جرّاح التجميل الأميركي الذي طوّر تقنيّة جديدة في جراحة الجفون Guy Massry غي مصري: في التجميل، لا تثقي إلا بجرّاح متخصّص!
"عندما يتعلّق الأمر بالجراحات التجميلية لمحيط العينين، لا تثقي إلا بجرّاح متخصّص في هذه المنطقة الحسّاسة من الوجه"، هذا ما يؤكده الدكتور غي مصري، الجرّاح الأميركي ذو الجذور العربية، المتخصّص بالجراحة الترميمية وجراحات التجميل الخاصّة بمنطقة محيط العينين. لقد حقق هذا الطبيب شهرة واسعة وسمعة طيّبة في الولايات المتّحدة الأميركية كجرّاح عظم متخصّص في العمليات الجراحية وغير الجراحية لمحيط العينين والجبين والحاجبين ومتوسّط الوجه (رفع الخدّين وشدّ الوجه العمودي). ويعتمد أسلوب الدكتور مصري على تقنيات عالية وخاصّة طوّرها بنفسه ويعدّلها وفق حاجات كلّ مريض، بغية التوصّل الى نتائج طبيعية وناجحة مئة في المئة. في هذا الحوار الخاص بمجلة "لها"، يشرح الطبيب غي مصري الكثير عن جراحات منطقة محيط العينين ويكشف أسرار نجاحها.
هل لكَ أن تشرح للقارئة العربية أكثر عن جراحة الجفون Blepharoplasty؟
جراحة الجفون Blepharoplasty هو مصطلح عام للجراحة التي تعالج ثقل الجفنين وانتفاخهما. وهي تقوم على إزالة أنسجة الجفن الزائدة (الجلد والعضلات والدهون) حتى تصبح الجفون ملساء وناعمة بلا عيب، كما كانت في حالتها الأولى أيام الشباب. الجراحة هي علم وفنّ، ومنطقة الجفون بالتحديد حساسة ورقيقة جداً، وتتطلّب جرّاحاً متخصّصاً للحصول على نتائج طبيعية وغير اصطناعية، كما لتجنّب حدوث مضاعفات.
- في أيّ عمر يمكن اللجوء الى جراحة الجفون؟
يسعى الرجال والنساء بعد سنّ الأربعين للحصول على جراحة تجميلية لمنطقة محيط العينين التي تبدأ بالترهّل والانتفاخ. لكن هذا لا يمنع أن يخضع مريض في الخامسة والعشرين يعاني مشاكل في هذه المنطقة من الوجه لأسباب مختلفة، لهذا النوع من الجراحات.
- ما الأسباب الرئيسة التي قد تدفع المريض للخضوع إلى جراحة الجفنين؟
أهمّ الأسباب التي توجب الخضوع لجراحة الجفنين، التقدّم في العمر والرغبة في الحصول على نظرة شابّة وجفنين أملسين. لكنني أيضاً أُجري العديد من الجراحات التصحيحية لهذه المنطقة نتيجة جراحات سابقة أدّت الى ظهور تشوّهات. إنه مجال تخصّصي واهتمامي البحثي الكبير، وقد كوّنت خبرة واسعة فيه.
- في جراحة الجفون الخطأ وارد دائماً، والخوف من تشوّهات وعدم تماثل في إطلالة الوجه. ما رأيك؟
هذا صحيح، خصوصاً إذا كان الجرّاح غير متخصّص في هذه المنطقة الدقيقة من الوجه. والطريقة الفضلى لتجنّب هذه الأخطاء تتمثّل في اللجوء الى جرّاح متخصّص في منطقة العينين ومحيطها.
- تحدثت عن الجراحة الترميمية، هل يمكنك شرحها بطريقة أبسط؟
الجراحة الترميمية هي جزء من الجراحة التجميلية، وترتكز علي تصحيح مشكلة خلقية وُلدت مع المريض، أو تسبّب فيها مرض (سرطان أو غيره) أو حادثة معيّنة أو جراحة تجميلية غير ناجحة. وفي هذه الحالات يتدخّل مبضع الجرّاح كي يصحّح الأخطاء بأسلوب طبيعي. غالبية الجراحات التي أُجريها تندرج في خانة الجراحات الترميمية، خصوصاً أنني طوّرت تقنيات جديدة وخاصّة في هذا المجال.
- هل تستطيع الجراحات التجميلية الترميمية أن تعيد للمرء شباب الوجه الذي تمتع به في العشرينيات؟
سؤال رائع ومهمّ. يمكن جراحة تجميلية ترميمية ناجحة أن تعيد نحت الوجه الذي كان للمريض في سنّ الشباب، ولكن ضمن المنطق وحدود العقل. إن السعي الحثيث والمجنون لإعادة عقارب الساعة الى الوراء لسنوات عدّة، هو السبب الرئيس للأخطاء التي تنتج من بعض الجراحات التجميلية. عندما يعمد الجرّاح الى سحب الجلد وتقطيعه بأسلوب مبالغ فيه، تحصل تشوّهات، خصوصاً في منطقة محيط العينين التي لا يُسمح بمعالجتها إلا لطبيب متخصّص بهذه الجراحات الدقيقة Oculoplastic وهو مجال تخصّصي.
- كيف تحدّد عملية إعادة الشباب الى منطقة محيط الجفن وتحديداً الجفن Priorbital Rejuvenation؟
يشير هذا المصطلح الى إعادة المظهر الشبابي الى محيط العينين، وذلك من خلال الجراحة الجفنية، أو في بعض الأحيان من خلال حقن الدهون أو البوتوكس أو غيرها.
- يعتبر البعض أن البوتوكس والحشوات موضة قديمة. برأيك، هل على النساء الاستمرار في اللجوء الى البوتوكس، أم عليهنّ التوجّه مباشرةً الى الجراحات التجميلية؟
سؤال جيد جيداً وجوابه يعتمد على نتائج الفحوص التي تخضع لها كلّ حالة مرضية. ففي بعض الحالات، يكون البوتوكس والحشوات كافية لحلّ مشاكل التجاعيد والتجويفات والانتفاخات تحت العين. بينما يكون اللجوء في بعض الحالات الأخرى إلى هذه الحلول، مضيعةً للوقت وهدراً للطاقة والمال. من هنا أهميّة استشارة طبيب جرّاح متخصّص في الجفنين وما حول العينين، مثلي تماماً، من أجل الحصول على تقييم صادق وصريح، وقبل الشروع بأيّة جراحة أو اللجوء الى الإبر.
- ما هي مقاربتك الشخصية للحقبة الجديدة من جراحات الوجه التجميلية، كطبيب يشرف على دراسات عدّة ويقوم بأبحاث في هذا المجال؟
النهج الجديد في جراحات الوجه التجميلية يقوم على التقييم الجيّد لكلّ حالة على حدة، وصياغة البروتوكول العلاجي الخاص بكلّ مريض، والتأكد من أن مخاطر البروتوكول معدومة، في حين أن النتائج مؤكّدة ومضمونة. على الطبيب أن يولي مريضه كلّ اهتمامه ولا يستخفّ بأيّ تفصيل. فالاستخفاف يولّد الأخطاء. واهتمام الطبيب بمريضه هو المعيار الأساسي لنجاح العلاج أو الجراحة، ولا علاقة لذلك بتطوّر التكنولوجيا ولا بالتقنيات التي تتبدّل كلّ شهر. النجاح تكتبه تلك العلاقة الوثيقة والواثقة بين المريض والطبيب بالدرجة الأولى والأخيرة. وهو ما أقوم به مع كلّ مريض يدقّ باب عيادتي.
- ما هو مستقبل الجراحة التجميلية؟ وأيّ تطوّر ينتظرنا بعد؟
سؤال مهم جداً. ستستمر التقنيات الحديثة في تقديم أفكار وأجهزة جديدة لتحسين نتائج الجراحات التجميلية، لكنها ستعتمد كلّها على مهارة الجرّاح. نحن لا نعرف ما يخبّئه المستقبل من تقدّم علمي. لكن كطبيب جرّاح يمكنني أن أركّز على التفاعل الإنساني بيني وبين المريض، وهو الخطوة الأكثر أهمية لضمان الحصول على نتيجة جيدة. لذا، فبينما يتمّ اختراع آلات وأجهزة جديدة، يبقى من يستخدم تلك الأجهزة هو نفسه. من هنا أهميّة اختيار الطبيب الأفضل وبناء علاقة إنسانية جيّدة معه لضمان تحقيق النتائج المرجوّة.
- رسالتك إلى المرأة العربية في نهاية هذه المقابلة؟
ليس كل جرّاح هو الأفضل للقيام بكلّ الجراحات. اختاري الجرّاحين الاختصاصيين ذوي المهارات العالية، والذين قدّموا مساهمات وأبحاثاً وتقنيات جديدة وفاعلة في المجالات المختلفة. باختصار، اختاري الطبيب المناسب لحالتك، اختاريه بتأنٍّ... هذا هو أفضل قرار يمكن أن تتخذيه قبل اللجوء الى الجراحة أو الإبر أو البوتوكس. وأخيراً، لا تثقي بأيّ طبيب!
التقنيات الجديدة في جراحة الجفون
لسنوات طويلة، كان المرضى يقصدون جرّاحي التجميل لجراحة الجفن (رأب الجفن، ترميمه وإزالة الدهون وإعادة حشوها إلخ)، وكان التفكير السائد أن الجاذبية تؤدي الى ترهّل الجفون مع التقدّم في العمر، وأن استئصال الجلد الزائد ورفع الأنسجة التقليدية هما الحلّ لمشكلة الجفنين. لكن الطبّ تقدّم في العقد الماضي، واكتشف الباحثون أن الأسباب الرئيسة التي تجعل الجفون مترهّلة على هذا النحو هي التقدّم في السنّ والتعب وفقدان الحجم (الدهون). وهذا يسبب انهيار الجلد وترهّله على هذا النحو، تماماً مثل العنب عندما يتحوّل زبيباً. من هنا كان التركيز في الجراحات الجديدة للجفون، على حشوات تعيد ملء الحجم المفقود. وقد أحدث هذا ثورة في الطريقة المتبعة في الجراحة التجميلية، فلم تعد ترتكز على قصّ الجلد الزائد، بل على استبدال ما فقده هذا الجلد مع التقدّم في العمر.
إن مفهوم فقدان الحجم مع التقدم في السنّ هو الأكثر وضوحاً حول العينين، ويشمل الجفنين العلوي والسفلي اللذين يفقدان العضلات والدهون وحتى العظام. وهو ما يؤدي الى ظهور أكياس وهالات سوداء وانتفاخات وتجويفات، إضافة الى التجاعيد التي يسبّبها التعرّض للشمس وفقدان الكولاجين والإيلاستين. في الجيل الجديد من جراحات الجفون، تتمّ استعادة الحجم المفقود للجفن، بدلاً من قصّ الأنسجة. ويمتلك الدكتور غي مصري خبرة خاصة في جراحات الجفون تقوم على الحفاظ على حجمها، وحشوها بالدهون بأسلوب طبيعي يعيد للجلد حيويته ونضارته. ويشرح: "نحن نعتقد اليوم أن استبدال الحجم المفقود خلال عملية تجميل الجفون هو السمة الأكثر أهميةً لاستعادة الشباب. بدلاً من تقليص حجم الأنسجة وقطعها، فعلى العكس، تقضي هذه التقنية الجديدة بإضافة الأنسجة وترميم الدهون الموجودة واستخدام الحشوات مثل Restylane ، Juvederm و Perlane. والنتيجة ستكون طبيعية وستدوم أكثر وأكثر".
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024