أول متسوّقة شخصية Personal Shopper سعودية نهى سندي لا داعي للتقليد "الأعمى" للفاشونيستا... فكل امرأة هي مؤثرة!
باتت اليوم مهن المتسوّق الشخصي والستايلست، لا غنى عنها في إطلالات النجوم والمشاهير وحتى الناس العاديين، وفي المقابل هناك لغط كبير في ما يخص التسميات والمهمّات. نهى سندي، اسمٌ سعودي لمع في عالم الموضة وتنسيق الأزياء من السعودية إلى العالم العربي، التقينا بها في جدّة للحديث عن عملها والأسلوب الذي تعتمده في الأزياء التي تختارها والقطع التي تنتقيها.
- في البداية، هل لكِ أن تحدّثينا عن بداياتكِ في عالم الموضة؟!
نهى سندي هي أمٌّ وزوجة، لذلك اخترت أن يكون مجال عملي مستقلاً وغير مرتبط بدوام عمل أو مكان معيّن. تخرّجت في جامعة الملك عبدالعزيز، قسم الأدب الإنكليزي، ومن ثم اتجهت إلى عالم الأزياء والتي كانت من أبرز هواياتي حيث التحقت بـLondon College of Fashion وحصلت على شهادة في اختصاص الأزياء والمظهر والتسوّق الشخصي. بدأتُ العمل في مجال الموضة كـ Fashion Buyer، مسؤولة شراء في شركة Souq المعروفة، وبعد اكتساب مقدار كبير من الخبرة، قرّرتُ أن أُطلق مدوّنتي الخاصة تحت اسم Styling Diva حيث أُناقش فيها مواضيع تخصّ الموضة والمرأة، وأقدّم من خلالها الاستشارات في الأزياء والمظهر.
- كيف تصفين علاقتك بالموضة؟
علاقتي بالموضة بدأت منذ الصغر، فكانت من هواياتي كما ذكرت. كنت أتسوّق باستمرار واختار الملابس لقريباتي وصديقاتي، لذلك قرّرت أن أحوّل هوايتي إلى مهنة. ولكن، يجب على أي شخص، سواء كان امرأة أو رجلاً، أن يختار من الموضة ما يناسبه ولا يتبع كل ما هو جديد فيها. وهناك مقولة شهيرة Don’t be a follower, be a trendsetter، يجب أن نعتمدها في يومياتنا... شعاري الدائم هو أنّ أي امرأة تستحق أن تكون جميلة، والموضة تأتي لتناسب مختلف الأشكال والأحجام.
- أنت أول Personal Shopper سعودية؛ أخبرينا عن تجربتك في هذا المجال.
في بداية عملي كمتسوّقة شخصية Personal Shopper، كنت محط الكثير من الانتقادات والتساؤلات، لكن مع مرور الوقت وحاجة الشخص إلى اختصاصي مظهر للإطلالة بشكل لائق، سواء في العمل أو المناسبات الاجتماعية، أصبح هذا اتجاهاً يجذب الجميع. كذلك عندما أتسوّق مع عملائي، أحرص دائماً على تثقيفهم وتعليمهم مثلاً عند اختياري أي قطعة، أكشف للعميل أو العميلة لماذا اخترنا هذه القطعة ولمَ هي مناسبة، كما أرشدهم إلى كل ما هو جديد في عالم الموضة ليظهروا بأحدث الإطلالات.
- كيف ترين إقبال الخليجيات عامة والسعوديات خاصة على التسوّق؟
تشهد مجتمعاتنا الخليجية إقبالاً كبيراً على التسوّق والاهتمام بالمظهر. وبالنسبة الى المرأة السعودية، فقد أصبح دورها فعالاً في المجتمع وفي مجالات عدة، وخصوصاً في الفترة الأخيرة، وهذا بالتأكيد يقتضي ظهورها بشكل لائق واحترافي، مما زاد الإقبال على التسوّق. لكنّني أؤكد دائماً أن ليس من الضروري ارتداء أحدث الصيحات والأزياء، خاصة إذا كانت القطع باهظة الثمن، بل التسوّق بذكاء وشراء ما يلزم من ملابس.
- هل ترين أن المصمّمين المحليين قادرون على منافسة الماركات العالمية في تصاميمهم؟
في الآونة الأخيرة، ظهر الكثير من المصمّمين والمصمّمات، سواء في المملكة العربية السعودية أو دول الخليج عامةً، وأعتقد أنّ هناك تنافساً كبيراً وواضحاً إذ ارتدت نجمات كثيرات من تصاميم كويتية وسعودية، وهذا فخرٌ لنا. وأظنّ أن التصاميم باتت مستوحاة من أنماط وثقافات مختلفة، مما أدّى إلى ظهور هؤلاء المصمّمين والمصمّمات وتشجيعهم.
- ما هي الموضة الأبرز لهذا الشتاء؟
الموضة الأبرز لهذا الشتاء هي الأزياء بنقوش الحيوانات. هذه الموضة رائجة في الملابس والجاكيتات، وحتى الأكسسوارات والأحذية.
- كيف تتعاملين مع السوشيال ميديا؟
عندما بدأتُ في مجال الاستشارات في الأزياء والمظهر، قرّرتُ أن أنشئ قنواتي على السوشيال ميديا بدافع إلهام السيدات، وكذلك عرض الملابس والإطلالات المختلفة التي أقوم بتنسيقها. أستعين بها فقط لعرض أعمالي ككل، من جلسات تنسيق الملابس الى دورات الأزياء التي أنظّمها. وعلى أي شخص أن يتعامل مع السوشيال ميديا بذكاء وحذر.
- ما رأيك بظاهرة الفاشونيستا والمؤثرات، وهل على النساء اتباع صيحاتهنّ؟
هي ظاهرة منتشرة بالتأكيد، والكثير من النساء يتبعنهنّ أو يتأثرنّ بهنّ، لذلك يجب الحرص على ما نقدّمه نحن كمؤثرات في السوشيال ميديا. ولكن من الضروري أن تتبع النساء ما يناسبهن ولا يتأثرن كثيراً بما يرين، لأنّ لكل شخص أسلوبه المميز ولا داعي للتقليد الأعمى!
- كيف تقيّمين تجربتك المهنية حتى اليوم؟
كأي مهنة احترافية، لا بد من مواجهة صعوبات وتحديات مع وجود إحساس بالاستمتاع عند إنجاز العمل ورضا العميل. في البداية كانت هناك تحديات من حيث إقناع العميل أو العميلة بأهمية مهنتي، وخصوصاً في عصرنا الحالي. ولكن مع تكرار التجارب مع العملاء ومدى شعورهم بالثقة بعد إنجاز العمل، أصبح لدي قاعدة من العملاء الذين يثقون بأهمية مهنتي.
- في الوطن العربي هناك هوس بالماركات العالمية؛ هل ترين أن كل ما تطرحه الدور العالمية يناسب جميع النساء؟
كما ذكرت في البداية، على النساء اختيار ما يناسبهن من حيث اللون والقصّة، وهنا يأتي دوري كاختصاصية مظهر. وأيضاً عليهن اتباع الزي المناسب لهن، وألاّ ينسقن وراء كل ما هو جديد في عالم الموضة. كذلك على النساء أن يتميّزن بأسلوبهن الخاص، فمثلاً يمكن أن ترتدي سيدة قطعة من أي دار عالمية، وتضيف عليها لمستها وأسلوبها، ولا تنسَ أنّ على النساء العربيات ارتداء ما يناسب المجتمع والتقاليد الشرقية.
- من هي أكثر فنانة تلفتك إطلالاتها؟
هناك الكثير من الفنانات اللواتي تعجبني إطلالاتهنّ، خصوصاً على الـ Red Carpet. لكن تلفتني إطلالة Jennifer Lawrence فهي أنثوية بامتياز وتجمع بين الأسلوبين الكلاسيكي والعصري.
- ما هي القطعة التي لا تستغنين عنها؟
القطعة التي لا أستغني عنها وتبدو مهمة في خرانة أي امرأة هي الفستان الأسود، لأنّه يمكن ارتداؤه في النهار والمساء مع استبدال الحذاء فقط.
- كيف ترين إدخال الدور العالمية لمسات شرقية في تصاميمها؟
في الفترة الأخيرة، لاحظنا تغييراً في أزياء الدور العالمية من حيث التصميم، القصّات والتطريز. نلاحظ مثلاً بعض الملابس أكثر حشمةً، مستوحاة من لباس المرأة العربية، كما طغت الملامح الشرقية على الفساتين من حيث الألوان والتطريزات. أعتقد أنها ظاهرة حضارية جدّاً، وخصوصاً في الآونة الأخيرة حيث برز الدمج بين الماضي والحاضر بطريقة عصرية.
- ما هي الدار العالمية التي ترينها الأفضل؟
أفضّل أكثر من دار عالمية، ولكن في الآونة الأخيرة لفتتني دار ديور (Dior) بتصاميمها المتنوعة.
- هل لكِ أن تخبرينا ما الفارق بين ستايلست وPersonal Shopper وImage Consultant؟ ولماذا كل هذا اللغط في التسميات في الوطن العربي؟
Fashion Stylist: هي اختصاصية تعمل على اختيار الملابس وتنسيقها والإشراف على المرحلة النهائية للإطلالة. قد تكون لأشخاص عاديين، أو لمشاهير، أو لإعلاميين، أو حتى لمن يرغب في التجديد والتغيير.
Personal Shopper: عليها أن تكون ملمّة بكل ما هو جديد في عالم الموضة والأزياء، وأن تبحث باستمرار عن أحدث الصيحات. يجب أن تتمتع بمهارات شخصية ممتازة مثل اللطف والمرونة في التعامل مع مختلف الشخصيات.
Image consultant: مجال مختلف إلى حد ما، فهو يهدف الى تحسين صورة الشخص من حيث المظهر والمهارات والتواصل. قد يكون مع شركات أو عملاء فرديين. وهذا النوع من العمل يشمل مجالات عدة مثل الملابس، الآداب، السلوك الاجتماعي والتحدّث أمام الجمهور.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024