ستيفاني صليبا أقسو على نفسي وأتحدّاها بالتماهي مع «سمارة»
القدر والصدفة لعبا دوراً في حياة النجمة اللبنانية ستيفاني صليبا... نعم، هي التي استيقظت يوماً بعد أولى بطولاتها الدرامية في مسلسل «متل القمر»، لتجد نفسها أحد أبرز الوجوه الشابة المنافسة على الساحة الدرامية اللبنانية، وبعدها العربيّة. ورغم عمرها الفنّي القصير، تعترف بأنّها تلقّت الكثير من العروض الفنية، وحظيت بفرص كبيرة عرفت كيف تستغلّها فتحوّل الإعجاب والتعاطف معها في شخصية الفتاة الريفيّة الفقيرة إلى حفاوة وتقدير للرأس المدبّر في «المافيا»... في لقائها مع «لها»، تكشف ستيفاني صليبا أولى ملامح شخصية «سمارة» في مسلسلها الجديد «دقيقة صمت»، تقلّب صفحات النجاح والأعمال التي قدّمتها، وتروي تفاصيل التحوّلات الجذرية في مسيرتها الفنّية... والباقي في السطور الآتية.
- أخبريني بدايةً كيف كانت انطلاقة العام الجديد بالنسبة إليكِ؟
الحمد لله جيّدة جدّاً ومفعمة بالإيجابية، وفيها آمال كثيرة لأشهر ناجحة وزحمة أعمال.
- العام الماضي حمل لكِ نجاحين في «فوق السحاب» و«كارما»، هل قيّمتِ ذاتك؟
أقيّم نفسي بنفسي، وأستشير بعض المقرّبين، لكن للأمانة لا أجد أفضل من تقييمي لنفسي وللأدوار التي اختبرتها منذ أن كانت على الورق إلى أن أصبحت حيّة على «البلاتوه» وبُثّت من ثمّ على الشاشة.
- هل أنتِ شخصية عقلانية أم نكدية في الانتقاد؟
«ما بيعجبني العجب»!
- لنتحدّث قليلاً عن «فوق السحاب»؛ كيف كان انتقادكِ لنفسكِ؟
في الكثير من المحطات، كنتُ أقول إنّ في إمكاني أن أكون أفضل أو أؤدّي المشهد بطريقة مختلفة وإحساس أكثر. كُثُرٌ أحبّوا الدور والشخصية وأنا كذلك، ولكنّني أحرص على أن أعطيها كلّ ما تستحقّه، ولا أخفي عليك أنّني أخاف من رؤية نفسي على الشاشة في بعض المرّات لقسوتي في انتقاد أدائي التمثيلي!
- تقولين قاسية وكأنّكِ تتحدّثين عن بعض الأخطاء في الأداء؟
ليست الأخطاء الفادحة، ولكنْ لكلّ ممثل أخطاؤه وطريقة تفكيره في الشخصية... أجد أخطاء كثيرة أو بعض المواقف التي كان من المفترض أن أتعاطى معها بطريقة مختلفة.
- من أكثر شخص تُخيفكِ صراحته إذ يقول «ستيفاني هنا فشلتِ»؟! ومن تستشيرين في اختيار أدواركِ؟
مستشارتي الإعلامية وصديقتي إيليان الحاج، ليس لأنّنا نعمل معاً منذ بداياتي الفنية، ولكن لأنّها صاحبة رؤية ثاقبة ورأي سديد. أعلم جيّداً أنها إذا انتقدتني فهذا لا يكون بداعي الغيرة، بل لأنّها محترفة في مجال النقد. ولن أخفي عليكَ أنّني أستشير المنتج صادق الصباح وابنته لمى قبل التوقيع على أعمالي، لا سيّما «دقيقة صمت»، فهما يعرفان مصلحتي، والأستاذ صادق بمثابة معلّم وأب وشعرتُ بانضمامي إلى شركةالصبّاح أنّني أنتمي إلى عائلة تهتمّ بي وبمصلحتي وعملي وراحتي ونحن على تواصل دائم وتفاهم كبير.
- بكل صراحة، ألا ترين أنّ تجربة البطولة في مصر أتت مبكرة؟
كانت فعلاً مبكرة جدّاً، لا سيّما أنّه لم يمضِ وقتٌ طويل على دخولي مجال التمثيل، وفي رصيدي عدد قليل من المسلسلات، ولكن أعتبر أنّني محظوظة بذلك.
- ماذا لو جاءت متأخرة قليلاً، ألا تكون أكثر نضجاً؟
جميلة كما هي وفي التوقيت الذي جاءت فيه... فأن تأتي مبكّراً أفضل من أن تأتي متأخراً أو من ألّا تأتي أبداً.
- ألاحظ أنّ شخصيتكِ تغيّرت كثيراً وأصبحت أنضج... ما السر؟
قبل مسلسل «كارما»، لم أكن قد أثبتُّ نفسي وشخصيتي والجمهور بالكاد كان يعرفني من خلال مسلسل «متل القمر»، ولكن مع «كارما» كان التحدّي كبيراً، مما عزّز ثقتي بنفسي وجعلني أكثر نضجاً.
- هل يُزعجكِ القول إنّك ممثلة بالفطرة ولا تعتمدين على «التكنيك» في التمثيل؟
بل على العكس، يجعلني فخورة بنفسي، لأنّ الاعتماد على التقنيات التمثيلية واكتسابها سهل، إنّما أن تكون ممثلاً بالحدس والفطرة فهو أمرٌ في غاية الصعوبة.
- هل تعتمدين على حدسكِ في اختيار أعمالكِ وأدواركِ؟
في عالمنا اليوم، يجب أن تعتمد على الحدس وعلى الاستراتيجيا، لأنّ هناك أدواراً ترضيك كممثل ولكنها لا تحقق لك الانتشار، وأدواراً أخرى تكون أقل اقتناعاً بها ولكنّها تحمل Package النجومية لك.
- أي دور اخترتهِ بناءً على حدسكِ؟
تجربة «متل القمر» كاملةً كانت بالنسبة إليّ مبنية على الحدس. أحببتُ الشخصية والقضية التي حملتها، ولكنّني لم أكن واثقة من مدى وقع العمل في نفوس المشاهدين، وتفاعلهم مع الشخصية. حدسي قادني للمشاركة في هذا المسلسل ولم أكن أراهن عليه.
- تذكرينها اليوم وكأنّها تجربة عابرة...
أبداً... هي تجربة مهمة في حياتي، ولم أكن أعلم أنّها ستوصلني إلى ما أنا عليه اليوم.
- الجمهور أحبّكِ بالأدوار الشعبية؛ هل تخافين الانتقال إلى أدوار أكثر «رقياً» Luxury فتفقدين هذه الجماهيرية؟
تراودني أفكار مماثلة، لأنّ الناس أحبّوني بدور الفتاة البسيطة القريبة من البيئة الشعبية. أخاف ألّا يتقبّل الجمهور هذا التغيير، ولكنّني في الوقت نفسه أراه ضرورياً وأساسيّاً في مسيرتي الفنية، لأنّ على الفنان أن يقدّم مختلف الأدوار وفئات الأعمال حتى لا يُصبغ بشخصية معيّنة.
- هل التحدّي بالنسبة إليكِ اليوم هو خلع عباءة الفتاة الثرية والدخول في شخصيات فقيرة أم بعد انتهاء التصوير والعودة إلى حياتكِ الطبيعية؟
بالتأكيد، الصعوبة تكمن في الخروج من حياتي اليومية والدخول في تفاصيل حياة شخصية أخرى. لم أختبر من قبل ظروفاً مماثلة لما تعيشه ولا حتى تفاصيل حياتية تشبهها.
- لكن معظم الأدوار التي قدّمتها لم تكن تشبهكِ...
هذا صحيح، فكلّ شخصية تطلّبت منّي تحضيرات كثيرة ومجهودات كبيرة لأتحدّث وأتصرّف وأفكّر بطريقتها وأعيش ظروفها.
- بعد الخروج من البلاتوه، هل تحملين معكِ بقايا وآثار الدور؟
نعم... وفي بعض الأحيان أرفع الحواجز بين شخصية ستيفاني الحقيقية والدور، وهذا ما يحصل معي اليوم في «دقيقة صمت» حيث إنّني أجسّد دور شابة تعيش مع زوج والدتها، وهذا يجعلني أتقمّص شخصيتها حتى عندما أكون في منزلي، فأفكّر بطريقتها وأعيش الحالة حتى أتمكّن من الشخصية.
- ولكن ألا تخافين من الإحباط والـ Blues بعد الدور؟
أخاف من ذلك طبعاً، ولكن أحاول قدر المستطاع ألّا أقع في هذه الهاوية، علماً أنّ مسلسل «كارما» ترك فيّ أثراً لوقتٍ طويل بسبب سوداوية إحدى الشخصيات الشريرة التي أدّيتها في العمل.
- ألا ترين أنّ أدوار الشر تليق بكِ أكثر من أدوار الفتاة البسيطة؟
سمعتُ ذلك مرّات عدة وأخذتُ آراء الناس في الاعتبار... «كارما» لم تكن شرّيرة، بل هي ضحية بيئتها وظروف حياتها، وحاولتُ الدفاع عنها.
- نجاح ستيفاني صليبا، هل يعود إلى ندرة الممثلات اللواتي يؤدين أدواراً بسيطة خالية من الإضافات والماكياج والتبرّج؟
(تقاطعني)... عن أي تبرّج تتحدّث!؟ في «متل القمر» كنت أغرز أظفاري في الوحل حتى تبدو سوداء اللون وتشبه الشخصية، وارتديتُ فستاناً واحداً وممزّقاً على مدى أكثر من 10 حلقات... أظنّ أن النجاح يعود الى كوني مختلفة عن السائد، كوني أنا... ولن أخفي عليك أنّه وقبل عرض «متل القمر»، ظنّ كثرٌ أنّني ممثلة أجنبية أو أنّ العمل مدبلج.
- إلى أي مدى تشبهكِ الأدوار البسيطة؟
أنا فخورة بأنّني ابنة قرية في الشمال اللبناني، وقد عشتُ هناك إلى مرحلة متقدّمة من مراهقتي. أعرف معنى الأرض والتقاليد، وارتباطي وثيق بالبيئة الجبلية والضيعة.
- هل مرّ مسلسل «صرخة روح» مرور الكرام لدى المشاهدين في رأيكِ؟
لا ليس كذلك، إنّما عُرِضَ بعد مضي فترة زمنية قصيرة على انتهاء «متل القمر»، والجمهور لم يكن قد نسي بعد شخصية «قمر».
- هل تعتبرين أنّ العمل ظلمكِ في مكانٍ ما؟
الخماسيات تظلم الممثلين على وجه العموم، حيث إنّ الجمهور لا يكاد يتعلّق بالشخصية ويغوص في تفاصيلها حتى ينتقل إلى قصة أخرى، دع عنك المنافسة مع مسلسلات طويلة. ولكنّني لا أنكر الأصداء التي تركتها خماسية «صرخة روح» لدى الجمهور، حتى مشاركتي في «شبابيك» كان لها وقعٌ خاص ومختلف، ولكنّني أفضّل المسلسلات الطويلة التي يعيش معي فيها الجمهور مسار الشخصية وتغيّراتها.
- هل تغريكِ اليوم مساحة الدور؟
تعلّمتُ من ممثلين كبار أنّ مساحة الدور لا تهم، فثمة فنانون كثرٌ لمعوا في مسلسلات لم يكونوا هم أبطالها، وجعلوا الناس ينتظرون مشاهدهم رغم ضآلة عددها.
- كيف تختصرين التجربة في «كارما»؟ وماذا عن التعاون مع رودني حداد المخرج والممثل... هو الذي نصحكِ أخيراً بألا تنجرفي وراء الممثلات وأن تتعلّمي أكثر التمثيل!
التجربة كانت رائعة في «كارما»، والعمل مع رودني وراء الكاميرا وأمامها كان ممتازاً، فهو مخرج بارع وساعدني كثيراً، كما استطاع أن يُخرج من الممثلين طاقات كامنة.
- في هذا المسلسل أدّيتِ دور توأم؛ كيف كنتِ تتعاملين مع مشاهد الفراغ أمامكِ؟
عندما أسترجع تلك المشاهد التي فاق عددها المئتين، أظنّ أنّني كنت أملك الشجاعة والقوّة لتأديتها، إذ كان يجب أن أركّز في عينيّ الشخصية الماثلة أمامي وفي تصرّفاتها والردّ بناءً عليها، وفي الحقيقة لم يكن أحد واقفاً أمامي.
- كم ملاحظة تلقيتِ على بلاتوه التصوير؟
ولا حتى ملاحظة واحدة... أنا تلميذة مجتهدة.
- هل تؤمنين بأنّ ذلك يُبقي صورتكِ مشرقة بين زميلاتكِ؟
لا أكترث لهذا الموضوع إطلاقاً، ولا أحبّ الاختلاط مع أحد على بلاتوه التصوير، أفضّل أن أركّز في نصّي وشخصياتي وعملي، وأهتم بصدى العمل والنتيجة التي يُحققها لدى الجمهور.
- تنفقين على أدوارك من حسابكِ الخاص... ما السبب؟
إذا كان الدور يستحق السخاء عليه فلا أقصّر أبداً. أحب أن أخدم العمل وصورتي كممثلة، وفي مسلسل «كارما» معظم ملابس إحدى الشخصيات كانت من خزانتي الخاصة.
- هل هناك اكتفاء مادي في التمثيل؟
إذا كنت مقيّداً بميزانية محددة، أجل... ولكن إذا أردتَ أن تُنفق مبالغ إضافية فليس هناك اكتفاء مادي.
- كيف تصفين العودة إلى سوريا في «دقيقة صمت» بعد «صرخة روح»؟
متحمّسة جدّاً للعودة إلى سوريا، فهي بلد جميل وأنا متشوّقة للتجربة الجديدة. في سوريا أناس طيّبون، وأجواء التصوير رائعة، وهناك أيضاً حِرفية عالية ودقّة في العمل.
- متى تبكي ستيفاني صليبا بعد التصوير؟
غالباً ما أبكي بعد تصوير مشهد درامي صعب... أتأثر بالمشاهد الحساسة والإنسانية، وحتى عندما أسمع Cut ويوقف المخرج التصوير، أبقى متأثرة.
- التجربة كانت أنضج في «كارما» أم في «فوق السحاب»؟
في «كارما» بالتأكيد، فقد كانت بطولة نسائية مطلقة، وأؤدي شخصيتين، وهو الأمر الأصعب في الدراما.
- ما هي زبدة التجربة في «فوق السحاب»؟
كانت تجربة رائعة جدّاً تخللتها صعوبات كثيرة، لا سيّما في ظل التقلّبات المُناخية، فقد كنّا نصوّر في البرد في موسكو وبعدها سافرنا إلى القاهرة وصوّرنا في الحر بملابس شتوية لأكثر من 10 ساعات يومياً.
- ما الذي يستحقّ كل هذه التضحية؟
قول الناس لي «مش معقول شو حبيناكي بهالمسلسل»!
- بعد التجارب في الدراما العربية، كثرٌ من الممثلين أصابهم الغرور، فبالغوا في شروطهم حين العودة إلى الدراما المحلية... ماذا عنكِ؟
النجاح على الصعيد المحلّي لا يُضاهيه أي نجاح آخر، فمن المهم أن يُحقق الممثل نجاحاً في بلده ومنطقته، لا سيّما أنّ الشارع المصري لا يُشارك الشارع المشرقي في نوعية الدراما التي يُشاهدها، فالمصريون نادراً ما يُتابعون مسلسلات غير مصرية، وهذا نجاح من نوع آخر، حيث إنّني دخلتُ بيوت المصريين بصورة راقية ومحترمة... والحمد لله النجاح هناك ارتدّ على الشارع اللبناني.
- لم تكن ستيفاني صليبا «المُزّة» اللبنانية... بل كانت «الحرّيفة»!
الحمد لله... استطعتُ كسر صورة الفتاة اللبنانية في الدراما المصرية، حيث ارتبطت سابقاً بالإغراء والأدوار الجريئة، ولكنّني أتحدّى أن تجد لي مشهداً فيه إغراء في اللباس أو الحديث والتصرّفات... كنتُ حريصة على تقديم مشاهد محترمة.
- هل اختبرتِ الغيرة في الدراما المصرية؟
على الإطلاق... ما تعلّمته في مصر هو احترام الآخر وتقدير الزملاء والتصالح مع فكرة وجود الجميع ونجاحهم في وقتٍ واحد. وعلى بلاتوه التصوير، صداقاتي كانت أكثر مع الممثلات الشابات، ومتصالحة مع هذه الفكرة، وكذلك الأمر في لبنان... ليست لدي مشكلة مع أحد وأذكرهنّ جميعاً.
- دائماً ما تتّسم تصريحاتكِ بالسلمية... هل تعيش ستيفاني على «كوكبها الخاص»؟
ممكن!
- هذا أمر إيجابي وسلبي في آن واحد...
لا أحبّ الخوض في مشاكل أحد أو التداول بأخبار الآخرين... «عايشة بحالي» وبسلام وأؤمن بأنّ الساحة تتّسع للجميع وأفرح لنجاح زملائي الفنانين.
- الساحة تتّسع للجميع أو القمّة مسطّحة؟
لكلّ شخصٍ توقيت نجاحه الذي يستحقّه! لا أستطيع أن آخذ وقتي ووقت غيري... لكلّ منّا جمهوره وثمرة جهده وتعبه.
- ماذا قال لكِ شوقي الماجري في أوّل لقاء بينكما؟
المخرج شوقي الماجري قال لي إنّني أمام تحدٍّ كبير لأنّني لا أشبه «سمارة» في أي تفصيل، مؤكداً أنّ نجاحي يكمن في التماهي مع «سمارة»، فهي شخصية مبنية على اختلافات وتناقضات كثيرة، ولا تشبهني في الشكل ولا المضمون ولا الإطلالة... ولا حتى الوزن!
- كيف كان اللقاء الأول مع عابد فهد على البلاتوه؟
كان لقاؤنا رائعاً وكأنني أعرفه منذ زمنٍ طويل. شعرتُ براحة كبيرة إلى جانبه رغم الخوف الذي رافقني في طريقي لتصوير المشهد الأول... هو إنسان محترف ومتواضع.
- أي فرصة سيمنحكِ الوقوف أمام عابد فهد؟
الاعتراف منه ومن المخرج والشركة المنتجة والشارع العربيّ بأنّني ممثلة تستحقّ هذه الفرصة... وأن أحظى بإجماع وإعجاب ومحبّة مختلف شرائح الجمهور.
- من المستغرب أنّني لا أسمع تعليقات سلبية عنكِ... ما السبب في رأيكِ؟
«الله حاميني»... أنا شخصية مسالمة!
- رغم هذا الإجماع... هل أنتِ متصالحة مع فكرة أنّ هناك من لا يحبّكِ؟
طبعاً لا نستطيع إرضاء الجميع، ولكنّني أعمل على تغيير نظرة من لم يتقبّلني.
- كيف كانت التحضيرات لشخصية «سمارة» في «دقيقة صمت»؟
عشتُ عزلةً دامت أكثر من شهرين بغية التحضير لهذه الشخصية الصعبة، وقد تخلّلت ذلك سلسلة استشارات وقراءات وتحضيرات معمّقة.
- ما هي الأدوار التي ترفضين تقديمها؟
أدوار الإغراء والإبتذال.
- هل تمنّيتِ لو تأخّرت قليلاً تجربة «متل القمر» حتى تحققي المزيد من الجماهيرية؟
جميلة في وقتها وبأخطائها وحلاوتها وعفويّتها و»هضامتها».
- هل تعملين جاهدة ليكون لكِ مسلسل في كلّ موسم رمضاني؟
لا يعني لي الموضوع بمقدار ما يهمّني أن أقدّم جديداً أشغل الجمهور به.
- تدخلين هذا العام في سباق ومطحنة رمضانية... لاحظنا صداقة تجمعكِ بمنافستكِ سيرين عبدالنور...
أحبّ سيرين كثيراً وأراهن على عودتها بمسلسل «الهيبة»، وأعي تماماً أنّها ستقدّم دوراً مميّزاً هذا العام... فهي تضفي على كلّ دور نكهة مختلفة وطابعاً خاصاً.
- هناك سباق داخل الشركة المنتجة التي تنتمين إليها وخارجها... أيٌ منها يخيفكِ؟
المنافسة غير الشريفة هي التي تخيفني... تخيفني التدخلات التي تؤذيني على الصعيد الشخصي.
- المنافسة الكبيرة اليوم شئنا أم أبينا محصورة بين نادين نسيب نجيم وسيرين عبدالنور... أين أنتِ منها؟
أحبّ هاتين النجمتين كثيراً، ولكنّني كما قلتُ لكَ أعيش في عالمي الخاص... وأذكر تماماً أنّه عندما طرح مسلسل «كارما» في وجه مسلسل «ثورة الفلاحين» على الهواء، باركتُ للممثلين وفريق العمل بكلّ رحابة صدر... وأعود لأضيف: كلّ ممثل يأخذ نصيبه من الجماهيرية وحقّه في الانتشار. أنا لستُ هنا لـ»أكسح» الآخر، ولكن لتقديم أعمال مميّزة، ومنافستي ليست مع أحد، بل مع الأدوار التي قدّمتها سابقاً... أنافس نفسي بتطويرها. أشق طريقي وسط فنانين يمتلكون خبرة وسبقوني بأشواط في التمثيل.
- متى سنراكِ في عمل كوميدي؟!
لا أعلم.
- كان من المفترض أن يجمعكِ عمل باللمبي... ماذا حصل؟
كما تعلم فالأدوار قسمة ونصيب، ولم أتّفق مع الجهة المنتجة فقرّرتُ الاعتذار.
- ألا ترين نفسكِ بدور كوميدي؟
ليس في هذه المرحلة... أحبّ الكوميديا السوداء وكوميديا الموقف أكثر من تلك الهزلية الساخرة. في «متل القمر» و«كارما» كانت هناك مواقف كوميدية عدة مبنية على «الإيفيهات».
- لكلّ ممثل شخصية يحلم بتأديتها؛ ما هي الشخصية التي تغريكِ؟
هذا سؤال غريب نوعاً ما، لا سيّما أنّني ما زلتُ في بداية مشواري الفنّي، ولم أتمكن من اكتشاف المزيد من الأدوار... ولكنّني أحبّ تقديم شخصية «الست نسب التنوخية»، فرغم أنّها امرأة طاعنة في السنّ، لكنّها تلفتني بقوّتها وجرأتها ودعمها للمرأة، وتُشبع طموحي الدرامي.
- ما السرّ وراء إشراقة وسعادة ستيفاني صليبا؛ هل هو الحب أم النجاح المهني؟
أظنّ أنّه السلام الداخلي وحبّي لنفسي، لأنّ الحب والعمل مرتبطان بالناس وأنت حتماً ستواجه فيهما مشاكل، أمّا السلام الداخلي فمبني على حبّك لما تقوم به... «إذا راح الشغل والحبيب بتتأثر»!
- إلى أي مدى تعوّضين غياب الحبيب بكثرة انشغالاتكِ؟
كثرة الانشغالات وحدها كفيلة بأن تنسيك أموراً كثيرة وليس الحبيب فقط، كما أنّ محبة الناس كفيلة بألّا تشعرك بأي نقص، فالطاقة التي أستمدّها منهم رائعة، وتُسعدني محاولة الكثيرين التقرّب منّي والتحدّث إليّ.
- هل استطعتِ التكيّف مع فكرة انحسار الأضواء عنكِ وأنتِ خارج الهواء فيما يعيش الكثير من الممثلين تعاسة وحزناً؟
لا أخفي عليكَ أنّ في الأمر بعض الصعوبة، ولكنّ القناعة بأنّ لكلّ ممثل وقته ونجاحه على الشاشة، ناهيك عن انشغالي بأمور أخرى مثل العائلة وتفاصيل حياتية والهوايات يُخفف من وطأة المشكلة... الذكاء يكمن في أن يملأ الفنان وقته ويشغل نفسه بالأمور الصحيحة.
- ألا تفكّرين بعمل إلى جانب الفن يملأ وقتكِ؟
ليس في المدى المنظور... أحبّ أن أملأ أوقات فراغي بعمل الخير الذي لا أحبّ تسليط الضوء عليه في الإعلام... مساعدة الآخرين تمنحكَ سعادةً كبيرة لا تقدّر بثمن.
- ما الذي جعلكِ ترفضين كلّ العروض التي تلقّيتها والقبول بـ«دقيقة صمت»؟
كلّ العوامل مجتمعة، بدءاً من الإنتاج لشركة «الصبّاح إخوان»، مروراً بالمخرج شوقي الماجري والنجم عابد فهد والممثلين الرائعين الموجودين معنا، وصولاً إلى الحبكة التي كتبها سامر رضوان.
- أخيراً... ما هي أمنيتكِ لهذا العام؟
أن أحقّق ما أطمح إليه على صعيد القضايا الإنسانية.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024