تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

Symphony of The Seas: الصوت الجديد للمغامرة

Symphony of The Seas

Symphony of The Seas

RCI SY Bionic Bar

RCI SY Bionic Bar

Master Bed

Master Bed

Cafe Promenade

Cafe Promenade

Game Room

Game Room

وجهتنا السياحية هذه المرة مختلفة عن سابقاتها. فنحن لن نتحدث عن مدينة تقع على اليابسة، وإنما عن مدينة عائمة في عرض المحيط. إنها سفينة Symphony of The Seas ، أكبر سفينة سياحية في العالم في الوقت الراهن، والتي كان لي شرف المشاركة في حفل تدشينها في مرفأ ميامي في فلوريدا، والانطلاق معها في رحلتها البحرية الأولى على الشواطئ الأميركية. شركة Royal Carribean International تعتبر سفينتها Symphony of The Seas بمثابة التحفة الفنية في الرحلات البحرية، وتصفها بالصوت الجديد للمغامرة. وهي السفينة الخامسة والعشرون في الأسطول البحري الذي تملكه الشركة.


لطالما تمثّلت متعة الإبحار في زيارة وجهات مختفلة، والتعرّف على حضارات عدة، وتاريخ البلدان ومدنها في أجواء يسودها الترف والراحة. ومع توافر الرحلات البحرية في متناول أكبر عدد من المسافرين، غيّر أسطول علامة رويال كاريبيان إنترناشيونال هذا المفهوم لإرضاء كل أذواق المسافرين، وها هو يعدهم الآن بتجربة ممتعة ومميزة على متن السفينة Symphony of The Seas.

مهما أخبرتكم عن ضخامة هذه السفينة وروعتها، لن أستطيع أن أفيها حقها. ومهما أخبرتكم عن الحماسة التي انتابتني عند اقترابي من ذلك العملاق العائم، تعجز الكلمات عن وصف المشاعر التي غمرتني. قد يهاب البعض فكرة الإبحار على متن باخرة وقضاء أسبوع كامل في عرض المحيط، لكنني أؤكد لكم أن الخوف والضجر سيتبدّدان ما إن تطأ أقداكم سفينة Symphony of The Seas ، لأن التشويق والمغامرة والمفاجآت الكثيرة مضمونة خلال الرحلة.

بالفعل، لهذه السفينة بقدرتها على بثّ روح الحماسة والتشويق في نفوس ركابها، مهما كانت أعمارهم، من بزوغ الفجر وحتى ساعات الصباح الأولى من اليوم التالي. كل ذلك بالترافق طبعاً مع مأكولات شهية، وبرامج ترفيهية مميزة، وتجربة تسوّق قلّ نظيرها.

حفل التدشين

كنت واحدة من ألف شخص حظوا بفرصة حضور حفل تدشين سفينة Symphony of The Seas في مرفأ ميامي في فلوريدا في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2018.

أُقيم الحفل في Royal Caribbean Terminal A الجديد في مرفأ ميامي، وشاركت فيه العائلة العرّابة للسفينة، وهي عائلة الممثلين كارلوس بينافيغا وزوجته أليكسا وابنهما أوشن. فالزوجان بينافيغا يشاركان في كل الرحلات البحرية التي تقيمها شركة Royal Caribbean وأطلقا على طفلهما الصغير اسم أوشن (Ocean)، أي المحيط، بحيث يبدو وكأن هذه العائلة وُجدت لتغامر في المحيطات. يُذكر أن كارلوس بينافيغا مشهور بدور كارلوس غارسيا في المسلسل الكوميدي الذي عرض على قناة Nickelodeon. كما شارك في عدد من الأفلام والبرامج التلفزيونية. أما زوجته أليكسا فقد اشتهرت بدور كارمن كورتيز في مسلسل Spy Kids، وشاركت في العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية.

استُهلّ الحفل بأغنية Symphony التي أدّتها مجموعة من المغنين والراقصين، ثم ألقى كل من ريتشارد فاين، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة Royal Caribbean Cruises Ltd، ومايكل بايلي، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة Royal Caribbean International، كلمات مؤثرة عبّرت عن فخرهما بالإنجاز العظيم الذي تحقق. وقد حرص السيدان فاين وبايلي على توجيه الشكر لكل الأشخاص الذين ساهموا في تشييد السفينة، إضافة إلى العاملين على متنها الذين سيعملون بكدّ لتوفير تجربة لا تُنسى لكل الزبائن.

يُذكر أنه تم الكشف عن سفينة Royal

Caribbean International للمرة الأولى في أوروبا خلال الصيف المنصرم ووصلت قبل أسبوع واحد فقط من حفل التدشين إلى أميركا الشمالية، وتحديداً إلى مرفأ كانافيرال، فلوريدا، علماً أن مرفأ ميامي سيكون نقطة انطلاق السفينة وعودتها.

عملاق عائم

صحيح أن سفينة Symphony of The Seas هي أكبر سفينة رحلات بحرية في العالم، لكن الشركة المشغّلة لها، أي Royal Caribbean، أرادت أن تجعل هذه السفينة أيضاً أفضل سفينة سياحية للعائلات. وقد سعت الشركة لتحقيق ذلك من خلال الارتكاز على الجودة والتنوع في كل الفئات والأقسام لجذب الركاب وتمييز السفينة الجديدة عن سواها. كما حرصت الشركة على الأخذ بكل تعليقات ركاب سفنها الأخرى وآرائهم، وعمدت إلى تحسين نقاط الضعف وإصلاحها في السفينة الجديدة.

تحتضن هذه المدينة العائمة العملاقة مناطق أكثر من مدينة نيويورك! بالفعل، تلبّي كل الأقسام على متن السفينة الاحتياجات والأذواق كافة، بدءاً من المول الداخلي “رويال بروميناد” الذي يمتد على سطحين، مروراً بحديقة “سنترال بارك” الخضراء المميزة والمحاطة بـ 12000 شجرة ونبتة، ومنطقة “ذا بوردووك” المفتوحة المبهرة، وأحواض السباحة ومنطقة الرياضة، وصولاً إلى منطقة السبا “فيتاليتي أوف ذا سي”، ومركز الترفيه ومنطقة الشباب المخصّصة للصغار من سنّ الطفولة حتى المراهقة.

وتضم سمفوني أعمالاً فنيةً أكثر من اللوحات المعروضة في متحف اللوفر في باريس، إذ تحتوي مجموعتها الفنية المميزة على أكثر من 1000 قطعة معروضة في مساحات عامة عبر مختلف الوسائط، بما فيها لوحات، ومنحوتات، وأعمال تركيبية، وصور، وفيديوات وغيرها. وقد شارك فنّانون من أكثر من 60 بلداً بما فيها الأرجنتين، وأستراليا، وكندا، واليونان، والمغرب في إحياء هذه المجموعة. وهنا لا بدّ من التنويه بأنّ عدداً كبيراً من القطع الفريدة ابتُكِر خصيصاً لسفينة “سمفوني أوف ذا سيز.

مستويات عالية من التشويق

كما هي حال العديد من السفن السياحية الحديثة، تقدّم سفينة Symphony of The Seas الكثير من النشاطات الترفيهية التي ترضي مختلف الأعمار والأذواق. وبالنسبة إلى الذين يرغبون في اختبار الأدرينالين في أجسامهم، يمكنهم خوض مغامرة الزلاجة المائية Ultimate Abyss الطويلة على ارتفاع 10 طوابق أو 150 قدماً فوق سطح البحر، وهي أطول من جبل راشمور.

وإذا كنتم من محبّي تسلّق الصخور، ثمة جداران للتسلق مع مستويات مختلفة من الصعوبة لكل الأعمار، مع الإشارة إلى توافر المعدّات اللازمة للتسلّق على متن السفينة كي يشعر الشخص أنه في مغامرة تسلّق صخور حقيقية. وإذا كنتم من هواة التزلج على الجليد، ثمة حلبة مميزة على متن السفينة. أما عشّاق التزحلق على الحبل Zip line فسيفرحون كثيراً عند التزحلق من جهة إلى أخرى في السفينة والإحساس كأنهم يطيرون في الهواء. ولا شك في أن الأطفال الصغار سيشعرون بالكثير من الحماسة والتشويق أثناء اللعب في نوافير الماء في Splashaway Bay aquapark. أما الأشخاص الذين يحبّون الاسترخاء فيمكنهم الاستمتاع بأجواء Central Park حيث الأشجار الخضراء وأكثر من 20 ألف نبتة استوائية، واختبار تجربة التسوّق في المتاجر والاستمتاع بالاستعراضات الفنية التي تقدّمها فرقة Royal Promenade.

المأكل والمشرب

يتوزع في أرجاء السفينة أكثر من 20 مطعماً تتراوح بين مطاعم الوجبات السريعة ومطاعم ثمار البحر والمطاعم الإيطالية والمكسيكية واليابانية الراقية، إضافة إلى أربع عشرة حانة تقدّم أفضل أنواع الكوكتيلات والمشروبات.

أُتيحت لي فرصة التلذذ بعشاء فاخر على طاولة الطاهي، وزيارة عدد من المطاعم الراقية على غرار “جيميز إيتاليان باي جيمي أوليفر”، و”تشوبس غريل” الذي يشتهر باللحوم، و”إيزمي” الذي يقدّم ما لذّ وطاب من الأطباق الآسيوية الأصيلة. وعلى طول “بوردووك”، وجدت أن الاستراحة الرياضية وصالة الألعاب النابضة بالحياة هي أروع ملتقى للعائلات حيث يمكن التلذّذ بأجنحة الدجاج، والبرغر والاستمتاع بالمباريات الودية من “مس باكمان”، و”ستار وورز باتل بود، و”آيس سكي بول” وغيرها من الألعاب الشيقة.

وفي محاذاة عربة “بوردووك” الشهيرة المصنوعة باليد، سوف يجد الصغار والكبار على حد سواء ضالّتهم في متجر “شوغر بيتش” للسكريات والآيس كريم الذي يجذبهم بجدرانه التي تعجّ بالسكريات المفعمة بالألوان الزاهية والآيس كريم والصلصات.

ولا ننسى طبعاً Bionic Bar حيث يُعِدّ رجلان آليان تشكيلة واسعة ومنوعة من المشروبات للزبائن بطريقة تجعلك تشعر أنك تعيش في العصر المستقبلي. يكفي أن تسجّل طلبك على لوحة الكترونية وتظهر أمامك شاشة تعرض لك وقت الانتظار المتوقع، والمكونات الموجودة داخل المشروب الذي طلبته. لذا، مهما كنت صعب الإرضاء في المأكل والمشرب، أنا على ثقة تامة بأنك ستجد ما يرضيك على متن السفينة Symphony of the Seas.

العروض الترفيهية

عند الإبحار على متن هذه السفينة العملاقة، يستطيع المسافرون الاستمتاع بعروض مسرحية مستوحاة من برودواي، وعروض غطس من ارتفاعات عالية تُقام في حوض “أكواثياتر” في الهواء الطلق حيث استمتعت شخصياً بمشاهدة الألعاب البهلوانية والغطس من ارتفاعات عالية في أكبر وأعمق حوض للمياه العذبة في البحر.

كما تتوافر على متن الباخرة عروض الخفّة والكوميديا لضمان أوقات ممتعة تناسب العائلات والراشدين. يستعرض الفنانون مهاراتهم ليبهروا الحضور بمجموعة عروضهم الترفيهية الاعتيادية، وقد يفاجئونهم ببعض المبادرات العفوية لذكريات ممتعة لا تُنسى.

أما عشّاق الموسيقى فلن يخيب ظنّهم إذ سيستمتعون بأوقاتهم على وقع أنغام الموسيقى الحيّة المتنوعة في كل أنحاء السفينة، ورقص السالسا والاستماع إلى أغاني منسّق الموسيقى قرب حوض السباحة...

سفينة صديقة للبيئة

لطالما انتُقد قطاع الرحلات البحرية بشكل لاذع بسبب الأثر السلبي الذي تتركه السفن على البيئة، وما تولّده من نفايات الركاب والنفايات السائلة التي تنتجها محركاتها الضخمة. لذا، حرصت شركة رويال كاريبيان إنترناشيونال على تحسين التزامها بتحقيق الاستدامة من خلال مبادرة “الامتثال لممارسات الحفاظ على البيئة” Above and Beyond Compliance.

والسفينة لا تخلّف وراءها أية نفايات، إذ تعتمد سياسة إعادة التدوير وتحظّر استعمال القشّات البلاستيكية على متنها.

الجناح العائلي الفخم The Ultimate Family Suite

أعتقد أن الجناح العائلي المتوافر على متن

Symphony of The Seas هو مدعاة فخر للقيّمين على تلك السفينة. فهو ينافس أرقى الأجنحة المتوافرة في أهم الفنادق العالمية، إذ يمتدّ الجناح على مسافة 1346 قدماً مربعة، ويتسع لعائلات يصل عدد أفرادها إلى ثمانية في غرفتَي نوم، وهو معدّ لإرضاء الأهل والأولاد من كل الأعمار.

الجناح عبارة عن شقة رائعة مؤلفة من طابقين، متعددة الأقسام والألوان، فيها شاشة تلفزيون عملاقة، وجدار LEGO من الأرض إلى السقف، ومنزلق حصري من غرفة نوم الأطفال إلى غرف الجلوس في الأسفل، إضافة إلى طاولة للعبة الهوكي الهوائي وزوايا خفية للتسلية.

يُذكر أن الأولاد الصغار والمراهقين المقيمين في هذا الجناح العائلي يستطيعون الاستمتاع بالزلاقات المائية (water slides) وأحواض السباحة، وجدران التسلق (rock-climbing walls)، وغرف الألغاز (puzzle rooms) وغرف اللايزر، ويبدو أن هذه النشاطات تروق للكبار والصغار على حدّ سواء.

هل هذه المغامرة مناسبة للجميع؟

يتمثل شعار الباخرة Symphony of The Seas في إرضاء الجميع. فهي سفينة كبيرة وضخمة، ولكن الأجواء على متنها حماسية وتفاعلية، مما يزيد الودّ والألفة بين الركاب. ولا شك في أن كل واحد من ركاب هذه السفينة سيجد ما يحلو له، ويتناغم مع أسلوبه وشخصيته، لقضاء إجازة رائعة لا مثيل لها. بالفعل، يستطيع الشاب الذي يحب النشاطات الرياضية أن يمارس هواياته ويخوض مغامرات رياضية مذهلة. أما المرأة التي تحب الاسترخاء فيمكنها الجلوس قرب أحد أحواض السباحة والاستمتاع بأشعة الشمس الدافئة، ومن ثم التسوّق من المتاجر المتعددة المنتشرة في أرجاء الباخرة. لهذه الأسباب، تجذب السفينة Symphony of The Seas العائلات من كل الجنسيات والأعمار والثقافات نظراً للمعايير العالمية المتبعة على متنها والتي تضمن رضى جميع الركاب من دون استثناء.

لن أقول وداعاً...

ثلاثة أيام أمضيتها على متن سفينة

Symphony of The Seas، كانت أشبه بقصة من قصص الخيال. غادرت السفينة عائدةً إلى مدينة ميامي الأميركية وفي جعبتي قصص ومغامرات تستحق المشاركة، لكنني وعدت نفسي بأن أعود مرة جديدة إلى السفينة لقضاء عطلة استثنائية في عرض البحر مع عائلتي الصغيرة.


سفينة Symphony of The Seas بالأرقام

وزنها الصافي: 228081 طناً (أي ما يوازي 17 ألف فيل أفريقي كبير)

طولها: 362.1 متر، أي أطول من برج العرب

عرضها: 65.5 متر

عدد الطاقم: 2175 شخصاً من مختلف الجنسيات

عدد الركاب: 6780 شخصاً

عدد الغرف: 2759 غرفة

عدد الطوابق في الباخرة: 18 طابقاً

تكلفة تصنيعها: أكثر من مليار دولار

عدد القطع المستخدمة لبنائها: 500 ألف قطعة فردية، أي ما يعادل 27 ضعف عدد القطع المستخدمة لبناء برج إيفل.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077