التحدّي الكبير
تستحقّ مي شدياق، وزيرة الدولة اللبنانية للشؤون الإدارية، أن تُسطّر بتجربتها تاريخ النساء في بلادنا العربية. حكايتها حكاية طائر الفينيق: انتصرت على الموت في الانفجار الوحشي الذي استهدفها بعد مقتل رئيس الوزراء السابق الشهيد رفيق الحريري، وقامت منه بنصف جسد، لتُكمل حياتها الاجتماعية والتعليمية والسياسية بابتسامة كبيرة، وأناقة طوّّعت لها أطرافها الاصطناعية، وإصرار على حبّ الحياة، وعزيمة على الاستمرار، كأنّ حادثاً لم يكن. «عالجتُ نفسي بنفسي»، تقول مي في مقابلتي معها. وتضيف: «واجهتُ نفسي بالحقيقة، كنتُ فجّةً معها منذ اللحظة الأولى التي تلَت الحادث، كي أتقبّل واقعي الجديد وأُكمل طريقي... قافلة الحياة تسير بنا أو من دوننا، فلا يسعني سوى متابعة المسيرة والتحلّي بالصبر والأمل». كلمات تُعبّر عن ثقة بالنفس، نابعة من شجاعة كبرى وقوّة داخلية استثنائية، توّجت مي أمثولة للنساء الشابات في تمكين المرأة، رغماً عن أنف الظروف والوجع والألم ونظرة المجتمع المحفوفة بالعجز والشفقة والنسيان. تحدّ نسائي يستحق كلّ تقدير.
نسائم
يهطلُ المطر بصمت
كدموع امرأة تنهمر عند أول انكسار،
أول غدر، أول رحيل...
ثمّ تهبّ العواصف والإعصارات
وتتوالى بلا مطر ولا دموع،
في تدفّق الحياة المستمرّ.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024