تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

مشروبات رمضان اللذيذة... ما هي أهميتها وفوائدها؟

عادة ما يتزامن شهر رمضان مع بداية أشهر الصيف الحارّة، والتي بطبيعة الحال تُفقد الجسم رطوبته، خاصة مع طول فترات الصيام من دون تناول كميات كافية من المياه أو المشروبات التي تُعيد للجسم حيويته ورطوبته. لذا تعمد غالبية السيدات إلى إغداق المائدة الرمضانية بالمشروبات المتنوعة واللذيذة التي تطفئ الظمأ وتمنح الجسم الطاقة للاستمرار بالصيام. وعلى الرغم من توافر هذه المشروبات طوال السنة، لكن طعمها في رمضان يبدو مختلفاً. فما هي المشروبات الرمضانية التي يجب أن تتوافر على مائدتك الرمضانية؟ وهل لهذه المشروبات أضرار على الصحة إلى جانب فوائدها الكثيرة؟ وهل تعرفين طريقة إعداد كل نوع منها؟ إليك التفاصيل...


- ما أهمية تناول المشروبات بكثرة في رمضان؟

يحتاج الجسم عادةً إلى كمية من الماء لا تقل عن ليترين إلى ثلاث ليترات في اليوم. ولأن الحرارة في شهر رمضان إذا صادف في فصل الصيف تكون مرتفعة، يستهلك الجسم كمية من السوائل أكثر من الأيام العادية في باقي فصول السنة. لذا لا بد من تعويض النقص في السوائل التي يحتاج إليها الجسم والتي فُقدت خلال فترة الصيام، وذلك لأسباب عدّة، أهمها إعادة الحيوية الى الجسم في أقصر وقت ممكن، بالإضافة إلى أن بعض أنواع الأطعمة تكون سريعة الهضم، وبالتالي تعوّض النقص بشكل أسرع، مع الانتباه إلى أن جودة بعض العصائر الطبيعية وغناها بالفيتامينات والمعادن والمواد المضادة للأكسدة تساعد الصائم على تنظيم نوعية الطعام الذي يتناوله في بداية الإفطار، كونها ترفد الجسم بالماء والطاقة الضروريين.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن السوائل تُعيد تدفق الدم في الجسم بالشكل السليم والطبيعي، كما تزيد من كفاءة عمل الكلى، وبالتالي تُخلّص الجسم من السموم المتراكمة فيه طوال فترة الصيام. وأكدت الدراسات أن بعض المشروبات قد تحتوي على مواد "فيتو كيميائية" ذات تأثيرات مقاوِمة للعدوى البكتيرية في الغذاء والماء.

- ماذا عن فائدة هذه المشروبات لبشرتك؟

من الطبيعي أن تتعرض البشرة إلى الجفاف في فترة الصيام، وذلك لأسباب عدّة أبرزها الانقطاع الطويل عن شرب الماء والسوائل التي تعمل على ترطيب البشرة بشكل يومي، هذا بالإضافة إلى الحرارة المرتفعة التي تُفقد البشرة حيويتها ونضارتها بسبب التعرّق الزائد وخسارة السوائل بشكل أسرع من دون تعويضها. لذا فالمشروبات الرمضانية الطبيعية التي لا تحتوي على أي مواد كيميائية أساسية، ضرورية في كل يوم لنضارة بشرتك للأسباب الآتية:

ثمة أنواع من المشروبات مثل "عرق السوس" تخفّف من التهابات البشرة واحمرارها لاحتوائها على الزيوت المعالِجة للبشرة، هذا بالإضافة إلى إعادة ترطيبها بشكل أكبر.

بعض المشروبات توقف زحف التجاعيد وتمنحك بشرة شابة ونضرة من خلال تحفيز إنتاج الكولاجين المسؤول عن تجديد خلايا البشرة، وقد يتأثر إفراز الكولاجين بطول فترة الصيام وحرمان الجسم من السوائل، لذا من الضروري تعويضه بشرب بعض السوائل مثل عصير البرتقال والليمون والمشمش وغيرها.

كما تساهم بعض أنواع المشروبات في التخلص من خلايا الجلد الميتة والدهون الزائدة التي تراكمت طوال اليوم كشراب الكركديه. وتحفّز إنتاج الكولاجين وتحمي البشرة من التصبّغات الجلدية الناتجة من التعرض لأشعة الشمس.

يؤدي تناول المشروبات الباردة إلى ترطيب البشرة من جديد بعد الامتناع عن شرب الماء طوال فترة الصيام، فالماء عنصر حيوي يساهم في الحفاظ على نضارة البشرة.

- ما أهم المشروبات الرمضانية وأكثرها شهرةً؟

تختلف شهرة المشروبات الرمضانية باختلاف المناطق وتنوّع خيارات سكّانها، ومع ذلك تتفق الكثير من البلدان العربية على أنواع محددة من المشروبات الرمضانية التي تعتبر الأكثر شهرةً، وهي عرق السوس، التمر الهندي، قمر الدين، الجلاّب، شراب الكركديه والخروب.

وقد يختار البعض إضافة مشروبات أخرى إلى المائدة الرمضانية مثل العصائر الطبيعية بأنواعها، كعصير البرتقال، وعصير الليمون مع النعناع. هذا فضلاً عن اعتماد الكثيرين على اللبن الرائب، وذلك لأهميته الكبرى في إنتاج مواد مضادة للبكتيريا الضارة، فيعمل اللبن على فتح الشهية ويسهّل هضم المواد الغذائية الدسمة التي يتناولها الصائم في الإفطار.

- هل تُلحق هذه المشروبات أضراراً بالجسم؟

بالطبع، لكل مشروب رمضاني فوائده ومضاره على الجسم، لذا من الضروري أن يتعرف الصائم، خصوصاً إذا كان يعاني مرضاً معيناً، على مضار هذه المشروبات ليتجنّبها.

● عرق السوس: إن الإكثار من تناول مشروب عرق السوس لمن يعانون ارتفاعاً في ضغط الدم أو عدم انتظام في ضربات القلب، قد يؤدي إلى تراكم الصوديوم والبوتاسيوم في الدم، وبالتالي بدلاً من أن يمدّ هذا المشروب الجسم بالطاقة، سيُشعر الصائم بالكسل والإجهاد. كما يحذر الأطباء من الإكثار منه في أثناء فترة الحمل أو الرضاعة.

● التمر الهندي: يحذّر الأطباء الأشخاص المصابين بمرض السكري من الإكثار من شرب عصير التمر الهندي، وذلك لاحتوائه على معدلات عالية من السكريات البسيطة. كما يُنصح بتجنب تناول مشروب التمر الهندي مع الأدوية التي تمنع تخثّر الدم لأنه قد يزيد من خطر النزيف في الجسم.

● الكركديه: إن الإكثار من شرب عصير الكركديه قد يضر مرضى الكلى، لأنه يحتوي على الأكسالات التي تترسّب في الدم وتتسبّب في تكوين حصوات في الكلى، لذا ينصح بتناوله باعتدال.

● الجلّاب: من الأفضل شرب القليل من عصير الجلّاب لأنه يحتوي على كميات كبيرة من السكر، وبالتالي قد يؤدي الى ارتفاع معدلات السكر في الدم، فتبرز مضاره، وخصوصاً لمرضى السكري.

● قمر الدين: قد يؤدي الإكثار من تناول عصير قمر الدين إلى زيادة الشعور بالعطش، وبالتالي لا يُحبّذ تناوله في وجبة السحور، هذا فضلاً عن احتوائه على كمية كبيرة من السكر، مما لا يتناسب مع مرضى السكري.

● الخروب: أكد بعض الأطباء أن المبالغة في تناول عصير الخروب تؤدي الى ارتفاع في نسبة هورمونات الذكورة لدى الفتيات، لذا من الأفضل للصائمات أن يشربنه باعتدال.

- وماذا عن الفوائد الصحية لهذه المشروبات؟

تختلف الفوائد الصحية لهذه المشروبات تبعاً لطريقة صنعها وخاصية المواد التي يحتويها كلٌ منها:

● مشروب عرق السوس: هو من المشروبات التي تتميز بقيمة علاجية كبيرة لأمراض الجهاز الهضمي. وقد أثبتت الدراسات أنه فعال في علاج قرحة المعدة، وبالتالي يساعد جسم الصائم على القيام بعملية الهضم بشكل جيّد وسليم، كما يمدّ الجسم بالمعادن مثل البوتاسيوم والحديد وحمض الفوليك، ويحمي الكلى ويحسّن عمل الكبد.

● مشروب التمر الهندي: يعتبر التمر الهندي المشروب الأول في رمضان حيث يختاره الكثير من الصائمين في إفطارهم. وقد تبين أن لهذا المشروب دوراً كبيراً في إزالة الحموضة من المعدة، كما أنه مضاد للإمساك ويعمل على خفض مستوى الكوليسترول في الدم، بالإضافة إلى احتوائه على مواد مضادة للأكسدة.

● مشروب قمر الدين: هذا المشروب يمدّ الجسم بالطاقة بسبب احتوائه على نسبة عالية من السكريات، لذا فإنه يساعد على تعويض الطاقة المستهلكة خلال الصيام، كما يساهم في خفض معدلات الكوليسترول في الدم، ويعيد للبشرة رطوبتها.

● عصير الكركديه: يسهّل عصير الكركديه عملية الهضم، وذلك لاحتوائه على أحماض نباتية تساعد في عملية الهضم وتعدّل نسبة الحموضة في المعدة. كما يعمل هذا النوع من العصائر على معالجة الإسهال الناجم عن اضطراب في تناول الطعام خلال فترة الصيام.

● عصير الجلاّب: يساعد في ترطيب الجسم وحمايته من الجفاف بسبب احتوائه على نسبة كبيرة من الماء، كما يعمل على تنشيط الدورة الدموية في الجسم ويزوّده بالطاقة والحيوية، إضافة إلى دوره في تعديل نسبة الحموضة في المعدة.

● عصير الخروب: يعمل عصير الخروب على تجديد نشاط الجسم ويسهّل عملية الهضم، كما يساعد في علاج الإسهال ويحتوي على مركبات تُخفض نسبة الكوليسترول في الدم.

● العصائر الطبيعية: تعمل العصائر الطبيعية على مد الجسم بالطاقة التي افتقدها خلال فترة الصيام، وتمنح الصائم الشعور بالانتعاش بعد يوم حار ومرهق. كما أن معظم هذه العصائر تحتوي على الفيتامين C الذي يعمل على ترطيب بشرة الوجه.

طرق تحضير المشروبات الرمضانية

● عرق السوس: ضعي مسحوق السوس وبيكربونات الصوديوم في وعاء ثم أضيفي أربعة أكواب من الماء ليصبح المزيج لزجاً.

اسكبي المزيج في كيس من القماش وضعيه في إناء يحتوي على كمية المياه المتبقية.

قلّبي الكيس في الماء لمدة ست ساعات حتى يذوب المزيج بالكامل.

صفّي المشروب واسكبيه في إبريق واحتفظي به في الثلاجة لحين التقديم.

● التمر الهندي: ضعي الماء في إناء على النار حتى يغلي، وضعي التمر الهندي في وعاء مقاوم للحرارة.

اسكبي الماء المغلي في الوعاء الذي يحتوي على التمر الهندي وأضيفي إليه العسل أو السكر، ثم غطّي الوعاء واتركيه جانباً طوال الليل.

صفّي مزيج التمر في وعاء زجاجي، ثم ضعيه في الثلاجة ليُقدّم بارداً.

● قمر الدين: قطّعي شريحة قمر الدين إلى مكعبات صغيرة الحجم وضعيها في وعاء.

اسكبي ماء ساخناً في الوعاء واتركي قمر الدين منقوعاً لمدة ساعتين مع التحريك بين الحين والآخر.

صفّي المزيج وأضيفي إليه السكر، ثم ضعيه في الثلاجة ليقدّم بارداً.

● الكركديه: ضعي أوراق الكركديه في وعاء عميق وكبير، واغمريها بالماء المغلي.

غطّي الوعاء واتركي الأوراق منقوعة لمدة ساعتين أو ثلاث.

صفّي عصير الكركديه وتخلّصي من الأوراق ثم ضعيه في وعاء نظيف وأضيفي إليه كمية من الماء البارد والسكر.

ضعي الوعاء في الثلاجة ليقدّم العصير بارداً.

● الجلّاب: ضعي ملعقتين كبيرتين من الجلاب في كوبين للتقديم.

أضيفي إليهما الماء البارد وحركي الشراب جيداً.

أضيفي مكعبات الثلج ووزعي اللوز والصنوبر والجوز والفستق على الكوبين وقدّمي العصير بارداً.

● الخروب: قطّعي قرون الخروب وانزعي البذور منها.

أضيفي ثلاثة أكواب من الماء الى قدر تحتوي على كمية من السكر، وضعي القدر على النار مع الاستمرار في التحريك حتى يذوب السكر تماماً.

أضيفي الخروب الى السكر وقلّبي المزيج جيداً حتى يصبح لونه بنياً واتركيه يغلي لمدة ساعة.

اتركي المزيج ليبرد وصفّيه في قطعة قماش، ثم صبّيه في إبريق وضعيه في الثلاجة ليقدّم بارداً.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079