تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

طفلك لا يدرس! شجّعيه على الدراسة بهذه الوسائل

في الكثير من الأحيان، تخلق الدراسة مشاكل عدة بين الوالدين والطفل، خصوصاً أن العديد من الأطفال قد لا يرغبون في الدراسة أو متابعة واجباتهم المنزلية، فتتضارب آراء الأهل مع ما يشعر به الطفل، لتصبح الدراسة عبئاً على كليهما. وعلى الرغم من محاولات الأهل الدؤوبة لإقناع طفلهم بأهمية دراسته لحياته المستقبلية، يرفض الطفل تقبّل هذا الأمر نتيجة بعض الأخطاء التي يعانيها في التعلّم، سواء مع والديه في المنزل أو في المدرسة. فكيف تشجّعين طفلك على الدراسة؟ وما هي أفضل الوسائل العملية للقيام بهذا الأمر؟


لماذا يرفض الكثير

من الأطفال الدراسة؟

هناك أسباب عدة تجعل الطفل رافضاً للدراسة والقيام بواجباته، وتخلق في داخله شعوراً سلبياً تجاه المدرسة والتعلّم. أبرز هذه الأسباب، إصرار الأهل على الطفل للقيام بواجباته فور عودته من المدرسة، حيث يتجاهل الأهل حاجة الطفل إلى الراحة والابتعاد لوقت قصير عن كل ما يتعلق بالمدرسة، فيسارعون ما إن يدخل المنزل إلى حضّه على القيام بواجباته ومراجعة دروسه، مما يُشعره بالضيق ويخلق في داخله رفضاً كاملاً. أما السبب الآخر الشائع بكثرة، فهو حرمان الأهل أطفالهم من ممارسة هواياتهم اليومية والضرورية بحجّة مراجعة الدروس، وهذا يجعل الطفل في حالة عدم تركيز بسبب رغبته في القيام بأمر آخر، ولذلك يمتنع عن الدراسة.

ويجب ألّا ننسى أن الطفل في طبيعة الحال لن يرغب في القيام بواجباته المدرسية على حساب اللعب والتسلية، فمن المؤكد أن التسلية تشغل الحيز الأكبر من تفكيره، وبالتالي سيرفض الطفل الدراسة ليتمكن من تمضية وقت أطول في اللعب، سواء مع أصدقائه أو لوحده، خصوصاً أن جميع الأطفال يعتبرون في قرارة نفسهم أن الوقت المخصّص للدراسة قد انتهى في المدرسة، والآن هو وقت اللعب والتسلية.

كيف تشجّعين طفلك على الدراسة بشكل أفضل؟

مما لا شك فيه أن صعوبة تشجيع الطفل على الدراسة تتناسب مع عمره، فالأطفال في المراحل العمرية الصغيرة قد يكون من السهل إقناعهم بالدراسة مقارنةً بأولئك الأكبر سنّاً. إلّا أن من الممكن اللجوء الى بعض الأساليب التي تجعل الطفل يشعر بالراحة تجاه القيام بواجباته المدرسية، وقد تخلق لديه مع الوقت الرغبة في الدراسة بشكل أفضل.

بداية، يجب أن تعلمي أن الأطفال لا يكتفون بالاستماع، إنما يقلّدون ما يرونه، وبالتالي اذا أردت لطفلك أن يتشجّع على الدراسة، عليك مثلاً مشاركته في قراءة ما تتضمنه كتبه المدرسية، أو بعض القصص التي تفيده في دراسته، أو حتى طرح أسئلة عليه تتعلق بدروسه ليشعر عند الإجابة بأنه يمتلك معلومات وفي إمكانه التحدّث عنها. وأيضاً من الأساليب الجيدة لتشجيع طفلك على الدراسة، مشاركته المشاكل التي كنت تعانينها في صغرك مع الدراسة وكيف تجاوزتِها، فيشعر الطفل أن ليس وحده من يعاني صعوبات الدراسة... كذلك تجنّبي الحديث عن معاقبته في حال لم يحصل على درجات جيّدة في الامتحان، لأن الطفل في هذه الحالة لن يتشجّع على الدراسة، بل سيشعر بأنها عبء عليه ويحتاج إلى التخلّص منها بأسرع وقت، لذا تجنّبي العقاب أو الكلمات الجارحة، واستبدليها بعبارات مثل "سنكون سعداء جداً إن حصلت على درجات ترضيك وتناسب دراستك"، أو يمكنك تشجعيه في حال حصل على درجات سيئة بالقول له "لا بأس، سنراجع الأخطاء التي ارتكبتها وسنعمل على معالجتها قبل الامتحان المقبل".

إليك 5 وسائل عملية تشجّع الطفل على الدراسة:

على الرغم من أهمية تشجيع الطفل بالكلام والعبارات المحفّزة وغيرها، إلّا أن من الضروري الاعتماد على وسائل عملية للتأكد من زيادة رغبته في الدراسة وتشجيعه على القيام بها:

وضع جدول دراسي:

يمكنك أن تضعي جدولاً دراسياً يتناسب مع الطفل وعمره، وأن تشاركيه في وضع هذا الجدول ليتشجّع على الالتزام به. لذا خصّصي جلسات دراسية تتوزع على ساعات عدّة في اليوم، مثل ساعة بعد الانتهاء من الغداء وأخرى قبل العشاء. وإذا شعرت بأن الانقطاع لن يتناسب مع طبيعة طفلك، يمكنك اختيار ساعتين متواصلتين بعد الغداء، لكن لا تنسيَ أن تخصّصي له وقتاً قصيراً للاستراحة، لأن الوقت الذي يركّز فيه الطفل بشكل كامل يعادل 40 دقيقة، تليها استراحة قصيرة لمدة 10 دقائق يعود بعدها للدراسة. وبالطبع، يجب أن تلتزمي مع الطفل بهذا الجدول الدراسي لتشجّعيه هو أيضاً على الالتزام، فطفلك بحاجة إليك ولن ينجز مهماته من دون مشاركتك.

التنويع في أنماط التعليم:

تذكّري أن طفلك يتلقّى التعليم في المدرسة بنمط واحد وبشكل دائم، وقد يكون هذا النمط السبب في رفضه الدراسة وعدم رغبته فيها، لذا عليك اكتشاف نوع التعليم الذي يجذب انتباه طفلك ويحبّه ويرغب في تطبيقه. مثلاً إذا شعرت بأن طفلك يتشجّع على دراسته أكثر من خلال أنماط التعليم البصرية، أي الفيديوات التعليمية، الأناشيد المصوّرة، أو غيرها، اعتمدي عليها بشكل كامل في أسلوب تعليمك لطفلك من أجل تنمية رغبته في الدراسة لاحقاً. أما إذا كان طفلك يفضل نمط القصص والروايات، فحوّلي دروسه إلى قصة قصيرة يشعر من خلالها بأن الدراسة ممتعة، وفي الوقت نفسه يكون قد تلقى دروسه بالشكل المطلوب.

تنظيم مكان الدراسة:

غالباً ما يواجه الطفل الكثير من العقبات في تنظيم مكان دراسته وكتبه وغيرها فيكره عملية الدراسة، لذا عليك أن تساعديه في تنظيم أموره، وأن تؤمّني له كل ما يحتاجه حتى تشجّعيه على إنجاز واجباته المدرسية على أكمل وجه، كأن تزوّديه بكل المستلزمات المدرسية مثل الأقلام، الورق، دفتر الملاحظات، الحاسوب الآلي... مع ضرورة تذكيره بأن مكان الدراسة المنظّم يساهم في إنتاج عمل أفضل.

الدراسة مع الرفاق:

معظم الأطفال تزداد رغبتهم في الدراسة إذا تشاركوها مع رفاقهم المقرّبين في الصف، خاصة إذا كان أحد الرفاق بارعاً في مادة والآخر في مادة أخرى، فيتبادلون المعلومات والأفكار، وبالتالي يستمتع طفلك بعملية الدراسة لكونه يتشاركها مع رفيق، فهذه الوسيلة تساعده على الحفظ بشكل أسرع وأفضل. لكن من الضروري أن تُشرفي بنفسك على سير هذه العملية لتتأكدي من أنها جادّة ولم تتحول الى جلسة لعب وتسلية.

مكافأة الطفل بما يحبّه:

يجب مكافأة الطفل بعد إنجازه مهمة أُوكلت إليه حتى وإن كانت بسيطة، لأن المكافأة تنمّي قدراته على التعلّم. وبما أنك تعرفين الأمور التي تستهوي طفلك وتجعله يشعر بالسعادة، فعليك استغلالها بغية تشجيعه على الدراسة. مثلاً، إذا كان طفلك يحب كرة القدم، أخبريه بأنك ستقدّمين له كتاباً عن كرة القدم ليقرأه بعد أن يُنهي دراسته بالشكل المطلوب، أو يمكنك أن تطلبي منه تقديم تقرير عن كتاب أنهى قراءته مقابل منحه ساعة لعب إضافية. وحاولي دائماً أن تختاري المكافآت التي تساهم في تعزيز حسّ المطالعة والدراسة لديه، لتصبح مع الوقت من عاداته الأساسية.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080