صيام الأطفال بين التشجيع والحذر
"من الأشياء اللطيفة في شهر رمضان.. صيام الأطفال. فلكل منهم صيامه الخاص. فهذا يصوم لحد الظهر، وذاك يبدأ صيامه من العصر، وآخر يستثني وجبات ليتناولها على الرغم من أنه ظاهريا صائم.. أعاننا الله وإياهم". بلمسة كوميدية غرّدت رنا في "تويتر"، حول تجربة صيام الأطفال في الشهر الفضيل.
على رغم اختلاف طرق صيامهم، إلا أن جميع الأسر المسلمة تتفق في النهاية على إبداء مشاعر الفرح بقدرة الطفل على التخلص من الجوع والعطش، لكن يجب أن يكون ذلك وفق شروط وضوابط وتحت رقابة الأهل، الأمر الذي أشار له حساب "نصائح بالتربية" في "تويتر" بتغريدة جاء فيها: "في حال صيام الأطفال فمن المهم أن يتم ذلك بشكل تدريجي، فالطفل حتى سن 10 سنوات لا ينصح بأن يصوم طيلة شهر رمضان، بل يجب تحديد بعض الأيام وساعات معينة حتى يتعود".
أشار الحساب إلى وجود حالات لا يجب فيها صوم الطفل لا سيما "إن كان يعاني من بعض المشكلات الصحية مثل، فقر الدم، السكري، الوزن المنخفض مع فقدان الشهية". وأضاف أيضاً "كما لا يجب السماح للطفل بالصيام إذا لم يتناول وجبة السحور، وإن رغب في ذلك، لأنه سيؤثر على إدراكه نظراً إلى عمره الصغير".
دوّنت المستخدمة إسلام عبر حسابها الشخصي، مجموعة نصائح تساعد أولياء الأمور في تشجيع أطفالهم على الصوم، ولعل أبرزها تهيئهم نفسياً لاستقبال الشهر الفضيل قبل قدومه بفترة، وتعريفهم بمعنى الصوم والهدف منه، فضلاً عن تحفيزهم معنويا على ذلك الأمر. وقالت إسلام في تدوينتها "يجب على الآباء أن يعرفوا أطفالهم ماهو الصوم ومتى يفرض على الإنسان، وما الهدف منه وثوابه. كما يجب البدء في تحفيز الأطفال على الصوم منذ قدوم شهر شعبان". وفي ما يتعلق بسبل مساعدة الأطفال على الصوم، دعت إلى "تأخير وجبة السحور، دون تناولهم أطعمة قد تزيد من الشعور بالعطش خلال ساعات النهار، مع تناولهم كمية مناسبة من المياه". وأشارت إلى ضرورة "السماح للأطفال بالإفطار إن اشتد عليهم الشعور بالجوع أو العطش، لا سيما إن كانت درجات الحرارة مرتفعة، حتى لا يتم إرهاقهم بدنيا وصحيا، مع تقديم الحافز المعنوي والهدايا، والافتخار بهذا الإنجاز أمام أفراد الأسرة والعائلة وفي محيط الأصدقاء كـ"نوع من الجزاء والشكور على هذا المجهود".
في هذا الإطار، استذكر نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ذكرياتهم مع تجاربهم الأولى للصوم، مثل جويرية التي دوّنت قائلة: ".. وأنا صغيرة كنت أتظاهر أمام أهلي بأنني صائمة، لكن كنت أتناول المياه في الخفاء. الشعور الذي كان يراودني حينها أن الله سيسامحني لأنني صغيرة ولم أقوى على الصيام". في حين دوّنت حنين قائلة إن والدها هو من شجعها على الصيام منذ الصغر وكان يهديا بعض الألعاب لقيامهم بهذا الأمر الذي شجعها على صيام الشهر كاملاً منذ أن كانت في التاسعة من العمر.
بقلم هدى امين - "شبكة الحياة الإجتماعية"
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024