تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

معرض وفيلم تسجيلي وجائزة...

معرض وفيلم تسجيلي وجائزة...

جينا الريحاني ( 1938) هي الابنة الوحيدة للكوميدي نجيب الريحاني (1889 -1949) المولود في حي باب الشعرية في القاهرة لأم مصرية وأب عراقي. وحقيقة صلة الدم هذه بين «شارلي شابلن العرب» وجينا المولودة لأم ألمانية تدعى لوسي دي برناي لم تعرف سوى في افتتاح دورة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للعام 2008 والتي أهديت إلى نجيب الريحاني تكريماً لذكراه. ومنذ ذلك الحين آلت جينا التي تحمل شهادة ميلاد رسمية تؤكد نسبها إلى الريحاني، على نفسها جمع تراث والدها المسرحي والسينمائي وتخليد ذكراه، والرد في الوقت نفسه على كل من يشكك في هويتها.

وفي هذا الإطار نظمت مكتبة الإسكندرية أخيراً احتفالية في الذكرى الـ61 لرحيل الريحاني الذي اشتهر بأداء شخصية «كشكش بيه»، استمرت ثلاثة أيام، وأعلنت ابنته جينا، التي تخطت السبعين من عمرها في ختامها عن تخصيص جائزة سنوية باسمه تُمنح لأفضل ممثل كوميدي. واشتملت الاحتفالية كذلك على معرض يضم 90 صورة للريحاني وأفيشات عدد من أفلامه ومسرحياته أنجزه الفنان حمدي الكيال قبل نحو 45 سنة، اعتماداً على جلسات عمل مع الفنان بديع خيري رفيق مشوار الريحاني. وتم عرض فيلم تسجيلي للمخرج محمد كامل القليوبي عنوانه «نجيب الريحاني... في ستين ألف سلامة».


في حديقة الأزهر
وتظهر جينا في هذا الفيلم كشخصية محورية، حيث تحكي عن ظروف ارتباط الريحاني بوالدتها، مؤكدة أنهما تزوجا في باريس عام 1936 علماً بأن قصة حبهما بدأت عام 1917 عندما كانت لوسي دي برناي تعمل راقصة في فرقة استعراضية فرنسية قدمت بعض عروضها على أحد مسارح القاهرة.   
وتقول جينا :«رأيت والدي للمرة الأولى وأنا في التاسعة من عمري، وصدمتُ لأنني وجدتُ ملامحه غير أوروبية مع أن والدتي كانت تخبرني أن أبي جندي ألماني، لكن بعد ذلك تعودت عليه، واكتشفت مدى طيبة قلبه».

وتسعى جينا حالياً إلى تحويل فيللا كان الريحاني يمتلكها في القاهرة إلى متحف يحمل اسمه، وتتمنى العثور على سبعة أفلام قام ببطولتها وفقدت بمرور الزمن منها فيلم «بسلامته عايز يتجوز»، وفيلم «صاحب السعادة كشكش بيه». ومع أن ساحة دار الأوبرا المصرية تضم تمثالاً لنجيب الريحاني، إلا أن جينا ترغب في وضع تمثال آخر له في حديقة الأزهر في القاهرة ليراه الناس من مختلف الطبقات. 
وتبلغ مدة فيلم «نجيب الريحاني.. في ستين ألف سلامة» 107 دقائق وهو من إنتاج وتوزيع «نون فيلم»، ووضع الموسيقى التصويرية له راجح داوود، وقام بالأداء الصوتي الفنان هشام عبد الحميد. وشارك هذا الفيلم في مهرجاني «أبو ظبي» و«دمشق» السينمائيين الدوليين، وحصل على عدد من الجوائز في المهرجان القومي للسينما المصرية.

جمعية محبي الريحاني
ويعرض الفيلم رحلة جينا الريحاني في تقصي أثر نجيب الريحاني في مصر والتي بدأتها عام 1993 وزيارتها لمدرسته وقبره ومنزله واستلامها درع تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. ويعرض الفيلم أيضاً شهادات أخرى إلى جانب رواية جينا الريحاني ومنها شهادة المطران يوسف حنوش، مطران طائفة السريان الكاثوليك في مصر، ومحمد علبة، رئيس «جمعية محبي نجيب الريحاني». وتقول جينا: إن والدتها كانت فنانة مسرحية سافرت من ألمانيا للعمل في فرنسا ثم مصر حيث قابلت نجيب الريحاني عن طريق المخرج أحمد فران وعملت معه في المسرح وبدأت قصة حبهما، ولكنها سرعان ما انتهت بسبب الخلافات إلى أن عادت لوسي إلى ألمانيا.
وتؤكد جينا في الفيلم أن الريحاني بحث طويلاً عن لوسي إلى أن عثر عليها في فرنسا وتزوجا وتعاهدا على عدم الافتراق مرة أخرى، لكنهما افترقا قبل أن تولد هي. وتصف جينا لحظات لقائها بوالدها للمرة الأولى في حياتها

في باريس بعد الحرب، وتفاصيل حياتهم التي قامت على سفره في فصل الصيف إلى باريس وسفرها مع والدتها إلى القاهرة في فصل الشتاء، ولعدم اقتناع لوسي بهذه الحياة غير المستقرة عادت مع جينا إلى فرنسا عام 1948 ثم تلقيا برقية من أحد أصدقاء الريحاني في حزيران (يونيو) عام 1949 يبلغهما فيها بوفاته. 
والجدير بالذكر أن الزواج المعلن للريحاني كان من الفنانة اللبنانية بديعة مصابني، وهو حدث محوري في حياته وسبق تقديمه في فيلم قام ببطولته فؤاد المهندس ونادية لطفي في سبعينات القرن الماضي. ويجري حالياً تصوير مسلسل تلفزيوني عن حياة الريحاني يقوم ببطولته الفنان صلاح عبد الله وعنوانه «الضاحك الباكي».

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079