تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

عبدالامام عبدالله.. فارس من فرسان المسرح والدراما

عبدالامام عبدالله.. فارس من فرسان المسرح والدراما

الفنان عبدالامام عبدالله فارس من فرسان المسرح والدراما. قدم العديد من الأعمال والمسرحيات، وشارك في أفلام سينمائية في مصر فأثار ضجة في الخليج. جسّد كثير من الشخصيات لكنه تميز بقدرته الابداعية على تجسيد أدوار الشر، كما قدم بعض الاعمال لصالح الطفل.


- ما جديدك؟

انتهيت من تصوير مسلسل «زمن مرجان» مع الفنان طارق العلي للمخرج المصري مازن الجبلي ومن تأليف أيمن الحبيل، وهو عمل كوميدي، أجسد فيه دور رجل مسالم لايحب الشر والمشاكل، لكنه لايستطيع أن يترك صديقه يواجه مشكلته لوحده ويتدخل من باب الوفاء لينقذه من السجن. كماأصور الآن مسلسل «ليلة عيد» مع الفنانة القديرة حياة الفهد، وأجسد دور رجل كبير متحكم ومتسلط، يرفض زواج ابنته بسبب القبلية. وهو دور جديد بالنسبة إليّ وسيعرض في رمضان المقبل على تلفزيون الوطن.

- هل تبتعد في هذه الادوار عن الشخصية الشريرة؟
ليس تماماً فأنا أفضل تجسيد الدور الذي يضيف إلى تجربتي بغض النظر عن طبيعته. المهم أن يتطلب مقدرة فنية عالية امتلكها. وإذا كنت أجسد الشر فإن المضامين مختلفة، فالبعض يرى الأب المتسلط شريراً لكن البعض الآخر يفسره من جانب نفسي بأن لديه عقدة أو مرضاً نفسياً. وهكذا نقدم على الشاشة شخوصاً موجودة بيننا في الحياة وليست من الخيال. مثلاً، جسدت في فيلم «كباريه» المصري  شخصية رجل ثري ينفق ماله على ملذاته وحياة السهر والبذخ والعبث، فهل تعتبره شريراً؟

- لا، لكن البعض اعتبره إساءة إلى شخصية الثري الخليجي؟
وهل كل ثري خليجي ينفق ماله في الملاهي الليلية؟ لكل قاعدة شواذ، وأنا جسدت شخصية موجودة في الواقع لأننا لسنا ملائكة.

- كان بوسعك أن تعتذر حتى لا تثير لغط حول دورك؟
ولماذا أعتذر؟ فيلم «كباريه» شارك فيه نجوم السينما المصرية مثل خالد الصاوي وأحمد بدير وهالة فاخر وصلاح عبدالله وفتحي عبدالوهاب ومحمد لطفي ودينا سمير غانم، وأخرجه سامح عبدالعزيز. ووجودي بين هذه الأسماء يخدمني واعتبرتها تجربة مهمة في مشواري الفني. فهل أعتذر لأسباب لم أجدها موضوعية؟ إنها تضحية مصطنعة وأنا فنان أعيش حقيقتي، والفيلم نجح وحقق لي حضوراً جميلاً مع الزملاء في مصر.

- ولماذا يكثر الطلب عليك في الأعمال المصرية؟
(يضحك) «اسألوهم». عموماً قدمت أكثر من تجربة سواء على مستوى الدراما أو السينما ونجحت وحققت انتشاراً عربياً، مثل فيلم «الأكاديمية» الذي شاركتني بطولته الفنانات منة فضالي وياسمين عبد العزيز وراندا البحيري. وقد سعدت بتجربتي مع المخرجة إنعام محمد علي  في مسلسل «قصة الامس» لدقتها في التصوير وإعادتها تصوير المشهد الواحد أكثر من مرة حتى تحصل على الاحساس الذي تريده من الممثل. فهي مخرجة محترفة تثمن من  يعمل معها. وكذلك  مشاركتي في المسلسل المصري «بيت المغتربات»، وهو سباعية من تأليف خالد محيي الدين، وإخراج محمد عوض، مع نجوى فؤاد، يوسف داود، صبري عبدالمنعم وإيمان أيوب، فاطمة عبدالله، ويناقش العمل قضية الفتيات المغتربات والعقبات التي تصادفهن خلال إقامتهن في دار للطالبات المغتربات من شتى البلدان. ودوري رجل  غني  تتعرض ابنته للخطف على يد إحدى العصابات التي دأبت على خطف أبناء الأثرياء لابتزازهم مادياً مقابل إعادتهم. وتطلب منه العصابة مبلغاً ضخماً لإعادة ابنته.

- لكنك تتحدث اللهجة المصرية في  هذه الأعمال؟
ليس كل الأعمال بل يعتمد ذلك على نوع الدور. فإذا كنت أجسد دور خليجي أو كويتي فأنا أحتفظ بلهجتي أما إذا كنت عنصراً من المسلسل فطبيعي أن  أتحدث بالمصرية ولاأرى في ذلك أي حرج. فقد فعلها نجوم آخرون مثل جمال سليمان وتيم الحسن وأيمن زيدان وغسان مطر وغيرهم كثيرون. واتفقت أخيراً على القيام بدور خليجي يزوج اخته من مصري، ومن المنطقي أن نتحدث أنا وأختي في المسلسل انتصار الشراح بلهجتنا الكويتية، وهكذا تسير الأمور.

- وماذا عن تجربتك السينمائية السعودية؟ ألم تشكل لك حافزاً؟
لا أقدم على أي تجربة لولا وجود الحافز الذي يثيرني ويفتح شهيتي للعمل. والفيلم السعودي «مناحي صاحي» للمخرج أيمن مكرم، صوّر بين دبي والقاهرة، علماً أن الفكرة تتمحور حول محاربة الارهاب بشتى انواعه وليس الارهاب بالسلاح فقط. فهناك إرهاب الأموال وتهريب المخدرات وكل ما يفسد مجتمعاتنا العربية. وقد كانت تجربة مثمرة وجميلة مع الفنان فايز المالكي. لكن إذا شئنا الصدق لوجدنا أن التجارب السينمائية الخليجية محدودة ومتواضعة لأنها تفتقد الممول وصناع السوق والإقبال الجماهيري الكبير على صالات العرض والدليل ان «مناحي» لم يجد له موضع قدم في دور سينما الدول العربية رغم أن المنتج شركة عالمية. أما السينما المصرية في المقابل فهي عريقة تفتح أمامها الأبواب، وليس هناك مجال للمقارنة.

- ألا تشعر بأنك تجامل المصريين كثيراً؟
ضحك طويلاً ثم أجاب: هم ليسوا في حاجة إلى مجاملة وإطراء مني لأن هذه حقائق تاريخية، إلا إذا كان البعض يفضل تزوير التاريخ وقلب الحقائق. والواقع أنني أشجع كل تجربة سينمائية خليجية لكن هذا لن يخلصها من الظروف التي تعيق نهضتها.

- لماذا هجرت المسرح؟
آخر عمل مسرحي لي كان مع عبد الحسين عبد الرضا وحياة الفهد، وهي مسرحية «قناص خيطان». المسرح فقد روحه بهجرة النجوم حين تحول الى مسرح مقاولات، وهجره الجمهور لصالح الفضائيات. وتحول الى مسرح مناسبات يعرض في الأعياد فقط.
وقد عرض عليّ أحد منتجي مسرح الطفل أن أقوم  ببطولة مسرحية مسجلة بالكامل بطريقة «البلاي باك». وأتساءل ماقيمة وجودنا على الخشبة فقط لنهز طولنا؟! هذا مسرح لايستهويني وتجارة أخسر فيها نفسي كفنان.

- هل تشعر بوجود غيرة وحسد في الوسط الفني؟
طبعاً! انطلقت قصة أنني أسيء إلى الخليجيين بأدواري في الأفلام المصرية من الوسط الفني وليس من الجمهور. فالغيرة موجودة، وفي كل الأوساط هناك غيرة وحسد ومحاربة لكن الانسان المتوكل على الله والذي يملك ثقة بنفسه ونوعية اعماله لايهمه ذلك ويثبت وجوده بموهبته ولا يتطلع إلى صغائر الأمور.

- ما أفضل جائزة حصلت عليها؟
جوائز كثيرة منها على المستوى الشخصي وأيضاً على مستوى الدولة حصلت على الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، وهي الجائزة الذهبية الأولى التي تدخل الكويت بعمل من إخراجي.

- هل وصلت إلى ما تطمح إليه؟
مهما وصل الأنسان إلى أي عمر لا يصل إلى مايطمح إليه، ولكن نعمل على قدر مانستطيع ونستغل الفرص المتاحة لكي نحقق شيئاً للفن الكويتي قبل رحيلنا.

- ما الشخصية التي تتمنى أن تقدمها؟
أنا أحب الأدوار المركبة لأنها تتطلب قدرات فنية. وأنا قدمت هذه الأدوار في «سليمان الطيب» و«خالتي وعمتي» و«نور في سماء صافية».

- من هما الفنان والفنانة اللذان تتمنى الوقوف أمامهما؟
لا يوجد فنان معين، فأنا وقفت أمام الجميع من الكويت والخليج. وأتمنى أن أقف أمام نور الشريف وسيجمعني معه عمل قريب.

- هل تعرضت لمشكلة الشائعات؟
الشائعات موجودة بكثرة في الوسط الفني وتعرضت لها وكنت أنفي في كل مرة. والجميع يتعرضون لها، ولا توجد شائعة تأثرت بها فكلها فقاعات.

- ما هواياتك؟
الهوايات التي أحبها هي القراءة والحداق (الصيد البحري) والسفر باستمرار. ولكن الآن وبعد كبر السن أوقفت الحداق لأنني لا أستطيع دخول البحر.

- بماذا تحلم؟
أحلم بعمل يخلد تاريخ الكويت على مستوى عالمي يبين تاريخ الكويت الأرض الصغيرة في حجمها الكبيرة في فعلها، ويستعرض إنجازات هذا البلد لكي يعرف الناس الكويت عن قرب.

- هل لديك عروض للعمل في الخارج الآن؟
نعم الكثير من العروض في مصر وسورية والأردن والخليج، وبعضها من منتجيين كويتين وأخرى لعرب.

- ما الضريبة التي دفعتها مقابل الشهرة؟
الشهرة سلاح ذو حدين فحين تكون شخصية عامة والكل يعرفك يجب أن تنتبه لتصرفاتك وكلامك مع الآخرين. وهي ضريبة قاسية ويجب أن تتحلّى بالصبر وكل الصفات التي تجعل الناس تحترمك لأن كل تصرف محسوب عليك.

- بماذا خرجت من تجربتك السينمائية في مصر؟
تجربة جميلة تعرفت فيهاعلى فنانين وفنانات وكسبت صداقات معهم، وتجربة ولدت اخرى ولن تكون الأخيرة، وأنما  كل تجربة تفتح الباب لبداية جديدة.

-  من هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟
الكل أصدقائي في الوسط، فأنا أحبهم جميعاً وهم يحبونني ولا توجد لدي عداوات والحمدلله.

- لو لم تكن ممثلاً ماذا تتمنى أن تكون؟
ممثلاً أيضاً.

- أفضل صفاتك؟
الناس هي من يجب أن تجيب على هذا السؤال وليس أنا لأمتدح نفسي.

- ما أسوأ صفاتك؟
العصبية صفة سيئة لا أقدر أن أتجاوزها لأنني أغضب من أشياء تافهة لا تستدعي العصبية.

- كلمة لا تنساها أبداً؟
كثيرة وبالأخص الطيبة و الثناء الذي أجده من زملاء المشوار وأخيراً أشادت بي الفنانة سعاد عبدالله عندما قالت إن عبدالأمام تميز في دور الأب القاسي في مسلسل «نور في سماء صافية».

- خبر تتمنى أن تسمعه؟
أي خبر يسعد الكويت والكويتيين أحب سماعه.

- هل تؤمن بالحب؟
نعم أؤمن بالحب، فلولا الحب لا وجود للحياة. لولا حبك للفن لن تعطي ولولا حبك للأسرة لا تستمر، ولولا حبك لوطنك لا تنجز.

- وهل جربت الحب؟
نعم جربته مع زوجتي وأثمر أنني كونت أسرة.

- أسعد خبر سمعته في حياتك؟
كثيرة هي الأخبار، منها كل ما يبشر بشيء جديد وأهمها ولادة أول حفيد لي وزواج بناتي.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078