تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

أكسسوارات المنازل: لغة زخرفية في خدمة الصمت

ركن يعكس ببساطة مكوناته وحيادية ألوانه فكرة النقاء والسكون

ركن يعكس ببساطة مكوناته وحيادية ألوانه فكرة النقاء والسكون

 هشاشة مظهرية تدعم الجوهري والأساسي

هشاشة مظهرية تدعم الجوهري والأساسي

طاولة منخفضة تستدعي الفسيفساء

طاولة منخفضة تستدعي الفسيفساء

أوانٍ بتصاميم جميلة

أوانٍ بتصاميم جميلة

الأزرق أحد مصادر الصفاء في جو الصمت

الأزرق أحد مصادر الصفاء في جو الصمت

الإضاءة بلمسة طريفة ناعمة

الإضاءة بلمسة طريفة ناعمة

خيارات الأقمشة تساهم في تخفيف حدّة المواد

خيارات الأقمشة تساهم في تخفيف حدّة المواد

بساط، تلعب ألوانه دوراً حيوياً في تثمين رونق الأثاث والديكور

بساط، تلعب ألوانه دوراً حيوياً في تثمين رونق الأثاث والديكور

إناء مبتكر من الزجاج الملون

إناء مبتكر من الزجاج الملون

تصميم مميز لعنصر إضاءة

تصميم مميز لعنصر إضاءة

صحن مبتكر من البورسلين، برسوم وخطوط وألوان لافتة

صحن مبتكر من البورسلين، برسوم وخطوط وألوان لافتة

شفافية يجسّدها الزجاج

شفافية يجسّدها الزجاج

تصميم لشمعدان يحمل لمسة من الطرافة

تصميم لشمعدان يحمل لمسة من الطرافة

وعاء جميل لشموع معطّرة

وعاء جميل لشموع معطّرة

تحفة من الزجاج، مثال للتخفيف من المادة

تحفة من الزجاج، مثال للتخفيف من المادة

بساطة مستمدة من طبيعة المواد

بساطة مستمدة من طبيعة المواد

ركن يوفر حميمية محاطة بالسكون

ركن يوفر حميمية محاطة بالسكون

تكامل في عناصر المشهد

تكامل في عناصر المشهد

استدعاء الخارج للداخل مع الاحتفاظ بحالة الصمت

استدعاء الخارج للداخل مع الاحتفاظ بحالة الصمت

فخامة وأناقة لا تُقارنان

فخامة وأناقة لا تُقارنان

 أجواء طفولية مريحة توحي بالبساطة والنعومة

أجواء طفولية مريحة توحي بالبساطة والنعومة

ألوان حسيّة ناعمة تفترش الموائد

ألوان حسيّة ناعمة تفترش الموائد

طاولة مبتكرة مرصّعة بمربعات الفسيفساء الأنيقة

طاولة مبتكرة مرصّعة بمربعات الفسيفساء الأنيقة

في واقع تزدحم يومياته بكل أنواع الصخب والضجيج والصور، يصبح الصمت أو السكون ذروة الرفاهية. ... هذا ما يطرحه صالون «ميزون أي أوبجيه» في باريس. ففي نسخته الأخيرة (بين 20-24 كانون الثاني/يناير2017)، طرح الصالون - المخصص للمحترفين في مجال الديكور والزخرفة ولوازم البيوت من أثاث وأكسسوارات - أسئلة مهمة، على علاقة بأساليب الحياة المعاصرة ويومياتها المشحونة بالتوتر والاختلالات، وقدّم أيضاً الكثير من الإجابات الوافية لانتظارات الإنسان ومتطلباته في هذه المرحلة من حياة المجتمعات. ذلك أن التكنولوجيا المعمّمة أصبحت تزاحم، بدورها، كل الجهود المبذولة من أجل تخفيف وطأة حضورها الطاغي في كل تفاصيل الحياة اليومية. ومن أجل ذلك، تم اختيار «الصمت» كعنوان لهذه التظاهرة الدولية البارزة في مجال الديكور.


بالطبع، ما يقدّمه الصالون من معروضات ومنوّعات زخرفية، لن يكون من السهل استعراضها في موضوع واحد، غير أن الحضور اللافت للأكسسوارات، يستدعي التوقّف عندها ليس كظاهرة مستحدثة، وإنما كعنصر يدعم بشكل كبير محور الصالون وعنوانه الرئيس.

وإذا أردنا أن نعكس قاعدة المنظور التقليدي، ففي إمكاننا أن نطرح السؤال بصيغة غير مسبوقة، أيهما يتبع الآخر: الأثاث أم الأكسسوار؟

وللأجابة عن هذا السؤال المفاجئ، لا بد من رصد نقاط القوة في كليهما، من دون أن نحيّد مسألة أساسية تتعلق بالأناقة والرفاهية اللتين لا يمكن تأمينهما بدون التناغم والانسجام بين الأثاث والأكسسوارات. فالمشتركات بينهما، تجعل من الصعوبة بمكان الفصل بين أدوارهما، فالشكل والأبعاد والخطوط والأحجام والألوان تشكّل عناصر مشتركة لا بد من ملاحظتها عند التحدّث عن ترجيحات. لذا فمن المهم هنا التشديد على أمر أساسي يتعلق باستبعاد المفاضلة بمفهومها الشائع، وحصر المسألة في التحقق من مساهمة الأكسسوارات في بلورة «الصمت» الذي يشير اليه عنوان الصالون.

«الصمت» هنا، في أبعاده ومرادفاته، يعني «الهدوء» و«السكينة» و«الطمأنينة»، وربما يعني أيضاً أجواء الـ» زن» بمفهومها الفلسفي. ومن خلال تأمل ما هو معروض، سنجد أن الأكسسوارات في الواقع هي العنصر الأكثر أهمية في خلق الأجواء المطلوبة داخل منازلنا... ومثل هذا الأمر لا يقلّل من دور الأثاث، فالأكسسوارات تلعب الدور الحيوي في تنشيط دور الأثاث نفسه.

نحن هنا أمام عناصر تجسّد خلاصة أفكار أو تصورات المصممين والفنانين العاملين في مجال المبتكرات الخاصة بالمنزل. عناصر تشمل كل المواد المعروفة، طبيعية أو صناعية، تقليدية أو مستحدثة.

ومن أجل فهمٍ أعمق لأهداف اختيار عنوان «الصمت»، لا بد من قراءة التقديمات التي يوفّرها المعرض في إطار مفاهيمي، يفسر ويعلل ليس الظواهر وإنما الوقائع التي تأسر يومياتنا في كل حراكها.

فالمنزل في عرف هذا المفهوم، هو المكان الأمثل لترميم هدوء الفرد، والمساحة الفضلى لاحتضان رغبته المتنامية في حيازة الصفاء. ومن هنا يبرز فن العيش كمصدر علاج عبر الصمت.

فالجمال هنا يتجسّد في نبذ كل تكلف وتصنّع وتزيين غير ضروري، مستهدفاً من وراء ذلك الذهاب مباشرة الى الجوهري والأساسي. ومثل هذه العملية تتطلب: تخفيف حدّة المواد، تجريد الهندسة، الشفافية، مؤثرات «الهالات»، هياكل التواصل وشبكاته، النغمات الأثيرية، واللونين الأسود والأبيض، كل هذه المتطلبات تشكّل القواعد التي يرتكز عليها قانون الصمت المؤكد.

بساطة بخطوط نقية وأشكال علوية، ترافق لحظات التأمل وراحة الفكر. أشياء حسّاسة، حصيفة وأنيقة من أجل استعادة الاستقرار الداخلي. تنسيقات وتوزيعات ببساطتها وشاعريتها، بتناغمها وفخامتها، كأنها تقول: «الرجاء عدم الإزعاج».

إذاً، المسألة في أبعادها العملية والجمالية، تتعلق بالأجواء والفضاءات التي تتشكل منها منازلنا. وبالتأكيد ستكون محكومة بخيارات دقيقة وملائمة لتحقيق الغرض الأساسي منها.

لذا سنجد أن الأكسسوارات لم تعد مجرد عناصر تزيينية، وإنما أصبحت في الوقت نفسه عناصر عملية. بمعنى أن قيمها لم تعد مقتصرة على المستوى الجمالي فقط، بل نحت باتجاه المستوى الوظيفي بالقدر نفسه. وهكذا غاب «التكديس» عن هذه الأجواء، وأصبحت كل العناصر ضرورات تمليها الحاجة الى تدعيم المناخات الصامتة، الهادئة، والمطمئنة. على أن ما تكشف عنه معروضات الصالون، لا يستبعد أي مادة بعينها، بل على العكس فالثراء المادي واللوني والشكلي، يتوافر بكثافة وتنوع يلبي كل الحاجات ويتلاءم مع كل الأمزجة، وربما يذهب الى أبعد من ذلك في احترام الأساليب والطرز ضمن مفاهيم أكثر خصوبة على المستويين الجمالي والعملي بشكل عام.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078