تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

فنانات تحدّين الغرانيت

الفنانون المشاركون فى لقطة تذكارية

الفنانون المشاركون فى لقطة تذكارية

العمل للفنان خافيير سكالا

العمل للفنان خافيير سكالا

زينب صبحى بجوار عملها

زينب صبحى بجوار عملها

بفخر كبير وسعادة غامرة، وقفت كلٌ من الفنانات المشاركات في الدورة الـ 24 لسمبوزيوم أسوان الدولي للنحت، لتتحدث في ختام هذا الملتقى عن تمكّنها من ترويض الصخور الغرانيتية وتحويلها قطعاً فنية، لطالما حلمت أن تراها على أرض الواقع. لم تعد صلابة الصخرة تقف عائقاً أمامهن لكي يعبّرن عما بداخلهن. لم ترهبهن قوة المادة، بل صمّمن على ترويضها، لتتحوّل عجينة طرية في أيديهن تخضع لإرادتهن... هذا ما شعرت به في حديث كل فنانة شاركت في هذا الحدث الضخم.


الفنانة آلاء يحيى بدأت علاقتها مع السمبوزيوم عندما زارته للمرة الأولى عام 2012، إلا أنها انبهرت بما رأته وقرّرت الاشتراك في ورشته في العام التالي، قبل أن تكون واحدة من الفنانات المشاركات في الحدث الرئيس هذا العام. عن هذه التجربة تقول آلاء: "أحببت فكرة العمل على الغرانيت في البيئة الخاصة به في أسوان، وحلمت بأن يُعرض عملي في المتحف المفتوح الذي يضم نتاج أعمال الدورات المختلفة لهذا السمبوزيوم".

وعن عملها لهذا العام، توضح آلاء: "قدّمت عملاً تجريدياً لأشكال عضوية، ليتطور خط من العمل نبع في لحظة من التفاعل عند ملاحظتي أشكالاً في الطبيعة في حالة بين الحياة والموت، وعملي نتاج رؤيتي الخاصة بالتوحّد والالتحام مع كل أشكال الطبيعة، وكيف يمكن أن نتواصل مع تلك الأشياء التي قد تبدو غريبة، وأن نقبلها بل وأن نحبّها".

عمل الفنانة آلاء يحيى عبارة عن ثلاث قطع منفصلة، هي مثل ثلاث شقيقات لكلٍ منهن تعبيراتها، وتخبرنا عن طريقتها في الحياة.

أما الورشة المصاحبة لأعمال السمبوزيوم فقد شاركت فيها الفنانة مروة مجدي، منطلقةً من مفهومها بأن الطبيعة هي من أقوى مصادر الإلهام. وعن تجربتها في تطويع الغرانيت، تقول مروة: "الغرانيت مادة قاسية، لكن قوّته تمنحني قوةً، ومع ذلك أحاول أن أُظهر النعومة على هذه المادة الصلبة".

مروة مجدي معيدة في كلية التربية الفنية، وقد استوحت عملها من الهياكل الموجودة في الطبيعة، وأرادت أن تثير العديد من التساؤلات في نفس كل من يشاهد عملها، لأنها قدّمت فيه مزجاً بين المألوف والخيال.

بمجرد أن وقفت بجانب عمل الفنانة نورهان ماهر، ورحت أتأمله، أدركت أنها من الإسكندرية، وعندما سألتها، أجابت بنعم، ففكرة العمل تأخذك من أسوان إلى الإسكندرية، وحين قلت لها هذا المعنى، أجابت: "أطلقت على تمثالي عنوان "رسالة من الأعماق"، نقلت فيه روح البحر متمثلاً في القواقع، مستلهمة الشكل الحلزوني للقوقع في وضع رأسي، وسطحه المتموّج المتناغم يحاكي موج البحر، والجزء المرتفع من الشكل يشبه الشراع".

وتعتبر نورهان ماهر السمبوزيوم فرصة لتبادل الخبرات مع فنانين آخرين مصريين وعالميين، وقد سبق لها أن شاركت في معارض جماعية عدة، وفي سمبوزيوم جامعة دمياط، كما عملت في مركز تجميل المدينة في الإسكندرية.

لم تتعامل من قبل مع الغرانيت، رغم تجاربها السابقة في النحت، فالفنانة علا الطوخي كانت تستخدم دائماً في أعمالها الجبس والرخام، لكن هذه المرة تعاملت مع مادة صلبة للغاية وهي الغرانيت، وعن هذه التجربة تقول: "يعد السمبوزيوم خطوة مهمة في رحلتي الفنية، حيث تعرفت للمرة الأولى على خامة الغرانيت، وعلى الرغم من صعوبة التعامل مع هذا الحجر، استطعت تفهّم طبيعته، وبالتالي التعامل معه بسلاسة".

في عملها ركّزت علا الطوخي على مزج الأشكال العضوية مع تلك الهندسية، حيث وازنت في العمل بين تبسيط الأشكال العضوية، وإضافة الأشكال الهندسية لتخلق تكويناً أكثر تعقيداً، وهو ما سمّته بـ"حبوب اللقاح"، حيث هناك فقاعات تتصاعد إلى أعلى في طبقات، ثم تجعل الشكل أكثر تعقيداً بإضافة مستطيلين أفقيين إلى التكوين.

تخرّجت علا الطوخي في كلية التربية الفنية عام 2013 في جامعة بنها، وهي حاصلة على الماجستير في النحت، وسبق أن شاركت في العديد من المعارض الجماعية.

تكتشف مفهوم عملها بمجرد أن تراه، فقد صمّمت الفنانة سالي السيد راجح منحوتة للعقرب، وهو بالنسبة إليها يشبه جزءاً من مشروعها في استلهام العقرب في أحواله المختلفة، وعن ذلك تقول: "العمل الذي قدمته بشكل تجريدي، يأتي امتداداً للموضوع نفسه الذي أشتغل عليه منذ فترة وأطوره من حين لآخر". وعن فلسفتها في ذلك، تقول: "العقرب كائن مميز، ويحظى بتقدير كبير في الحضارات المختلفة التي تربطه بالآلهة في بعض الأحيان، وكانت الدروع الحربية عند الرومان تحمل رمز العقرب لتثير الرهبة في نفوس الأعداء، في حين أن قدماء المصريين ربطوا بينه وبين آلهة الحماية "سركت".

تعمل سالي عادة مع خامات مرِنة مثل البوليستر والطين، ولها تجارب في نحت الحجر والرخام، وهذه هي تجربتها الأولى مع الغرانيت الذي ترى أنه يناسب التعبير عن قوة العقرب.

الفنانة سارة قاسم اعتادت التعامل مع الطين والشمع لتصوّر جسم الإنسان، لكن هذه المرة كان لا بد لها من التعامل مع الغرانيت، الذي أرادت أن تكتشف عوالمه المختلفة، لتقدم من خلاله عالمها الأثير "الجسد"، وهو ما تحقق لها بالفعل، وعن هذه التجربة تقول: "الغرانيت مادة صعبة للغاية، تفرض نفسها على الشكل، لذلك أعتبر أنني نجحت عندما طوّعت قطعة الغرانيت لرؤيتي وجعلتها قابلة للطيّ بنعومة".

"قط يلعب" هو عمل الفنانة زينب صبحي، وعن ذلك تقول: "قدّمت في هذا السمبوزيوم "قط يلعب"، يتقوقع داخل علبة، فالعمل عبارة عن كتلة واحدة من الغرانيت الأسود، على شكل مكعب عمودي يخرج منه رأس القط من الفتحة العلوية، وتخرج قدماه من الخلف".

تخرّجت زينب صبحي في قسم النحت - كلية الفنون الجميلة في حلوان، وعرضت أعمالها في معارض جماعية عدة.

شارك في السمبوزيوم في دورته لهذا العام، من مصر: عبدالرحمن علاء العجوز، آلاء يحيى وطه عبدالكريم، ومن سويسرا: سيتريا إليسيا سوزانا، ومن النمسا: هيرمان شايدر، ومن ألمانيا: نيلز والتر هانسن، ومن إسبانيا: خافيير سكالا، في حين شارك في أعمال الورشة: أحمد نبيل، مروة مجدي، محمد رضا، نورهان ماهر، علا الطوخي، سالي السيد، سارة ماهر، وزينب صبحي.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078