تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

كارمن بصيبص أنا متمردة وهادئة وأحلم بفيلم موسيقي!

كارمن بصيبص

كارمن بصيبص

عفوية، صريحة وهادئة لكنها متمردة... متمردة على الظلم والغلط. استطاعت أن تترك بصمة في الدراما المصرية ولا سيما من خلال «ليالي أوجيني» الذي شكّل لها انطلاقة جديدة في عالم التمثيل. الممثلة اللبنانية كارمن بصيبص تعترف بأنها أدت دوراً لم تكن راضية عنه، وتؤكد أنها تتلقى الدعم من زوجها الذي يتابع أعمالها عن كثب من النص إلى الشاشة، وتتحدث عن تجاربها في الدراما بين لبنان ومصر، وصعوبة تأدية دور شخصية دينية وأحلامها منذ الطفولة إلى اليوم في هذا الحوار...


- لماذا لم يُعرض الجزء الثاني من مسلسل «الزيبق» في رمضان 2018؟

كان من المفترض أن يُعرض الجزء الثاني من العمل، ولكن تم تأجيله لدواعٍ إنتاجية.

- هل تحضّرين لعمل رمضاني؟

أحضّر لعمل سيتم تصويره في لبنان، وأنتظر أن تعلن شركة الإنتاج عن هذا العمل.

- هل ترين أن «ليالي أوجيني» نقطة تحول في مسيرتك المهنية؟

بالتأكيد، لا يمكنني أن أنكر أن «ليالي أوجيني» كان بدايةً جديدة، وكل عمل أقدّمه أخطو من خلاله خطوة إلى الأمام، لكن هذا المسلسل بالتحديد أحدث نقلة نوعية في مشواري الفني، وكنت بحاجة إليها.

- كيف استطاعت كارمن أن تترك بصمة في «ليالي أوجيني» بين هذا الكم من الممثلين؟

لا أقيس أدائي بضخامة العمل، بل آخذ الدور وأجسده من قلبي. عشقت دور «عايدة» في «ليالي أوجيني»، وأجواء المسلسل كانت رائعة، فالمخرج والمنتج وكل الممثلين المشاركين في العمل عملوا بجد واحتراف، وبالتالي هذه الطاقة الإيجابية انعكست عليّ وقدّمتُ الشخصية بكل ما أملك من ثقة.

- جسّدت شخصية «عايدة» المرأة الهادئة والشريرة في آن، كيف تمكنت من ذلك!

هذا أكثر ما حاولنا العمل عليه بمساعدة المخرج هاني خليفة المعروف عنه حُسن إدارته للممثلين. واجهت عايدة ظروفاً صعبة جعلت منها امرأة شريرة، والألم الذي عانته دفعها للانتقام، إذ توفي والدها وهي لا تزال طفلة صغيرة، فتزوجت والدتها برجل آخر. بعدها تزوجت عايدة وتوفي زوجها وأُجبرت على الزواج بشقيقه، أي أنها لم تكن سعيدة، ولكنها قرّرت أن تتخطّى الحزن الذي تعيشه، لأن أكثر ما يهمّها هو الحفاظ على صورتها المشرقة أمام نفسها والمجتمع، ولذلك بذلت جهداً كبيراً لتظهر بصورة جميلة، فكانت تتظاهر بأنها سعيدة ولكنها سعادة مصطنعة. لذا سعينا أن نجعلها تنتقم لوجعها.

- جمعتك أكثر من مواجهة مع «كاريمان»، تعاملت معها في البداية بمحبة ثم لاحقاً بطبقية!

«عايدة» تتحدّر من عائلة أرستقراطية تحب المظاهر، وصحيح أنها تعاملت مع «كاريمان» بطبقية ولكن ليس بالمقدار الذي تعاملت فيه «نبيلة» (مريم الخشت).

- أديت دور فلسطينية في «الزيبق» وسورية في فيلم «رحلة الشام»، هل واجهت صعوبة في التأقلم مع بيئة تختلف عن بيئتك؟

هنا يكمن التحدّي، ذلك أنني أبحث عن هذه النوعية من الأدوار وأرغب في تجسيدها، فما إن يُسند إليّ الدور حتى أوجد له هوية. «رحلة الشام» هو فيلم للمخرج الإيراني إبراهيم حاتمي كيا، وتتناول أحداثه مآسي الحرب السورية، كما يضم ممثلين من لبنان وسوريا، وأجسد فيه دور نازحة سورية مسافرة على متن طائرة، وقد ساعدني الممثلون السوريون على إتقان اللهجة السورية، مما جعلني أندمج في الدور وأؤديه بارتياح. فالجهد الذي بذلته في هذا الفيلم يمثّل تحدياً بالنسبة إليّ.

- ذكرت في إحدى المقابلات أن قضية النازحين السوريين تمسّك، كيف؟

هي تمسّني كإنسانة.

- ما مدى صعوبة تجسيد دور شخصية دينية في «مورين»؟

هذا الدور كان الأصعب والأجمل في الوقت نفسه، لكنني كما ذكرت أسعى دائماً لمواجهة هذا النوع من التحدّي، وفي «مورين» ساعدني المخرج كثيراً، وشجّعني على خوض التجربة إذ كنت خائفة من تقديم شخصية دينية، فسهّل لي الأمر موضحاً أن القدّيسات من أكثر أنواع البشر تواضعاً.

- ماذا تعلّمت من «مورين»؟

تعلّمت منها الكثير... التواضع والبساطة والتضحية والروحانية. على مدى أربعة أشهر صوّرنا الفيلم في وادي قنوبين، المكان الذي يعبق بجو الروحانية، ويساعد على التخلّص من الطاقة السلبية.

- «لآخر نفس» اتُّهم بالعنصرية، فعلى أي أساس تختارين الدور؟

المشهد الذي وُصِف بالعنصرية هو أبعد ما يكون عن العنصرية. تابعت كل التعليقات التي تناولت هذا الجانب على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن في المقابل وجدت أن الفلسطينيين يعتبرونه حقيقياً بقالب كوميدي. كلٌ منا يتلقى الكوميديا على طريقته، وكارين رزق الله كتبت النص بواقعية. ما شجعني على خوض تجربة «لآخر نفس» هو طبيعة الشخصية والقصة التي تدور حولها، إذ لم يسبق التطرق إلى مثل هذا الموضوع في لبنان.

- هل تهتمين بالنص ككل أم بدورك فقط؟

يهمّني النص بأكمله وكذلك المخرج والكاتب وشركة الإنتاج التي توفّر الإمكانات لكل فريق العمل حتى يقدّم أفضل ما لديه، مما يساهم في نجاح العمل، ولا بد من أن يمثّل دوري إضافة الى العمل وتحدياً جديداً لي.

- لو أنك تحدثت باللهجة المصرية في «ليالي أوجيني»، هل كان ذلك ليؤثر في صدقية أداء الدور؟

عدم التمكّن من اللهجة قد يشتت تركيز الممثل، ولكن حين أُتقن اللهجة تزول فوراً العقبات. في «ليالي أوجيني» ربما كنت بحاجة إلى هذه الخطوة قبل أن اؤدي ادواراً باللهجة المصرية، وأعتقد أنني أصبحت اليوم جاهزة للخطوة المقبلة.

- ماذا تعلّمت من الخلطة الثقافية في مسلسل «الجامعة»؟

«الجامعة» هو باكورة أعمالي، وحين شاركت فيه كنت لا أزال في سنتي الجامعية الأولى، وما زاد من حماستي لخوض التجربة هو أن العمل من بطولة جماعية وأتعرف من خلاله على ممثلين من جنسيات وبيئات مختلفة. فعلاً أسعدتني التجربة، خصوصاً أنها ربطتني بأشخاص عملت معهم وما زالت تجمعني بهم علاقة صداقة وطيدة.

- هل تعتبرين نفسك محظوظة؟

أنا فعلاً محظوظة، لكن حين شاركت في مسلسل «الجامعة»، لم أكن أنظر للأمور بهذه الطريقة، لأنني لم أحلم يوماً بدخول عالم التمثيل. اتّصل بي أحدهم كي أشارك في «كاستينغ» في لبنان، فوافقت وحصلت على الدور.

- بما أنك درست الإخراج، هل تتماهين مع المخرج داخلك خلال التمثيل؟

لا أبداً، بل أثق بالمخرج الذي أعمل معه، وأتجنّب أن أرى نفسي على الكاميرا خلال التصوير، لئلا يؤثر ذلك في أدائي، علماً أنني أمارس النقد الذاتي عندما أشاهد أعمالي على الشاشة.

- هل انتقدت مشهداً لكِ أشاد به النقاد والجمهور؟

بالتأكيد، أحياناً لا أرضى عن دور أدّيته، وفي المقابل يلقى إشادة من كثيرين، وبمقدار ما نركّز في التفاصيل نبالغ في انتقاد أنفسنا.

- ما هي حدود الجرأة في أدوارك؟

أديّت دوراً صغيراً في «يا ريت» مع قيس الشيخ نجيب، وأعتقد أنه الأجرأ بين أدواري، إذ كنت تلميذته وحاولت أن أتقرّب منه فأغويته كي يحبّني.

- هل أنت شخصية كلاسيكية؟

في الواقع أنا إنسانة هادئة، وربما كلاسيكية في اللاوعي، ولكنني في الوقت نفسه امرأة عصرية ومتمردة.

- متمردة على من؟

متمردة على كل غلط، لا أسكت على الظلم مثلاً حتى لو لم أكن أنا المظلومة... أمارس دور محامي الدفاع عن كل إنسان.

- كيف تقيّمين تجربتك مع يسرا في «نكدب لو قلنا ما منحبش»؟

الجميلة يسرا من أكثر الفنانات تواضعاً ولا تبخل على المحيطين بها بالحب والابتسامة. كان هذا العمل التجربة الثانية لي في العام 2013، وبدت يسرا على طبيعتها، لم يتملّكني الخوف او الرهبة من الوقوف أمامها، لأنها أشعرتني بالارتياح وأن لي دوراً في المسلسل يجب أن أركز فيه، وأنا بطبعي لا أخاف من أي عمل.

- عدم خوفك من المشاركة في أي عمل، هل هو ثقة بالنفس أم بإمكاناتك؟

لديّ المقدار الكافي من الثقة بالنفس، ولكن إذا وُجّهت لي ملاحظة أتأثّر بها لأيام.

- هل أعطتك مصر حقك أكثر من لبنان؟

لا يمكنني الجزم بذلك حالياً، ففي الوقت الذي كان يُعرض فيه «ليالي أوجيني» في مصر، كنت أشارك في «مورين» في لبنان. أعمل على تثبيت وجودي في لبنان ومصر، لكن الفرص الفنية في مصر كانت أسرع والأدوار أقوى.

- أي لون يشبهك أكثر، ولماذا؟

ربما الأزرق الفاتح لأنه لون منزلي، وأدخلت معه الأبيض والرمادي الفاتح، وهذا اللون يُشعرني بالراحة النفسية.

- أنت متزوجة وحياتك الشخصية بعيدة من السوشيال ميديا، هل هي رغبة زوجك أم قرارك أنتِ؟

زوجي يحب الخصوصية منذ أن تعرفت إليه وأنا أحترم رغبته هذه، ومثله أحرص على الحفاظ على خصوصية بيتي وأسرتي.

- من هي كارمن بعيداً من الكاميرا؟

أنا امرأة عادية ومتواضعة جداً، أمارس الرياضة وأهوى السباحة، كما أتعلم الرقص. كذلك أحب الطهو وأبتكر أطباقاً لذيذة، بالإضافة الى الاهتمام بشؤون البيت وتسوّق الحاجات المنزلية.

- هل أنت «بيتوتية»؟

لست «بيتوتية» ولكنني أستمتع بالبقاء في المنزل، وربما أمكث ليومين متتاليين في البيت، أنجز بعض الأعمال المنزلية أو أقرأ...

- ما أكثر طبق تجيدين صنعه؟

أجيد تحضير الأطباق الآسيوية، وأستعين كثيراً بجوز الهند والحليب.

- حدّثينا عن حضورك مهرجان «الجونة» السينمائي؟

وصلت قبل يومين من حفل الختام، وحزت فرصة مشاهدة عدد من الأفلام القصيرة والوثائقية، من بينها فيلم «ما تعلاش عن الحاجب» الذي فاز بجائزة أفضل فيلم قصير. هذا النوع من المهرجانات مهم جداً في مصر ويشجّع المواهب العربية، إذ ثمة مواهب حازت منحاً لتصوير أعمال متفق عليها. المهرجان خطوة جيدة واتّسم بالرقي.

- ما الدور الذي تطمحين إلى تجسيده؟

أحلم بالمشاركة في فيلم موسيقي.

- هل من حلمٍ لكارمن الطفلة؟

كنت أحلم بأن أصبح Rock Star، وفي سنّ الثالثة عشرة كنت أعزف على الغيتار الالكتروني وأقود فرقة في المدرسة وأغنّي من خلالها.

- وحلم كارمن المرأة؟

كما ذكرت، أحلم بالمشاركة في فيلم موسيقي، وربما لأنني تأثرت كثيراً بفيلم «لا لا لاند» وأشاهده باستمرار. أسعى لأن أثبّت قدميّ مهنياً وأطمح للوصول إلى القمة في هذا المجال، ويبقى هدفي الأساسي تطوير نفسي في التمثيل.

- هل تشعرين بالتطور مع كل عمل تقدّمينه؟

بالتأكيد، ولا سيما مع الشخصيات التي تعاونت معها والأعمال المتنوعة التي شاركت فيها، كما اطّلعت على كيفية صناعة السينما والدراما في كل بلد عملت فيه، واكتسبت الكثير من المخرجين ومدارسهم المختلفة التي ينتمون إليها.

- هل يدعمك زوجك؟ وهل تستشيرينه في أدوارك؟

زوجي يدعمني دائماً، ودعمه يحفزني على الاستمرار، كما أُطلعه على كل عمل أشارك فيه، ليس فقط لأنه زوجي، بل لأن رأيه يهمّني، ومع أنه يعمل في مجال مختلف، لكن له نظرة فنية صائبة، ويصارحني برأيه مشجّعاً أو منتقداً.

- ما العمل الذي يمكن أن يجذبك لتتولّي إخراجه؟

لا أملك جواباً، لأنني أركز حالياً على التمثيل. قدمت فيلماً قصيراً عُرض في أكثر من مهرجان، ولكن منذ ثلاث سنوات قررت التركيز على التمثيل، وفي حال خضت تجربة الإخراج يوماً ما فقد أتعاون مع أحد المؤلفين لكتابة النص.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079