تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

المرأة تحرس الحدود الدولية السعودية

للمرأة السعودية العاملة في حرس الحدود دور كبير ومميز في حفظ الأمن على الحدود السعودية، ولها بصمات واضحة ومؤثرة على مسيرة العمل في أمن الحدود الدولية. والقوة الناعمة المتمثلة في المرأة السعودية العاملة في حرس الحدود، موجودة في أماكن القسوة والعمل الشاق، غير أن تمكينها والعناية بالإستراتيجيات ومن ثم بالخطط الفاعلة لتطوير طاقاتها، وصقل خبراتها، سوف تمثل الداعم الأكبر لتمكينها من أداء دورها، والقيام بمسؤولياتها، والذود عن بلادها. «لها» التقت الأكاديمية السعودية الدكتورة حصة السيف التي تحدثت عن دور المرأة السعودية في تحقيق الوظيفة الأمنية على الحدود الدولية.


- ما دور المرأة السعودية في تحقيق الوظيفة الأمنية للحدود الدولية؟
يعتبر وجود المرأة في حرس الحدود في المملكة العربية السعودية امتداداً لدور الصحابيات، ومن سبقنها من نساء المسلمين، اللواتي سطرن صفات مشرقة في تاريخ الإسلام، بما قدمن من أدوار جليلة لخدمة الإسلام والمسلمين، والمحافظة على موطنه من العبث أو المفاسد، والسهر وبذل الجهد في تنشئة الأجيال وتربيتهم التربية الصالحة في طفولتهم، ثم الحرص على تنمية عقولهم مربيةً فاضلة في دُوْر العلم، والحفاظ بعد الله على صحتهم طبيبة في المستشفيات، وبانية لمعاقلهم النفسية والجسدية جنباً إلى جنب مع الرجل، في كيان الأسرة، دون أن يغيّر ذلك من خصوصيتها أو يفقدها لأنوثتها وفضيلتها.

- ما طبيعة عمل المرأة في مراكز الحدود الدولية وما الرتب العسكرية المحددة لها؟
تعيّن المرأة في المديرية العامة لحرس الحدود في رتب عسكرية وترقَّى وفقاً للضوابط والنظم نفسها التي تطبق على العنصر الرجالي. إن الرتب المعينة فيها المرأة في الوقت الحالي هي: عريف، جندي أول، جندي، في إحدى الإدارات والأقسام التابعة لحرس الحدود، كإدارة الأمن والاستخبارات، أو الشرطة العسكرية، أو مراكز المطارات التابعة لحرس الحدود، أو وحدات أمن الموانئ. وتتولى خلال ذلك مهمة مشرفة تفتيش، أو مفتشة وسجانة، أو تعمل في مجال الأمن والاستخبارات.

- ما المؤهلات العلمية المطلوبة لعمل المرأة في مراكز حرس الحدود؟
المؤهلات العلمية المطلوبة لمن ترغب في الالتحاق بالعمل ضمن حرس الحدود، هي شهادة الثانوية العامة، مع شرط اكتسابها اللياقة البدنية الجيدة، الحصول على دورات في التفتيش والوسائل الآمنة للقبض على النساء المخالفات للأنظمة. ويقوم عملهن على الفطنة، وحسن التصرف، ومدى القدرة على التمييز بين نوعية ونوايا من تتعامل معهن. في حين لا يتطلب عملهن دراية تقنية عالية، إذ تستخدم المفتشة أسلوب التفتيش اليدوي، أو تستخدم جهاز تفتيش مخصصاً لأداء مهمة التفتيش على المقبوض عليهن، ولكن قد تستخدم جهاز حاسب آلي في عملية التسجيل والمتابعة والتواصل مع الإدارات، وأثناء إعداد التقارير في حالة طلب منها ذلك. ويتطلب عملها معرفتها بوسائل التهريب التقنية الحديثة التي يمكن أن تكون بحوزة المخالفات لنظام أمن الحدود اللواتي تتولى تفتيشهن.

- كم عدد السعوديات العاملات وما مؤهلاتهن العلمية؟
95 سعودية يعملن في حرس الحدود على رتب عسكرية مختلفة، 53 في المئة يحملن درجة البكالوريوس، و33 في المئة يحملن شهادات الثانوية العامة، بينما تتراوح نسب من يحملن شهادة الكفاءة المتوسطة والمرحلة الابتدائية بين 8 و4 في المئة .

- كم نسبة الحاصلات على دورات تدريبية؟
للأسف 97 في المئة من العاملات في حرس الحدود لم يحصلن على دورات تدريبية في مجال عملهن. بالطبع من المهم إلحاق العاملات في مجال حرس الحدود بدورات تدريبية في مجال عملهن، لما  لذلك من أثر مباشر على إتقانه، وتقبّل صعابه، واتساع دوائر تطبيقاته، وتنمية مهاراتهن ورفع كفاءتهن لمواجهة التطورات التي تطال المرأة في العالم، والتي قد يحرص مخالفو القانون على إتباعها مع السيدات اللواتي يتعاونّ معهم.  كما يساهم التدريب على رأس العمل في تطوير المتغيرات المطلوب إحداثها لديهن، والمتعلقة بمعلومات وخبرات أداء وسلوك العاملات في هذه المهنة، سعياً منا لإعدادهن لشغل وظائف أعلى، وأداء واجباتهن بكفاءة عالية.

- هل هناك واجبات  ومسؤوليات محددة للعاملات في حرس الحدود؟
نعم، منها المشاركة في عمليات المداهمة والقبض على النساء المخالفات لنظام أمن الحدود، والوجود أثناء استجواب النساء المخالفات لنظام أمن الحدود حسب الحاجة، وتفتيش النساء في مواقع القبض في حالات التهريب والتسلل، وحراسة النساء أثناء عملية النقل من مواقع القبض إلى مواقع التوقيف في وحدات وقطاعات حرس الحدود، وكذلك إلى سجن الأجهزة الأمنية الأخرى أو المستشفيات، والتأكد من هويات المسافرات عبر مطارات ومهابط حرس الحدود وتفتيشهن مع تفتيش الأمتعة المصاحبة، والقيام بأعمال البحث والتحري عند الحاجة.

 

- هل يتطلّب عمل المرأة السعودية في حرس الحدود وجودها بشكل مستمر على الحدود؟
لا يتطلب العمل وجودها المستمر في معظم مراكز الحدود، خصوصاً النائية منها كمركز عردة على سبيل المثال، بل يكون عند الضرورة، وفي أوقات الذروة، كمواسم الحج والعمرة، أو عند تعرض بعض دول الجوار لظروف طبيعية أو سياسية أو اجتماعية تنتج عنها هجرات غير نظامية، أو في حالة إدراك حرس الحدود للحاجة لهن، كتعرض الحدود لمهددات مباشرة ذات علاقة بالتهريب أو التسلل، ووجود عناصر نسائية ذات علاقة بها، أو تنكر بعض الرجال بلباس النساء. أما حين يتطلب العمل في بعض المراكز وجودهن بصفة مستمرة، فيكون ذلك بتناوبهن للعمل في ساعات الليل والنهار، خصوصاً في الموانئ والمطارات والمنافذ البرية، ذاتً النشاط التجاري أو السياحي.

- كيف يتم توزيع العاملات في مراكز الحدود الدولية؟
يتوزع عمل حارسات الحدود الدولية في المملكة العربية السعودية على تسع مناطق إدارية من المناطق الإدارية الثلاث عشرة للمملكة، بالإضافة إلى  مراكز مطارات الربع الخالي التابعة لحرس الحدود كمطارات عردة، وذعبلوت، والبطحاء، وأم الملح وغيرها، إلى جانب إدارة شؤون الطيران في مدينة الرياض.

- كيف ترين ارتفاع الوعي والإقرار بدور المرأة في تعزيز الأمن في السعودية؟
مشاركة المرأة في حرس الحدود مهمة وفعالة للمرأة في العالم قاطبة، وفي المملكة العربية السعودية خاصة، بصورة مباشرة وجلية وواضحة وملموسة، في المحافظة على الأمن المجتمعي، ومن ثم السياسي.  ويشكل قرار مجلس الأمن رقم (1325) حول المرأة والسلام والأمن نقطة مرجعية مهمة، رغم أن الكثير من العمل في هذا المجال مازال ضرورياً على كل المستويات، للعمل على تنمية هذا الدور الأمني للمرأة. وتترتب على هذا الدور الريادي للمرأة في المملكة العربية السعودية إيجابيات عديدة، ليس أقلها التنمية المستدامة التي تعد مفتاحاً وطريقاً للوصول إلى عالم مستقر، وإيجاد معادلة صحيحة تجمع بين النمو الاقتصادي الذي تتمتع به المملكة العربية السعودية، ولله الحمد، والتقدم الاجتماعي. وتبدو المترتبات على عمل المرأة في حراسة الحدود الدولية كمتوالية هندسية، كلما نما أحدها بث القوة والعزيمة في ما يليه، ليكون أكثر نمواً وفاعلية بما يتولد عن الأمن الاجتماعي من أمن اقتصادي تتبعه تنمية مستدامة.

- ما مدى خطورة عمل المرأة في حرس الحدود؟
العمل يحمل في طياته أخطاراً عدة، تتفاوت حدتها بتفاوت المواقف التي تتعرّض لها المرأة في محيط عملها، والتي تبدو أكثر وضوحاً في المراكز الحدودية النائية، أو تلك التي تقع في مناطق حدودية تتميز بخطورتها، وخطورة عابريها ومراوغتهم.

- هل يتعرّضن لمشاكل أو تطاولات تسيء إليهن؟
يمكن أن تطال حارسة الحدود ألفاظ تسيء إليها، وقد وتتعرض لدى قيامها بالتفتيش اليدوي لمعارضة تصل أحيانا إلى حد ضربها، واستعمال الصراخ الذي يثير بلبلة في أماكن التفتيش، وخاصة أن المتسللات في كثير من الأحيان يحملن أسلحة بيضاء كالسكاكين والمقصات، وبعض الأدوات الزراعية الخفيفة، لمنع المفتشات من أداء واجبهن. كما تواجه المفتشات، مضار تفتيش المريضات بأمراض معدية.

- ما أنواع المخالفات التي اكتشفتها مفتشة حرس الحدود ؟
تمكنت حارسة الحدود بعون من الله، ثم بالخبرة والعزيمة الصادقة، من ضبط مخالفات عديدة منها محاولات التسلل التي مثلت 63 في المئة من المخالفات التي تمكنت المرأة العاملة في حرس الحدود من ضبطها، تليها مشكلة تهريب النقود التي احتلت المرتبة الثانية بنسبة بلغت 24 في المئة من تلك المخالفات، بينما احتل تهريب المخدرات والقات بواسطة النساء نسباً تراوحت بين 8 في المئة للمخدرات و3 في المئة للقات.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078