أغنيات نعمل على اختيار الأفضل بينها.

- الغريب أنّكِ شكّلتِ حالة قبل السوشيال ميديا ومع بروزها اختفيتِ... لماذا؟!

تتطلّب السوشيال ميديا تفرّغاً كبيراً كما الغناء والتمثيل والحياة العائلية، وبات لها ناسها اليوم، فليس لدي متسع الوقت لكي أتواجد عبر كلّ المنصات من خلال منشورات عن يومياتي، أحاول قدر المستطاع أن أطلع الناس على تفاصيل من حياتي وعلاقتي بأولادي ومواضيع أخرى تتعلّق بعملي.

- ألهذا السبب خَفَتَ نجم الفنانين المحترفين؟

لم يخفت إطلاقاً... فهم لا يزالون يحققون نجاحاً على أرض الواقع ولهم جماهيرية كبيرة، ولكنّهم لا يكترثون في بعض الأحين إلى التواجد بصورة كبيرة على منصات التواصل الإجتماعي.

- تضعين عائلتكِ في مرتبة متقدّمة على فنّك؛ هل تتركينه من أجل التفرّغ لأسرتكِ؟

عائلتي أولويتي وتسبق الفن بأشواط، وأنا لا أترك الفن ولكنّني أخفّف التركيز عليه لمصلحة عائلتي، وعندما أقرّر الاعتزال... أبتعد كلّياً.

- تراودكِ هذه الفكرة؟

ولمَ لا!

- ما الذي يجعل من ممثلة صنعت لنفسها اسماً ولم يكن لها يوماً منافسٌ على الساحة أن تفكّر بهذا الأسلوب؟

ما تقوله فعلاً خطير إن لم يكن أحد يُنافسني! نادين الراسي كانت منافستي الأولى على الشاشة، وأنا أعترف بذلك.

- (أقاطعها)... أتحدّث هنا عن "روبي"...

المسلسل كان طويلاً ومؤلفاً من 90 حلقة وتواجدتُ على الشاشة على مدار 3 أشهر تقريباً... هذا لا يعني أنّني غير مُنَافَسَة.

(تتابع): أتعلم أن ما يجعل الممثلة تتراجع هو اعتمادها على الـ"أنا" بدلاً من الـ"نحنُ"، فترة النجاحات التي تتكلّم عنها أنتَ كنّا نتحدّث عن تكاتف بين فريق العمل والمنتج وشاشة التلفزيون، وحينها كان هناك من تبنّى شخصية سيرين كممثلة، وكنّا منطلقين وحلّقنا ونجحنا في أماكن عدّة.

- من تُتابعين في رمضان هذا العام؟

الجميع كما قُلتُ لكَ، لكن أكنّ حباً كبيراً للمخرج رامي حنّا الذي قدّمني في "روبي" وتجمعنا صداقة قويّة، ولذلك أتابع مسلسل "الكاتب".

- بالمناسبة، ما رأيكِ ببطلَي العمل؟

باسل خياط لا ينتظر شهادتي، ودانييلا رحمة "حبيبة قلبي".

- وماذا عن فرصة دانييلا مع رامي حنّا؟

حصلت على فرصة ذهبية ألا وهي العمل مع المخرج رامي حنّا، ولم يكن نجاحها وليد الصدفة، بل تعبت واجتهدت وعملت كثيراً لتصل إلى ما هي عليه اليوم.

- هل تخافين أن يتعرّف إليك اليوم جيلٌ بأكمله بصفتك Social Influencer أكثر من كونكِ ممثلة؟

كلمة "مؤثرة" قوية وتحمّلني مسؤولية كبيرة. لن يروني كذلك، فأنا لا أبدّي شيئاً على حساب موهبتي ولا أركّز في أمور أخرى، ولكن وجودي بين الناس وحبّهم لي هما الدافع الأكبر لتصويري عدداً من الإعلانات ووصفي بالـ"مؤثرة".

- أتعبتكِ بعد نهار التصوير الطويل، ولكنّني فعلاً كنتُ أتوق للقائك... الكلمة الأخيرة لكِ.

هذا اللقاء كان "فشة خلق"! أنا إنسانة بسيطة، من يُتابعني يعي ذلك تماماً ويعلم كم أنا شاكرة الله على النّعم التي منحني إياها وقد عملتُ على تنميتها، وأقول للجمهور إنّني وإياهم يداً بيد نصنع النجاح، وأشكرهم على محبّتهم لي رغم غيابي وانتظارهم عودتي... من دونهم لا تكتمل مسيرتي.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080