أوبرا 'لا ترافياتا'

تحمّس جمهور عريض لمتابعة أوبرا فيردي «لا ترافياتا» في بعلبك، وهو العرض الذي اختتم مهرجانات بعلبك الدولية لهذا العام. اغتنم الجمهور فرصة مشاهدة عرض أوبرالي عالمي في لبنان وتحت أعمدة باخوس وقمر بعلبك المضيء. الفرصة أتاحتها الشراكة بين مهرجانات بعلبك والشركة المنتجة Choregies d'orange، فتمكن الجمهور من التصفيق للعرض الأوبرالي المبني على رواية «غادة الكاميليا» لألكسندر دوما الإبن والذي لم يعرف النجاح عندما قُدّم للمرة الأولى عام 1853، إلا أنه يتربع الآن على المركز الثالث في لائحة تضم عشريناً من أهم عروض الأوبرا العالمية والأكثرة شهرة مثل «لا بويم» و«مدام باترفلاي».
تقدم «لا ترافياتا» أو «المرأة الساقطة» قصة الحب الذي تجعله محظوراً قواعدُ إجتماعية يدخل في إطارها المتوقّع من الفرد والواجب عليه القيام به أو عدم القيام به خصوصاً إذا كان ابن طبقة إجتماعية «مرموقة» مثل ألفريدو جيرمون الذي أبدع في دوره فيتوريو غريغولو، وإذا كانت التي وقع في غرامها «محظية البارونات» فيوليتا فاليري التي أدت دورها نجمة العرض بامتياز الألبانية الأصل إيرمونيلا جاهو محلّقة فوق المسرح وبين أعمدة القلعة وفي سماء ملوّنة بالقمر وبصوتها.
في الفصل الأول تحتفل فيوليتا بقيامها من فراش المرض، وتتعرّف في الحفلة إلى ألفريدو الذي يصل مع أحد أصدقائها ويعبّر لها عن إعجابه بها. مشهد الحفلة صاخب بالألوان وبأجواء احتفالية مسرحية راقية ورائعة روعة الموسيقى التي نجبر على أن نستأذن منها لقراءة السطور المكتوبة بالفرنسية عن العرض في كتيّب وُزّع لدى الدخول بما أننا لا نفهم لغة الحوار بين الشخصيات وإن فهمنا لغة الموسيقى.
في الفصل الأول تعترف فيوليتا بأنها تأثرت بمشاعر ألفريدو لتترك لأجله حياتها الباريسية «الصاخبة» في الفصل الثاني. يغني ألفريدو سعادته بحصوله على فيوليتا، لكن تلطّخ سعادته معرفته بأن فيوليتا ستبيع جواهرها لتحتفظ بالمنزل الذي يعيشان فيه خارج باريس. ينصرف ألفريدو للحصول على المال، ويدق والده باب فيوليتا طالباً منها أن تترك ابنه حماية لاسمه ومستقبله ولاسم عائلته وشرف أخته التي يهدد خطيبها بتركها بسبب علاقة أخيها بامرأة «ساقطة».
تضحي فيوليتا بحبها وتعود خلال حفلة صديقتها فلورا إلى حياتها القديمة وتنهار أمام اتهامات ألفريدو بتفضيلها المال عليه. في الفصل الثالث يحكي والد ألفريدو لابنه عن تضحية فيوليتا، فيركض إليها إلا أن المرض يحاصرها ويحكم عليها وعلى حبهما بالموت. أفلام عديدة في ذاكرة السينما العالمية بنيت على هذه القصة، لكن الحبكة الدرامية في عرض أوبرالي تمتّنها الموسيقى وانفعالات الممثلين المنشدين والمشاهد المسرحية التي هي لوحات غنية بالتفاصيل الملوّنة من الأزياء إلى أجسام الممثلين والراقصين التي تجمد حركتُها خلال حوار غنائي بين البطلين.

مقالات ذات صلة

بالصورة - أي نجمة شهيرة أصبحت هذه الطفلة؟ قد لا تعرفونها بسهولة

شيرين: كدتُ أصاب بالجنون بعد وقوفي على أدراج بعلبك، وماذا صرَّحت عن مشاركتها بعد "أم كلثوم"؟

مهرجانات بعلبك الدولية أوبرا فيردي لا ترافياتا