تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

لطيفة: "حكايات لطيفة" نقلة نوعية في البرامج التلفزيونية وفيه أغنّي وأرقص مع ضيوفي

لطيفة

لطيفة

لطيفة

لطيفة

بعد غياب دام سبع سنوات، تعود الفنانة التونسية لطيفة للجلوس على كرسي المذيع، من خلال برنامجها التلفزيوني الجديد "حكايات لطيفة"، الذي يُعرض عبر قناتَي dmc وأبو ظبي الإماراتية، وتستضيف فيه 13 مطرباً من نجوم الغناء العربي، أبرزهم راغب علامة ومحمد فؤاد وهاني شاكر ووليد توفيق. في حوارها مع "لها"، تؤكد لطيفة أن البرنامج سيحقق نقلة نوعية في تاريخ البرامج الغنائية، وتكشف عن استعانتها بالخبير الإعلامي أنطوان كاسبيان في التقديم الإذاعي، من أجل الظهور بشكل مميز في البرنامج، وتشير إلى أنها تعمل حالياً على ألبومين غنائيين، أحدهما مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني. كما تكشف عن نيّتها العودة الى الدراما في العام المقبل، آملةً أن تتحقق أمنيتها بخوض تجربة المسرح الغنائي من جديد، بعدما قدّمتها منذ سنوات مع الراحل منصور الرحباني من خلال مسرحية "حكم الرعيان".


- ما الذي جذبك في برنامج "حكايات لطيفة" لكي تعودي من خلاله إلى التقديم التلفزيوني بعد غياب سبع سنوات؟

لا أشعر أنني غبت عن جمهوري كل هذه المدّة. ومنذ أن عُرضت عليَّ فكرة برنامج "حكايات لطيفة"، وأنا متشوقة للاطّلاع على تفاصيلها، فالبرنامج أبهرني لحظة أن قرأتُه نصاً على الورق، وجهّة الإنتاج وفّرت لنا كل الإمكانات التي تساعدنا على تحقيق النجاح، ومن اللحظة الأولى وافقوا على أن نستضيف أهم نجوم الغناء في الوطن العربي. كما حقق لي البرنامج كل ما كنت أحلم به. فأنا أرغب في تقديم برنامج يتيح لي الغناء والرقص والمُزاح مع أصدقائي وضيوفي، فجمهور المشاهدين أمام وجبة دسمة من الأغنيات الطربية. باختصار، "حكايات لطيفة" سيشكل نقلة نوعية في تاريخ البرامج التلفزيونية الغنائية.

- كم هو عدد حلقات البرنامج؟

البرنامج مؤلف من 13 حلقة، وفي كل حلقة نستضيف مطرباً من أهم مطربي الوطن العربي.

- من أبرز الأسماء التي حضرت الى البرنامج؟

راغب علامة ووليد توفيق ومحمد فؤاد ووائل جسار وفارس كرم وحكيم وإيهاب توفيق وهاني شاكر ومحمود العسيلي ومحمد الشرنوبي، ذلك أننا كنا نرصد نجوم الصف الأول.

- ما الفارق بين برنامجك الأول "يلا نغنّي" وجديدك "حكايات لطيفة"؟

لا مجال للمقارنة بين البرنامجين، حتى أن طريقة تقديم الأغنيات مختلفة تماماً في "حكايات لطيفة"، لأننا تعاقدنا مع فرقة أوركسترا تضم 30 عازفاً من الرجال والنساء، وكان أعضاء الفرقة يتدرّبون على الأغنيات التي سيؤديها الضيف قبل حضوره الى البرنامج بأيام، هذا فضلاً عن عنصر الإبهار في الإضاءة والصوت، وتصميم الديكور المستوحى من الهندسة المعمارية في قصر محمد علي باشا.

- لِمن فكرة أن يكون ضيوف البرنامج من المطربين الرجال؟

الإعداد و"فورمات" البرنامج قائمة على هذا الأساس، وأرى أن من الجيد أن تكون مقدّمة البرنامج امرأة والضيف رجلاً.

- هل هناك موسم ثانٍ ضيوفه من المطربات؟

في حال نجحنا وحقّقنا ما نهدف إليه في الموسم الأول، أعتقد أن الموسم الثاني من البرنامج سيكون مخصّصاً للمطربات العربيات.

- من الفنان الذي كان متخوفاً من فقرات البرنامج؟

تضحك... أغلب الفنانين كانوا متخوّفين من البرنامج، وخصوصاً في فقرته الأخيرة التي تعتمد على حفظ الأغنيات، حيث بدا خوفهم واضحاً، ومن أبرز هؤلاء، الفنان اللبناني فارس كرم الذي وجد صعوبة بالغة في الحفظ، والفنان وليد توفيق الذي دهمه الوقت، حيث إنه كان مرتبطاً بموعد آخر بعد التصوير. أما الفنان الذي كان متخوفاً من فكرة البرنامج في بداية الأمر، ثم بدّل رأيه بعد التصوير، فهو الفنان اللبناني زياد برجي، لدرجة أن قبَّل رأسي وشكرني على اختيارنا له ضيفاً في البرنامج.

- هل هناك حلقات ما زالت عالقة في ذهنك منذ وقت تصوير البرنامج؟

لا أبالغ إذا قلت إن كل حلقات البرنامج كانت رائعة، مليئة بالتشويق والضحك والمُزاح، لكن الحلقة التي لا يمكن أن أنساها هي تلك التي استضفنا فيها الفنان حكيم، لأنه فنان عفوي يحب الضحك وإطلاق النِّكات الكوميدية، كما كان غناؤنا معاً رائعاً.

- لماذا استعنت بالخبير الإعلامي أنطوان كاسبيان قبل تصوير البرنامج؟

لأنني مطربة ولست إعلامية ذات خبرة واسعة. ورغم أن فريق العمل أشاد بموهبتي في التقديم، ومنهم معدّ الحلقات الصحافي الكبير مصطفى ياسين، أحببت أن أكتسب مهارات جديدة، فتابعت مع كاسبيان لفترات طويلة وتعلّمت منه الكثير، لكن مع انطلاق البرنامج واستضافتي لأصدقائي فيه، لم أتمكّن من تطبيق ما تعلّمته في البرنامج، وقررت أن أظهر على طبيعتي التي اعتاد عليها الجميع، فغالبية ضيوف البرنامج تجمعني بهم صداقات تعود الى عشرات السنين.

- هل بدأت العمل على ألبومك الغنائي الجديد؟

بدأت قبل أشهر عدة بتسجيل عدد كبير من أغنيات ألبومي الجديد باللهجة المصرية، وأفكر جدّياً في طرحه آخر العام الجاري، لكن فترة غيابي عن جمهوري لم تتجاوز العامين، وأتعاون في هذا الألبوم مع فريق ألبومي السابق "فريش"، من أمثال سامر أبو طالب وعمرو المصري، إضافة إلى عدد من الشباب الجدد الذين لفتتني موهبتهم في الشعر والتلحين.

- هل أنجزت ألبوم "فريش"؟

لا، وسأصور خلال الفترة المقبلة ثلاث أغنيات منه، وهي: "كل اللي حبوا" و"بحر الغرام" و"ملحوقة"، أغنيتان ستُصوّران في القاهرة والثالثة في مدينة أسوان.

- لماذا اخترت هذه الأغنيات بالتحديد؟

لأنها في رأيي تشكّل العمود الفقري في ألبوم "فريش"، كما كان جمهوري سبباً رئيساً في اختياري لها، ونزولاً عند رغبته، صوّرتها على طريقة الفيديو كليب.

- هل من أغنيات ندمت على عدم تصويرها؟

ثمة أغنيات عدة ندمت على عدم تصويرها، أبرزها أغنية "أكتر من روحي بحبك"، التي كتب كلماتها الراحل عبدالوهاب محمد ولحّنها الراحل عمّار الشريعي، وأغنية "بحبك بدالك"، التي لم نتمكن من تصويرها، لأن معانيها قوية، ومن الصعب أن تتجسّد كلماتها ومفرداتها في صورة.

- في الفترة الماضية التقيت الموسيقار زياد الرحباني، فهل تحضّران لعمل جديد؟

علاقتي مع الموسيقار الكبير زياد الرحباني علاقة تعجز الكلمات عن وصفها، وأتشرّف بالعمل معه، وسبق أن تعاونّا في عام 2007 في ألبوم "معلومات أكيدة"، وحقق نجاحاً منقطع النظير، ونأمل أن يكون المشروع الذي نعمل عليه حالياً امتداداً للمشروع القديم، لكن لا يمكنني الآن التحدّث عنه، لأنه لا يزال في مرحلة الإعداد.

- رغم التغيرات الجذرية التي طرأت على الألوان الموسيقية، استمرت لطيفة في التربّع على عرش الأغنية العربية... كيف؟

أستمتع باللعب على الأشكال والألوان الموسيقية، فعلى الفنان الذي يحب عمله، أن يستمتع بالتغيرات الموسيقية ويعمل عليها. مثلاً في أواخر الثمانينيات والتسعينيات كنت أقدم أغنيات "المقسوم"، مثل "بحب بغرامك" و"حبك هادي" و"بحبك بدالك" و"أنا متنسيش"، وفي مطلع الألفية كان لا بد من أن أدخل عالم "الهاوس" مع "المقسوم" فقدّمت أغنيات مثل "حبيبي متروحش بعيد" و"الكام يوم اللي فاتوا"، وأصبحنا اليوم في مرحلة نحتاج فيها الى ألوان غنائية مركبة، فقدمت "فريش" و"ملحوقة" و"كل اللي حبوا" و"فيها وفيها" و"بحر الغرام".

- هل ترين أنك الآن الرقم واحد في الأغنية العربية؟

لا أؤمن بفكرة الرقم واحد أو "نمبر وان" في الفن، ولا وجود لها اليوم. ربما في الماضي كانت أم كلثوم "نمبر وان"، وكذلك فيروز. اليوم، كل فنان يقدم عملاً جيداً وجديداً ومختلفاً يُعد الرقم واحد، أما أنا فأرى أنني ما زلت هاوية رغم احترافي الفن منذ عشرات السنين.

- بعد مسيرة فنية تخطّت الـ 30 عاماً، ما النصيحة التي تسدينها للشباب الجدد كي يواصلوا رحلة نجاحهم مثلك؟

أشدّد على عنصر الطموح، فلا بد لأي فنان من أن يكون طموحاً ويسعى لتحقيق حلمه في الحياة. وإلى جانب الطموح، على الفنان أن يدرس الموسيقى. وخير مثال على ذلك، تجربتي الشخصية مع الغناء، فموهبتي الغنائية ظهرت منذ نعومة أظفاري، إلا أنني أحببت أن أصقلها بالدراسة الأكاديمية، وجئت إلى مصر لكي ألتحق بالمعهد الموسيقي، وظللت لسنوات أدرس مراحل تطور الموسيقى العربية، بداية من سيد درويش ورياض السنباطي والرحبابنة وبليغ حمدي الذي تشرّفت بالعمل معه، مروراً بعمّار الشريعي وزياد الطويل وسامي الحفناوي، وصولاً الى تعاوني مع الموسيقيين الجدد... فرغم أنني فنانة معروفة، أُرحّب بما يقدمونه لي.

- هل من عمل تخوّفت منه وبدا مردوده إيجابياً؟

أغنية "حبيبي متروحش بعيد" التي أطلقتها عام 2003، في ألبوم حمل الاسم نفسه. لم تكن الأغنية في الأساس ضمن الألبوم، وكنت قد سافرت إلى العاصمة الفرنسية باريس من أجل البدء بعمليات الماسترينغ لأغنيات الألبوم، وبينما كنت هناك اتّصل بي الموزّع والموسيقار اللبناني جان ماري رياشي وعرض عليَّ الأغنية، فخفت كثيراً لأنها أغنية معقّدة موسيقياً، تتكون من "هاوس" و"مقسوم" و"مزمار"، ولم يسبق لأي فنان عربي أن قدّم مثلها، ومن شدة خوفي وجدت نفسي أقول له سآتي إليك في بيروت، وسافرت في اليوم التالي إلى لبنان وسجّلت الأغنية، وحققت نقلة نوعية في عالم الموسيقى، وحازت جائزة الموسيقى العالمية world music award لعام 2004، وأصبحت من ثم لوناً يفضله معظم الفنانين.

- هل ستغيب لطيفة عن جمهورها إلى أن تطلق ألبومها الجديد؟

بالتأكيد لا، هناك أغنية جديدة انتهيت من تسجيلها أخيراً وهي باللهجة الصعيدية، وأؤكد أنها المرة الأولى التي أقدّم فيها هذا اللون.

- هل خفت من الغناء باللهجة الصعيدية؟

استغربت الأمر في البداية، وكنت متخوفة، إلا أنني عرضت الأغنية على والدتي وأشقائي والمحيطين بي، فتحمّسوا لها كثيراً وطلبوا مني تسجيلها.

- هل يمكن أن نراك في دور صعيدية؟

ولمَ لا؟ فأنا أحب أن أقدّم كل ما هو جديد ومختلف في عالم الفن، وكلنا نتحدّر من الصعيد، فرغم أنني تونسية، أشعر دائماً بأن جذوري صعيدية، فصعيد مصر يتميز بعادات وتقاليد وأصول يحبّها الجميع، وأتمنى أن يُعرض عليَّ عمل جيد أجسد من خلاله دور امرأة صعيدية.

- هل صحيح أنك تحضّرين لأغنية مع الفنان محمود الليثي؟

أحب محمود الليثي كثيراً، ولطالما راودتنا فكرة الغناء معاً، ولا يزال هذا المشروع قيد الدرس، وهو من المطربين الشعبيين المثقفين بدرجة عالية، ودائماً ما يفاجئني بكم الأغنيات التي يحفظها، سواء أكانت لي أم لأي مطرب عربي.

- لماذا طال ابتعادك عن الدراما التلفزيونية بعد مشاركتك الأخيرة فيها عام 2016 بمسلسل "كلمة سر"؟

لم يكن غيابي طويلاً، فهناك فنانون كبار تغيّبوا عن الدراما لفترات أطول من ذلك بكثير، وأنا في الأساس لست فنانة درامية، ومسلسلي الأخير "كلمة سر" لا يزال يُعرض حتى الآن على أكثر من شاشة مصرية وعربية، وفي العامين الماضيين غبت لأسباب مختلفة، ففي عام 2017 كنت أحضّر لألبومي الغنائي "فريش"، وفي عام 2018 تعرضت والدتي لوعكة صحية، مما اضطرني لملازمتها في أزمتها تلك.

- متى ستعود لطيفة الى شاشة الدراما العربية؟

كنت أنوي العودة في العام الجاري، لكن بعد دراسة طويلة قررت تأجيلها إلى العام المقبل، نظراً لأنني أمتلك فكرة رائعة، وهي اليوم في مرحلة الكتابة، وفور الانتهاء منها سنبدأ التنفيذ.

- وأين أنتِ من المسرح الغنائي؟

أمنية حياتي أن أخوض تجربة المسرحي الغنائي ثانيةً، بعدما قدّمتها من قبل من خلال مسرحية "حكم الرعيان" بالتعاون مع الراحل منصور الرحباني، وأدرس حالياً مشروع عمل مسرحي غنائي، وفي انتظار أن تتبلور فكرته حتى نباشر تنفيذه، وأتمنى أن يتحقق ذلك. وأكثر ما يحزنني، أن تجاربنا المسرحية الغنائية نادرة جداً، وأذكر منها مسرحية "ريا وسكينة"، وأخرى للفنانة وردة الجزائرية، وأنا من القلائل الذين قدّموا المسرح الغنائي، وخصوصاً مسرحية "حكم الرعيان" التي سُررت بها كثيراً.

- بعد سنوات من الخلاف، تصالحت مع الفنانة الجزائرية فلّة، كيف تم الصلح؟

تلقّيت يوماً دعوةً من إحدى صديقاتي للمشاركة في حفل عيد ميلادها الذي أُقيم في إحدى الدول العربية، وكانت فلّة بين الفنانين المدعوين للحفل، ولما رأتني سارعت لمصافحتي وتقبيلي، فقلت لها "بعد ما بوسّتيني أتمنى إنك متشتمنيش تاني"... بالنسبة إليّ، فلّة تملك صوتاً جيداً ورائعاً، وآمل أن تقدّم المزيد من الأعمال الغنائية.

- هل ستقدّم لك لحناً غنائياً؟

تحدّثنا في الأمر، وأتمنى أن يتحقق ذلك.

- هل يمكن أن نرى لطيفة تلحّن وتكتب شعراً مثلما فعلت الكثيرات من الفنانات أمثال نجوى كرم وماجدة الرومي وكارول سماحة وفلّة؟

لا أعتقد أنني قادرة على فعل ذلك، وأرى أن الله أنعم عليّ بموهبة الصوت الجميل، وأحرص على الحفاظ على هذه الموهبة لكي أُسعد جمهوري من خلالها، لكن ربما أكتب خواطر أو أبياتاً من الشعر، وليس قصيدة كاملة، فهذا صعب عليّ، وبطبعي لا أحب أن أدخل مجالاً لست موهوبة فيه.

- هل سمعت الألبومات الغنائية التي طُرحت أخيراً؟

استمعت إلى ألبوم الفنان محمد منير، فهو في رأيي فنان مبدع، ويقدّم أعمالاً غنائية رائعة، كذلك أعجبني ألبوم الفنانة آمال ماهر، فهو يتضمن عدداً من الأغنيات الجيدة والجميلة، وأنا أحبّ صوتها وأتابع دائماً أعمالها، وأتمنى عليها ألا تبتعد طويلاً عن الغناء، لأنها من أهم المطربات في مصر والوطن العربي، كما كنت أهوى الاستماع الى ألبومات عمرو دياب، فهو غني عن التعريف، ويعرف كيف يحقق النجاح والشهرة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079