رزان مغربي: لم أُعلّب نفسي بقالب النجومية الفارغة
- حدّثيني عن تجربتك الرياضية الأولى في برنامج «اللعيب».
سنة 2018 غريبة وحلوة في الوقت نفسه، شهدت عودتي إلى MBC التي كانت أول قناة عربية، مخصّصة لكل بيت في الوطن العربي، عرّفت الشعوب العربية واللهجات العربية على بعضها البعض. عودتي كانت رائعة وهي نتيجة لوجودي السابق في مصر وإطلالتي عبر قناة «الحياة». الالتحاق مجدداً بـMBC مصر يُكسبني الجوهرين، المصري والخليجي معاً. الجديد في «اللعيب»، هو أنني اعتدت على تقديم برامج الترفيه والمنوعات، وفجأة انتقلت الى عالم مختلف تماماً، ولكن أيضاً يتحلّى بالطاقة نفسها. أجريت مقابلات في لندن وروسيا مع رياضيين محترفين بكرة القدم من مصر، ثم توجّهنا إلى كأس العالم، وقدّمنا برنامج «من روسيا مع التحية». وكنا نعرض البرنامج بشكل يومي مباشرةً من روسيا، وقدّمنا خلطة فنية رياضية، رافقنا فيها فنانون ورياضيون. كما لا يقتصر الاهتمام بالرياضة على الرياضيين فقط، فالفنانون أيضاً يهتمون بالرياضة، سواء بممارستها أو بتشجيعها. بعد العودة من روسيا، أحبّت إدارة MBC مصر أن نستمر في هذا التعاون، وبالفعل أكملت بـ«اللعيب» الذي أقدمه مع زميلي مهيب عبد الهادي.
- هل تستهويك كرة القدم، وهل تعلّقين على مضمون اللعبة؟
وجودي في برنامج رياضي هو لإضفاء روح جديدة عليه، ورفع نسبة المشاهدين، كما أدخلنا الفن إلى البرنامج، إذ نستضيف كل أسبوع فناناً مع الرياضيين. الاهتمام بكرة القدم في لبنان ليس مهماً، بمقدار ما هو مهم في مصر ولندن التي كنت أعيش فيها إذ إن هذه الرياضة تعني لهم الكثير، وعائلتي تهتم بالرياضة، وكنت أذهب إلى الملاعب لمشاهدة مباريات كرة القدم.
- كيف تصفين انعكاس التجربة عليك؟
تقبّلت التجربة بحماسة ومتعة، وتعلمت منها الكثير، كما أنني عايشت تجربة كرة القدم المصرية، بين الأهلي والزمالك، وكنت أشاركهم فرحة الفوز وفوز الفريق المصري في مباراة بطولة أفريقيا. عندما طُلب مني أن أقدّم برنامجاً رياضياً، فرحت كثيراً، إذ إننا جميعاً نحب أن نغيّر في طبيعة عملنا. أقدّم الترفيه بأسلوبي، وأدرك أنه المكان الآمن بالنسبة إليّ، وقد أثبتّ تميزي في هذا المجال. حتى في قناة «الحياة» عندما قدمت Deal or No Deal حققت نجاحاً جديداً. الـComfort Zone هي شيء ممل بالنسبة الى الفنان، الأمر الذي شجّعني على خوض هذه التجربة. البرنامج يتابعه جمهور كبير جداً ومن مختلف الأعمار، والذي لا يعرفني من خلال برامج الترفيه تعرف إليّ من خلال الرياضة. استفدت من القاعدة الشعبية الرياضية، والرياضة أدخلتني إلى عالم يفتقر الى العنصر النسائي، إذ اعتدنا أن يقدم الرجل البرامج الرياضية ولا سيما كرة القدم، وهو ما يمنحني شعوراً مختلفاً وجميلاً، إدارة MBC ابتكرت خلطة صحيحة وتفيد الجميع.
- لماذا اتُّهمت بمشاركة رامز في برنامجه «رامز تحت الصفر»؟
لا أدري، ربما لتزامن وجودنا معاً في روسيا، انتشرت هذه الشائعة اللذيذة، لكنني لا أحب المقالب. أحاول تجنّب رامز والهرب منه. تزامن وجودي مع وجود رامز في قناة «الحياة»، وكانت مصادري تُطلعني على المكان الذي اتّجه إليه، وكنت ألتزم بتعليماتهم ولا أسافر خوفاً من مقالب رامز. والآن نحن معاً في الـMBC وأتمنى أن أبقى بعيدة عنه لأنني «جبانة» وأخاف كثيراً.
- تتنقّلين كل أسبوع بين مصر ولبنان، لماذا لا تقيمين في مصر بما أن زوجك وعملك هناك؟
زوجي في مصر، أهلي في لندن وابني في بيروت مع والدتي وخالتي. «رام» كان في لندن وانتقل حديثاً إلى لبنان، وأعتقد أنني مع بداية السنة الجديدة سآتي به إلى القاهرة لنستقر فيها، لكن الأمر مُتعب لنا جميعاً. هذه السنة كانت مرهقة، ولكنني أحاول التوفيق بين الأمومة والعمل. الأمر ليس سهلاً، ولذلك أفكر مرتين قبل توسيع العائلة، لأنني أحب أن أكون أمّاً.
- هل تشعرين أن الأمومة مسؤولية كبيرة؟
بالتأكيد، وهي أجمل شيء، فهل هناك أجمل من أن تربّي طفلاً ويصبح رجلاً موزوناً في هذا العالم!
- ما هي الصعوبات التي تواجهينها في تربية طفلك؟
السفر الى لبنان هو الصعوبة الوحيدة كي أمضي وقتي مع «رام». مع احترامي للحياة الاجتماعية وللسهرات واللقاءات، ولكن أُولي ابني اهتماماً عندما أكون في بيروت، فهو الأهم. في لبنان أنا فقط أم ولكن بمتعة وفرح. طفلي هو صديقي، أضع ماكياجي معه، أهتم بأظافري معه...
- هل تشعرين بالتقصير نحوه؟
بالتأكيد، وهو يشعر بذلك، عندما يطلب مني ألاّ أغادر. اكتشفت بعد أربع سنوات ونصف السنة أن الأفضل لكل طفل أن يكون مع والديه، وإذا ظهرت في أي برنامج سأقول ذلك، علماً أنني ووالده حاولنا ذلك ولكننا لم نستطع، لأن الأهم في حياة الولد هو الاستقرار وأن يعرف وجهته الصحيحة. هو ذكي ويشعر بالاستقلالية ويعرف أن والدته تسافر وتعود ووالده يزوره ولكن أقلّ من أمه، وبالتالي يحاول الاعتماد على نفسه. هو محاط بالرعاية إذ إنه الطفل الوحيد في عائلتي. الجميع يحبّه كثيراً، لكن الأم والأب هما الأساس في حياة كل طفل إذ لا يستطيع أحد أن يحلّ مكانهما. بعد عشر سنوات مثلاً، يشعر الأولاد باستقلالية أكبر عن والديهم ويتفرغون لحياتهم وأصدقائهم، وبالتالي خلال السنوات العشر هذه «رام» هو لي أنا.
- تنقلت بين التقديم والتمثيل، لماذا اتجهت الى الغناء؟
لأنني أحب الغناء. في صغري خضعت لتمارين صوت ودرست البيانو.
- هل تعتبرين نفسك فنانة؟
لا، ربما هاوية، وكنت أرغب بالغناء، وغنّيت بالفعل. لم أمتهن الغناء ولم أكسب منه مالاً، حتى أنني لم أحيي العديد من الحفلات. قدمت ألبوماً واحداً ولا يزال الجمهور يستمع إلى أغنياتي، كما أنها تُذاع في النوادي الليلية والحفلات. يطالبني الجمهور بالعودة إلى الغناء، لكن الغناء هو عالم بحد ذاته وبحاجة إلى من يساعدك فيه ويقف إلى جانبك. أفكر في إصدار أغنية «سينغل» جديدة وأن أضع كل شيء فيها... يجب أن تكون ضاربة Hit، لكن أيضاً أحتاج إلى وقت لأبحث وأسجل الأغنية. ربما التمثيل أسهل بالنسبة إليّ، هو بالفعل أصعب ولكن مقوماته أسهل.
- هل تحضّرين عملاً لرمضان؟
أحضّر عملاً ولكن لا أعرف ما إذا كان سيعرض في السباق الرمضاني أو خارجه. المسلسل من ثلاثين حلقة اسمه «خراب بيوت»، أتمنى أن يُعرض في رمضان. العمل جديد ومختلف، وأحداثه تتنوع بين التشويق والأكشن وتحتاج إلى قوة جسدية، فهو أشبه بالمسلسلات التي تُعنى بقصص المراهقين. ويشاركني فيه نضال الشافعي وصلاح عبدالله ومجموعة كبيرة من الممثلين.
- هل ستؤدين هذه المشاهد بنفسك؟
بالتأكيد، سأتسلق الحبال والجبال.
- هل هو موجّه الى المراهقين؟
كثيراً ما نشاهد هذا النوع من الأعمال، ولكنني سعيدة بأن يُخصص عمل لسنّ المراهقة في العالم العربي، وبأيدي صنّاع عرب. نحن بحاجة إلى هذا النوع من الأعمال إذ أصبحنا نشاهد كل ما هو غربي ومرتبطين بهذا العالم. لا مشكلة... أؤيد الانفتاح ولكن ليس الى حد أن نلغي أنفسنا.
- ما صحة أن والدك داعية إسلامي؟
أبداً، والدي ليس داعية إسلامي، بل هو متدين وSuper Cool.
- ندخل إلى مواقع التواصل الاجتماعي وخلال البحث تصدمنا «فضيحة فستان رزان»... ما هي حدود الجرأة عند رزان؟
لي باع طويل في مجال الإعلام، واليوم كبرت وتغيرت. في سنّ المراهقة كنت أرتدي ملابس تختلف عن موضة اليوم. أنا بالتأكيد ضد الابتذال لأنني لست مضطرة لذلك. خلطتي صنيعة ثقافتي، تربيت في بيروت درست في الـIC ثم في LAU، سافرت إلى لندن وكوّنت شخصية عربية شرقية محافظة جداً ومنفتحة بأسس صحيحة تعجبني ولا أضايق أحداً بها. المبادئ والأسس بالنسبة إليّ لا تتجزأ. لا أنكر أنني أحب ارتداء ملابس لافتة وجريئة كأي بنت، لكن أحياناً أصيب وأحياناً أخطئ. أذكر أنه خلال مشاركتي في حفل توزيع World Music Award في موناكو، اخترت فستاناً من تصميم باسيل صودا، ولم أجرّبه لأنني كنت منشغلة، وكنت سأقدمّ جائزة لنانسي عجرم، لكن الفستان كان ضيقاً جداً عند الصدر واضطررت لارتدائه، إلا أنه نال إعجاب الناس وصورته كانت الأكثر تداولاً على السوشيال ميديا. كما أن هناك إدارة مؤسسة، وغالباً ما أتماشى مع أهواء المؤسسة التي أعمل فيها، إذ عملت في أقنية «المستقبل» و«الحياة» والـ«MBC»، وهي محطات تتوجّه إلى الجمهور العربي والعائلة العربية، ولكن هناك أيضاً محطات أكثر انفتاحاً في لبنان ونعرفها. حتى في المسلسلات والأفلام، أدواري منطقية وكذلك ملابسي، لكنني لا أنكر أن عنصر الجذب مطلوب، وبالتالي يمكنني الآن القيام بذلك، وربما بعد سنوات يتغير جسمي وأعجز عن فعل ذلك. ولا أنسى أن المشاهد بات أكثر ذكاءً، ويعرف جيداً ما هو الابتذال وما هو الإبداع.
- كيف تتلقفين المواقف غير المتوقعة أو المحرجة على المسرح؟
«أسيبها على ربّنا». دخلت مجال الإعلام منذ 25 سنة، وكنت صغيرة جداً. ما جرى على المسرح مع إليسا كان المرة الأولى التي أواجه فيها هذا النوع من المواقف. لا أكنّ الضغائن لأحد، ولم أفتعل مشاكل مع أحد خلال مسيرتي المهنية، لأنني إنسانة مسالمة.
- حياتك الشخصية بعيدة من مواقع التواصل الاجتماعي، لماذا؟
أنا وزوجي لا نحب مواقع التواصل الاجتماعي.
- هل يستطيع الإعلامي أن يبتعد عن «السوشيال ميديا»؟
أواجه هذه المشكلة، إذ لم أستطع أن أحب «السوشيال ميديا»، وكأن أحداً يطلب مني أن أغيّر ديني. أشعر أن أحداً خارج كوكب الأرض صنع هذا المنتج ورماه لنا، ونحن نستخدمه أكثر من صانعيه. أكلنا منه بشراهة، لأننا نعيش مرحلة البحث عن هويتنا، ونتبع كل شيء جميل. أعيش حياتي ببساطة وبكل تفاصيلها، لم أتغيّر منذ ولادتي، أتعرف إلى الناس وأحدّثهم جميعاً... لم أُعلّب نفسي بقالب النجومية الفارغة. الناس يشيدون بتواضعي وقربي منهم. أريد أن أعيش حياتي.
- كيف تعيش رزان حياتها؟
أنا إنسانة طبيعية، أخرج من دون ماكياج، وأرتدي «تي شيرت» وجينزاً ممزقاً، ألعب مع طفلي بالتراب أمام أعين الناس. أحياناً تسألني والدتي لماذا أرفع الصحون عن الطاولة في المطعم؟ فأرد لأنني منزعجة من وجودها. لا أنظر من حولي كثيراً، بل أركز في كل ما أقوم به، كما أنني لست معقدة ولا شيء يخجلني، أقوم بكل ما أنا مقتنعة به، وسأستمر في القيام بما يناسبني لأثبت أنني مثال المرأة الـcool. «الإنستغرام» بات يزرع الحقد بين الناس، والبعض بات يرى نفسه قبيحاً، فإذا لم أشبه هذه النجمة فهذا يعني أنني لست جميلة! لم أرَ حتى اليوم فوائد لـ»الإنستغرام»، ولكنني أحب «غوغل» اذ يساعد في البحث عن المعلومة. فكل واحدة باتت ترغب بأن تصبح مدونة أو Fashionista، وازدادت نسبة الطلاق بسبب غياب القناعة.
- هل نسبة الطلاق زادت لأن المرأة لم تعد قنوعة؟
الذين عاشوا قبلنا كان سعداء أكثر منا، حتى أيام الحرب كنا أكثر سعادة، بينما اليوم أمامنا الخيارات مفتوحة ولكن هل نحن سعداء؟ هل نحن ناجحون؟ هل انتفى الطلاق وانتهت الخيانة؟ القيم تضمحل والبشاعة تزيد. هل أُنجب طفلاً آخر ليأتي إلى هذا العالم؟ حتى المدارس باتت مختلفة، وتعتمد على المظاهر.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024