تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الخجل والرهاب الاجتماعي.. الأسباب والعلاج

الخجل والرهاب الاجتماعي.. الأسباب والعلاج

هل تتردد كثيراً في طرح سؤال في اجتماع عمل أو المشاركة برأيك في لقاء الأصدقاء؟، هل تخشى الوقوع في أي خطأ مهما كان صغيراً مخافة ما سيقوله الناس عنك؟، وهل أنت من الأشخاص الذين يعيدون المواقف التي يتعرضون لها في أذهانهم مرات عدة ويتمنون عدم المرور بها مجدداً؟

إذا كنت كذلك فأنت تعاني من الخجل الاجتماعي أو ما يُطلق عليه علماء واختصاصيي النفس اسم "الرهاب الاجتماعي"، وهو حالة من عدم الاستقرار النفسي والعتاب الداخلي التي ترافق البعض بسبب مواقف معينة علقت في أذهانهم، كما حال أسيل التي غردت عن حالتها في "تويتر" قائلة "من فترة طويلة فقدت الإحساس بفرحة العيد. صار أصعب يوم عندي يوم العيد بسبب الرهاب الاجتماعي".

الاختصاصية النفسية مروة القثامي، الحاصلة على شهادة الجودة الشخصية وأثرها على الصحة النفسية، أشارت في تغريدة لها على صفحتها في "تويتر" إلى أبرز المظاهر الفسيولوجية للرهاب الاجتماعي وهي "إحمرار الوجه، والتعرق، وجفاف الحلق والفم، والارتجاف، وصعوبة البلع، إضافة إلى تشنج العضلات، بخاصة حول الوجه والرقبة".

ويعرف استشاري الطب النفسي واضطرابات المزاج، الدكتور سعيد عسيري، الرهاب الاجتماعي، في تغريدة على "تويتر" بأنه "عبارة عن تراكم خبرات سيئة قد تكون منذ الطفولة الأولى، سواء مطابعةً لوالدين مصابين بالاضطراب أو تربوياً خلال مسيرة حياته التي يعاني فيها من حماية زائدة أو عنف زائد، وبالتالي ينعكس هذا على مشاعره ونظرته لنفسه وللمجتمع من حوله"، مشيراً إلى أن الانتقاد المنتشر في المجتمع تُلزم الشخص على لعب أدوار أو طقوس تكون في الغالب فوق طاقة الشخص النفسية و الفكرية والجسدية وهو ما يولد لديه نوع من النكوص أو العزلة خوفاً من الفشل والانتقاد الجارح لشخصه أو لعائلته.

ولعلاج الشخص من الرهاب الاجتماعي أو الخجل ينصح عسيري علاج سلوكي معرفي مصاحب للعلاج الدوائي، والعمل على بناء وتراكم خبرات جيدة تعطي الشخص الحافز للممارسة دون خوف أو قلق وتصغير حجم الانتقاد في نفسه مهما كان كثيراً أو جمعياً، ويضيف "لعدم الانتكاسة يحتاج الشخص إلى الممارسة الدائمة لما كان يشعره بالرهبة أو كان يتجنبه أثناء مرضه حتى يحافظ على نفس الدرجة من اللياقة والمرونة النفسية.

وتشير الدكتورة بلقيس السراجي، المدربة في تطوير الذات وأساليب تعديل السلوك، إلى أن "المراجعين المصابين بالرهاب الإجتماعي يكون بسبب التربية الخاطئة؛ التي تهتم بالنظرة الإجتماعية لها (إيش بيقول الناس علينا)، (عيب أصحابك بيضحكوا عليك)، لذا على الآباء تشجيع أطفالهم على الحديث في التجمعات العائلية وتشجيع الطلاب في الإذاعة المدرسية".

الإصابة بالرهاب الاجتماعي وفقا للدكتور محمد اليوسف، استشاري الطب النفسي واضطرابات المزاج، تعود إلى قيام الأشخاص بإعطاء أهمية مبالغ فيها لرأي الآخرين، ما يجعلهم أكثر عرضةً من غيرهم للإصابة بأعراضه، لذلك ينصح المصابين بالرهاب الاجتماعي، بقوله :"تجاوز خوفك من الوقوع في الخطأ أمام الآخرين بتعزيز ثقتك في نفسك وإيمانك العميق بأن الكل معرض للخطأ وأنه لا سبيل لتطوير ذاتك وقدراتك إلا من خلال الممارسة والتجربة"، فيما يوصي الدكتور محمد القحطاني في تغريدته بمقاومة هذا الداء، قائلاً "حرر أفكارك تحرر حياتك".


نقلاً عن "شبكة الحياة الإجتماعية"

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079