تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

نجوى كرم: غادرت «روتانا»... وبعدما أنصفتني عدت!

نجوى كرم

نجوى كرم

لقبها «شمس الأغنية اللبنانية»، واسمها لامع في سماء الفن العربي. هي الفنانة نجوى كرم التي تتميز بأرشيف ضخم من الأغاني التي لا تزال عالقة في أذهان الناس. أخيراً، وبعد انقطاع دام 8 سنوات، عادت نجوى إلى شركة «روتانا»، والتي يعتبرها القائمون على هذه الشركة واحدة من بُناة هذا الصرح الفني الإنتاجي الكبير. وبعد أيام من تجديد العقد، التقت «لها» نجوى كرم وحاورتها حول العودة وأمور حياتية أخرى.


- نبدأ حوارنا بالحدث الأبرز، وهو تجديدك العَقد مع شركة «روتانا»، بعد انقطاع دام طويلاً، ما الذي دفعك للعودة عن قرارك، ومن تدخّل لحل العِقد بينكما؟

إدارة شركة «روتانا» رغبت في أن نعاود التعاون معاً، وأنا رحّبت بالفكرة، لأن «روتانا» شركة إنتاج ضخمة، والأعمال الفنية التي تتولّى إنتاجها منتشرة في كل أنحاء العالم. كما وجدت أن تعاوني مع هذه الشركة سيضمن لي حقوقي المعنوية، أما الحقوق المادية فمن الطبيعي أن تسعى كشركة إنتاج الى تحصيل أموالها من خلال الإمكانات الفنية المتاحة.

- ألبوم «هالليلة... ما في نوم» كان آخر عمل أصدرته من توقيع «روتانا»، ما الأسباب التي أغضبت نجوى كل هذه الفترة وجعلتها ترفض العودة إلى حضن الشركة التي رعتها منذ عام 1994؟

صحيح أن آخر عقد وقّعته مع «روتانا» كان من خلال ألبوم «هالليلة... ما في نوم»، لكن بُذلت محاولات من أجل عودتي، إنما العروض التي قدِّمت لي خلال السنوات الماضية لم تكن ترضيني، وشعرت أنها تناسب فنانة مبتدئة مع «روتانا» ولا تُنصف نجمة بحجمي.

- يعني أن العقد الذي وقّعته أخيراً منصف لاسمك وتاريخك الفني...

العقد أنصفني فعلاً.

- حصل لغط حول طبيعة الإصدارات الفنية التي ستنتجها لك «روتانا»، هل ستقدّمين ألبوماً سنوياً أم أغاني منفردة كل ثلاثة أشهر؟

اتفقنا على أن يُطرح لي ألبوم كامل في الأسواق سنوياً، أما عن كيفية صدوره وبأي طريقة فهذا يتم وفق الخطة الجديدة التي وضعتها الشركة لإنتاج أعمالها، ذلك أن بثّ الأغاني عبر الانترنت باتت له حسابات خاصة. بمعنى أدقّ، إذا طرحنا كل شهرين أغنية أو أغنيتين الى آخر السنة، نبدو وكأننا أصدرنا ألبوماً كاملاً.

قبل عودتي الى «روتانا»، كنت أتّبع هذا النهج، فأُصدر أغنية أو اثنتين كل ثلاثة أشهر، ومصوّرة على طريقة الفيديو كليب. لكن بعدما وجدت أن «روتانا» شركة إنتاج مهمة، وقد رعت لسنوات طويلة الفنانين، وبقيت إلى جانب النجوم الذين وقفوا إلى جانبها، استدركت الأمر وقررت العودة إليها. علماً أن الأوضاع التي شهدتها منطقتنا العربية أثّرت في إنتاجات «روتانا».

- في احتفالية توقيع عقدك مع «روتانا» بدوتِ سعيدة والبسمة تعلو وجهك...

اعتدتُ أن أشارك الناس فرحي، أما أحزاني فأحتفظ بها لنفسي. ولا شك في أن السعادة غمرتني خلال اجتماعي مع «روتانا» وسط هذا الكم من الحبّ.

- توقيع العقد، هل اقتصر على إنتاج أعمالك أم شمل إدارتها؟

لم يشمل العقد إدارة أعمالي، ولكنني أرحّب بكل عرض تقدّمه لي «روتانا» وأراه يضيف الى رصيدي الفني. كما أحرص على مصلحة «روتانا» في تعاملها معي.

- ستُصدرين عملاً في 14 شباط/فبراير، ماذا عنه؟

أُحضّر حالياً لمجموعة من الأغنيات، وإن شاء الله سأُصدر أغنيتين وسأصوّر إحداهما مع المخرج كرم نقولا كرم.

- العام 2018 حفل بالعديد من الأحداث السلبية والإيجابية، ماذا ترك فيك من أثر، وما هي تطلعاتك للعام الجديد؟

سأمحو كل أمر سيئ تعرّضت له في العام 2018، وسأحتفظ بكل عمل جيد حققته وسأسعى إلى استكمال مسيرتي الفنية به.

- تعرّضت العام الماضي الى هجوم مبرمج، فهل أزعجك ذلك أم جعلك أقوى؟

قلت لكِ إنني تجاوزت كل الأمور المزعجة، ولم أسمح لها بأن تعرقل مسيرتي. ربما حصل سوء فهم، وهناك «طوابير تدخل على الخط» للتشويش عليّ وعلى أعمالي، وخاصة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت منبراً متاحاً لكل متدخل أو متطفل.

- هل ترين أن هناك من يتربّص بك بغرض الإساءة؟

هو ليس شخصاً واحداً، بل مجموعة تسعى دائماً للتربّص بي وتتتبع كل خطواتي للنفاذ من أي ثغرة لإلحاق الأذى بأعمالي، لكن كل حادثة من هذا النوع لا تُحبطني، إنما بالعكس تقوّي عزيمتي.

- العام الماضي أطلقت أغنيتين عنوانهما «يا هو» و«الليلة ليلتنا» وقد طاولهما الانتقاد، هل ندمت على اختيارك لهما؟

أبداً، فأغنية «يا هو» إيقاعها سريع، وكانت لوناً جديداً في مسيرتي الغنائية، وبالتزامن مع طرحها، كنت أُحضّر لأغنية «الليلة ليلتنا» وتصويرها على طريقة الفيديوكليب، وذلك وفق ما كان مخططاً لها، كي تُفرح قلوب المشاهدين.

- من يتابع حفلاتك يلحظ أن أغنياتك التي صدرت ما قبل العام 2011 يردّدها الجمهور معك في الصالة، وذلك بخلاف الأغاني التي صدرت في 2012، لماذا برأيك؟

لا، هذا ليس صحيحاً، وكل ما في الأمر أن الجمهور المحتشد في الصالة يتلهّى بالتصوير ولا يعود يتفاعل مع أغنياتي ويتوقف عن ترديدها فيخفّ الانسجام في ما بيننا.

- كمراقبين، نلحظ أن الاغنيات التي تحقق انتشاراً هي التي تحمل مضموناً مختلفاً ومميزاً، بينما تعتمدين أنت على الكلمات النافرة التي تُثير بلبلة ويصعب حفظها، وخصوصاً أغنيتك الأخيرة «الليلة ليلتنا»، فهي لم تلقَ قبولاً من الناس، فما السبب برأيك؟

أقسى انتقاد تعرضت له كان حين أصدرت أغنية «ما في نوم»، ولا يزال الجمهور يردّدها معي في كل الحفلات التي أُحييها، لكن أغنية «الليلة ليلتنا» لم أقدّمها بغرض الاستماع الى كلماتها وألحانها فقط، إنما ككليب مصوّر يحمل كل الطاقات الإيجابية التي تفرح الناس.

- في عصرنا الحديث، اختار الفنانون أن يقدموا أغنيات مدتها 3 دقائق، أما أنت فقررت أن تكون مدة عرض «الليلة ليلتنا» 7 دقائق، لماذا؟

هدفت من خلال أغنية «الليلة ليلتنا» أن أُحدث تنويعاً في مسيرتي الفنية.

- وهل نجحت في هذا التنويع؟

هذا لا يهمّ، ولكن الأهم أنني حاولت التنويع لأُرضي أذواق الناس، وإذا لم تنل الأغنية إعجاب البعض، فهذا لن يحبطني، ولا أعرف سبباً لاعتراض البعض على أغنية مليئة بالفرح، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه الى الفرح في ظل ما يشهده الوطن العربي من مآسٍ.

- «الليلة ليلتنا» لم تحقق النجاح المتوقع لها، فهل سيدفعك ذلك الى تعديل خططك في اختياراتك الفنية؟

أقدّم دائماً قناعاتي في الفن، وحين أدّيت أغنية «أنا ما فيي» قبل 25 سنة، كنت أقدّم قناعتي، وكذلك الأمر عندما غنّيت «ما في نوم» في العام 2011، لكن الذوق الفني كان مختلفاً في تلك الفترة.

- حضر احتفاليتك مع «روتانا» عدد من النجوم بينهم نوال الزغبي وسيرين عبدالنور، وتردّد أن وائل كفوري وعاصي الحلاني وفارس كرم كانوا سيحضرون ولم نرهم، فلماذا برأيك؟

بصراحة، أنا دعوت سيرين عبدالنور لأنها صديقة مقرّبة، لكن شركة «روتانا» فاجأتني بدعوة نوال الزغبي للحضور، وكانت لفتة جميلة منها وأقدّرها كثيراً، غير أنني لم أعرف إلى أي من الفنانين وجّهوا أيضاً الدعوات. لو تركوا لي هذه المهمة، لكنت قد اتصلت بالنجوم شخصياً، إلا أنني لم أرغب في إزعاج أحد، لكن حرصت على الطلب منهم دعوة معظم الشعراء والملحنين الذين تعاونت معهم طوال مسيرتي الفنية.

- بعد الإيجابية التي أظهرتها تجاه عتب إليسا عليك لعدم مهاتفتها أثناء مرضها، تجاوبت معك وغرّدت مباركةً لك عودتك إلى «روتانا»، كيف وجدت هذه الخطوة؟

سأكشف لك أمراً مهماً يتعلق بإليسا، وهو أنني حين علمت بإصابتها بمرض خبيث، وتأكدت من صحة الخبر، سارعت الى التغريد على حسابي الخاص على «تويتر» داعيةً لها بالشفاء العاجل، وطلبت من متابعيّ على «تويتر» أن يغرّدوا معي، لأن الظروف المأسوية والأزمات «تكسر الجليد» في علاقتي بأي شخص، ولا يعود هناك من مجال للمناكفات، ولا بد من التضامن والمحبّة، وأتمنى لإليسا كل الخير. وللمرة الأولى أكشف أنني كنت سأشارك في المهرجان الذي أُقيم في وسط بيروت، لكنني بدّلت رأيي قبل نصف ساعة من انطلاقه.

- ولماذا غيّرت رأيك؟

لأنني لم أكن أرغب في استغلال مرضها. وأنا متضامنة معها الى أقصى حد وأتمنى لها موفور الصحة والعافية. وعندما هنّأتني بالعودة الى شركة «روتانا»، رددت عليها وشكرتها.

- لبّيت دعوة الفنانة ماجدة الرومي وسافرت مع عدد من النجوم الى المملكة العربية السعودية لحضور حفلها هناك، وهذا جعل البعض يتساءل عن سبب قبولك السفر لتصفّقي لفنانة أخرى، فما تعليقك؟

لقد دعتنا سفارة المملكة العربية السعودية لحضور الحفل، ويشرّفني أن أحضر حفلة للماجدة وأُصفّق لها، وبطبعي أحب الوقوف الى جانب فنانة بمكانتها تمثّل لبنان خير تمثيل وتعكس صورته الحضارية.

- سبق وأخبرتني أنك تنوين تحسين مسرحك. عندما شاهدت فرقة ماجدة الرومي التي تضم 50 عازفاً، ألم تتمنيّ أن يكون مسرحك على هذا النحو؟

بالطبع أحب أن يكون مسرحي بهذه الصورة البهية، لكن هذا يتطلب إنتاجاً ضخماً، وماجدة الرومي تحيي القليل من الحفلات، ونهجها الفني مختلف عن نهجي، لكنني أنوي وضع خطة لتحسين مسرحي.

- علمنا أنك ستُحيين حفلة إلى جانب ماجد المهندس ضمن فعاليات مهرجان «هلا فبراير» في الكويت، هل ستُقدّمين المزيد من الحفلات في الأشهر المقبلة؟

بصدق، لم أعد أجرؤ على الإعلان عن حفلاتي بعد ما حصل معي في العام 2018 من تأجيلات، وقريباً سيُعلن عن حركة فنية جديدة في العام 2019.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078