تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

دراسة جديدة تدعو لإنقاذ الطلاب من الاستيقاظ المبكر

دراسة جديدة تدعو لإنقاذ الطلاب من الاستيقاظ المبكر

"أصعب فراق في الشتاء، هو فراق البطانية (الغطاء) عند كل صباح من أجل الذهاب إلى المدرسة"، هكذا عبر مستخدم "فايسبوك" بسّام رزق بسخرية عن ضجره من الاستيقاظ كل صباح من أجل المدرسة. بالتأكيد معاناة كل طالب تقريباً هي صعوبة الاستيقاظ من النوم باكراً، من أجل الاستعداد للخروج والذهاب إما سيراً أو عن طريق المواصلات للمدرسة أو الجامعة.

لذلك تساءل بعض رواد مواقع التواصل عن السبب في جعل المدرسة والجامعة تبدأ من السابعة صباحاً، ما يعني أن الطالب عليه أن يجهز نفسه ويصبح مستيقظاً منذ السادسة على الأقل، إلا أن فريق من المغردين احتج بأنه في الصباح تكون ساعات النشاط القصوى لدى الطالب، كما يقول مستخدم "فايسبوك" كرم عبداللطيف "أكره الوقت الذي يذهب فيه أولادي إلى المدرسة بعد الظهر، وذلك بسبب تقسيم الطلاب على فترتين، كأنه لا يليق ألا يذهب ابني إلى المدرسة سوى في الصباح الباكر".

ولكن دراسة جديدة نقلها موقع "Science Advances" قالت إنه عندما تبدأ المدرسة في وقت متأخر من الصباح، يحظى الطلاب بمزيد من وقت النوم والراحة، وأيضاً تتحسن معدلات الدرجات والحضور.

ويوضح الباحثون أنه بعد أن قامت المدارس العامة في ولاية سياتل الأميركية، بإعادة تنظيم أوقات بدء المدارس، أصبح المراهقون ينامون أكثر في الليالي المدرسية، وهو متوسط زيادة بلغ 34 دقيقة من النوم كل ليلة، وغير هذا الرقم، فإن الكمية الإجمالية للنوم في الليالي المدرسية من متوسط ست ساعات و50 دقيقة، إلى متوسط يبلغ سبع ساعات و 24 دقيقة.

ويوضح الباحثون أن هذه الدراسة تُظهر تحسناً ملحوظاً في مدة نوم الطلاب، بفضل تأخير أوقات بداية المدرسة بحيث تكون أكثر توافقاً مع أوقات الاستيقاظ الطبيعية لهم.

وجمعت الدراسة بيانات اعتمدت على أجهزة مراقبة نشاط المعصم، بدلاً من الاعتماد فقط على أنماط النوم التي أبلغ عنها ذاتيًا من الطلبة، كما يحدث غالبًا في دراسات النوم؛ لإظهار أن وقت بدء المدرسة في وقت لاحق يفيد المراهقين عن طريق السماح لهم بالنوم لمدة أطول كل ليلة.

علاوة على ذلك، لاحظ الباحثون أنه بعد التغيير في وقت بدء المدرسة، لم يظل الطلاب مستيقظين في وقت متأخر، لقد ناموا ببساطة لفترة أطول، وهو سلوك يقول العلماء إنه يتسق مع الإيقاعات البيولوجية الطبيعية للمراهقين.

المراهقون مختلفون

أظهرت الأبحاث أيضاً أن الإيقاعات اليومية للمراهقين والشباب تختلف اختلافاً جوهرياً عن تلك الخاصة بالأطفال والبالغين، وأن لطلب من أحد المراهقين أن يكون في حالة تأهب وتنبيه الساعة 7:30 صباحًا، مثل مطالبة شخص بالغ بأن يكون نشيطًا في الساعة 5:30 صباحًا".

اضطراباتعصبية

لذلك يوصي العلماء عمومًا بأن يحصل الطلاب وخاصة في سن المراهقة على 8 إلى 10 ساعات من النوم كل ليلة. إلا أن الالتزامات الاجتماعية في الصباح الباكر - مثل أوقات بدء المدارس - تجبر المراهقين على تغيير جدول نومهم بالكامل في وقت مبكر في الليالي المدرسية أو اقتطاعه.

ووفقاً لدراسة أخرى أجراها مركز مكافحة الأمراض، ونشرها في عام 2017، أبلغ ربع المراهقين في سن المدرسة الثانوية عن أنهم ينامون الحد الأدنى الموصى به، وهو ثماني ساعات كل ليلة.

مخاطرصحية

وعلقت صفحة "futurity" على "فايسبوك" بأن جميع الدراسات بشأن أنماط نوم المراهقين، تظهر أن الوقت الذي ينام فيه المراهقون عادة ما يتم تحديده بيولوجياً، ولكن الوقت الذي يستيقظون فيه يتم تحديده اجتماعياً، وهذا له عواقب وخيمة على الصحة والبدن، لأن الإيقاع اليومي المتقطع يمكن أن يؤثر سلباً على الهضم ومعدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم ووظائف جهاز المناعة ومدى الانتباه والصحة العقلية".

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080