قضية 'غرام وانتقام' وراء تكريم محمد بن راشد لشرطة دبي
عادت قضية مقتل سوزان تميم إلى واجهة الأحداث من جديد في دبي ولكن هذه المرة من زاوية أخرى بعيدة عن الدماء والتحقيقات وترقب الحكم النهائي. وفي الوقت الذي تم فيه إلغاء الحكم بإعدام كل من رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى وضابط الشرطة المصري السابق محسن السكري من قبل محكمة النقض المصرية والمتهمين بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم في شقتها في مارينا دبي أواخر شهر آب/أغسطس من العام الماضي، وإعادة محاكمتهما من جديد أمام محكمة أخرى وهيئة قضائية جديدة بسبب أن حكم الإعدام شابه العديد من العيوب، إلى جانب التناقض في أقوال الشهود عما هو ثابت في تحقيقات شرطة دبي.
في الوقت نفسه تقريباً اختار برنامج دبي للأداء الحكومي المتميّز فريق العمل الذي قام بعمليات البحث والتحري في جريمة القتل من شرطة دبي كأفضل فريق عمل على مستوى إمارة دبي.
وقام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات - رئيس مجلس الوزراء - حاكم دبي يرافقه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ولي عهد دبي والشيخ مكتوم بن محمد بن راشد نائب حاكم دبي بتكريم فريق العمل في الجريمة والذي أطلق عليه فريق عمل قضية «غرام وانتقام»، وذلك وسط احتفالية كبيرة شهدتها إمارة دبي، إلى جانب تكريم فائزين آخرين من مختلف دوائر ومؤسسات دبي وعلى رأسها فوز شرطة دبي بجائزة الدائرة الحكومية المتميزة وهي أعلى جائزة في البرنامج.
الثقة كبيرة لدي المسؤولين في شرطة دبي بأن قاتل سوزان تميم هو محسن السكري.
ضابط الشرطة المصري السابق، رغم شهادة أحد ضباطها أمام محكمة الجنايات المصرية، أثناء سؤاله عما إذا كان متأكدا من أن الظاهر في كاميرات المراقبة في برج الرمال الذي كانت تقطنه المجني عليها أو داخل الفندق الذي أقام فيه الجاني هو محسن السكري، وقول الضابط ويدعي عيسى بن ثالث، كما كشفت عنه أوراق القضية انه من المحتمل أن يكون هو السكري، ولكنه لم يجزم بذلك. وكان رده إحدى النقاط التسع وأربعين التي تم بناءً عليها نقض الحكم.
وفي هذا الصدد أكد الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي أن فريق العمل في الجريمة لم يعتمد فقط على كاميرات المراقبة، ولكن هناك دليلاً قوياً أكد أن السكري هو القاتل وهو تحليل ال«دي أن أيه» لعينة من عرق السكري تم الحصول عليها على ظهر «أزرار» التي شيرت الذي كان يرتديه، ومن ثم خلعه فور ارتكابه الجريمة وألقي به في غرفة معدات الحريق في أسفل الطابق الذي كانت تقطنه المطربة الراحلة.
ولفت الفريق تميم انه بالحصول على هذه البصمة الوراثية تم الاحتفاظ بها، ولم تفصح عنها شرطة دبي، ولكن طلب من السلطات المصرية تحليل بصمة وراثية للسكري حيث تم مطابقة البصمتين، ومن هنا تم توجيه الاتهام للسكري، إلى جانب تقديم صور الكاميرات أثناء خروجه من الفندق الذي كان يقيم فيه بالملابس ذاتها التي عثر عليها بالبرج السكني الذي كانت تقيم فيه القتيلة، ولقطات أخرى لخروجه بملابس مغايرة من البرج ودخوله بها إلى الفندق.
وقال الفريق تميم أن شرطة دبي لم توجه أي اتهام إلى رجل الأعمال المصري، ولكن من وجه إليه الاتهام هي السلطات المصرية بناءً على اعترافات السكري على نفسه، وبالتالي فنحن واثقون أن كافة أدلتنا في إدانة السكري سليمة مائة بالمائة، وواثقون بالقضاء المصري حني وان كان هناك نقض للحكم.
من جانبه قال العميد خليل إبراهيم المنصوري مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي والذي كان يقود فريق البحث والتحري في قضية «غرام وانتقام» في تصريحات لـ«لها» عقب حصوله على جائزة تميز الفريق أن هذه القضية كانت من القضايا الواضحة لدي فريق البحث والتحري، وقد تم الكشف عن الجاني فيها بسرعة كبيرة نظراً للأدلة والقرائن التي تم العثور عليها في مكان الجريمة، مؤكدا أن هذه القضية هي قضية دلائل تقنية سواء في ما يتعلق بالبصمة الوراثية التي تم العثور عليها، أو التقنية الالكترونية التي كشفت عن ملامح القاتل أثناء كل تحركاته.
وأضاف العميد المنصوري أن فريق العمل بذل جهوداً مكثفة وسريعة الخطى من أجل الوصول للقاتل في الوقت المحدد، وقد نجحنا في ذلك، وقدم بالفعل للمحاكمة وهو ذاته من اعترف أمام جهات التحقيق المصرية أن هناك من حرضه على القتل، وأن هناك مبالغ مالية تقاضاها مقابل التنفيذ، واعترف انه بالفعل قدم إلى دبي ووصل إلى منزل المغدورة وسجل مكالمات هاتفية بينه وبين المتهم الثاني تنطوي على تحريض صريح على القتل.
ومع كل هذه الاعترافات يتأكد للجميع أن كافة إجراءات وتحريات فريق العمل في الجريمة كانت صحيحة ودقيقة للغاية، ومن هنا نحن متأكدون أن كافة الإجراءات صحيحة، وحصولنا على الجائزة كان نتاج النجاح في الكشف عن القاتل بالسرعة المطلوبة وتقديمه للعدالة المصرية التي ستقول كلمتها الأخيرة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024