الشيخة موزة في زيارتها الى السعودية
إستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض حرم أمير دولة قطر الشيخة موزة بنت ناصر المسند، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. وقد بحث الجانبان الإهتمامات المشتركة على صعيد الشؤون التعليمية والتربوية والإجتماعية. وأبدت الشيخة موزة حرصها على إرساء شراكة ثنائية تعليمية وبحثية بين المؤسسات التعليمية والبحثية والطبية القطرية وجامعة الملك سعود.
وتوقفت عند التوجّه السعودي للإهتمام بالبحث العلمي وهو ما لمسَته من خلال لقائها بالملك قائلة إن الأمر: «ظهر ملياً من سعة اطلاعه الواسع على أدق تفاصيل البحوث العلمية بشكل يندر أن يلمّ به غير المتخصصين والباحثين أنفسهم». فيما لفتت الشيخة موزة إلى أن قطر خصّصت ٢٫٨ في المئة من الناتج القومي لتعزيز إعداد البحوث العلمية. ثم اتجهت الشيخة موزة إلى جدة حيث قامت بزيارة جامعتي الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول، وجامعة عفت في جدة حيث كانت في إستقبالها الأميرة لولوة الفيصل رئيسة مجلس الامناء والمشرفة العامة على الجامعة والأميرة نورة تركي الفيصل وأكثر من ألف وستمئة طالبة وسيدة. وقد عقدت العديد من اللقاءات لتعزيز علاقات التعاون بين هذه المؤسسات التربوية ومؤسسة قطر التي ترأسها مثنية على نظام التعليم في المملكة قائلة إن «التعليم العالي في المملكة يبهر العقول النيرة». شكّلت هذه الزيارة إشارة ذات دلالات واضحة خصوصاً أن الدعوة الملكية وجّهت بشكل شخصي للشيخة موزة، وكانت بمثابة إشادة بإنجازاتها على المستويات التربوية والثقافية والإجتماعية محلياً وعربياً. وفي وقت لاحق، قامت الشيخة موزة بزيارة مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، حيث كانت في استقبالها الأميرة لطيفة بنت سلطان بن عبدالعزيز والدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن الشامخ الرئيس التنفيذي للمدينة.
خلال لقاء مع طالبات كليات جدة وجامعاتها
اختارت الشيخة موزة زيارة جامعة «عفت» في جدة حيث تحدثت عن انبهارها بعقلية الملكة عفت- طيب الله ثراها- عندما سبقت في تفكيرها الكثير من العقول المحلية والعالمية وأعلنت قيام مدارس دار الحنان.
وخلال الحوار المفتوح بينها وبين طالبات كليات جدة وجامعاتها، تحدثت الشيخة موزة عن التبادل الثقافي بين الدولتين مؤكدة دور القطاع الخاص في دعم المسيرة العلمية بالتوازن مع الدور الحكومي في كلا الدولتين، ولافتة الى عقلية المرأة الخليجية والسعودية ودورها العلمي والمجتمعي.
وقالت: «سيبقى دور القطاع الخاص قائماً وموجوداً طوال الوقت. واستشعاره بمسؤولياته وعطاءاته ومساهماته في تنمية المجتمعات، لا ينفي دور الحكومات في هذه المسؤولية، إلا أن التعاون بين القطاعين هو ما يعطي النتيجة الحقيقية».
وفي رد لها على سؤال من إحدى الطالبات عن الفرق بين التعليم العالي في قطر والسعودية قالت: «انبهرت جداً بما أولته السعودية من اهتمام بالقطاع التعليمي على المستويات البشري والعلمي والتنموي، وحتى الاستثماري. وهذا ما أ كده خادم الحرمين الشريفين عندما افتتح جامعة الملك عبد الله. ولم يقلّ هذا الاهتمام عنه في قطر، فقد أولينا مجالات البحث العلمي اهتماماً كبيراً، وتم التركيز عليها ليس فقط خلال سنوات الدراسات العليا، بل منذ المراحل الأولى لدخول الطالب، أو الطالبة، وجلوسه على مقاعد الدراسة».
وشددت على أن الإنسان الخليجي لا يقل عن الإنسان في الدول الأوروبية والأميركية إبداعياً.
وفي الرياض أبدت الشيخة موزة إعجابها بجامعة الملك سعود من حيث تقدمها وتصدّرها الجامعات العربية في التصنيف العالمي. كما زارت مشروع أبراج الجامعة والمتكون من أحد عشر برجاً، منها ما هو لخدمات الضيافة، ومرتبط بمجموعة فندقية عالمية، وأبراج مكتبية وطبية، ومشروع المدينة الجامعية للطالبات. وزارت أيضاً مقرّ مشروع وادي الرياض للتقنية، ومعهد الملك عبد الله لأبحاث تقنية النانو.
الشيخة موزة في عيون الطالبات
أعربت طالبات كلية عفت عن سعادتهن بلقاء شخصية عريقة، وصاحبة توجه فكري، وثقافي في المجتمع العربي مثل الشيخة موزة، خصوصاً بعد وقوفهن على نشاطاتها التعليمية، والعلمية المشهود لها في دولة قطر الشقيقة.
وفي لقاء سريع أجرته مجلة «لها» مع عدد من الطالبات، قالت فاطمة البنوي من جامعة عفت: «طالما لفتتني شخصية الشيخة موزة، وأنا أتابع إنجازاتها الاجتماعية والتعليمية في قطر والعالم، كما أرى أناقتها لافتة».
وقالت الطالبة فاتن عبد الرحمن: «كنت متشوقة جداً لهذا اللقاء وتمنيت أن يستمر أكثر من ٤٥ دقيقة». وأشارت الى أن حضور الشيخة موزة يدفع الفتيات الى تحويل مسار حياتهن الى خدمة المجتمع المدني.
منيرة أحمد من قسم علم النفس في جامعة عفت أشادت بالزيارة ومدى فاعليتها في تنمية العلاقات السعودية الخليجية على مستوى البحث العلمي قائلة: «لقد بدأت دولة قطر الشقيقة بتمويل البحث العلمي منذ فترة، وزيارة الشيخة موزة تضع هذا الموضوع تحت أنظار المسؤولين في السعودية ما يساعد على تنمية هذا القطاع بشكل ملحوظ جداً».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024