تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

الشيف بوبي شين: TOP CHEFرحلة في عالم الثقافات

الشيف بوبي شين

الشيف بوبي شين

هو صاحب شخصية كوميدية تساوي بالنسبة إليه التراجيديا والوقت، يعتبر أن الكوميدية ربما تعود إلى شكله المختلف، ولكنه حاد أيضاً ولا يتراجع عن مواقفه بل يدافع عنها بالنقاش. الشيف المصري-الصيني بوبي شين، أحد أعضاء لجنة تحكيم برنامج “توب شيف”، يقول إنه إلى جانب الطبخ، يعزف الموسيقى ويكتب القصص، ويؤكد أنه يتعلّم من المشتركين خلال تصوير البرنامج. الشيف بوبي شين في حوار.


-  كنت تدندن، هل لديك مواهب أخرى الى جانب الطبخ؟
أعزف موسيقى الروك أند رول والبلوز... وأكتب قصصاً فكاهية، كما أنني سفير للسياحة الفيتنامية في الاتحاد الأوروبي. كنت أملك ثلاثة مطاعم، واحد في لندن واثنان في اليابان ولكنني تخلّيت عن هذا العمل منذ ثلاث سنوات وأخذت إجازة طويلة. أعمل في “توب شيف” لشهرين متواصلين في السنة، وأنظّم حفلات لأسبوعين في السنة، وبالتأكيد هذا ليس عملاً كافياً بالنسبة إليّ، لذلك أتحضّر للمرحلة المقبلة. أستطيع الكتابة، لكن لا يمكنني أن أجني مدخولاً منها، علماً أن الكتابة أحد الفنون المهمة، ولكن ما من مقابل مادي لقاء هذا النوع من الفنون.

- هل يمكن أن تترك الطبخ من أجل الكتابة؟
لا، أنا أطبخ لأنني أحب هذه المهنة، وأدرك جيداً المشاعر التي تنتاب الشيف الذي يمضي ليله وهو يطبخ ويتحضّر ليوم كامل قبل الحفلة، وعلى الرغم من ذلك يبدو العاملون في هذا المجال سعداء. والدتي لها من العمر 74 عاماً، ولا تحب تحضير الطعام، فمنحتني فرصة أن أطبخ بدلاً منها، وأستمتع كثيراً حين أرى الآخرين يتلذّذون بتناول أطباقي.

- أيّهما يهمّك أكثر: أن تجعل ضيوفك سعداء أم أن تكون أنت سعيداً؟
أكثر ما يهمّني هو سعادة الضيوف، وأن أطبخ بشغف، فعندما أحضّر الأطباق لعدد من الزبائن في المطعم، ويعبّرون عن سعادتهم بأطباقي، ويشيدون بطعمها اللذيذ، فهذا مدعاة فخر لي ويُشعرني بالفرح والرضا التام. مثلاً حين يكتب أحد كلمات أغنية أو سيناريو فيلماً أو ينظم شِعراً، فإنه يستغرق وقتاً طويلاً حتى يلمس نتيجة عمله ويعرف أصداءه لدى الناس، وهذا بخلاف الطبخ حيث يتعرف الطاهي على آراء الناس منذ اللقمة الأولى.  

-  كيف تصف الموسم الثالث من “توب شيف”؟
أنا ممتن لجميع الذين أعمل معهم وأقدّر جهودهم، وهنا لا أتحدث عن الشيف منى والشيف مارون فقط، بل فريق الإنتاج كلهم، فإذا شعرت بالتعب، أحصل على إجازة أرتاح خلالها، بينما هم يتابعون العمل لأشهر متواصلة، وبعد الانتهاء من تصوير الحلقات يتولون عملية المونتاج ليصبح البرنامج جاهزاً للعرض على الشاشة. أنا سعيد حقاً بالعمل مع MBC.

- ذكر الشيف مارون خلال المؤتمر الصحافي أن أشخاصاً عدة التحقوا بمجال الطبخ بعد البرنامج، هل يسعدك اكتشاف مواهب جديدة في الطبخ؟
بالتأكيد. عندما نشاهد “توب شيف”، نسأل أنفسنا، لو خضعنا نحن للاختبار في البرنامج، هل كنا صمدنا في وجه الضغط الذي يعيشه المشتركون؟ مثلاً، يتدرّب العازف على الموسيقى للعزف أمام ثلاثة آلاف شخص، لكن ما إن يصعد إلى المسرح حتى يشعر بالتوتر والارتباك. أنا لا أطبخ لكنني أشعر فعلاً بالضغط. عندما توزع الشيف منى المهمات على المشتركين وتحدّد نوع التحدّي الذي عليهم خوضه، أفكر لو أنني كنت مكان أحد المشتركين كيف سأواجه التحدي، فهو صعب جداً، خصوصاً أن لا وقت كافياً لديهم للتفكير والاستعداد للبدء بتنفيذ التحدي ما إن تعلن الشيف منى عنه. المشاركة في البرنامج تتسم بالصعوبة.

- هل فاجأك أحد في هذا الموسم؟
فاجأني الجميع إيجاباً. لكن أتضايق عندما أجد مشتركاً يدرك جيداً كيفية تفاعل المكونات والنكهات مع بعضها البعض، ويخطئ عند الاختبار، ثم يحاول تبرير خطئه... مما يفقدني صبري حد الإحباط.  

- ما أهمية أن يتمتع الشيف بالحس الكوميدي؟
يجيب ممازحاً... مع مرور الوقت، أصبحت الكوميديا توازي التراجيديا. ربما شكلي غريب نوعاً ما.

- كيف تصف الشيف منى؟
هي شخصية فريدة من نوعها، قلبها كبير، وتفرح لنجاح أي شخص. منى لا تمثّل، بل تظهر بشخصيتها الحقيقية في البرنامج. نتضايق جميعاً ونتعاطف مع المشتركين لأننا نرغب بتشجيع مهنة الطبخ. يتّهمنا الجمهور بالقسوة أحياناً وبأن تعليقاتنا غليظة، ولكنها واقعية، فهل نكذب؟ تتعاطف منى مع المشتركين لأنها شغوفة بالطبخ، وتدرك أهمية هذه المهنة، كما أنها امرأة قوية، حساسة وأكثر خضوعاً لعواطفها من الرجل. ولا أنكر أننا جميعاً نتعاطف أحياناً ونحزن ولكننا نتماسك ونحبس دمعتنا، وأتضايق كثيراً لحال الشيف الذي شارك ولم يتمكن من تحقيق حلمه، لكننا سعداء بكل ما نقدمه.

- هل تجد صعوبة في التذوّق والحُكم على أساسه؟
الصعوبة تكمن في تذكّر كل المكونات، أو تذكّر الفارق بين الأطباق التي أتذوقها. مثلاً يمكن أن أتذوق طبقاً متكاملاً ولذيذاً، ويقدّم شخص آخر طبقاً مماثلاً بمكونات ومقادير مختلفة، لكن أيّهما الأهم: المكونات أم النكهة؟ هنا تكمن الصعوبة. نحن ثلاثة حكام، قد لا نتفق في الرأي، ويمكن أن ندافع بشدة عن مواقفنا، حتى منى تدافع بقوة عن موقفها، ومثلها مارون، أما أنا فلا أتصرف بديبلوماسية، وأصرّ على عدم تغيير فكرتي والدفاع عنها حتى النهاية.

- كيف تدافع عن موقفك؟
بالنقاش، وسيبدو هذا واضحاً في إحدى حلقات الموسم الثالث. إذ دافعت بشراسة عن فكرتي.

- هل سنرى وجوهاً جديدة في البرنامج؟
لا أعلم، وكل ما أعرفه أن البرنامج سيكون ممتعاً ومسلياً مع ما يتطلب ذلك من جهد. والبرنامج رحلة في عالم الثقافات، وسيشارك فيه طبّاخون من مختلف دول العالم. أنا أتعلم الكثير من المشتركين، سواء في ما يتعلق بثقافة بلدانهم أو أطباقهم التقليدية التي يصطحبونها معهم إلى البرنامج، فتتلاقى بذلك الحضارات وتتنوع الأفكار.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080