العميد علي جابر: الصحافة المكتوبة لن تندثر... لكن وسائل نشرها تغيّرت
- تردّد أنكم تخطّطون لتطوير “مجموعة MBC” بإطلاق عدد من محطّاتها في الوطن العربي، فهل هذا صحيح؟
كل ذلك يندرج ضمن خطة النمو والتوسّع الخمسية التي أعلنت عنها «مجموعة MBC» في الربع الأخير من عام 2018، والتي بدأ العمل فيها فعلياً. نعمل في “مجموعة MBC” حالياً على عدد كبير من المشاريع، منها ما يتعلق بإطلاق قنوات تلفزيونية محلية، فجاء إطلاق قناة MBC العراق وMBC Persia، وقريباً لدينا مفاجآت قادمة خلال عام 2019.
- ما الهدف من إطلاق مثل هذه القنوات، ولماذا لا تدعمون قناة MBC الرئيسة لتضم الشعب العربي تحت جناحيها؟
MBC1 هي قناة المشاهد العربي بامتياز، وتتوجه إلى العائلة العربية بكل أفرادها من المحيط إلى الخليج. لكن خطّة التوسع الأفقي انطلقت فعلاً منذ عام 1991 مع إطلاق MBC1 وبعدها قنوات MBC2 وMBC3 و MBC4 وMBC Drama، ولاحقاً MBC بوليوود... الخ. الهدف من التوسع الأفقي كان مخاطبة كل العرب على اختلاف أذواقهم وشرائحهم العمرية. أما اليوم فاهتمامنا منصبٌ على التوسع العمودي، وقد بدأنا التحضير لهذا المشروع منذ أكثر من 4 سنوات، إلى أن أصبحت الظروف مواتية لتنفيذه. التوسع العمودي الذي نعتمده في هذه المرحلة يشبه إلى حد ما المنهج المعتمد في كبرى شبكات التلفزة والمجموعات الإعلامية العالمية.
- هل لك أن تفسّر لنا معنى التوسع العمودي ؟
سأضرب لك مثالاً على ذلك، في الولايات المتحدة الاميركية هناك شبكات تلفزة كبرى منها FOX وNBC، لكنّ لكل شبكة منها توجه خاص في كل ولاية من الولايات، فمثلاً هناك محطة مخصّصة لسكان لوس أنجلوس، وأخرى لسكان نيويورك وهكذا دواليك... و”مجموعة MBC” اليوم تنتهج مقاربةً مشابهة، وذلك في سياق اعتمادنا لأفضل الممارسات العالمية في هذا القطاع. لذا بدأنا بالتوسّع العمودي من خلال إطلاق محطات محلية تتضمن برامج وإنتاجات موجهة لكل من الأسواق المحلية، وهذا ما نشاهده في MBC مصر، وMBC العراق. أما البرامج الأساسية والضخمة للمجموعة الـ «Flagships» مثل «Arab Idol» و«the Voice» و«Arabs Got Talent» وغيرها، فتُبثّ على كل القنوات في توقيتٍ واحد.
- هل تبثّ كل هذه القنوات من مدينة دبي؟
نعم! هذه القنوات تبث من المقر الرئيسي لـ “مجموعة MBC” في مدينة دبي للإعلام، لكنّ لكل قناة فريقَ عملٍ متخصص.
- هل ما زلتم تؤمنون بأن شاشات التلفزة التقليدية مستمرة في جذب المشاهدين، أم أن التطبيقات الرقمية هي التي ستسيطر على عقول المشاهدين في المستقبل القريب؟
لدى MBC العديد من التطبيقات الرقمية، وتطبيقات الهواتف المحمولة، والـGaming.. إلى عدد من الخدمات الرقمية الرائدة، والـVOD (الفيديو حسب الطلب) مثل Shahed.net و«شاهد بلَس» وغيرها. منذ سنوات كنا الأوائل في المنطقة من حيث الاستثمار في المحتوى الرقمي الرائد على غرار الـVOD، بموازاة المنصات الرقمية الاخرى على مواقع التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب، وتويتر، وانستغرام، وفايسبوك، وغيرها.
- يتردد أن الصحافة الورقية في طريقها الى الاندثار، والمحطات التلفزيونية باتت أيضاً على وشك الإقفال، فما رأيك بذلك؟
هذا الكلام سابق لأوانه، فالعائدات التجارية الأساسية لقنوات “مجموعة MBC” ومنابرها الإعلامية هي الإعلانات. قد نشهد انتقالاً تدريجياً في المستقبل، تصبح فيه المداخيل الإعلانية المتأتّية من المنصّات الرقمية أعلى من نظيرتها التلفزيونية، ولكن هذا الانتقال يحتاج إلى عدة سنوات قادمة وهو رهن بالعديد من العناصر والمتغيّرات. برأيي ستبقى شاشات التلفزة التقليدية خلال العقد القادم وسيلة الإعلام الرئيسية المسيطرة في العالم العربي.
- ماذا تقول عن مستقبل الصحافة الورقية؟
علينا أن نفرّق بين الصحافة الورقية والصحافة المكتوبة. أرى أن الصحافة المكتوبة لن تندثر أبداً، بل على العكس ستنمو وتتطور، فوسائل إيصال المقالات والمقابلات والأخبار هي فقط التي تغيرت. إذاً، الصحافة كمهنة باقية وإن اختلفت الوسائل المعتمدة فيها وهذا هو جوهر الموضوع.
- كيف تستفيد “مجموعة MBC” من مواقع التواصل الاجتماعي؟
مؤخراً تبوّأت «مجموعةMBC» المركز 37 عالمياً، والأول في الشرق الأوسط، لأكبر عدد مشاهدات فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعام 2018 عن فئة «صُنّاع الإعلام» Global Media Properties – Media Creator، بحسب جوائز VideoAces السنوية من TubularLabs العالمية. تنافست MBC مع نحو 3200 اسماً من كبار صنّاع المحتوى والمؤسسات الإعلامية والعلامات التجارية الرائدة حول العالم، فتمكّنت ليس فقط من دخول قائمة الـ 100 الأوائل عالمياً، بل حصدت المركز 37 من بينها، وهذا ما يؤكد دخول MBC بقوة المنافسة عالمياً في قطاع الإعلام الرقمي. لقد كان جوهر خطتنا بشكل عام، ولعام 2018 خصوصاً، السعي إلى التفوّق على أنفسنا، إن جاز التعبير، لنكون أكبر علامة تجارية-إعلامية للفيديوهات الاجتماعية (Socialized Videos) في الشرق الأوسط، ومِن ضمن الأوائل على مستوى العالم، وقد كان لنا ما أردنا ولله الحمد. إذاً، السوشيال ميديا اليوم هي إحدى أبرز وسائل استهلاك المحتوى الإعلامي عالمياً، وهي طبعاً مفضلة لدى جيل الشباب. نحن في “مجموعة MBC” رغم استثمارنا في قطاع السوشيال ميديا وريادتنا فيه، إلا أننا مثلاً لا نعتمده بشكل رئيسي كمقياس موثوق لناحية نسب المُشاهدة التلفزيونية.. ولكنه يعطينا فكرة عن اتّجاه الهواء إن صح التعبير. إذاً، «السوشيال ميديا» ليست وسيلة ناجعة وموثوقة لقياس نجاح البرامج التلفزيونية أو نسب المشاهدة حول العالم، لأنها محكومة بكثير من العناصر الآنية والمتغيرة، ولكنها في نهاية المطاف قد تمنح مؤشراً يُمكن الاستنارة به. تبقى الدراسات الإحصائية الموثوقة من كبرى الشركات العالمية الرائدة في قياس نسب المشاهدة هي البوصلة في هذا القطاع، وهو ما تعتمده “مجموعة MBC” على الدوام.
- هل ستختفي ظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات المقبلة؟
بالطبع لا، بل إنها مستمرة وبقوة وينتظرها مستقبل مشرق، وهي مهمة في حياة الناس، حيث قدّمت لكل شخص منبراً يعبّر من خلاله عن رأيه، لكن لا بد في النهاية من أن توضع لـ«السوشيال ميديا» أُطُر قانونية تنظّم عملها لتفادي الآثار الجانبية المترتبة عنها، وهو ما كانت الإمارات العربية المتحدة مثلاً سباقةً فيه في منطقتنا، وذلك من حيث تشريع قوانين الجرائم الالكترونية واعتماد نُظُم وضوابط واضحة المعايير في هذا القطاع الحيوي والمتغيّر.
- يتردّد أن برامج المواهب، ومنها «ذا فويس» سيتم تصوير مراحل اختيار المواهب فيها في استديوات MBC في لبنان، على أن يكون البث المباشر من السعودية، ما صحة هذا الكلام؟
هناك خطط لتصوير وبث الحلقات المباشرة من برامج المواهب في أكثر من بلد عربي، بما فيها طبعاً السعودية. المملكة العربية السعودية هي سوق أساسية لـMBC منذ إطلاقها سواءً على صعيد نسب المشاهدة والاستهلاك الإعلامي أو الإيرادات الإعلانية وسواها. إذاً، قد نشهد بثاً مباشراً لبعض الحلقات الختامية أو المباشرة لبرامج المواهب من المملكة العربية السعودية، وهذا يأتي في سياق الاستفادة من «اللحظة التاريخية» التي تعيشها المملكة حالياً، والنهضة الكبيرة والمتسارعة التي يشهدها قطاعا الترفيه والانتاج بموازاة الاستثمار في اقتصاد المعرفة.. نعد الجمهور بمفاجآت قريبة قادمة في هذا السياق، إن شاء الله.
- ألا يخسر لبنان إذا غادرت MBC أراضيه؟
لا خوف على لبنان من الخسارة إذ لا غنى عن لبنان، لأنه مركز إنتاج أساسي لـ MBC، سيما وأن الكفاءات فيه عالية جداً والصناعة التلفزيونية متقدّمة وراسخة على مستوى المنطقة بأسرها. يبقى التحدي أمامنا دائماً هو تخفيض تكلفة الإنتاج بموازاة الحصول على الجودة العالية في الشكل والمضمون، مع استمرار استثمارنا في أفضل الكفاءات البشرية والطاقات العربية الشابة.
- يُقال إن “مجموعة MBC” ستنتقل للبث من الرياض...
لا خطة لدينا لمثل هذه الخطوة في المرحلة الآنية. لكن، في الحياة، كل شيء وارد، والأمور مرهونة بأوقاتها وظروفها.
- ما هي برامج المواهب التي سنتابعها في الأشهر المقبلة؟
في شهر أيلول/سبتمبر المقبل سيُعرض برنامج «ذا فويس»، يليه برنامج «ذا فويس كيدز». والمفاوضات مع شركة «تالبا» لشراء حقوق النسخة الخاصة بكبار العمر، «The Voice Senior»، باتت في مرحلة وضع اللمسات النهائية.
- وهل هناك مواسم جديدة من برنامج «آرابز غوت تالنت»؟
لا، فقد تم الاتّفاق على إنتاج موسم جديد واحد.
- والسبب؟
نريد أن نفسح في المجال أمام نوعية جديدة من البرامج التلفزيونية، خصوصاً أن التلفزيون يعيش عصره الذهبي في هذه الفترة، والأعمال التي تُنتَج بالمئات للمحطات التلفزيونية، أو تلك التي تُعرض على Netflix أو amazon وغيرهما باتت تضاهي أفلام هوليوود.
- إذا تحدّثنا عن «آرابز غوت تالنت»، نلاحظ أن غالبية المشتركين لا يتكلمون اللغة العربية، بل أصول أجدادهم فقط عربية، ما يعني أن الوطن العربي يفتقر الى المواهب المميزة التي يمكن أن تشارك في هذا البرنامج؟
أخالفك الرأي في هذا الاستنتاج، وأؤكد أن هجرة الشباب العربي الموهوب سببها عدم وجود مؤسسات تُعنى باحتضان وتدريب من يتمتعون بمواهب مميزة في الوطن العربي، و«آرابز غوت تالنت» هو المنبر الذي يشجع هذه المواهب لتطل على الناس وتلقى الدعم المطلوب وتحقق الانتشار الواسع الذي تستحقّه. ولا أنسى المبادرة الواعدة الأخيرة التي أطلقتها «MBC الأمل» مؤخرا لصقل المواهب السعودية الشابة وتدريبها في قطاع «الصناعات الثقافية والإبداعية».
- هل حدّدتم أسماء أعضاء لجنة تحكيم برنامج «ذا فويس» في موسمه الخامس؟
لا، فتحديد الأسماء يتم قبل بدء العرض بوقت قصير. والأسماء قبل اختيارها تكون عرضة للأخذ والرد والتفاوض والتباحث، ما يفتح الباب امام الشائعات، وهذا أمر متعارف عليه في مختلف الصيَغ العالمية من تلك البرامج. وما أن يتم إنهاء الإجراءات التعاقدية بالكامل، نعلن رسمياً عن أسماء أعضاء لجان التحكيم.
- وهل يُحتمل أن يبقوا هم أنفسهم؟
لا يمكنني التأكيد أو النفي، فما زلنا نتابع ردود الفعل حول أداء أعضاء اللجنة في الموسم الماضي، وندرسها جيداً لنختار الأنسب. وسيتم الإعلان عن ذلك رسمياً في حينه.
- يتردد أن كل عضو في لجان تحكيم برامج الهواة في MBC يتقاضى ما بين مليون ومليون ونصف المليون دولار أميركي بدل المشاركة في الموسم الواحد، هل هذه الأرقام صحيحة؟
هذه الأرقام غير صحيحة، بل هي خيالية!
- ماذا تخبّئ “مجموعة MBC” من مفاجآت لشهر رمضان؟
كما هو الحال في كل موسمٍ رمضاني، تتضمن المروحة البرامجية لـ«مجموعة MBC» طيفاً واسعاً من أبرز الإنتاجات الدرامية، والكوميدية إلى جانب مزيج من البرامج الاجتماعية-التوعوية والحوارية ذات الطابع الشبابي.. أضف إلى ذلك مجموعة من أبرز نجوم الدراما والكوميديا العرب من مصر مروراً بالخليج العربي فالعراق، وصولاً إلى سوريا ولبنان وغيرها من البلدان. هذه الخلطة الفريدة من المحتوى تتوزّع خلال الموسم الرمضاني على 5 قنوات هي: MBC1،MBC دراما، MBC مصر، MBC4، وMBC IRAQ التي دخلت هذا العام منابر المحتوى الرمضاني للمجموعة، لتزيد بذلك من خيارات المُشاهَدة، بموازاة خدمة «شاهد.نت» (الفيديو حسب الطلب).
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024