ولادة تجمّع 'صوت المرأة' ليعلن للمجتمع...
«صوت المرأة» هو تجمّع نسائي جديد ظهر حراكه المجتمعي إلى النور في كانون الأول/ديسمبر الفائت ويضمّ الكثير من التكتلات الناشطة والفعالة والداعمة للمرأة والمؤمنة بدورها الإيجابي في المجتمع الخليجي عموماً والكويتي خصوصاً. لم يكن هذا التجمّع وليد لحظة بل ظلّت هذه التكتلات تعمل على ولادته في صمت لفترة طويلة حتى ظهر أخيراً. وهو يدعم المواطنات للمطالبة بحقوقهن و ممارسة دورهن السياسي والاجتماعي، وينادي بأن تكون نساء الكويت الصامتات هن «الصوت العالي» الصادح بالحق، معلنات من خلاله رفضهن لكل ما يدور في الساحة السياسية من تشتت وفرقة في ظل الصراع السياسي، الأمر الذي ينعكس سلباً على الكويت وشعبها... عن أسباب ولادة مثل هذا التجمع وقيامه كان هذا التحقيق.
في البداية حدثتنا رئيسة اللجنة المنظمة لتجمّع «صوت المرأة» دلال النصف، قالت: «من منطلق أن المرأة كما عهدها تاريخ الكويت كانت حجر الأساس في بناء الوطن منذ الأزل، ولم ولن تتوانى عن خدمة وطنها في كل المواقع والأزمنة وخصوصاً أيام الشدة، ومن منطلق أن دورها مشهود في تاريخ الكويت القديم، انبثق هذا التجمع النسائي الذي يجمع العديد من التكتلات النسائية مثل «حب الوطن» و«لبيك يا وطن» و«كويتيات» و«اشراقة وطن» و«الشباب والمستقبل» و«بنات الكويت» و«كويتنا الحرة»، وذلك لحض المرأة على ممارسة حقها السياسي والاجتماعي إيمانا بأن المرأة لها دور فعال في المجتمع. عملنا على هذا المشروع لفترة طويلة وفي صمت حتى خرج إلى النور مع بداية انتخابات مجلس الأمة الحالي في كانون الأول/ديسمبر الفائت. وبالفعل نظمنا أول مهرجان خطابي نسائي ضم فئات كثيرة من الكويتيات لتوعيتهن على أهمية المشاركة في الحياة السياسية من خلال صناديق الانتخابات. وتكلل نجاحنا بوصول الدكتورة معصومة المبارك وصفاء الهاشم والمحامية ذكرى الرشيدي إلى مجلس الأمة».
وأضافت أنه «في ظل الأوضاع الراهنة أصبح لزاما علينا تأدية الواجب الوطني تجاه الكويت الحبيبة، لذا قررنا إنشاء هذا التجمع، لنؤكد أن المشاركة في الحياة السياسة إرادة شعبية، وتقييد هذا الحق يعتبر جريمة سياسية تجاه المرأة».
ودعت النصف نساء الكويت كافة للانضمام إلى هذا التجمع الذي سيواصل سعيه لبناء الكويت الجديدة وتنميتها في كل المجالات، متمنية التوفيق للمرأة في شتى المجالات.
الوزّان
ومن جانبها، قالت عضو تجمع «صوت المرأة» هند الوزّان إن «هذا التجمع يضم كتلاً نسائية عدة، تجمعت لتكون صوت الغالبية الصامتة من النساء، ولتشارك بإيجابية في إحياء هوية الكويت التاريخية التي قامت على تراث من الوحدة الوطنية والتسامح والوسطية. وحتى الآن نظّم التجمع حدثين كبيرين أولهما المهرجان الخطابي النسائي الذي يعد أكبر المهرجانات الخطابية، والثاني الاحتفاء بالنساء اللواتي دخلن البرلمان». وأضافت الوزان: «صوت المرأة سيكون منذ اليوم عالياً مدوّياً مجلجلاً سيقلب الموازين ويعدل المسار، لأنها الأكثرية عدداً والغالبية تفوقاً في كل مخرجات التعليم»، داعية جميع نساء الكويت «للمشاركة في هذا التجمع، ليكون شاهداً على وجود المرأة وفاعليتها وتفاعلها مع الأحداث ولتشارك في بناء الكويت الجديدة المتمثلة في كويت الحب والأمن والاستقرار». وشددت على ضرورة أن تضطلع «المرأة بدورها الفاعل في بناء كويت الغد، انطلاقا من الشرف العظيم الذي نالته من خلال تكريمها في كتاب الله ورسوله الأمين، للمساهمة في تعزيز الفكر الإسلامي الوسطي».
ولفتت إلى أن سيدات التجمّع سيعملن على إحياء الثوابت الكويتية والتقاليد الأخلاقية الموروثة، وتعزيز الولاء للكويت، وترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية، ونشر الثقافة المدنية المدافعة عن سيادة القانون، والدفع بعجلة الحراك الاجتماعي في طريق التطور والتقدم والرقي، والسعي للإصلاح الشامل بكل صوره وأشكاله، لجعل الكفاءة المعيار الأساسي للتفاضل.
القحطاني
أما ممثلة كتلة «بنات الكويت» المهندسة يسرى القحطاني فقالت: «ما تمر به الكويت لم يدع لأي إنسان عذرا لعدم المشاركة الفعالة والإيجابية، لهذا انضممنا نحن تكتل «بنات الكويت» إلى تجمع «صوت المرأة» لنضم أصواتنا إلى أصوات كل سيدات الكويت في الإعلان عن رفضهن لكل ما يدور في الساحة الكويتية من تفرق وتشتت. ففي هذا التجمع نهدف جميعنا إلى إيصال رسالة تتلخص في انه آن الأوان للمرأة الصامتة أن تشارك في أعمار الكويت برأيها وجهدها كمواطنة».
وأضافت: «نسعى من خلال هذا التجمع لنهضة كويتية شاملة تقوم على تحديث الفكر الوسطي، وتجديد الثقافة المدنية، وفتح آفاق الكويت للتطوير والابتكار بما يحقق رقيها وعزتها، والمطالبة باحتواء الشباب وفتح الفرص أمامه، وذلك برعاية المواهب والاحتكام إلى المقدرة وحدها. فنحن صوت المرأة التي قبلت أن تكون خلف الصفوف تعمل بصمت وتنجز دون إعلان، تاركة زمام القيادة لغيرها، المرأة الصامتة التي تعودت أن تسمع ولا تقول، لكن حان الوقت لان يسمع الجميع الآن صوت المرأة».
السليمان
ومن جانبها، تجزم فوزية السليمان من كتلة «اشراقة» بأنه آن الأوان للمرأة الكويتية «التي تشكل أكثر من نصف المجتمع أن تتحرك وتأخذ دورها في الريادة»، مطالبة النساء الكويتيات بأن يشاركن في عملية التخطيط هذه لإيجاد تصور يساعد على النهوض بالكويت.
ولفتت إلى أن الهدف من الالتحاق بتجمع «صوت المرأة» هو المساهمة في إعمار جميع الميادين التربوية والصحية والاجتماعية واستثمار البشر بشكل إيجابي، مؤكدة أن تجمع «صوت المرأة» سيكون تكتلاً معبراً عن الغالبية الصامتة التي تمثّلها المرأة.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024