مساحة من الخيال والابتكار في قالب عصري
النور الخارجي وزرقة البحر تغلغلا في الأرجاء من خلال واجهات الزجاج العملاقة
لهذا المسكن ميزة خاصة انطلقت منها المهندسة خليل. في الأصل هو منزل شبابي، بالإضافة إلى أنّ لمالكيه ثلاثة أولاد أرادوا أن يخصّوهم براحة وعملية مطلقة، محافظين على نبض الحياة لمدينة بيروت التي يشرف عليها المنزل في أحد الأبنية الفخمة للعاصمة. فالنور الخارجي وزرقة البحر المظلّل السماء تغلغلا في الأرجاء من خلال الواجهات الزجاج العملاقة والكثيرة التي أحاطت المنزل من كل الجوانب. ومن هنا كان استخدام الخشب الذي كانت له الحصة الأكبر من الديكور. وتقول المهندسة خليل: “استخدمت الخشب لإعطاء المساحة دفئاً، نظراً الى الواجهات الزجاج الكثيرة والألوان الباردة المستخدمة، خصوصاً في غرفة الاستقبال المستطيلة. وكان لا بدّ من لمسة تجعل المنزل متماسكاً، فأبقينا على لون الخشب الطبيعي تماشياً مع الأرض من الرخام الناشف وباقي المواد التي ظلّت خاماً، وقد أضفت على هذا الركن نكهة أعطت المساحة رونقاً ومعنى عملياً، إذ ضمّ رفاً من الخشب تعلوه المرايا بأشكال مستديرة وبيضوية إطارها من الحديد الأسود، وانغرست في جنبه قطعة مستطيلة من الحديد بلمسة هندسية فريدة”. وإلى جانب الرفّ المستطيل خزائن وسطها مفرّغ فصل بينها مقعد من الخشب نفسه للخزائن. هذا الخشب بتصميمه ولونه امتدّ إلى الصالونات.
حافظ السقف على طبيعته من دون الزخرفة والجفصين، ووضعت الإنارة مخفيّة من خلف الجدران
في هذا الركن، العملية طاغية في قالب من الأناقة، فالصالون يُستخدم كغرفة جلوس أيضاً. ومن هنا وضع الأثاث الناعم التصميم وبخطوط واضحة وألوان زاهية من البيج والأبيض والأخضر الزاهي في بعض اللّمسات، إلى جانب الأسود: “تعمّدت استخدام هذه الألوان التي خدمت الجوّ المريح المنشود وطراز المنزل العصري، وقد ساهم الأثاث الناعم التصميم، ولكن المبتكر من ماركات إيطالية معروفة في عالم الديكور، في هذه اللمسة الفاخرة والعملية. وتعمّدنا استخدام الألوان الموحّدة والزاهية إلى جانب الستائر من الفوال الأبيض، كما أنّ الطاولات في الوسط وضعت متحرّكة يمكن التحكم بها وتوزيعها بالطريقة المناسبة. كما أنّ الطاولة في الصالون الأبيض بيضوية الشكل بلونها الزاهي، وليست مربّعة وكبيرة لتحرير المساحة ما أمكن من الثقل”.
وحدها جلسة صغيرة اتّسمت بلونها الداكن ولكن بتصميم بسيط وناعم أعطت المكان دفئاً من دون تحميله ثقلاً في الأثاث. واللافت هنا هو شاشة جهاز التلفزيون الكبير الحجم الذي احتلّ وسط الجدار من المكتبة الخشب، فتتحوّل عندما يُطفأ التلفزيون إلى مرآة كبيرة تحافظ على الشفافية المنشودة. أما السقف فقد حافظ على طبيعته من دون الزخرفة والجفصين، ووضعت الإنارة مخفيّة من خلف الجدران ومن الأرض.
وقد صمّم المطبخ بحيث يمكن استخدامه في وجهتين، إما أن يكون مخفياً، أو تابعاً للصالونات ضمن المساحة المفتوحة.
ديكور من الخشب عبارة عن رفوف مفرّغة توسّطت المساحة المفتوحة بين الصالونات وغرفة الطعام ضمّت مجموعة من الأواني وكادرات الصور لأفراد العائلة، تفصلنا بطريقة فنيّة عن غرفة الطعام التي تحكي قصّة من الرقي والفخامة في قالب من العصرية الفائقة. فالطاولة المستديرة بلون زاهٍ وركائزها كما المقاعد باللون الأسود. المقاعد من البلكسي اللمّاع ركائزها من الكروم. واحتلّت الجدار المقابل لها لوحة عصرية بألوان متناسقة مع المكان من الأسود والأبيض. وتوشّى المكان أيضاً بلوحات عدة توزّعت بين الصالون وغرفة الاستقبال والممرّ الذي يقود إلى غرف النوم.
في هذا الجناح، العملية والراحة هما الحاضر الأكبر. جزء من الغرفة الماستر تحوّل إلى غرفة جلوس بألوان السرير من البيج والأبيض. وتخلّلت هذا الركن أرجوحتان تدلّتا من السقف بواسطة حبال بيج، وقد احتلّت الأرض الباركيه الزاهية هذا الركن.
انتهت الجولة في هذه المساحة العصرية المبتكرة، ولم ينتهِ الخيال من رسم مزيد من الصور على غرار ما ابتدعته أنامل المهندسة خليل.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024