تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

كاظم الساهر عريس قرطاج

كاظم الساهر عريس قرطاج

طبعاً هي ليست المرة الأولى التي يعتلي فيها مسرح قرطاج، ولا هي المرة الأولى التي يمتلئ فيها مدرّج قرطاج بآلاف من محبيه، بل إنه السيناريو ذاته الذي يتكرّر على المسرح الروماني الشهير في مدينة قرطاج التونسية، في كلّ مرة يُعلن فيها عن أن كاظم الساهر سيغني هناك... ما يتغيّر فقط هو هو تاريخ اليوم والسنة وعدد من الأغنيات الجديدة. موضوع الكلام عن ليل 30 تموز / يوليو 2010 في الدورة السادسة والأربعين لمهرجان قرطاج الدولي في حفل كان أشبه بالعرس الحقيقي للفنان كاظم الساهر الذي احتفل بزفاف نجله وسام قبل فترة قصيرة في بيروت.
منذ الخامسة عصراً بدأ محبو الساهر بالتوافد إلى المدرجات والباحة الخارجية أمامه ينتظرون... لكنهم لم يكونوا على علم بأن الساهر نفسه لم يصل بعد إلى تونس. فما حصل أنه توجّه من بيروت إلى تونس في اليوم ذاته لحفل قرطاج إذ كان منشغلاً ببعض الأعمال ولم يتمكن من السفر قبل الموعد بيوم كما يحصل عادة. وكان يفترض أن يصل إلى تونس في حوالي الرابعة عصراً، إلاّ أن الطائرة التي أقلّته تأخرت أيضاً حوالي ساعة ونصف الساعة، فوصل إلى تونس في الخامسة والنصف عصراً. لهذا كان من المستحيل أن يلتقي الصحافة قبل موعد الحفل.

مضت الساعات والناس يهتفون طوال الوقت "أبو وسام" إلى أن حان الموعد. إنها العاشرة ليلاً والساهر على المسرح ليُقايل بزوبعة من التصفيق من أكثر من 14 ألف متفرّج اكتظّت بهم المدرّجات لتمتلئ بالكامل. كيف لا والفنان المنتظر هو كاظم الساهر صاحب الشعبية الكبيرة داخل تونس وخارجها، وهو الذي لم يغنّ فيها منذ سنتين.
ثم بدأ العرس، أغنيات وأنغام شرقية وكلاسيكية رائعة، وأعمال شعبية وقصائد كثيرة بعضها جديد والآخر قديم. و"أبو وسام" حريص جداً على جمهوره ويحترمه، وهو يعرف أن هذا الجمهور مشتاق له، فلبّى كلّ طلباتهم وغنى كل ما يحبونه على مدى ثلاث ساعات متواصلة رغم التعب ورغم وصوله في اليوم ذاته إلى قرطاج. لكن الفنان الحقيقي يعرف كيف يحافظ على نجوميته وعلى جمهوره الذي لا علاقة له بكل تلك التفاصيل ولا بمتى وصل الفنان ولا إن كان متعباً أم لا. وهذا ما يدركه الساهر تماماً، لهذا نقول إنه شديد الحرص على جمهوره. وطبعاً لا لزوم للتذكير بأن الجمهور كان يغني طوال الوقت ويحفظ كل الأغنيات عن ظهر قلب، وهذا ما يميّز دائماً جمهور تونس الذي يبدو في حفلات الفنان الذي يحبّه مطرباً حقيقياً يغني بصوت واحد وكأن الآلاف الأربعة عشر يتحولون في لحظات إلى جوقة كبيرة مدرّبة باحتراف واتقان.

وعندما كان يغني "مين مزعل الحلوة" صعدت فتيات صغيرات إلى المسرح، إلاّ أن الأمن منعوهنّ وحاولوا إنزالهنّ ما جعل الساهر يصرّ على بقائهنّ طالباً من رجال الأمن تركهنّ على حريتهّن. فوقفن معه وغنين ورقصن في لقطة رائعة لا تتكرر كثيراً في مثل هذه الحفلات. الساهر غنى عدداً كبيراً من أغنياته المميزة، من "ماسكاً عودي" إلى "كلك على بعضك حلو"، "أنا وليلى"، "أحبيني"، "هل عندك شك"، "مدرسة الحب"، "فرشت رمل البحر"، "نزلت للبحر"، و"ما احلاها السمرا" التي ألفها خصيصاً لتونس قبل سنوات، وعدداً من المواويل العراقية الجميلة و"بغداد" (أو كثر الحديث) التي يحملها في قلبه وروحه أينما حلّ. ثلاث ساعات والجمهور يصفّق ويغني دون ملل و"أبو وسام" يغني ويبدع ويتفاعل مع جمهوره الكبير. ورغم أن الناس ينتظرون منذ وقت طويل حتى قبل موعد الحفل، إلاّ أن واحداً منهم لم يغادر المسرح قبل أن يعلن الساهر انتهاء الحفل الذي كان حقيقة أشبه بعرس، واعداً الجمهور بلقاء آخر....

سؤال عن روتانا يُغضب الساهر قبل صعوده إلى المسرح

لحظة وصول كاظم إلى كواليس قرطاج، أي قبل اعتلاء المسرح بدقائق قليلة، تجمّع عدد من الصحافيين لأخذ تصريح منه. وكانت بعض الأسئلة العادية كمثل ماذا سيقدم للجمهور وما جديده وغيرها من الأسئلة. إلاّ أن كاظم انزعج من بعض الأسئلة المستفزّة منها عن علاقته بأحد الصحافيين التونسيين الذي اختلف معه، وأخرى عن شركة روتانا الغائبة هذا العام عن قرطاج أو أنه فُرض على المهرجان هذا العام بناء على طلب إحدى الجهات. إذ سُئل كاظم هل أنه يأتي إلى قرطاج غصباً عن شركة روتانا كونها لم تتفق هذا العام مع إدارة مهرجان قرطاج. إضافة إلى سؤال قيل فيه إن الساهر طُلب بالإسم من جانب إحدى الجهات. فقال مستغرباً: هذا غير صحيح وها هي روتانا أصلاً حاضرة معي، مشيراً إلى محمد الهاجري من مكتب روتانا الكويت الذي كان يرافقه في رحلته إلى تونس. ودخل الساهر إلى الكواليس وبدا منزعجاً، إذ لا يجوز أن يتم استفزاز الفنان في أي سؤال قبل اعتلائه، بدقائق، مسرحاً مكتظاً بآلاف أتوا إليه وأتى إليهم.


لماذا لم يرتد أعضاء فرقة كاظم الساهر بذلاتهم الرسمية؟

للمرة الأولى نرى فيها أعضاء فرقة كاظم الساهر الموسيقية يرتدون قمصاناً بيضاء دون البذلات الرسمية خصوصاً في حفلات كبيرة على المسارح. أما السبب في ذلك فهو إن عدداً كبيراً من حقائبهم لم يصل معهم إلى تونس، بل وصلت الحقائب في ساعة متاخرة بعد الحفل إلى مطار تونس الدولي. الأمر الذي اضطرّهم إلى ارتداء "الجينز" أو سراويل سوداء مع قمصان باللون الأبيض.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077